|
|
تراتيل على أبواب نينوى
د. رزاق محمود الحكيم
في غسق الليل
تزاحمت الأوجاع على ذاكرتي
فخرجت إلى الشاطىء
ممتشقاً سيفاً هندياً
وعباءة يمني
وكتاباً أفغانياً
أقرأ فيه حكايات الفرسان
وأخبار الجن
واشعار أبي حسن الشيرازي
فلما أبحرتُ تزاحمتِ
الأمواجُ على كتفي
فهممتُ يأن أصطاد طيور النورس
وإذا بالزورق يقذفني
في جزر الأحلام
هناك تجمع آلاف النسوة
في أعينهن سهام الشيطان
وفي أيديهن سيوف الرحمان
وجاءت إحداهن وغلّقت الأبواب
وقالت : هل أنت غريب ؟
فتبسمتُ فلما أمنت
خلعت في التو عباءتها
فإذا هي ثعبان يسعى
هانحن الآن على عتبات الموصل
والشمس توارت عن أعيننا
عبثاً نبحث عن جذوة نور
فكل الأقمار توارت في حلك الظلمة
كل الأقلام تكسر فيها الحرف
فلم يبق سوى دال ودموع
ومدائن رحلت عنها الشمس
فلما أفلت نبتت فوق التل
" دواعش " للموت وأحزان وقبور
|
|
|
|
|