للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  دعوة للمشاركة والحضور           المؤتمر الدولي العاشر للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

على الطريق إلى ثورة لغوية - الحج

أ.د. يحيى جبر

اذا كان الحق للمعنى الذي وضحته أمس، فإن الحج ينصرف لمعنى قريب (إذ اختلف الحرفان الثاني والثالث؛ ج. ج ) والجيم تشبه القاف، وبعض العرب يوحدون بينهما في الجيم المصرية، فكلمة حج مثلا يلفظها المصريون، تماما مثلما يلفظ البدو كلمة حق، ومن هنا تقاربت الدلالتان، إلا أن الجيم أشد في دلالتها على الشدة والإمساك، تعالوا ننظر في ما يلي:

حجأ بالشيء تمسك به  والتزم به  وهذا من الشدة

حجا: نقول: هذا وعاء لا يحجو الماء؛ أي لا يمسكه، وفي الحديث: مَن بات على ظَهر بيتٍ ليس عليهِ حَجًا فقد بَرِئَتْ منه الذِّمّة؛ أي سور على سطحه خوفا من السقوط (تصوينة)، والمحجا هو الملجأ، ومنه جاء الحجا بمعنى العقل، لأنه يحمي صاحبه من الانحراف ، بل لعل الحجا الجمجمة التي تمسك الدماغ كالوعاء الذي يمسك الماء ونحوه، وهذا كله لعلاقة بالشدة والإمساك.

حجب الشيء عنك: ستره، وجعل من دونه ما يمسكه عنك، كالجبل يحجب عنك المشس.

والحج: من الحِجاج، وهو العظم فوق العينين، وهو شديد يحفظهما، ومنه جاء الحج بمعنى القصد والزيارة بشكل مطلق، لأنك حين تقصد مكانا تجعل ذلك العظم في اتجاهه، كأنك تمسكه بحجاجيك إذ تصوبهما شطره (كالاتجاه مشتق من الوجه) ومن هنا تولدت المحاججة، بمعنى ( الدليل مقابل الدليل) لأن المتحاجَّين لا يفعلان ذلك إلا ووجهاهما متقابلان؛ حِجاج هذا مقابل حجاج ذلك، ثم خُصّ الحج بالفريضة المعروفةعلى طريق تخصيص الدلالة وقصرها، ونحن حين نقصد مكة المكرمة نجعلها نصب أعيننا ونصوّب إليها حجاجنا.

والحجر، فيه من الشدة والإمساك ما فيه، كذلك العظم، بل أكثر.

والحجز؛ فهو إمساك، كالحجر ( الصحي)

والحجفة ترس من جلود يشدون بعضها فوق بعض يتقي بها المحارب، ولا تكون إلا متماسكة.

والحجم  هو ما انطوى عليه الجلد وتماسك عليه، ولذلك يسمون الجلد مَسكا، لأنه يمسك فيه، ومنه الإحجام: عدم الإقدام، كأنه انشداد للخلف، فأنت تمسك نفسك عن التقدم،  ومنه الحجامة، مص الدم بقرن كبش أو نحوه، فالدم الممصوص يحتقن في القرن، فهو يمسكه بداخله، ولا نتمكن من امتصاص شيء ما لم تكن أداة المص محكمة تمسك ما يخرج منه.

والحجن أن تعقف العود، كأنك تريد أن تماسك بين طرفيه، ومنه المحجانة، العكاز، لأنهم يعقفون طرفها لنتوكأ عليه.  وحجن بالشيء بخل به، أي تمسّك به.

والحجل القيد، وهو إمساك، ومنه حجول المرأة،  الخلاخيل في رجليها، وهي تمسك الساق كالقيد، والحجَلة القبة تكون من جلد تستتر بها المرأة، فكأنها تقيدها... والحجل الطائر المعروف، لشدة جسمه وعدم مقدرته على التحليق طويلا فكأنه مقيد. وفلان يحجل؛ يمشي كأنه مقيد أيضا.

إذا اقتنعت بما قرأت فعلّم اللغة وفقا لهذا المنهج، حينئذ يمكن أن تكون شريكي في الثورة اللغوية

هذا والله أعلم

التعليقات
الأخوة والأخوات

نرحب بالتعليقات التي تناقش وتحلل وتضيف إلى المعلومات المطروحة عن الموضوعات التي يتم عرضها في الصحيفة، ولكن الصحيفة تحمل المشاركين كامل المسؤولية عن ما يقدمونه من أفكار وما يعرضون من معلومات أو نقد بناء عن أي موضوع. وكل ما ينشر لا يعبر عن الصحيفة ولا عن المؤسسات التي تتبع لها بأي شكل من الأشكال. ولا تقبل الألفاظ والكلمات التي تتعرض للأشخاص أو تمس بالقيم والأخلاق والآداب العامة.

الاسم
البلد
البريد الالكتروني
الرمز
اعادة كتابة الرمز
التعليق
 
   
جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية