الهوية الوطنية وقيم الولاء والانتماء للوطن برنامج متكامل تتبناه القيادة العامة لشرطة دبي

«الهوية الوطنية وقيم الولاء والانتماء للوطن»؛ برنامج متكامل تتبناه القيادة العامة لشرطة دبي، ليس فقط على مستوى البرامج والأنشطة التي تنظمها الإدارة العامة لخدمة المجتمع؛ وتستهدف بها طلبة المدارس للمساهمة في خلق الشخصية الوطنية الواعية والمتكاملة، بل يمتدّ همَّها الوطني في هذا النطاق، ليحصد العديد من الأفكار والبرامج المبتكرة، التي توفرها داخل مبنى القيادة أو خارجها، من خلال فريق متخصص لنشر وتعزيز الهوية الوطنية.

هذا ما أكده المقدم الدكتور عبدالرحمن شرف محمد نائب مدير إدارة خدمة التدريب الدولي بالوكالة، عضو فريق دعم الهوية الوطنية في شرطة دبي، موضحاً أن حرص شرطة دبي على تعزيز ملامح الانتماء والولاء لدى مختلف شرائح المجتمع، يأتي انسجاماً مع المبادرة التي أطلقها سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، عام 2008، وتهدف إلى دعم الهوية الوطنية لدى الجهات الحكومية في الإمارة، لافتاً إلى أن شرطة دبي كانت قد فازت بجائزة برنامج دبي للأداء الحكومي المتميز العام المنصرم، كونها الجهة الأكثر التزاماً بالهوية الوطنية، وتعتزم الاحتفاظ بالجائزة العام الجاري أيضاً.

أربعة معايير

وقال المقدم عبدالرحمن شرف إن جائزة «الجهة الأكثر التزاماً بالهوية الوطنية» تتضمن أربعة معايير أساسية: اللغة العربية، والاهتمام بالمظهر العام، والمبادرات المجتمعية، والتوطين، وإن القيادة العامة تحرص على تطبيق هذه المعايير معاً، حيث تستخدم اللغة العربية في كل المراسلات الرسمية الصادرة عن القيادة، بغض النظر عن جنسية الجهة المتلقية، وتنظم الدورات التدريبية والبرامج الأكاديمية وأنظمة العمل باللغة العربية، كما تعطى الأولوية في البيانات الصحافية الصادرة عنها لوسائل الإعلام الناطقة بالعربية، بالإضافة إلى توفير المعلومات التي يحتاجها المستهلك باللغة العربية، وأيضاً تنظيم المبادرات والأنشطة الهادفة إلى إبراز المبدعين في اللغة الأم، وتسمية المبادرات والأنشطة والإصدارات بلغة الضاد، والابتعاد عن المسميات الدخيلة.

26 مكتبة

غير ذلك؛ التزمت شرطة دبي باعتماد اللغة العربية في توقيع جميع اتفاقياتها ومذكرات التفاهم. فيما بلغ عدد المكتبات التي تضمها مباني القيادة 26 مكتبة، تحتوي على 50327 كتاباً ناطقاً بالعربية، وخصصت 12 دورة تدريبية في صياغة وتحرير الأخبار، وبادرت كذلك إلى تحويل نظام صرف تذاكر السفر «طلبات الشراء المحلية» من اللغة الإنجليزية إلى العربية، وبذلك فهي تعد أول دائرة حكومية في إمارة دبي تقوم بهذا الحجم من التغيير.

ليس هذا فحسب؛ بل اعتمدت شرطة دبي «العربية» في تحرير البراءات وشارات وميداليات التقدير بمختلف أصنافها، وشهادات الشكر والثناء والتقدير وإفادات المشاركة وغيرها، بالإضافة إلى مبادرة القيادة منذ السبعينيات، بصرف علاوة ثقافية لمن يجيد اللغة العربية من موظفيها، كما أنها تقوم بتخفيف مدة العقوبة للنزلاء لحفظهم القرآن الكريم.

ولم يقف طموح شرطة دبي، بحسب المقدم شرف، عند إظهار أهمية اللغة العربية كونها الحاضن الحقيقي للهوية الوطنية، إذ خصصت مؤشرات لرصد الأخطاء الإملائية على صفحات الإنترنت، ونشرت دروساً في النحو على موقعها الداخلي، كما أطلقت العديد من الأسماء العربية والمحلية على مبادراتها ومشاريعها وفرق عملها.

توطين القيادات

بالنسبة للتوطين، بيّن المقدم الدكتور عبدالرحمن أن شرطة دبي تعتبر من المؤسسات الأمنية الرائدة، وهي ترحب بالمقيمين العاملين لديها، وتعمل جاهدة على رفع نسبة التوطين، إذ وصلت نسبة التوطين في القيادات الشرطية إلى 100%، وفي الأثناء تُعدّ شرطة دبي خطة متكاملة لجذب وتوظيف وضمان استمرار خدمة الموارد البشرية المواطنة وتنمية مهاراتها، وضمان التقدم الوظيفي للكوادر المواطنة، مع إعداد برامج لتأهيلها وتشجيعها للعمل في الوظائف أو المهن التي تتسم بتدني نسبة التوطين. كما خصصت موازنة تدريب للمواطنين لتأهيلهم في التخصصات الدقيقة والنادرة.

وفي جانب الهوية الوطنية، وفرت القيادة العامة لشرطة دبي صفحات تهدف إلى تعزيز الهوية في جوانب شتى؛ منها مجلة «خالد» التي توزع ألفي نسخة منها شهرياً، كما تحرص على المشاركة بفرق الخيالة والفرق الموسيقية لعزف النشيد الوطني، وتمثيل الهوية الوطنية، في المناسبات والفعاليات الوطنية لدى بعض الجهات الخاصة والحكومية.

شعار الشرطة

وأضاف المقدم شرف إنه روعي في تصميم شعار شرطة دبي ومبانيها على شكل شراع أو جزء من الخيمة، وقدمت للإمارة معلماً تراثياً «مركز شرطة نايف» حافظت عليه منذ 56 سنة. كما قدمت لزوارها 1561 هدية تراثية.

وضمن المبادرات المجتمعية التي تعزز الهوية الوطنية، يتولى النزلاء صنع العديد من المشغولات اليدوية التي تحمل الطابع الوطني الإماراتي مثل «المندوس الخشبي والنحاسي، والواقي والمداخن والسرود، والحصالة والقوارب الخشبية، والتكية، والسماط المصنوع من سعف النخيل، والكوار وهو عبارة عن الموقد الذي يوضع فيه الفحم، بالإضافة إلى الوشاحات والشيلة والحقائب والقباضة بألوان العلم الإماراتي».

التزام سنوي

أوضح المقدم عبدالرحمن شرف أن شرطة دبي تجدد التزامها السنوي، تجاه أبنائنا الطلبة بتأمين برنامج متوازن من البرامج والأنشطة الصيفية، تتمتع بشمول مختلف المهارات والرياضات، ويحظى بشعبية وقبول بين مختلف الفئات العمرية، ولكلا الجنسين، فالمتتبع لجدول الدورات يستطيع ملاحظة هذا التنوع والتكامل، من التدريب العسكري الميداني، إلى مهارات الغوص والسباحة، إلى برامج التدريب المهني والحرف التراثية مثل: «صناعة التلي والقراقير والخوص والسرود والمهف»، إلى جانب الألعاب الشعبية أيضاً مثل: «الصجلة والمسطاع والميت والحويم وكرة السلخ».

 ولم تغفل هذه البرامج يوماً عن تعليم الأبناء؛ العادات والتقاليد الإماراتية الأصيلة، فنظمت لهم دورات في السنع وإعداد الوجبات الشعبية، مثل: «الهريس والثريد واللقيمات والخبيص» وغيرها من الأكلات الشهية.

تنمية

الحس الوطني  والانتماء للدولة

تسعى شرطة دبي جاهدة إلى مواءمة الحس الوطني والانتماء للدولة، بالعمل الجاد والمثمر للحفاظ على المكتسبات الكثيرة التي تحققت، بما يرسّخ مفهوم المواطنة الصالحة، عبر ربط العمل برفعة الوطن، وإبراز دور العمل والإنجاز في تنمية الدولة وإعلاء مكانتها.

وتبدي شرطة دبي اهتماماً بالمظهر العام للأفراد العاملين في القيادة والمباني التابعة لها، علاوة على تأثير الديكورات الداخلية للمباني التابعة للقيادة، وربط الهدايا التذكارية بالهوية الوطنية كالقلاع وأشرعة السفن و«البراجيل».

احتفالية

2400 طالب وطالبة يشكلون علم الإمارات

اعتبر اللواء خميس مطر المزينة القائد العام لشرطة دبي، أن مبادرة يوم العلم تأتي تجديداً للولاء للقيادة، والانتماء للوطن الغالي، وتجسيداً لصورة إماراتية مشرقة تخفق الرايات فيها فوق كل البيوت، وتأكيداً على الحب والولاء، وخدمة العلم ورفعته وبذل الروح من أجله، ليبقى شامخاً خفاقاً قوياً، كشموخ وقوة أبناء الإمارات، بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وإخوانهما أصحاب السمو حكام الإمارات.

وكان سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي، رفع علم الدولة في ذلك اليوم، على سارية أعدت خصيصاً في مقر القيادة العامة، للاحتفال بمناسبة يوم العلم بارتفاع 18 متراً. وقد نظمت مؤسسة «وطني الإمارات» هذه الاحتفالية ضمن احتفالات الدولة بيوم العلم الذي يرمز للعزة والشموخ والسيادة والاستقلال، ودعت المؤسسة نحو 2400 طالب وطالبة من مدارس دبي، لتشكيل علم الدولة بملابسهم الملونة بألوان العلم.

البيان