|
|
الرقيب اللغوي - 10
أ. إسَلمُو ولد سيدي أحمد
نبهتُ، غَيْرَ مَرَّة، في الحلقات السابقة، على كثرة الأخطاء الواردة في الإعلانات التجارية واللوحات الإشهارية، وحذرتُ من خطورة التأثير السّيِّءِ لهذه الأخطاء، المتمثل في "العَدْوَى" التي قد تصيب القارئ والمستمع والمشاهد ، عندما يقلدون هذه الصيغ الفاسدة، في أقوالهم وفي كتاباتهم، واقترحتُ أن يكون لكل مؤسسة إعلامية-بصفة خاصة- مدقق لغويّ يُعْنَى بإعادة تحرير هذه الإعلانات، قبل نشرها بين الناس. وحرصًا مني على سلامة اللغة العربية، فإنني ألتمس، مرة أخرى، من المعنيين والمهتمين بهذا الأمر، أن يعملوا على تصحيح هذه الإعلانات حتى لا تُلوِّث ذوق المتلقي. بل الأفضل أن يُلزِمُوا أصْحابَ الإعلانات بمراجعتها، وأن يكون ذلك شرطًا يؤدي الإخلالُ به إلى عدم نشرها.
1- أبدأ تواصلي مع القارئ الكريم، في هذه الحلقة، بمثال عن أساليب الإعلانات، قبل الإتيان بأمثلة مختلِفة، أُنبِّه فيها على بعض الأخطاء التي نقع فيها، أو بعض الأساليب الركيكة التي ينبغي أن نتجنَّبها، وذلك على غِرار الحلقات السابقة.
قرأتُ على شاشة قناة فضائية عربية، ما زالت في طور البث التجريبيّ، الإعلان الآتي:" نحن نزود (زبنائنا) ببرامج إدارة (القنواة) والتحكم (بها) عبر الإنترنت" . الصواب: نحن نزود زبناءَنا ببرامج إدارة القنوات والتحكم فيها...(مع ملاحظة أنّ حروف الجر قد ينوب بعضها عن بعض إذا لم يلتبس المعنى المقصود، مع أنني أفضّل: تحكم في الشيء، بدلا من: تحكم به). وهكذا وردت ثلاثة أخطاء في هذه الجملة، يمكن للقارئ الكريم أن يكتشفها، بعد قراءة التصويب. وقد وضعتُ الخطأ بين قوسين لإبرازه. ثلاثة أخطاء في جملة واحدة، معروضة بشكل مستمر على المشاهدين! هذا أمر غير مقبول.
2- شَلَّ العضوُ (بفتح الشين) يَشَلُّ شللا: أصيب بالشلل (المعجم الوسيط). يقال، في الدعاء للرجل : لا شَلَّتْ يَمِينُك ( بفتح الشين). أشَلَّ فلان: أصابَه الشَّلَلُ، أَشَلَّ اللهُ يدَ فلان: أصابَها بالشلل. وفي الدعاء على الرجل : يقال شَلَّتْ يَمِينُه (بفتح الشين) فهو أَشَلُّ، وهي شَلاَّءُ. ج: شُلٌّ. وعلى القارئ أن يَتنَبَّهَ لهذه الصيغ، حتى لا يقع في الأخطاء الشائعة في استخدام هذه المادة.
3- الشهر: جزء من اثني عشر جزءا من السنة... (المعجم الوسيط)، ويُجمَع على: أشهُر وشُهور. ومراعاةً للدقة، ينبغي أن نستخدم جمع القِلَّة ( أشْهُر) في العدد، من ثلاثة إلى عشرة. وجمع الكثرة (شُهُور) إذا زاد العدد على عشرة. ولهذا، فإننا عندما نسمع من يقول: لم أرَ فلانا منذ أشهُر، فمعنى ذلك أنه لم يره منذ أشهر قليلة، وعندما يقول: لم أرَ فلانا منذ شُهور، فمعنى ذلك أنه لم يرَه منذ شهور كثيرة. وإليكم أمثلة من القرآن الكريم:" الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ" 197/ البقرة.
" فَإِذَا انسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ"5/ التوبة. (الأشهر الحرم: أربعة). " إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللّهِ" 36/ التوبة.
نلاحظ هنا استخدام جمع القلة في المِثاليْن: الأول والثاني. واستخدام جمع الكثرة في المثال الثالث. و لا حرج في عدم الالتزام بهذه القاعدة ، ما دامت المعاجم اللغوية تجمع "الشهر" على أشهُر وشُهور، دون الدخول في التفاصيل. ومع ذلك، فإنني أحثُّ دائما على ضرورة الاستفادة من الأسلوب القرآنيّ، لما يتضمنه من دقة وصَلَتْ دَرَجَةَ الإعجاز. ولعلّ القارئ الكريم يرجع إلى مقالي السابق المُعَنْوَنِ: "استعينوا بالقرآن الكريم على كتابة اللغة العربية ونطقها بشكل سليم"، للاطلاع على أمثلة مختلفة تؤكد ما أشرتُ إليه.
4- العُمْران (بضم العين): البنيان. وما يُعمَّر به البلدُ ويُحسَّن حالُه... (المعجم الوسيط). ونسمع من ينطقه -خطأً- بكسر العين.
5- أذَّنَ بالصلاة: نادَى بالأذان. وأذَّنَ بالحج: أعلمَ ( المعجم الوسيط). وجاء في معجم ألفاظ القرآن: أذَّن تأذينا: أعلمَ بالشيء أو أكثرَ الإعلامَ ونادى. وفي القرآن الكريم، "وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ" 27/ الحج.
وفي ضوء ما سبق، فإن الباء، هو حرف الجر المناسب بعد فعل (أذَّن)، مع أن حروف الجر قد ينوب بعضها عن بعض، إذا لم يلتبس المعنى(كما أسلفت).
6- هَابَه: أجَلَّه وعظَّمه (المعجم الوسيط). ونسمع من يقول: فلان رجل مُهاب . الصواب : فلان رجل مَهُوب أو مَهِيبٌ، لأنّ اسم المفعول من (هاب) يأتي على الصيغتين، المشار إليهما. والصيغة الثانية (مَهِيب) شائعة، ولا غُبار عليها. (انظر الأمثلة الواردة في 10و14 حول اسم الفاعل واسم المفعول).
7- اعتذر فلان: صارَ ذَا عذر، واعتذر إليه: طلب قَبول معذرته. ويقال اعتذر من ذنبه، واعتذر عن فعله (المعجم الوسيط). ونسمع من يقول (أو يكتب) اعتذر عن حضور الاجتماع. الصواب: اعتذر عن عدم الحضور؛ أي عن فعله. وفعله هنا، هو عدم الحضور.
8- غصَّ يَغَصُّ (بفتح الغين لا بضمها). جاء في المعجم الوسيط: غصّ بالماء يَغَصُّ غَصًّا وغَصَصًا: وقف في حلقه فلم يكد يسيغه وغَصّ المكانُ بأهله: امتلأ بهم وضاق. ومن الأخطاء الشائعة، ضم الغين في صيغة المضارع.
9-اسْتَضَافَ فلانا: استجارَ به أو سأله الضِّيافة (المعجم الوسيط). ومن الأخطاء الشائعة قولهم: استضافنَا فلان ، بمعنى ضَيَّفَنا. لأن معنى – استضافنا- كما رَأَينا- استجار بنا أو سألنا الضيافة. ولعل القارئ الكريم يتذكر ما نسمعه باستمرار من بيانات ختامية لاجتماعات أو مؤتمرات مُعَيَّنَة، حيث يبدأ البيان الختامي بما يأتي: باستضافة كريمة من المؤسسة الفلانية أو الشخص الفلانيّ، عُقِدَ المؤتمرُ الفلانيّ، إلخ. والصواب: استبدال الضيافة بالاستضافة (علما بأن الباء تقع مع المتروك). فنقول: بضيافة كريمة، إلخ . أو نبدأ البيان بصيغة أخرى.
10- وَثِقَ بفلان: ائتمنه (المعجم الوسيط). والثقة مصدر، وقد يُوصَف به، فنقول: هو ثِقَةٌ، وهي ثقة، وهما ثقة، وهم ثقة، وهن ثقة، بحيث يستوي فيه المفرد والمثنى والجمع، وقد يُجمَع في الذكور والإناث على: ثِقات. وأُنَبِّه على أننا نقول؛ في صيغة اسم الفاعل: هو واثِق بِ...، وهي واثقة ب...، وفي صيغة اسم المفعول، نقول: مَوْثوق به، وهي مَوْثوق بها، وهم موثوق بهم. وعلى القارئ الكريم أن يتنبه لمرافقة الباء لهذه الصيَّغ، قياسًا على مرافقته للفعل ( وَثِق بِ...). ومعنى هذا الكلام ، أننا عندما نتحدث عن مصدر خبر- على سبيل المثال- ينبغي أن نقول: نُقِل عن مصدرٍ موثوقٍ به، أو عن مصدر ثِقَة، أو عن أشخاص ثِقَة أو ثِقاتٍ.
11- بَلِه يَبْلَه بَلَهًا وبَلاَهَةً: ضعُف عقلُه وغلبت عليه الغفلة (المعجم الوسيط). فهو أبْلَهُ، وهي بَلْهَاءُ. ج. بُلْهٌ. ونسمع من يجمع (أبله) على بلهاء، ولعله خطأ شائع. والله أعلم.
12. لمَسَه (بفتح الميم) يلمِسُه (بكسر الميم وضمها): مَسَّه بيده (المعجم الوسيط). ونسمع من يقول: يَلْمَسه (بفتح الميم). والصواب: ما أشرتُ إليه. وأُفضِّل يلمِسه ( بكسر الميم).
13. العَقار (بفتح العين): كل مُلْك ثابت له أصْل، كالأرض والدار ( المعجم الوسيط). العُقار ( بضم العين): الخمر. العَقَّار ( بفتح العين وتشديد القاف): أصْل الدواء. ج. عَقاقِير. وعند النسبة إلى العَقَّار، يمكن -خلافا للقاعدة العامة- أن نقول: عقاقيريّ. وقد أشرتُ - في حلقات سابقة- إلى جواز النسبة إلى الجمع. ومُسوِّغ هذا الاختيار هو شيوع النسبة إلى الجمع، في هذه الحالة، وعليه فإننا لو نسبنا إلى المفرد، فلن يفهمنا أحد. وعلينا أن نعلم أن المُخاطِب (بكسر الطاء)، يجب عليه أن يَسْعَى إلى أن يَفْهَمَه المُخاطَب (بفتح الطاء). ويدخل في هذا المجال أنّ المجاز في اللغة يبلغ أحيانا درجة من التواتُر تجعلنا نفضله على المعنى الأول للكلمة، لأننا لو استعملنا المعنى الأول للكلمة لحدث لبس في ذهن السامع أو القارئ.
14- صياغة اسم المفعول. من المعلوم أن اسم المفعول يدل على من وقع عليه الفعل، وقد لاحظتُ كثرة الوقوع في الخطإ عند استخدام هذه الصيغة. كما يحدث في بعض الأحيان، خلط بين اسم المفعول واسم الفاعل الذي يدل على من فَعَلَ الفِعْلَ. وأقترح على القارئ الكريم أن يهتم بهذا الموضوع. وإليكم أمثلة، للاسترشاد بها والقياس عليها: قَاتَلَ يُقَاتِل. اسم الفاعل: مُقاتِل (بكسر التاء). اسم المفعول: مقاتَل (بفتح التاء). دعا يدعو. اسم الفاعل: داعٍ. اسم المفعول: مَدْعُوٌّ. قال يقول. اسم الفاعل: قائل. اسم المفعول: مَقُول. صام يصوم. اسم الفاعل: صائم: اسم المفعول : مَصُوم. باع يبيع. اسم الفاعل: بائع. اسم المفعول : مَبِيع. هَدَى يَهْدِي. اسم الفاعل: هادٍ. اسم المفعول: مَهْدِيٌّ. استعمَلَ يَسْتعْمِل. اسم الفاعل: مُسْتَعْمِل (بكسر الميم). اسم المفعول: مُسْتَعْمَل (بفتح الميم). أسْمَعَه: جَعَله يسمع. اسم الفاعل: مُسْمِع (بكسر الميم الثانية). اسم المفعول: مُسْمَع ( بفتح الميم الثانية). وفي هذا المجال، ينبغي أن نتنبه للأفعال التي يكون اسم الفاعل واسم المفعول منها بلفظ واحد، نحو: احْتَلَّ. اسم الفاعل: مُحْتَلّ (بفتح التاء). اسم المفعول: محتَلّ (بفتح التاء كذلك). اختار. اسم الفاعل: مُختَار. اسم المفعول: مختار كذلك، إلخ.
15- الفرق بين الصُّنْع والعَمَل والفِعْل. الصنع أخص المعاني الثلاثة، إذ يكون من الإنسان دون غيره، ويكون بإجادة، وعن ترتيب وإحكام، لما تقدم العلم به، ليوصل إلى غاية مرادة منه. وأما العمل فأوسط الثلاثة، إذ يكون من الإنسان والحيوان، ويكون بقصد وعلم. وأما الفعل فآخر الثلاثة وأعمها، إذ يكون من الإنسان والحيوان والجماد جميعًا، ويكون بإجادة وبدونها، ويكون بقصد وبلا قصد. ولهذا يقال: كل صُنْع عَمَلٌ وليس كلُّ عَمَل صُنْعًا، وكلُّ عَمَل فِعْلٌ، وليس كُّل فِعْل عَمَلًا ( معجم ألفاظ القرآن).
16- الظَّن: ما يحصل عن أمَارَة، فهو بهذا شَكٌّ، إلا أنه قد يلحقه تدبُّر فيصير ضربا من يقين، لكنه دون يقين المعاينة الذي لا يقال فيه إلا (علم) فهو إذا ارتقى بالتدبر كان يقينا لكنه ليس علما، بل هو غلبة ظن، وإن لم يكن يقينا في ذاته. هذا إذا قويت الأمارة، وأما إذا ضعفت الأمارة جدا، فيكون الظن توهما وفي هذه يُذَمُّ الظن، وربما كان ذلك في كثير من الأمور، فإذا قويت أمارته وصار ضربا من يقين فإن الظن إذ ذاك يُحمَد، ويُعَبَّرُ به في مقامات اليقين على ما تبين، إلخ. ( المرجع السابق).
17- المعرفة: المعرفة تفترق عن العلم استعمالا ، فالعلم يقال لإدراك المركَّب، والمعرفة تقال لإدراك البسيط، ولهذا يقال عرفت الله دون علمته، ويستعمل العلم فيما يُدرَك بواسطة كسب أو بلا واسطة، والمعرفة تستعمل لما يُدرَك بواسطة من الكسب فقط، ولهذا لا يقال: الله عارف ، كما لا يقال: الله عاقل، ويقال الله عالم، وكذلك لا تُطْلَق الدراية على الله، كما أُطلقت على الإنسان، والمعرفة تقال فيما يُدْرَك بآثَارِه ولا تُدرَك ذاتُه، والعلم يقال فيما تُدرَك ذاتُه، ولذا يقال: عرفت الله، ولا يقال علمته كذلك (المرجع السابق).
18-الفائدة: المال الثابت. وما يُستفاد من علم أو عمل أو مال وغيره (المعجم الوسيط). وتُطلَق كذلك على ربح المال في زمن محدَّد بسعر محدَّد.ج. فوائد. وقد جَمَعَهَا أحد السياسيين العرب، على "فائدات"، عندما كان يتحدث في مهرجان شعبي. وربما كان هذا الجمع صحيحا، من الناحية النظرية، على أساس أنه جمع مؤنث سالم، لكنه غير مُتداوَل لدى المثقفين العرب. وهذا الجمع يذكرنا بالصيغ التي تُجمَع عليها الخيمة، وهي: خَيْمَات، وخِيام، وخِيَمٌ، وخَيْم، لكننا لا نجد، من بين المثقفين ثقافة عربية، من يستخدم الجمعين: الأول والرابع، لأن الذوق العربيّ له أحكامه الخاصة. وفي المهرجان الشعبيّ، المشار إليه، سمعنا من يجمع: الصندوق على : صنادِق، بدلا من صناديق. ومن يستخدم: السفقة، بدلا من: الصفقة. ومن يستخدم: الاستقلال، ليعبر عن: الاستغلال. ومن يستخدم الدّرَر ليعبِّر عن الضَّرَر. والاندباط، للتعبير عن: الانضباط. ومن يشتكي من نقص الطاقم البشريّ المؤهِّل ( بكسر الهاء المشددة)، وهو يقصد المؤهَّل (بفتح الهاء المشددة)، ومن يقول : عشرون أميالا، بدلا من : عشرون مَيْلًا، إلخ.
وألتمس من القراء الكرام أن يتقبلوا هذه الملاحظات، بصدر رَحْب، وأن يحملوها على محمل الجِدّ، بدلا من جعلها مادة للتندُّر. ولا مانع من أن تنتزع منهم ابتسامة في هذه الظروف المملوءة بما يُكَدِّر الصفوَ، لكن المهم هو الاستفادة منها وتحسيس الناس بضرورة الاهتمام بلغتهم.
ولكي أجعلَ القارئ الكريم يبتسم ابتسامة عريضة، فقد اخترتُ له الطرفة الآتية: يقال إن أحد النحويين سأل غلاما: كيف كانت وفاة أبيك؟ فقال الغلام: وَرِمَتْ "قَدَمَيْهِ". فقال النحويّ: قُلْ: وَرِمَتْ قَدَمَاهُ. فقال الغلام : ثم وصل الورم إلى " رُكْبَتَاهُ". فقال النحويُّ : قل إلى ركبتيْه. فقال الغلام: دعني يا عم، فو الله ما موت أبي بأشدّ علي من نحوك هذا.
إنّ اللغة العربية ليست صعبةً، وإنما تكمُن صُعوبتُها في إهمال الناس لها وجهلهم بها، ومَن جَهِل شيئا عاداه.
وفي الوقت الذي أُسجِّل فيه هذه الملاحظات، لابد من الإشارة، مرة أخرى، إلى أن الهدف من "الرقيب اللغويّ". هو التنبيه على الخطإ واقتراح البديل، حتى يتمكن المهتمون باللغة العربية من تحسين مستوياتهم.
وأحرص دائما –وأنا أسجِّل هذه الملاحظات-على عدم ذكر شخص بعينه، أو جماعة مُعيَّنَة، أو صَحِيفة،.... وفي الحالات التي أُسجِّل فيها ملاحظات على وسيلة إعلام محددة، فإنني لا أخاطبها في العلَن، وإنما أبعث إليها- حَصْرِيًّا- هذه الملاحظات على عنوانها الإلكترونيّ. وهكذا، فقد خصصتُ الحلقتين: الثانية والثالثة من "الرقيب اللغويّ" لصَحِيفتيْن عربيتيْن، إحداهما مشرقية والأخرى مغربية، كما بعثتُ بملاحظات متعددة إلى صُحف أخرى، على عناوينها الخاصة، وهدفي في كل هذا، هو خدمة اللغة العربية، لغة القرآن الكريم.
ولا أُخفي على القارئ الكريم أنني مُحبَطٌ بسبب ما يُلاحَظ من عدم اهتمام أصحاب القرار، في الأقطار العربية، بلغتنا العربية التي هي جوهر هُويتنا ووعاء فكرنا وسِجِلّ تراثنا واللسان الناطق بثقافتنا. فلا أقل (وذلك أضعف الإيمان) من اعتماد لغتنا في التعليم، من رياض الأطفال إلى الجامعة، وفي الإدارة، وفي مختلِف أوجه الحياة، حتى يتعود الجميع على التعبير بها تعبيرا سليما. وفي المقابل، فإن ما ينتابني، في بعض الأحيان من شعور بالإحباط، يتحول إلى نشاط ومثابرة عندما يتجاوب القراء مع هذه الحلقات التي أصبحت- لله الحمد- واسعة الانتشار. والتي أرجو من العليّ القدير أن يكون فيها ما يُنتفَع به.
|
|
|
|
|