للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  المؤتمر الدولي الحادي عشر للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

مجمع اللغة ينظر فيما قدمه المؤسسون للعربية

نجوى صليبه

أقام مجمع اللغة العربية ندوة "أضواء مجمعية على مجالات الإصلاح" احتفالاً باليوم العالمي للغة العربية، للنظر في فكر مؤسسي المجمع ومن تلاهم في خدمة اللغة العربية.
وقال الدكتور مروان المحاسني رئيس مجمع اللغة العربية بدمشق: لم تكن نظرة المجمعيين إلى لغتهم على أنها لغةٌ متخلّفة قد أصيبت باضمحلال تدريجي عبر القرون، بل أدركوا أنها أوسع مما يطلب إليها من تطابق مع أوضاع جديدة، لقد كان المجمعيون الأوائل قد نشؤوا في زمن أدهشته الخطوات السريعة اللازمة للتطابق مع ظروف العصر، إثر إطلاق محمد علي حاكم مصر سُنّة الإيفاد إلى بلاد الغرب، التي مازالت حتى ذلك الوقت متأثرة بالموسوعة الفرنسية والثورة الفرنسية التي تلتها، وكانت منطلقاً لما نسميه الحداثة أي تلك النهضة العلمية التي قدمت للإنسان مجالات فكرية وعملية جديدة لتعيد إليه كرامته وتساعده على إنماء موارده.
وأضاف: إنهم رجال أصرّوا على الانفتاح على عالم غربي يحمل بذور مستقبل العالم، وقد ساعدتهم معرفتهم بلغة أجنبية كالحصري وكرد علي والشهابي إلى تقدير ما تتطلبه اللغة من تطوير، لتتمكن من استيعاب العلوم الحديثة التي فاتَ لغتَهم إمكانُ الإفادة منها والمشاركةُ في تطويرها، وأدركوا قيمة الترجمة في إرساء هذه العلوم في اللغة العربية، وهذا ما أبرز مفهوم الإصلاح اللغوي في لغةٍ تميزت بشعرها الرفيع الممتدّ على قرون عديدة بعد انطلاقه من الجزيرة العربية، وتساءلوا كيف يمكن الإفادة من غزارة ما في لغتهم، لتخصيص الألفاظ التي تصلح لبناء المصطلحات، ذلك أن معظم الكتب التراثية لم تكن سوى دراسات تقليدية في الدين والبيان، وفي أساسيات اللغة من قواعد وتعبيرات، أو دراسات في نتاج الشعراء العرب، لتوضيح ما تتضمن هذه الأبيات الجميلة من مجازٍ وخيال وعواطفَ وإبداع.

وتابع المحاسني : لاشك أن دراسة الشعر العربي التراثي يكشف دقة الأوزان الشعرية التي حددها الخليل بن أحمد الفراهيدي، وما يُحدثه وقع رنين نظم هذه الأشعار من مشاعر إنسانية، ونظرات إلى حقائق الحياة.
وأكد أن المجمعيين المؤسسين أمعنوا النظر في التراث الفكري المتميز الذي تحمله لغتهم، وقارنوا ذلك بما يحيط بهم من مجموعات بشرية، تفشّت فيها الأمية حتى تدنّت اللغة إلى مستوى لغة محكية تخدم أغراض الحياة اليومية على اختلاف لهجاتها، فغلبت عليهم فكرة إصلاح اللغة أي الارتقاء بالشعب إلى ممارسة صحيحة للغته.
ثم بيّن المحاسني أن مفهوم الإصلاح قد شوّهته ادّعاءات وتخرّصات، تفيد بأن التراجع الذي قلَّل من استعمال الفصحى يتطلب إعادةَ النظر في قواعدها التي وُصفت بالصعبة بل بالمحيّرة.
بدوره قال الدكتور محمود السيّد: في عملية استقرائية لبعض نتاج مجمعيينا المتخيّرين ألفيت أن من مجالات الإِصلاح التي سلطوا الأضواء عليها بناء البشر وتكوين الأطر، إذ دعا المجمعي سليم الجندي إلى الالتفات إلى الطفولة والعناية بها، لأن الأطفال هم المستقبل، وبقدر العناية بهم نضمن مستقبل الوطن، ففي الاستثمار في عالمهم يكون الحصاد الوفير، كما دعت هذه الكوكبة المتخيّرة إلى الجمع بين الأصالة والمعاصرة في إصلاح الأمة والارتقاء بواقعها والنهوض بها، وإذا كانت تعتز بالتراث فإنها لا تقف عليه وحده، وسبيل الإصلاح يتجلى في الربط بين التراث والحاضر الواقع، لأن هذا الاستمرار بينهما هو الذي يعطي وجودنا الإنساني لا معناه الأصيل المتميز فحسب، بل إنه يهبه كذلك وفوق ذلك قدرة لا تعد لها قدرة أخرى على تجاوز كل عقبة من هذه العقبات التي تنتشر على طريقنا وكأنها نباتات سامة على حدّ تعبير المجمعي شكري فيصل.
وتابع السيد: أسهم المجمعي الجندي في تصحيح لغة الدواوين، فعمل على تنقية اللغة من العجمة والركاكة، فكان حريصاً أيما حرص على الفصاحة والبلاغة، ورأى أن إحياء اللغة يكون على قاعدة توزيع الأعمال في ضوء اختصاصات الباحثين، فينقب الطبيب عن أسماء العلل والأمراض، والتاجر عما يحتاج إليه في تجارته، والصانع عما يختص بحرفته، والعالم والمؤلف والشاعر والكاتب عما يفتقر إليه كل منهم، ولو حرص كل قطاع على توفير المصطلحات في كل مجال من هذه المجالات لنهضت اللغة في وقت قصير إلى مصاف اللغات الحية، ومن الأمور التي دعا إليها لنشر اللغة الفصيحة أن تعتمد في المدارس ودوائر الدولة وفي القضاء والدفاع في المحاكم وفي الصحف والتمثيل والأندية والجمعيات، وأن تعد شرطاً للحصول على الشهادة الثانوية، والتعيين في وظائف الدولة، إذ لا يحصل على الشهادة الثانوية ولا يوظف في دوائر الدولة من لم يحصل على درجة النجاح والجدارة في لغته العربية، وأسهم في تصحيح الأغلاط اللغوية.
وأكد السيد: لم تكن نظرة أغلب مجمعيينا من هذه الكوكبة المتخيّرة جزئية مبتسرة في معالجة القضايا، إنما كانت نظرة شمولية متكاملة، ففي معالجة مناهج الدراسة الأدبية لم يقف المجمعي الدكتور شكري فيصل على دراسة أدبنا العربي وفق العصور وحدها، ولا وفق الفنون وحدها، ولا وفق الأقاليم وحدها، وإنما اعتمد هذه المناهج كافةً في إطار من الوحدة والتكامل.
ودعا أيضاً إلى الربط بين النقد القديم والنقد الحديث والإفادة بين الدراسات الإنسانية الأخرى مثل علم النفس وعلم الاجتماع، والنظر إلى الأدب العربي من خلال حركة الفكر والفلسفة والاهتمام بعلوم اللغة العربية في إطار من التكامل.
ونبه السيد إلى مجال آخر للإصلاح وهو في أسباب التخلف وسبل النهوض، عندما عالج المجمعي شكري فيصل موضوع النهضة العربية في مقال له عنوانه "حضارة عربية جديدة".
بدوره قدم الدكتور مازن مبارك ملخصاً عن حركة التعريب وإسهامات الأعضاء الأوائل فيها مركزاً على "التعريب" كما فهمه المجمعيين الذين تحدَّث عنهم، وكما كان مفهومه في عصرهم، مكتفياً بعرض آرائهم وأعمالهم وإنجازاتهم دزن الحديث عما يتصل بيحاتهم ومناصبهم وكتبهم.

تشرين

التعليقات
الأخوة والأخوات

نرحب بالتعليقات التي تناقش وتحلل وتضيف إلى المعلومات المطروحة عن الموضوعات التي يتم عرضها في الصحيفة، ولكن الصحيفة تحمل المشاركين كامل المسؤولية عن ما يقدمونه من أفكار وما يعرضون من معلومات أو نقد بناء عن أي موضوع. وكل ما ينشر لا يعبر عن الصحيفة ولا عن المؤسسات التي تتبع لها بأي شكل من الأشكال. ولا تقبل الألفاظ والكلمات التي تتعرض للأشخاص أو تمس بالقيم والأخلاق والآداب العامة.

الاسم
البلد
البريد الالكتروني
الرمز
اعادة كتابة الرمز
التعليق
 
   
جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية