للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  دعوة للمشاركة والحضور           المؤتمر الدولي العاشر للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

وسائل الإعلام تدق إسفينا في نعش اللغة العربية

تواجه اللغة العربية أزمة حادة، ساهمت فيها وسائل الإعلام العربية ومواقع التواصل الاجتماعي التي تجاهلت أصول اللغة العربية وكرست اللهجات المحلية والكلمات الأجنبية في موادها وبرامجها.

أطلق خبراء اللغة العربية، تحذيرا شديد اللهجة، من الإساءة إلى اللغة العربية عبر وسائل الإعلام المختلفة، مما يهدد بتعرضها إلى أزمة غير مسبوقة، بسبب “استهتار بعض وسائل الإعلام بالعربية الفصحى”.

وخلال الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية، الذي يصادف الثامن عشر من شهر ديسمبر من كل عام، أوصى مجمع اللغة العربية في القاهرة “بتصويب الكثير من سلبيات الأداء في وسائل الإعلام العربية وأبرزها زيادة استخدام العاميات واللهجات”.

وقال حسن الشافعي رئيس المجمع إن هناك بعض القنوات “تلجأ إلى استخدام العامية في نشرات الأخبار”، مضيفا أن “هذا لم يكن أمرا مألوفا في السابق”، بالإضافة إلى أن هناك أيضا من الصحف العربية من تنشر إعلانات مكتوبة باللهجة العامية أو بلغات أجنبية أو بخليط من كل ذلك.

ويلزم القانون مجمع اللغة العربية بالقاهرة “بإعلان تقرير سنوي عن حالة اللغة العربية، وما تتعرض له قراراته من مخالفات”.

وأحصى المجمع، مؤخرا، مخالفات للصحف في هذا المضمار، ليجد أن ما يقرب من 90 في المئة من إعلانات الصحف احتوت على هذه المخالفات، حسب الشافعي، الذي حذر من مغبة هذه الظاهرة ودعا المؤسسات الصحفية والإعلامية إلى الكف عنها لئلا يضطر المجمع إلى اتخاذ التدابير المخولة له قانونا.
    
 وكان البرلمان المصري قد أقر في عام 2008 تعديلا على قانون تنظيم مجمع اللغة العربية منح بموجبه المجمع صفة الضبطية القضائية بهدف “مراقبة سلامة اللغة العربية وتوحيد ما فيها من مصطلحات، وإحلالها محل التسميات الأجنبية الشائعة في المجتمع”، وينصّ القانون على أن مخالفة هذه الالتزامات توجب انعقاد المسؤولية التأديبية للمخالف.

لكن رئيس المجمع قال: “لا نريد أن نبادر بإشهار سيف القانون في مواجهة هذا الاستهتار باللغة العربية الفصحى”.

وأوضح في حديثه لـ “بي بي سي” قائلا: “من حقنا إحالة المخالفين إلى النيابة وملاحقتهم أمام القضاء، لكن المجمع يفضل اللجوء أولا إلى أسلوب الترغيب لا الترهيب”. وقال إن المجمع، بصدد الإعلان عن جوائز للهيئات الإعلامية التي تحافظ على اللغة وتحترمها، كوسيلة للإغراء قبل اللجوء إلى العقاب، “وهذا فيه توجيه للجهات المقصرة”، على حد وصفه.
وأشار فاروق شوشة الأمين العام لمجمع اللغة العربية في القاهرة، إلى أنه تم تخصيص جائزة قيمتها 70 ألف دولار لأفضل عمل إعلامي لخدمة اللغة العربية، وذلك ضمن مجموعة من جوائز محمد بن راشد للغة العربية التي يشرف عليها المجمع في خمسة مجالات، هي التعليم، والإعلام، والسياسات اللغوية، والثقافة والتراث، والتكنولوجيا.

ويشكو أعضاء المجمع وخبراؤه من تدهور استخدام اللغة العربية في مواقع التواصل الاجتماعي. وفي اجتماع سابق أوصى المجمع بتشجيع “الشباب على استخدام الأحرف العربية في الرسائل والتغريدات والالتزام بأسلوب لا يجافي اللغة ولا يهبط بها إلى السوقية”.

ومن بين الجوائز المخصصة، حسب شوشة، جائزة قدرها 70 ألف دولار لأفضل تطبيق ذكي لتعلم العربية، وأخرى مثلها لأفضل مبادرة في استعمال شبكات التواصل الاجتماعي لنشر العربية.

وأعلن المجمع استعداده لتلقي طلبات الترشيح في اليوم العالمي للغة العربية، وهو اليوم الذي أصدرت فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارها رقم 3190 سنة 1954، الذي أدخل اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية في الأمم المتحدة، استجابة لاقتراح من المملكة المغربية والمملكة العربية السعودية.

وذهب الدكتور محمد حماسة نائب رئيس المجمع إلى أبعد من ذلك، إذ أشار إلى أن “اللغة العربية تجابه حربا في أماكن كثيرة، والأدهى أنها تعاني من عدم التوقير داخل البلاد التي تنتسب إلى اللغة العربية”.

وكان عدد من الإعلاميين في القنوات الفضائية تحدثوا عن الموضوع، حيث أبرز الإعلامي فهد السنيدي، من قناة (المجد) السعودية، أن 10 فضائيات فقط من بين 180 فضائية عربية عبر العالم العربي تبث برامجها باللغة العربية الفصحى، بينما كل الفضائيات الأخرى تستعمل اللهجات العامية.

من جهته، نفى الصحفي التونسي توفيق مجيد، من قناة فرانس 24، أن تكون القناة تتبع السياسة التي تنتهجها الحكومة الفرنسية، وأكد انفتاحها على كافة المواقف والجهات، مشيرا إلى أن الخط الأحمر الوحيد فيها هو التحريض على العنف والإرهاب.

وتحدث الإعلامي خالد سليمان الغرابلي، من قناة روسيا اليوم، عن الدافع وراء إطلاق هذه القناة الروسية الناطقة باللغة العربية، وقال إن الأمر، حسب وجهة النظر الرسمية الروسية، هو بمثابة “صديق قديم يعود إلى العالم العربي بوجه جديد”.

واعتبر حسين فياض قنيبر، من قناة (العربية)، أن الفضائيات العربية، بقدر ما لها من مساهمات إيجابية من حيث تعريف أبناء الجاليات العربية في الخارج بلغة آبائهم، وإطلاع أفراد هذه الجاليات على الأوضاع الداخلية في أوطانهم الأصلية وتوثيق صلتهم بها، فإن من سلبياتها المخاطر التي تتهدد اللغة العربية بسبب ضعف الأداء اللغوي فيها، مشددا على ضرورة التدقيق اللغوي فيها، والتوفيق بين “الانفتاح على التقنيات الحديثة والسعي نحو الآنية والحرص على تراثنا اللغوي”.

كما أن اللهجات المحلية، في رأي الإعلامي المغربي عثمان النجاري، أضحت كابوسا في هذه الفضائيات، إذ تحولت هذه اللهجات من روافد للإثراء إلى لغة بديلة للغة العربية.

وحسب عثمان النجاري، من قناة (ميدي 1 تي في)، فإن إعلاما دون مستوى محترم من اللغة والمضمون لا يضمن لنفسه الانتشار ويبقى محدود الفاعلية في المكان والزمان.


العَرب

التعليقات
الأخوة والأخوات

نرحب بالتعليقات التي تناقش وتحلل وتضيف إلى المعلومات المطروحة عن الموضوعات التي يتم عرضها في الصحيفة، ولكن الصحيفة تحمل المشاركين كامل المسؤولية عن ما يقدمونه من أفكار وما يعرضون من معلومات أو نقد بناء عن أي موضوع. وكل ما ينشر لا يعبر عن الصحيفة ولا عن المؤسسات التي تتبع لها بأي شكل من الأشكال. ولا تقبل الألفاظ والكلمات التي تتعرض للأشخاص أو تمس بالقيم والأخلاق والآداب العامة.

الاسم
البلد
البريد الالكتروني
الرمز
اعادة كتابة الرمز
التعليق
 
   
جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية