|
|
|
|
الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية في غزة
هدى بارود
احتفل مجمع اللغة العربية في غزة، باليوم العالمي للغة العربية الذي صادف، اليوم الخميس، للمرة الثانية منذ أن أقرته منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو" قبل ثلاثة أعوام.
وقال رئيس المجمع د. يوسف رزقة: إن "أهمية اللغة العربية تكمن في أنها لغة القرآن الكريم التي اختارها الله تعالى لأن تكون لغة الدين الخاتم"، مضيفاً "الإنسان يفكر باللغة ويعبر عن مشاعره بها، وكذلك يقاوم أعداءه بها، ويتحرر الإنسان من نفسه بها، فهي دمنا ولحمنا".
وأشار في الاحتفال الذي عقد في قاعة المؤتمرات بمديرية التربية والتعليم بالمحافظة الوسطى، إلى أن المجتمع العربي تأخر كثيراً عندما أهمل لغته العربية، وأن نظرية المؤامرة على اللغة مبرر غير كافٍ لتقصيرنا بعلوم اللغة، معبراً عن سعادته بقرار اختيار يومٍ في السنة للاحتفال باللغة العربية.
وأكد د. رزقة على أن علماء الفرس والروم وغيرهم من الحضارات القديمة تركوا لغتهم الأم وألفوا الكتب بالعربية، لافتاً الأنظار إلى أن أحد ملوك إنجلترا استأذن أحد الخلفاء العرب لتتعلم ابنته اللغة العربية.
وتساءل عن تراجع اعتزاز الشباب العربي بلغته الأم، مستدلاً باستبدال اللغة العربية بالإنجليزية في مواقع التواصل الاجتماعي ولجوء بعضهم للأحرف اللاتينية في كتابتها، أو إلى الأرقام.
وقال د. رزقة: "فاقت اللغة العربية غيرها من اللغات عندما كانت الأمة الإسلامية العربية مزدهرة، وتنال منصب الصدارة في العالم"، مشيراً إلى أن من يتحدث العربية كلغة أولى بلغ 279 مليون إنسان، فيما يتحدث بها 130 مليون آخرين كلغة ثانية.
وطالب رئيس مجمع اللغة العربية بغزة، علماء الأمة الإسلامية، بالاهتمام بخدمة الملايين المتحدثين بالعربية، والوقوف حائلاً أمام محاولات نهبهم من اللغات الأخرى، قائلاً: "أحصى علماء اللغة 80 ألف مادة في لسان العرب، فيما لم تحوِ أكبر القواميس الانجليزية 42 ألف مادة لغوية".
دور وواجب
وأشاد د. رزقة بتعريب مجمع اللغة العربية للمناهج الدراسية، مؤكداً أن الدراسات الحديثة أثبتت أن دراسة العلوم باللغة العربية لمن يتحدث بها كلغة أم أكثر فائدة من دراستها باللغة الانجليزية".
وأشار إلى أن احتفال العالم العربي والإسلامي الناطق باللغة العربية كلغة أولى أو ثانية يرتبط في يومها برابط خاص وجداني للمرة الثالثة على التوالي، منذ إعلان الثامن عشر من ديسمبر يوم اللغة العربية.
وشرح د. رزقة التحديات التي تُواجه اللغة العربية، من تحديات وظيفية وحضارية ووجودية، داعياً إلى التمسك بالحرف العربي حتى لا ينسى كالحرف اللاتيني الذي استبدل باللغة الانجليزية، محذراً من أن يكون مصير اللغة العربية كمصير سابقاتها من اللغات التي باتت تفتقر للمعنى والدلالة والقوة.
وقرأ رئيس المجمع اللغوي المدرسي كمال غنيم، رسالة وصلت مجمعه من نظيره العراقي يشيد فيها بإنجازات المجمع الفلسطيني، ويبارك إصداراته، معتبراً أن تشكيله في ظِل الظروف التي يعيشها القطاع تحدٍّ حملَ الكثير من القوة.
وتابع: "المجمع اللغوي المدرسي إنجاز لنا الصدارة فيه، ويهدف إلى تعزيز اللغة العربية في المدارس، وغزة التي تصنع التاريخ لها دورها على صعيد اللغة العربية"، مشيراً إلى أن صلاح الدين الأيوبي لما حرر فلسطين كان يقود جيشا من العلماء والأدباء والمؤرخين، وأن فلسطين ستتحرر بجيش مماثل من خيرة أبنائها العلماء والأدباء.
وشدد مدير التربية والتعليم في المحافظة الوسطى علي أبو حسب الله، على ضرورة تفعيل دور المجمعات اللغوية المدرسية، داعياً المدرسين على اختلاف تخصصاتهم للتحدث بالعربية الفصحى أمام الطلبة حتى تصبح اعتيادية.
وقال: "اللغة العربية لغة القرآن الكريم، وهي أشرف لغات الأرض لأنها تحدثت بلسان الله تعالى، ووجب علينا أن نعتز بها"، مؤكداً على أهمية أن يُبادر مدرسو اللغة العربية حتى يصبحوا قدوة لغيرهم".
فلسطين اون لاين
|
|
|
|
|
|