للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  دعوة للمشاركة والحضور           المؤتمر الدولي العاشر للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

كلمة بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية

 بمناسبة احتفال الناطقين باللغة العربية باليوم العالمي للغة الضاد، الذي يحل في 18 كانون الأول (ديسمبر) من كل عام، وهو التاريخ الذي أقرّت فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة إدخال اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية ولغة العمل في الأمم المتحدة.

الأمم المتحدة وفق تقديراتها إن عدد المتحدثين باللغة العربية لغة أولى في عام 2013م بلغ نحو 279 مليون نسمة، هم سكان الدول العربية، يضاف إليهم 130 مليونًا آخرين يتكلمون بها لغة ثانية.

وتتوقع الإحصاءات نفسها أن يتحدث بها لغة أولى عام 2050م نحو 647 مليون نسمة، أي ما يمثل نحو 6.94% من سكان العالم، المتوقع أن يصل عددهم في ذلك التاريخ إلى 9.3 مليار نسمة، أما عدد من سيتكلمون بها لغة ثانية فيعتمد على جهود أهلها في نشرها.

وحسب المعطيات إن اللغة العربية هي اللغة الرابعة بعد الإنجليزية والفرنسية والإسبانية، من حيث ترتيب اللغات في الكرة الأرضية، وهي من أكثر اللغات انتشارًا في العالم، ويعزز وجودها أنها لغة القرآن الكريم والدين الإسلامي، فاللغة العربية ذات أهمية قصوى لدى المسلمين؛ فهي لغة مقدسة (لغة القرآن)، ولا تتم الصلاة وعبادات أخرى في الإسلام إلا بإتقان بعض من كلماتها، وهي أيضًا لغة شعائرية رئيسة لدى عدد من الكنائس المسيحية في الوطن العربي، وكتبت بها الكثير من أهم الأعمال الدينية والفكرية اليهودية في العصور الوسطى، وأصبحت لغة السياسة والعلم والأدب قرونًا طويلة في الأراضي التي حكمها المسلمون.

وأثرت العربية تأثيرًا مباشرًا أو غير مباشر في كثير من اللغات الأخرى في العالم الإسلامي، كالتركية والفارسية والأمازيغية والكردية والأردية والماليزية والإندونيسية والألبانية، وبعض اللغات الإفريقية الأخرى مثل الهاوسا والسواحلية، وبعض اللغات الأوروبية، وخاصةً المتوسطية منها كالإسبانية والبرتغالية والمالطية والصقلية، وإنها تُدرَّس رسميًّا أو غير رسمي في الدول الإسلامية والدول الإفريقية المحاذية للوطن العربي.

واللغة العربية من أغزر اللغات من حيث المادة اللغوية، فعلى سبيل المثال: يحوي معجم لسان العرب لابن منظور من القرن الثالث عشر أكثر من 80 ألف مادة، أما في اللغة الإنجليزية فإن قاموس صموئيل جونسون (وهو من أوائل من وضع قاموسًا إنجليزيًّا) من القرن الثامن عشر يحتوي على 42 ألف كلمة.

تحتوي العربية على 28 حرفًا مكتوبًا، ويرى بعض اللغويين أنه يجب إضافة حرف الهمزة إلى حروف العربية، ليصبح عدد الحروف 29 حرفًا، تكتب العربية من اليمين إلى اليسار مثلها مثل اللغتين الفارسية والعبرية، على عكس كثير من اللغات العالمية، ومن أعلى الصفحة إلى أسفلها.

إن اللغة العربية هي أقرب اللغات السامية إلى "اللغة السامية الأم"، وقد أصبحت هذه النظرية هي أكثر النظريات قبولًا لدى الباحثين، وذلك لأنها احتفظت بعناصر قديمة تعود إلى اللغة السامية الأم أكثر من أي لغة سامية أخرى؛ ففيها أصوات ليست موجودة في أيّ من اللغات السامية الأخرى، إضافة إلى وجود نظام الإعراب، والعديد من الصيغ لجموع التكسير، والعديد من الظواهر اللغوية الأخرى التي كانت موجودة في اللغة السامية الأم، وتُعد اللغة العربية "العدنانيّة" أو "الشمالية" أقرب اللغات إلى الأصل الذي تفرّعت منه اللغات الساميّة؛ لأن عرب الشمال لم يمتزجوا كثيرًا بغيرهم من الأمم، ولم تخضعهم أمم أخرى لحكمهم، كما كان الشأن في كثير من الأمم السابقة الأخرى كالعبرانيين والبابليين والآشوريين، فحفظتهم الصحراء من غزو الأعداء وحكم الأمم الأجنبية، كما حفظت لغتهم من أن تتأثر تأثرًا كبيرًا بغيرهم.

كذلك إن العربية هي أكثر اللغات السامية احتفاظًا بسمات السامية الأولى؛ فقد احتفظت بمعظم أصوات اللغة السامية وخصائصها النحوية والصرفية، فقد احتفظت بأصوات فقدتها بعض اللغات مثل: (غ)، و(ح)، و(خ)، و(ض)،و(ظ)، و(ث)، و(ذ)، ولا ينافسها في هذه المحافظة إلا العربية الجنوبية، واحتفظت أيضًا بعلامات الإعراب في حين فقدتها اللغات السامية الأخرى، وبمعظم الصيغ الاشتقاقية للسامية الأم: اسم الفاعل، واسم المفعول، وتصريف الضمائر مع الأسماء والأفعال، واحتفظت العربية بمعظم الصيغ الأصلية للضمائر وأسماء الإشارة والأسماء الموصولة.

ولما كان معجم العربية الفصحى ثروة لفظية ضخمة لا يعادلها أي معجم سامي آخر؛ فإنها أصبحت عونًا لعلماء الساميات في إجراء المقارنات اللغوية، أو قراءة النصوص السامية القديمة كنصوص الآثار الأكادية والفينيقية والأوغاريتية حتى نصوص التوراة العبرية.

لا مراء في أن اللغة العربية كونها اللغة القومية تعد بحق أعظم كنز وأعظم وعاء حفظ تراثنا القديم الخالد، ونحن في وثبتنا الحاضرة محتاجون إلى أن نزود أبناءنا وشبيبتنا من هذا التراث؛ حتى يظلوا على صلة به على الدوام، واللغة أداة التفكير والتعبير في آن واحد، ولا تستغني التربية التي تتطلبها حياتنا الحاضرة عن تلك الأداة اللغوية التي تشرح أهدافنا وهويتنا وحاجاتنا وأوضاعنا في الميادين المختلفة.

والذين لا يزالون يعتقدون بعجز اللغة عن التعبير عن حاجات العصر نذكرهم بأن أول مراتب الهزيمة هذا الاعتقاد، ولنتذكر جميعًا كيف نهضت اليابان بلغتها لا بلغة غيرها، وهي اليوم تقف على رأس قافلة الحضارة الإنسانية، والياباني إن تعلم لغات أجنبية فهو معتز بلغته اليابانية التي يكتب بها ويفكر بها ويبرمج الحواسيب بها.

ونحن ينبغي أن نستوعب من هذا درسًا نعطيه للجيل الطليعي في قوة التحيّز إلى لغتنا العربية، وفاعليته في النهوض بعيدًا عن التسول الحضاري، فاللغة العربية هي أهم عناصر الهوية، والتفريط بها تفريط بهويتنا التاريخية والقيم الثقافية والسيادة القومية، وكلما اهتم الإنسان العربي بلغته كان ذلك دليلًا على قوته ونهضته وأصالته، والعكس صحيح تمام.

فلسطين اون لاين

التعليقات
الأخوة والأخوات

نرحب بالتعليقات التي تناقش وتحلل وتضيف إلى المعلومات المطروحة عن الموضوعات التي يتم عرضها في الصحيفة، ولكن الصحيفة تحمل المشاركين كامل المسؤولية عن ما يقدمونه من أفكار وما يعرضون من معلومات أو نقد بناء عن أي موضوع. وكل ما ينشر لا يعبر عن الصحيفة ولا عن المؤسسات التي تتبع لها بأي شكل من الأشكال. ولا تقبل الألفاظ والكلمات التي تتعرض للأشخاص أو تمس بالقيم والأخلاق والآداب العامة.

الاسم
البلد
البريد الالكتروني
الرمز
اعادة كتابة الرمز
التعليق
 
   
جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية