|
|
لغتنا ..الأكثر انتشارا
أ. جواد محمود مصطفى
مرّ قبل أسابيع دون ذكر ،أو أن يلتفت اليه أحد ، "اليوم العالمي للغة العربية"، المقرّ من المنظمة العالمية للتربية والثقافة والعلوم "يونيسكو"،وهذه مأساة حقا بأن لا تنتبه الحكومات العربية ، ولا تحتفل بها وسائل الاعلام المتعددة ببث برامج خاصة بهذه المناسبة .
لعلم أبناء الأمّة العربية فان اللغة العربية،وبحسب تقرير لمنظمة "يونيسكو"، هي اللغة الأكثر انتشارا في العالم بسبب كتاب الله "القرآن الكريم"،واليه يرجع الفضل في انتشارها والحفاظ عليها، وتأثرت بها الكثير من اللغات الأخرى في العالم الإسلامي،كالتركية والفارسية والأمازيغية والكردية والأوردية والماليزية والإندونيسية والألبانية، وبعض اللغات الإفريقية الأخرى مثل الهاوسا والسواحيلية، وبعض اللغات الأوروبية وخاصةً الإسبانية والبرتغالية والمالطية والصقلية، كما هي أيضا لغة شعائرية رئيسية لدى عدد من الكنائس المسيحية وبخاصة الأرثوذكسية،كما كتبت بها الكثير من أهم الأعمال الدينية والفكرية اليهودية في العصور الوسطى.
ونقول أيضا ونذكّر ابناء اللغة العربية ان لغتهم هي إحدى اللغات الرسمية الست في منظمة الأمم المتحدة، ويُحتفل باليوم العالمي للغة العربية في 18 كانون أوّل /ديسمبر من كل عام كذكرى اعتماد العربية بين لغات العمل في الأمم المتحدة.
السؤال الذي سيبقى يبحث عن اجابة واضحة ومنطقية ..لماذا نهجر لغتنا الأم لصالح اللغات الأجنبية ،ومن أين يبدأ التصحيح ؟.
أعتقد أن البداية يجب أن تكون من المنزل ،اذ على الوالدين التحدّث مع الأبناء بالعربية ،ثم بالمدرسة ،اذ على وزارة التربية والتعليم الاهتمام باللغة والتشديد على اعطاء دروس لتعليم الطلابّ الاملاء والخط والانشاء ،وعلى المعنيين بوزارة التربية وغيرهم، الزام ادارات المدارس العربية قبل الأجنبية، التزام اللغة العربية الى جانب الانجليزية في التعريف بحافلاتهم المدرسية وخطوط سيرها ،على سبيل المثال .
ومن الظواهر الواضحة لتراجع استخدام"اللسان العربي"، الاستعمار الذي لعب دورا مبرمجا لإضعاف اللغة العربية ليصرف عنها أبناؤها حتى تتقطّع الصلة بينهم وببن أصولهم العريقة ومقومات وحدتهم، وصولا إلى العقيدة .
اللغة سلاح ثقافي قوي وفعّال، بيد الشعوب المقهورة لمقاومة المحتلين والغزاة ، ولنا في الجزائر أقوى نموذج لهذه المقولة، فلم تستطع فرنسا إحلال لغتها مكان اللغة العربية رغم استخدام كل وسائل الترهيب والترغيب، فبقيت لغتنا هي السائدة، وكذلك في فلسطين حيث لم تستطع اللغة العبرية الهجينة والدخيلة السيطرة على الثقافة العربية الفلسطينية.
نعم ،نحن نغار على لغتنا العربية من التشويه ،ومحاولات اقصائها من حياتنا وتعاملاتنا الحياتية اليومية ،ونحمّل المسؤولية إلى البرامج التعليمية في البيت والمدرسة والجامعة والبيئة الاجتماعية، وفي المقدمة من كل ذلك نظامنا الرسمي العربي .
|
|
|
|
|