|
|
دفاعا عن اللغة العربية
نزيه القسوس
لا يختلف اثنان على أن اللغة الانجليزية هي من أهم لغات العالم إن لم تكن من أهمها جميعا وأي مواطن يريد العمل مع أية جهة أجنبية من الصعب عليه ذلك إن لم يكن يتقن اللغة الانجليزية لكن هذه اللغة يجب أن لا تكون هي اللغة الأساسية في بلد لغته الرسمية ولغة أهله العربية مثل الأردن وسنعطي أمثلة على ذلك.
اللوحات الإعلانية الموجودة على واجهات المحلات التجارية عدد كبير منها مكتوب باللغة الأنجليزية وهذا مخالف لقانون الأسماء التجارية وقانون المهن لأن هذين القانونين يسمحان بكتابة اللوحات الإعلانية على واجهات المحلات التجارية باللغتين العربية والإنجليزية لكنهما لا يسمحان بكتابتها باللغة الانجليزية فقط لكن مع الأسف يوجد لدينا قوانين لكننا لا نطبقها.
أما في معظم الفنادق وعدد كبير من المطاعم فإن قوائم الطعام مكتوبة باللغة الإنجليزية وهنالك عدد كبير من المواطنين لا يتقنون اللغة الإنجليزية وحتى بعض الذين يتقنون هذه اللغة لا يعرفون أسماء الأكلات باللغة الإنجليزية لذلك يتعرضون لنوع من الإحراج خصوصا إذا كان معهم ضيوف وهم الذين عليهم إختيار الطعام لضيوفهم أو على الأقل تسمية الأصناف الموجودة لأن هؤلاء الضيوف لا يتقنون اللغة الانجليزية.
ونأتي لموضوع العقود وهو موضوع مهم جدا خصوصا العقود التي تبرم مع جهات أجنبية فهذه العقود تكتب باللغة الإنجليزية وأحيانا لا تدقق موادها من جهة متخصصة باللغة لذلك توضع فيها مواد وشروط لا تنتبه لها الجهة الرسمية التي أبرمت معها هذه العقود أو أن الموظف أو الموظفين المشرفين على هذه العقود لا يتقنون اللغة الإنجليزية بشكل يؤهلهم لتفسير بعض المواد أو الشروط التي صيغت بأسلوب ملتو لذلك عندما تحدث بعض الخلافات في التنفيذ يفاجأ الجميع بمدى الضرر الذي سيترتب على الجهة الرسمية إذا ما طبقت الشروط الموجودة في العقد وأحيانا تضطر هذه الجهة إلى الاستعانة بجهة متخصصة لترجمة هذه العقود وهذا العمل قد يتطلب وقتا طويلا أحيانا كما يكلف مبالغ كبيرة من المال والسؤال الذي نسأله هو: لماذا لا تكتب هذه العقود باللغتين العربية والإنجليزية حتى يكون العقد مفهوما مئة بالمئة قبل توقيعه.
بقيت نقطة أخيرة وهي السير الذاتية لبعض الأشخاص الذين يبحثون عن عمل أو يتقدمون لشغل وظيفة معينة فإن هؤلاء الأشخاص يكتبون سيرهم الذاتية باللغة الانجليزية مع أن الجهة التي لديها الوظيفة هي جهة عربية مئة بالمئة ولم تطلب تقديم السيرة الذاتية باللغة الإنجليزية.
بعض الذين يتقنون اللغة الإنجليزية وبعض الذين لا يتقنونها بشكل جيد نجدهم عندما يتحدثون يستعملون بعض الكلمات أو الجمل الإنجليزية في حديثهم لأنهم يعتقدون بأن هذا الأسلوب من الحديث قد يجعل الطرف الآخر ينظر اليهم بإحترام أو يأخذ فكرة عنهم بأنهم مثقفون ناسين أو متناسين بأن الذين يتحدثون معهم قد لا يتقنون هذه اللغة أبدا.
لغتنا العربية لغة ثرية وهي لغة القرآن الكريم وقد إستوعبت معظم المصطلحات الأجنبية فلماذا نقزم هذه اللغة ولماذا نخجل من إستعمالها؟.
بعض مواطني الدول الأجنبية يفتخرون بلغاتهم فنجد أن المواطنين الألمان أو الفرنسون يرفضون الحديث بغير لغتهم مع الأجانب مع أنهم يتقنون لغات هؤلاء الأجانب.
الدستور
|
|
|
|
|