للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  المؤتمر الدولي الحادي عشر للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

مبدعون موريتانيون بعد تأسيس أول بيت للشعر في نواكشوط: سلطان أيقونة الثقافة العربية

المختار السالم

يسجل للشعراء الموريتانيين أنهم أول من أعلن الاستجابة لدعوة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، التي دعا فيها إلى تأسيس بيوت للشعر على غرار بيت الشعر في الشارقة في الأقطار العربية كافة لتكون تلك البيوت الشعرية ملتقى للشعراء الكبار والشباب في تلك البلدان وتكون مركز إشعاع للشعر والأدب .
فقد أعلنت نخبة من أبرز الشعراء الموريتانيين تأسيس "بيت الشعر في نواكشوط" .
وأعلنت "جمعية الضاد لنشر اللغة العربية والدفاع عنها" عن تأسيس "بيت الشعر في نواكشوط"، وشكلت للإشراف على هذه المهمة الفكرية الثقافية الحضارية مكتبا من خيرة سدنة الحرف العربي وقادة الإبداع في هذه الربوع العريقة" .
"الخليج" التقت مجموعة من أبرز الشعراء الموريتانيين واستطلعت آراءهم حول استقبالهم لدعوة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وما تبعها من إطلاق "بيت الشعر في نواكشوط" .
قال ناجي محمد الإمام، رئيس المجلس الأعلى لاتحاد الأدباء والكتاب الموريتانيين ورئيس "جمعية الضاد"، أعتقد جازماً أن القرار الرائد الذي اتخذه صاحب السمو حاكم الشارقة بالدعوة إلى قيام بيوت للشعر في حواضر العرب هو فعلُ تأسيسٍ لرؤية حضارية أثيلة من أجل استلهام أسباب النهوض من خلال ثوابت الأمة ومحفزات إقلاعها، وفي مقدمتها الحفاظ على الحرف والكلمة العربييْن المجسَّديْن في الشعر ديوان العرب رمز وحدتها وسجل أخلاقها وحافظ أمجادها وباعث الحمية في أوصالها وقاموس كتابها" .
وأضاف الإمام: "إن إعلاني باسمي شخصيا وباسم مجلس أمناء وأعضاء ومناصري جمعية الضاد، وباسم مجموعة من أبرز شعراء هذا القطر، وباسم الضمير الجمعي للمبدعين في بلاد شنقيط، إقامةَ أول بيت للشعر في مقر الجمعية في نواكشوط هو استجابة لهذا النداء العربي الرائد بما يحمل من أملٍ للثقافة العربية وسدنتها و ما يعِدُ به عشرات المبدعين العرب المهمشين على قارعة الزمن الرديء من تكريم وتشريف واحتضان وحماية لكرامتهم من خلال هذه "البردة" التي ستحميهم من قَرِّ الإهمال وحرِّ التجاهل وغبن الأيام" .
وقال "إن الشاعر العربي بمبادرة صاحب السمو حاكم الشارقة يتنسم عبق العرفان ودِفْءَ المسكن ووصفة الشفاء"، وإنني أجددُ الشكر المُستحق لهذا القائد العربي العروبي الوحدوي العالم العامل، وإن سيرته العطرة معروفة لدى طلائع الأمة منذ بواكير أنشطته الجامعية .
الشاعر النبهاني ولد محمد فال قال: "من غير المستغرب وليس من باب الصدف أن تأتي هذه الدعوة . . هذا التلافي للشعر ديوان العرب . . هذه الغيرة على الإبداع والمبدعين من طرف قامة أدبية وفكرية وسياسية سامقة بحجم وحضور وتأثير صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي . . إنه واحد من كبار المبدعين العرب، وأحد أكبر داعمي الثقافة العربية في هذا العصر ليس لأنه كاتب من العيار الثقيل، ولكن لما قدمه من دعم في سبيل نهضة الثقافة العربية بمختلف تفريعاتها، ويأتي اليوم مشروع الألف بيت للشعر في الوطن العربي ليكرس محورية هذا الرجل الفذ وينصبه أيقونة للثقافة العربية، أكاد أجزم مطمئنا أن هذا المشروع هو أهم منجز في تاريخ الثقافة العربية الحديثة لما سيكرسه من محورية الشعر في الثقافة العربية بوصفه ديوان العرب والمصدر الأبرز لثقافتهم، لقد أرفق سموه مشروعه الطموح باستعداده الكريم لاحتضان الشعراء العرب وإنزالهم المكانة التي تليق بهم . . إن مشروعاً من هذا النوع واستعداد ودعوة من ذلك النمط تفتح أبواب الأمل في زمن تكالبت فيه الأمم على هذه الأمة وأنستها بشاعة أنهار الدماء جمالية القصائد العصماء، فالشكر كل الشكر لسلطان، وما هذه بأول فضائله وتفضلاته على الشعر والشعراء وعلى الإبداع والمبدعين . لقد قدم هذا الرجل المسكون بحب الإبداع ما لم يقدمه غيره وكان في كل مرة يفاجئ حملة الكلمة وصاغة الحروف بأمور لا تخطر على بال فله من بلاد المليون شاعر كل التحية والتقدير" .
ويضيف الشاعر النبهاني "لقد بادرنا في جمعية الضاد وبعد دعوته الكريمة إلى إقامة دعائم بيت للشعر يكون مأوى لأبيات الشعر، تتنفس في فنائه، وتجد من يحفظها فيه من التحريف والضياع والتسكع على أرصفة مقفرة لم تعرف للشعر وزناً" .
ويضيف "من الطبيعي أن هكذا دعوات بهذا الحجم وهذا المستوى لا بد أن تكون بلاد زايد الخير منطلقها فقد تعود العرب كل العرب أن يأتيهم كل ما هو جميل ومفيد من الإمارات" .
وقال الشاعر محمد ولد إدومو "استجابة لدعوة صاحب السمو حاكم الشارقة إلى تأسيس بيوت للشعر تكون مركز إشعاع للشعر، استجابة لهذه الدعوة الكريمة بدأ التفكير سريعاً في "جمعية الضاد" التي تحمل حلماً قديماً وهدفا أسمى هو أن يظل الشعر إحدى الدعامات الأساسية التي تقف عليها اللغة العربية، وأيضاً أن يظل الشعر مستأثراً بذائقة الناطقين بالفصحى حول العالم، دون نفي لباقي أشكال التعبير الأدبي .
لذلك تلقفنا هذه الدعوة بكثير من التفاؤل، يحدونا الأمل بتأسيس أول بيت للشعر في موريتانيا، هادفين إلى أن يكون منبراً شعرياً جديداً يحتفي بالشعر والشعراء ويؤسس لنهضة شعرية حديثة، ويقدم للساحة شعراء جدداً ويعيد اكتشاف آخرين، ويعطي للقصيدة مكانتها المستحقة في بلد يعشق الشعر حتى النخاع .
بيت الشعر في نواكشوط نريد له أن يكون متنفساً للجمال في مدينة يتسابق فيها البشر إلى عيون المادة كل صباح ويعودون منهكي الأعصاب والمشاعر كل مساء، مسكونين بالفراغ والخواء محتاجين إلى كون من الجمال يرسم لهم واقعهم وأحلامهم وأمانيهم بألوان الجمال، فمن بإمكانه إذاً أن يكون عراباً لهذا الجمال سوى الشعراء؟
وقال الشاعر حسني ولد شاش "هذه الدعوة المباركة أقل ما يمكن أن تواجه به هو ترحيب الجميع، حيث اعتبرها إحدى أهم دعائم النهوض باللغة العربية وآدابها، بالإضافة إلى كونها حلقة جديدة في مساعي صاحب السمو حاكم الشارقة الهادفة إلى العودة بالشعر العربي إلى قوته وألقه في العصور الذهبية" .
وأضاف "بوصفي شاعراً موريتانيا أثمن عالياً هذه البادرة الطيبة التي أعلن عنها صاحب السمو حاكم الشارقة، ولا غرو فهو حامي وراعي اللغة العربية وآدابها .
لقد كنت أتوق لأن أسمع خطاباً يعيد للشعراء العرب اعتبارهم ويعلن لهم أن هنالك من يرغب بهم ويعول على دورهم التنويري التثقيفي، بل ومن يملك الرؤية الصحيحة والإرادة الصادقة لرفد ديوان العرب، وها أنا -والحمد لله - أسمع كلمات صاحب السمو حاكم الشارقة حول الشعر والشعراء، وأسمع ما أعتبره أهم مشروع لخدمة الشعر العربي في هذه الفترة من تاريخنا .
ولا شك أننا سمعنا خلال السنوات الأخيرة الكثير من الكلام حول تراجع الشعر، لكن العكس هو الصحيح فعدد الإنتاج الشعري الذي يكتب اليوم والعدد المتزايد للشعراء في الوطن العربي، دليل على أن الشعر سيبقى بوابة العرب للثقافة، وإن انتصار سلطان للشعر والشعراء هو انتصار للإبداع ولروح الأمة، وهو أمل طالما ترقبه الشعراء .
إن قول سموه إنه عمل على أن تكون الشارقة "الركن الذي يلجأ إليه الأدباء والمثقفون إذا ما شعروا بأنهم ملغون من المجتمع"، وقوله "فليأتوا إلينا ليجدوا أنفسهم ولا نريد منهم أن يفعلوا الثقافة لنا فحسب بل عليهم أن يفعلوها للوطن العربي ككل ومن خلالنا"، هو تشخيص في اعتقادي دقيق لوضع عشرات الشعراء العرب والمبدعين المغمورين الذين يعيشون في أوضاع مزرية جراء الواقع الذي تتخبط فيه أغلب المجتمعات العربية، وهكذا فإنه من الرائع أن يتذكر سموه مثل هؤلاء في هذه الفترة العويصة من تاريخ أمتنا المجيدة، وسيذكر التاريخ لسلطان موقفه المشرف، وفتحه الباب أمام هؤلاء الشعراء عبر دعمهم واحتضان تجاربهم" .
وقال الشاعر عبدالله البو أحمد عبد إن "دعوة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي تؤسس بحق لمرحلة جديدة في تاريخ الوعي الثقافي الحديث في الوطن العربي، وتَعِد بصحوة كبرى في الفضاءين الشعري والإبداعي على حد السواء .
بهذا برهن سموه، من خلال هذه الدعوة أن إمارة الشارقة هي الحضن الدافئ للإبداع العربي في زمن الصقيع والمَحاق الذي نعيشه الآن . . لاسيما أن هذه الفكرة تتفتق في وقت أمسى فيه الشعر العربي في الحاجة القصوى إلى مثل هذه الأفكار الجديدة في طرحها، الأصيلة في خلفيتها الحضارية والثقافية . .
الآن أصبح للمبدع العربي من يتبناه ويحتفي به، من أبناء أمّته وقادتها بعد أن قاسى صنوف التضييق والملاحقة والتسكع وذاق مرارة اللجوء والتشظي بين أصقاع العالم . . بعد أن عانى صروف التّهميش والظلم والإقصاء في بلاده .
إن المبدع كأي إنسان بحاجة إلى التشجيع والمؤازرة وإلى رافعة سيّاسية واجتماعية وفكرية تعاضده وتواكبه، وهذا هو الإطار الذي تتنزل فيه مبادرة صاحب السمو حاكم الشارقة التي ستطلق عنان الإبداع في سماء الشعر العربي، وليست هذه هي المرة الأولى التي تتكرم فيها إمارة الشارقة بالإعلان عن مثل هذه الخطط التطويرية والتحديثية في ميادين الفنون والآداب ولكن هذه الخطوة لأصالتها وعبقريتها ستشكل لا ريب علامة فارقة في تاريخ الإبداع الشعري العربي .

شعر ضد الظلام

نريد لبيت الشعر أن يشكل حاضنة جامعة تستضيف تحت سقف واحد جيل الشعراء الموريتانيين الكبار الذين حفروا أسماءهم في سماء الشعر الوطني والعربي ويتكئون الآن على تجربة شعرية ثرية تحتاج إلى القراءة وإعادة القراءة والاستنطاق، إلى جانب جيلنا من الشعراء الشباب الذين قالوا نصف ما لديهم وما زال البوح يعصف بأخيلتهم فتسبح هوياتهم الشعرية في فضاء التشكل المستمر لتعطي تجربة شعرية مغايرة وموازية، وإلى جانب جيل آخر على سلم المجد الشعري .
بيت الشعر الذي نحتضنه الآن ونحنو عليه كفكرة وليدة هو محاولة لتمجيد الشاعر بوصفه "آخر الرجال المحترمين" على هذه البسيطة، الشاعر كسفير للكلمة والهمسة واللامنطوق، الشاعر كصوت من لا يمكنه التعبير، الشاعر كبوتقة جمال وسحر ليشيع النور في هذا العالم الذي يغازله الظلام" .

الخليج

التعليقات
الأخوة والأخوات

نرحب بالتعليقات التي تناقش وتحلل وتضيف إلى المعلومات المطروحة عن الموضوعات التي يتم عرضها في الصحيفة، ولكن الصحيفة تحمل المشاركين كامل المسؤولية عن ما يقدمونه من أفكار وما يعرضون من معلومات أو نقد بناء عن أي موضوع. وكل ما ينشر لا يعبر عن الصحيفة ولا عن المؤسسات التي تتبع لها بأي شكل من الأشكال. ولا تقبل الألفاظ والكلمات التي تتعرض للأشخاص أو تمس بالقيم والأخلاق والآداب العامة.

الاسم
البلد
البريد الالكتروني
الرمز
اعادة كتابة الرمز
التعليق
 
   
جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية