للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  المؤتمر الدولي الحادي عشر للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

الثقافة والحرية .. تجارب مع ثلاثة مبدعين

منغانا الحاج



يتناول كتاب «الثقافة والحريّة»، لمؤلفته خالدة سعيد، واقع اللغة العربية وأسباب تراجع مُستواها في مدارسنا العربية، إلى جانب قضايا الحرية والإبداع الأدبي ودور المثقفين العرب، والعلاقة بين السلطة والحرية.. وتعرض لتجربتها الخاصة مع ثلاث شخصيات ثقافية – تربوية، تميزت بعلمها الغزير و«بمواقفها الإنسانية وسعة أفقها ورؤيتها العالية إلى موضوعها وإلى العملية المعرفية التربوية في شمولها».

تستعيد خالدة مع ليلى صباغ، أُستاذة التاريخ في دار المعلمات الابتدائية بدمشق، عندما كانت طالبة داخلية، وبكثير من الدهشة والتأمل «ذكريات ذلك الصف الفريد المفتوح على مُختلف المنابع والأنوار». بعد مُضي أكثر من ستين سنة. وتستتبعها بشهادة ثانية تختصر فيها مسيرة الأخت بينديكت الفرنسية الأصل، بعد كفاح اثنتين وثلاثين سنة متواصلة في مدرسة كرمل القديس يوسف في شارع فردان في بيروت..

حيث كانت خالدة تعمل مُدرسة فيها لمادة اللغة العربية، فتنقل لنا في النص ــ السيرة بعض ما طبع تجربة الأخت بنديكت، وتحديداً خلال الحرب الأهلية اللبنانية وما عُرفت به من شجاعة نادرة، مكّنتها من الإصرار على تحدّي الحرب ومنطلقاتها.

وتناولت في شهادة ثالثة، المستعرب والعالم الفرنسي جاك بيرك، إذ كانت قد ألقتها (الشهادة) في حفل التأبين الذي أقيم له في معهد العالم العربي في باريس، في الذكرى السنوية الأولى لوفاته، وركزت فيها على أخلاقيات علمه وتشدده في قضية المسؤولية العلمية وهاجسه في البحث المتجدد عن الحقيقة وانفتاحه الثقافي.

وتأكّد لصاحبة «البحث عن الجذور» (خالدة سعيد)، على ضوء تجربتها الطويلة في التدريس، وفي سنوات الإشراف على اللغة العربية «أنه لا يُمكن عزل قضية اللغة العربية، مثلا، عن مُجمل فروع المعرفة، وعن بُنية المدرسة ومؤسسات إنتاج المعرفة، وكذلك عن أساليب التدريس وطرائق اكتساب المعرفة». وترى الحاجة مُلحة إلى هيكلية جديدة للواقع التربوي..

ولدراسة أوضاع المؤسسات التربوية، وأسباب قصورها، وطبيعة مُشكلاتها، ووضع آليات جديدة للإصلاح، كما تلحظ الخلل الأساسي الناتج عن الطابع التقريري الذهني النظري، في غياب تعديلات تُذكر على نتائج المقررات التي كانت تصدر من هنا وهناك.

وترى لزاماً على المعنيين بالشأن التربوي، كي تحظى العربية الفصحى بالفرص والإمكانات التي تجعلها لغة حياة، وإن بموازاة المحكية، أن يُصار الى تحويلها لغة بحث ومعرفة، مفتوحة عل التيارات العلمية، ومنتجة في سائر ميادينها، والى اعتبار المعارف عمليات كشف وتثمير وإنماء وتطوير وإنتاج، لا مُجرّد مُكتسبات يجري استيعابها واستهلاكها.

وتتناول المؤلفة في فصل لاحق، قضية الحرية والإبداع، مؤكدة على التلازم بينهما باعتبار ان الحرية «هي خصيصة انسانية وحق طبيعي انساني وشرط جوهري لسعة الافق ولكل تقدم» وتعرض للمشكلات التي تواجه المبدع وتضيّق عليه هامش الحرية المفترض. وللأخطار التي تتهدد حرية الابداع.

وبرأي صاحبة «فيض المعنى»، فإن أدهى نماذج الخطر على حرية الإبداع الأدبي دعاوى الحسبة، حيث يُقحم أصحابُها النصوص الدينية في قراءاتهم الخاصة، ويخضعونها لأمزجتهم الخاصة، ويُحاولون تثبيت مفاهيمهم ومنطقهم وشرعنة تأويلاتهم لتصبح سابقة قانونية يُبنى عليها في قضايا مُقبلة.

والخطر الآخر الذي يتهدد حرية الإبداع، برأيها، إنتاجاً وتلقياً، يتمثّل بالفكر الإيديولوجي، وهذا ما ظهر في مرحلة صعود الأحزاب. وتُعطي مثلاً على ذلك صعود البعث في سوريا والعراق.

ومع غياب المدرسة في بعض الأماكن والقطاعات، وبروز نسبة الأميّة العالية، تُشير الكاتبة إلى خطر رابع، يتهدد حرية الأبداع، يتمثّل في التربية التقليدية المعتمدة في البيت والمدرسة، والتي تقوم على الطاعة والاقتداء والتلقين، سواء أكان الموضوع دينياً أو إيديولوجياً أو علمياً.

وحول طبيعة المثقف ودوره تُسهب خالدة سعيد، في قراءة العلاقة بين المثقف العربي والسلطة، وتأخذ عليه تنازله التدريجي، وتسليمه أوراق اعتماده للحاكم وتبني اعتباراته السياسية وتقديم التسويغات النظرية لها ومنحها الشرعية المبدئية.

وتقول، إنها مراوحة مُزمنة التبست فيها الأقنعة وتعددت الوجوه، كشفت زيفها وقائع الحياة اليومية، فبان اهتراء الشعارات السياسية وفساد دعوات الوحدة والاشتراكية.. ومزاعم التحرير و«صار الشعار الإسلامي غطاء سياسياً ودعوة للتحجر والقمع والتخلف، ومعنياً بالطقوس والظواهر لا بواقع المسلمين ولا بقضايا الإيمان».


البيان

التعليقات
الأخوة والأخوات

نرحب بالتعليقات التي تناقش وتحلل وتضيف إلى المعلومات المطروحة عن الموضوعات التي يتم عرضها في الصحيفة، ولكن الصحيفة تحمل المشاركين كامل المسؤولية عن ما يقدمونه من أفكار وما يعرضون من معلومات أو نقد بناء عن أي موضوع. وكل ما ينشر لا يعبر عن الصحيفة ولا عن المؤسسات التي تتبع لها بأي شكل من الأشكال. ولا تقبل الألفاظ والكلمات التي تتعرض للأشخاص أو تمس بالقيم والأخلاق والآداب العامة.

الاسم
البلد
البريد الالكتروني
الرمز
اعادة كتابة الرمز
التعليق
 
   
جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية