|
|
شغاف الفصحى
أ. كفاح حسن علي المطر
من ذا يضاهي جوهـري الخـــلابا و أنا الرسالة قد مخضت كتابـا
الوحي أسـرجني خلودًا طاهــرًا و حقيقتي نهــج يشع صوابـا
سجدت محاريب الجمــال لهيبتي فخشوعها مـزْن تفيض ثوابـــا
و تبتلت في دوحتي مهـــج ال ـعــــلو م و أشـرقــت ألبابـــا
و سكبت في مٌـقل الشعوب صبابتي و حضنتهم فـي دارتي حُجابـــا
و رعيت أبنائي بنبض جوارحــي ولهـًا بهــم , صيرتهــم أهــدابــا
ألــــج الهموم إذا تنكر حظهم أمــــلا يبلسم غـربة و يبابــا
فإذا تفرق في اللغات لسانهم و توهمــوا و استبـدلوا الجلبابـــا
و توعدت نار الجـــراح ضــرامة و غــدوا بسيف جفائهــم أغــرابــا
أصبحت وعـدًا يمتطيه شفاؤهــم لمــا هفــــوت مــودة و سـحابا
و نسجت من حرفي رداء كـــرامة يُهدي الـوجـــود ســعــادة و مهابــا
بين الحقـــول غرست زهـر جدائلي قيما تنـــد سماحة و إهــــابــــا
بجميل معنىٍ في الفـــــؤاد ترفـلـت و الفجـر منها بالبديـــع تحابـى
ســـحر البيان قد تبسم نهضة و غراســـه بالبيــنات أجــابـــا
شــــطأن دري بالحياء تزينت فسخاؤها نضــد الفنون رضابـــا
و عرائسي اتشحت برائق نثرهـــا برفيـــف نهـــر صـــيرته خضـــابـــا
وجفونها انبهرت على ترنيمة برنيــن جَــــرْس لـــم يــــزل خـلابـــا
في روضك الريان نبـــع فصاحـة يكســـو المنابر عــــزة و قشابـــا
وقوافل الإعراب هلّ ضياؤهــــا رصفـــت أســا ريـــر الكـــلام رحابــــا
أكرم بسر الضاد قلعة مبدع منـــح اليراع مــواهبا و جعـابــا
جرت الرطانة و هي تبكي حظها لمــــا تبـــدى كالنعــام تــرابـــا
و اللهجة العشواء فـــرت رهبــــــة تبغــي النجاة و تنشـــد الأســبابـا
وقعت ضحية جهلها و خداعــها خسئت و كان بوارها الإعجابـا
عضت أنامل زهـــو ها و غرورها و ظنونها أن تستطيل قـــبابــا
هيهات يَشفي ما تأسن فــكره و طيــوفـها أرخـت عليه ضبــابــــا
و بريقها الأخـــاذ ألــهب أعينًا ســـرت به أرجــــوحة و ركــــابــا
شمس الحقيقة كشّفت أوهامهم هجرتــُهمُ بعــد الينــوع عــــذابــا
وأدوا انتماءهم بســهم تحضـــرٍ و جســـارة فتجـرعت أوصـابــا
ألفتهم حـول السياج تحلقوا و أنينهم شـق الضلوع نحــابــا
وبربـــوة القلب الفصيح تدافعوا متبتــلـــين حنانــهـا الأوابــــا
خفقــت لها أرواحهم ظمــآنة ففـــراقــها جعـــل الـــرواء ســـرابــا
شدتهم لشغافـــها فـي لهفــــة و سـماحـها جبـــل الهجــير أذابــا
غــيد الكلام تكللـت بـوفائهم و تهـيأت لقـدومهــم أســرابـــا
و على الخــوان تهللــت بمــآثر نشوى تضاحـك روضها الجــذابــا
من شرفة الإبداع طل الأصمعي بدهــائـــه يستنهـــض الآدابـــــا
فإذا الخليل يصوغ لحن عـــروضه قيثـــارة فــي خفقــة تتصابى
و المتنبي في جنـــائن نبضــه هــبت قـــوافيـــه تشــق عبـــابــا
و رنت لشوقي في وصائف نيله درر تضـــوع بلاغــة و ملابــــــا
خَــلُدت لحافظ َ دعـــوة عــربية كـــأسٌ لحــــواء ِ العروبة طـــــابا
و اللحظــة الفصحى تنفــس وعدها رشفت خمائــل وعينا تحبابــــا
|
|
|
|
|