للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  دعوة للمشاركة والحضور           المؤتمر الدولي العاشر للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

بالإجماع للعربية...!؟

أ.د. ياسر الملاح

لقدْ خَطرتْ لي فِكرة هذه المقالةِ بعدَ مُطالعتي لِلمقالاتِ التي تنشرُها صحيفة "صاحبة الجلالةِ اللغة العربية" على صَفحتِها الغراءِ، فقد لاحظتُ أنّ مَنْ يُعْنَوْن بالكتابةِ عنْ مأساةِ العربيةِ في عُقرِ دارِها ليْسوا من بلدٍ دُونَ آخرَ من البلدانِ العربيةِ، ولكنّها مَأساة مُشترَكة يَئِنّ مِنْ ثِقلِها وَوَطأتِها العربُ جَميعا في مَشارقِ العالمِ العربيِّ ومَغارِبِه. ولِهذا دلالتانِ على الأقلِ هُما : أنّ العَرَبَ أمَّة واحِدَة رُغْمَ أنْفِ كلِّ مَنْ يَسْعى إلى تمزيقِها عاجلا أو آجلا، والثانية أنَّ اللغة العربيّة، واسِطة عِقدِ العَرَب ووُجودِهِمْ الحَضاريِّ، يُنهش لحمُها هنا وهناك، ولا يَهبُ للذوْدِ عنها إلا قِلة مِن الغيورين مِنْ أهْلِها. وبَعْدَ أنْ يُدَبِّجَ كلٌ منا مَقالته في هذا الباب المُحْزنِ يَعودُ كلٌ منا إلى حَياتِه، فالذي يَنْهش يَسْتمِرُّ في نَهشِهِ بلا مُبالاةٍ أو إصْغاءٍ إلى ما يَقوله الكتابُ الغيورونَ، والذي يتكلمُ في المَوْضوع ناقِدا أو داعيا أو ناصحا يَقتله الكَمدُ والغيْظ والسُخط، وقدْ يَقودُه هذا كله إلى الإحْباطِ، وقدْ يَبْقى نفرٌ قليلٌ مُسْتمِرّا في التوشح بسَيْفِ موسى بن أبي الغسّان على أسْوارِ غِرْناطة، ولكنْ بدونِ حَوْلٍ ولا قُوّةٍ، أمَلا في أنْ يفتحَ اللهُ على أيْدي المُخلصين للأمَّةِ وقضاياها، وبخاصةٍ قضية اللغةِ العربيةِ، فتحا مُبينا ونصْرا مُؤزرا، فتنكشف الغمة عن الأمّةِ ولغتِها.
وإكراماً لِهذا الفريقِ المُتَوَشح بسَيْفِ موسى بن أبي الغسّان، دِفاعا عن العربيةِ، وانْتصارا لها، أحْبَبْتُ أنْ أنظمَ عِقدا من مُقتطفاتِ ما نشروه على صَفحَةِ "صاحبة الجَلالة اللغة العربية"، لأثبتَ، لِمَنْ يَتَشكّكون في قدرةِ هذا الفريقِ، أنّه فريق قويّ، وهو صاحبُ حُجّةٍ بَليغةٍ، وذو جَبْهَةٍ عَريضةٍ تَمْتدّ من المُحيطِ إلى الخليجِ، ولأثبتَ لهمْ أنّ النّصْرَ، للعربيةِ وحضارَتِها التي تضمّها بذِراعيها القويين، قادِمٌ إنْ شاءَ اللهُ.
يقولُ أ. إسلمو ولد سيدي أحمد من مُوريتانيا في مَقالةٍ له بعُنوان :(الرقيب اللغوي-10) ورد فيها :
"...وألتمس من القراء الكرام أن يتقبلوا هذه الملاحظات، بصدر رَحْب، وأن يحملوها على محمل الجِدّ، بدلا من جعلها مادة للتندُّر. ولا مانع من أن تنتزع منهم ابتسامة في هذه الظروف المملوءة بما يُكَدِّر الصفوَ، لكن المهم هو الاستفادة منها وتحسيس الناس بضرورة الاهتمام بلغتهم. ولكي أجعلَ القارئ الكريم يبتسم ابتسامة عريضة، فقد اخترتُ له الطرفة الآتية: يقال إن أحد النحويين سأل غلاما: كيف كانت وفاة أبيك؟ فقال الغلام: وَرِمَتْ "قَدَمَيْهِ". فقال النحويّ: قُلْ: وَرِمَتْ قَدَمَاهُ. فقال الغلام : ثم وصل الورم إلى " رُكْبَتَاهُ". فقال النحويُّ : قل: إلى ركبتيْه. فقال الغلام: دعني يا عم، فوالله ما موت أبي بأشد علي من نحوك هذا. إنّ اللغة العربية ليست صعبةً، وإنما تكمن صعوبتها في إهمال الناس لها وجهلهم بها، ومن جهل شيئا عاداه... وأحرص دائما – وأنا أسجِّل هذه الملاحظات - على عدم ذكر شخص بعينه، أو جماعة مُعيَّنَة، أو صَحِيفة،.... ولا أُخفي على القارئ الكريم أنني مُحبَطٌ بسبب ما يُلاحَظ من عدم اهتمام أصحاب القرار، في الأقطار العربية، بلغتنا العربية التي هي جوهر هُويتنا ووعاء فكرنا وسِجِلّ تراثنا واللسان الناطق بثقافتنا. فلا أقل (وذلك أضعف الإيمان) من اعتماد لغتنا في التعليم، من رياض الأطفال إلى الجامعة، وفي الإدارة، وفي مختلِف أوجه الحياة، حتى يتعود الجميع على التعبير بها تعبيرا سليما. وفي المقابل، فإن ما ينتابني، في بعض الأحيان من شعور بالإحباط، يتحول إلى نشاط ومثابرة عندما يتجاوب القراء مع هذه الحلقات التي أصبحت- لله الحمد- واسعة الانتشار. والتي أرجو من العليّ القدير أن يكون فيها ما يُنتفَع به."
ويقولُ أ. بلال التل من الأردن في مقالة له بعنوان :(ممارسات رسمية تسيء إلى اللغة العربية ) :
"...ولأن اللغة عنوان لوجود الأمة وسيادتها واستقلالها، فإن أعداء الأمم يعملون أول ما يعملون على إزالة لغة أعدائهم المهزومين، لتحل لغة المنتصر محل لغة المهزوم، رأينا ذلك مرارًا وتكرارًا ونراه الآن في فلسطين. لأن طمس اللغة وهزيمتها يعني طمس وجود الأمة. لذلك فإن اليابانيين وقعوا على كل شروط هزيمتهم التي فرضها عليهم الحلفاء في الحرب العالمية إلا الشرط المتعلق بلغتهم، لأنهم كانوا وما زالوا يؤمنون أن زوال لغتهم يعني زوالهم من الوجود. ومن هنا أيضًا وافق الأوروبيون على الاندماج في كل شيء في إطار الاتحاد الأوروبي باستثناء الاندماج اللغوي، فقد حافظ كل شعب من شعوب أوروبا على لغته وسعى إلى نشرها وتعزيزها. لذلك فإن الأوروبيين يمنعون تعليم طلابهم أية لغة غير لغتهم الأم حتى ينهي المرحلة الإلزامية، ويزيد عمره عن الثلاثة عشر عامًا، لأنها المرحلة التي يتقن بها الطالب لغته الأم، وبعد ذلك تسمح كل دولة أوروبية لطلابها باختيار لغة أخرى من لغات دول الاتحاد الأوروبي ليتعلمها. فماذا يجري عندنا؟...
إن الإجابة عن هذا السؤال صادمة، وأول ذلك: إن الجهات التي يُناط بها حماية اللغة العربية، والدفاع عنها هي أول الجهات التي تسيء إلى لغتنا العربية، حتى لقد وصل الأمر إلى أن بعض المؤسسات الرسمية ومنها الجامعات، صارت تستخدم لغة أجنبية إلى جانب لغتنا العربية على ورقها الرسمي المُرَوَّس.. وكأننا أصبحنا دولة ثنائية القومية ثنائية اللغة. الأكثر من ذلك فإن بعض مؤسساتنا الرسمية تستخدم اللغات الأجنبية في مراسلاتها الرسمية في مخالفة صريحة للدستور. ليس هذا فحسب، بل إن الكثير من المواقع الإلكترونية للمؤسسات الرسمية ومنها مواقع جامعات أردنية لا تستخدم اللغة العربية، مكتفية باللغة الأجنبية في أبشع ممارسة رسمية ضد لغتنا العربية، وكل ما تمثله من قيم سياسية، وثقافية، وفكرية."
ويقولُ د. زياد الوهر من الأردن في مَقالةٍ له بعُنوان :( معلم اللغة العربية أولا ) ورد فيها :
"... فمادة اللغة العربية مع هذا الطوفان التقني في الاتصالات ووسائل التواصل الاجتماعي فقدت بريقها وكأن شمسها بدأت بالأفول بعد قرون من الإشراق. والحقيقة التي لا جدال فيها أن اللغة العربية هي الضحية الأولى التي ترنّحت وقريبا ستسقط جراء الضربات التي تلقتها على مدى العقدين الماضيين ولم ينفع معها كل وسائل العلاج والاستشفاء لإعادة القوة إلى جسدها المنهك وكيانها المتهالك، فكأنها كالفارس الهمام الذي سقط بأيدي مجموعة من المراهقين وهواة اللعب بالسلاح. ترنّح هذا الفارس وإن لم ندركه ونسنده بقوة فلن ينفع بعدها الندم وستمسي لغتنا عندها أسيرة المتاحف، وتراثا قديما نعرضه لأبناء جيل المستقبل من أجل التعرف على تاريخهم المندثر.
وأول الحلول برأيي تبدأ مع إصلاح وضع مدرّسي اللغة العربية، وليس الفصول ولا المناهج ولا حتى وسائل التدريس الحديثة. فالمدرس الضعيف لن تُفلح كل هذه الوسائل العلاجية في الارتقاء بمستواه أو تحسن أدائه، ولذلك فإني أقترح أن تقوم كل دولة من الدول العربية بتأسيس مجلس خاص يملك من الصلاحيات المطلقة والإلزامية من أجل وضع الخطط والمقترحات القابلة للتنفيذ من أجل تشجيع مدرسي اللغة العربية على العطاء وتطوير مستوياتهم بكل الوسائل من خلال الدورات التنشيطية والتدريبية والتأهيلية، ومن ثم نبذ الفاشلين منهم واستخلاص المتميزين ليكونوا نواة تطوير تعليم اللغة العربية في المدارس العربية والأجنبية على حد سواء. ثانيا تمييز مدرسي اللغة العربية عن غيرهم من كل المدرسين لأن اللغة عصب حياتنا وعنوان هويتنا ووسيلة التواصل بين 300 مليون شخص من المحيط إلى الخليج. لماذا مدرس اللغة العربية دون غيره؟ هذا سؤال إجابته ليست صعبة أبدا فهي واضحة تماما ذلك أننا نحتاج لنقطة البداية التي من خلالها ينطلق قطار الإصلاح في كافة المجالات التعليمية."
وتقولُ د.سلوى حمادة من مصر في مَقالةٍ لها بعُنوان:(اللهجة العامية كأحد أسلحة القضاء على العربية) ورد فيها :
" كما أن قدرة اللغة العربية على استيعاب العلوم لتوفر جميع شروط اللغة العلمية بها و كبر معجمها ومرونتها في اشتقاق المصطلحات العلمية، عكس ما يشاع عنها من أعدائها، تدفعنا دفعاً للحفاظ عليها محافظتنا على وجودنا وكياننا. لقد حافظت اللغة العربية على دورها عبر التاريخ وفرضت نفسها لغة عالمية تأثرت بها أغلب الدول الأجنبية واقتبست من ألفاظها. كل ذلك مرجعه لدور القدامى في المحافظة عليها بتهيئتها لمواجهة أي صراع أو هجمات أجنبية معادية. أما بالنسبة للعصر الحديث فاللغة العربية تلاقي غربة في وطنها وتعاني من محنة في عقر دارها وذلك أنها تتقلص تقلصاً ملحوظاً في المدارس والجامعات والإعلام والبيئة بشكل لا يمثل خطراً عليها وحدها، ولكن على الكيان العربي كله، إذ إن العرب لن يمكنهم أن يصنعوا فكراً مبدعاً وثقافة وحضارة من دون لغتهم الأم. إن محنة العربية ليست فقط في طرق تدريسها وزحف اللغات المحلية عليها وتأخر التقائها بالتقنيات الحديثة وإنما الهجمات الشرسة عليها من أعدائها، التي تدعي أنها لغة أدب وليست صالحة لاحتواء العلوم وغير ذلك، بل في استسلام أبنائها وانهزامهم أمام الزحف الموجه عليهم،
ومن الملاحظ بوضوح، في هذه الأيام، طغيان استخدام اللهجات العامية على استخدام اللغة العربية، وتشجيع استخدام العاميات سواء من داخل الوطن العربي أو من خارجه، ما هو إلا مخطط للقضاء على اللغة العربية لغة القرآن الكريم. إن المُشَرّع الفرنسي تدخل فور الإحساس بالخطر لسن قوانين تحفظ للغة الفرنسية مكانتها، ومن أهمها قانون "لزوم الفرنسية" الذي صدر عام 1994. لقد صادق برلمان الثورة الفرنسية قبل قرنين على قانون صارم لتعميم اللغة الفرنسية تضمن مادة جزائية نصت على أن كل من يخالف هذا القانون ابتداء من وقتها ويحرر وثيقة بغير الفرنسية ، يطرد من الوظيفة ويسجن ستة أشهر. واللغة العربية ليست كأي لغة أخرى فكل اللغات لغات وطنية على مستوى الوطن، أما اللغة العربية فلغة وطنية، ولغة قومية -على مستوى الوطن العربي-، ولغة القرآن الكريم -على مستوى البلدان الإسلامية في العالم كله-، فالحفاظ عليها واجب قومي ووطني وديني."
وتقولُ أ. سهام إدريس من فلسطين المُحتلة في مَقالةٍ لها بعُنوان :(أسماء الشوارع بالطيبة) ورد فيها :
" ... اليوم هناك أكثر من جهة ومؤسسة عربية، مثل منظمة عدالة ولجنة المتابعة العليا، تثير هذه القضية وتطالب بإعادة القيمة الرمزية والتاريخية للغة العربية، حتى لا يتم تفريغها من مخزونها الثقافي والتاريخي كما هو الحال اليوم. اللغة ليست مجرد حروف وكلمات يقتصر أداؤها على الاتصال والتواصل، بل إن لها إلى جانب ذلك وظيفة أجلّ وأسمى كونها حاملة للهوية الجماعية للمجموعات المختلفة، ونحن، الفلسطينيين، نُحمّلها العبء الأكبر في تجديد عهدنا مع الأرض، وتعزيز انتمائنا التاريخي وواقعنا بما تفرضه من مضامين تصبّ جميعها في بوتقة هويتنا القومية وروايتنا التاريخية الفلسطينية نظيفة بلا تشويه أو تحريف. فإذا كانت اللغة أداة تختزل بين حروفها كل هذا المخزون الثقافي والتاريخي، فإن حضورها في المشهد اللغوي العام لا بد أن يكون ذا أبعاد ثقافية وتاريخية فيطال الأرض والزمان والمكان والإنسان، ليساهم بالتالي في بلورة هويتنا وتعزيز انتمائنا والحفاظ على إرثنا الثقافي وحضارتنا العريقة."
ويقولُ أ.علي الرشيد من العراقِ في مقالةٍ له بعُنوانِ : (من أجلِ إنتاجٍ إعْلاميٍّ يُعززُ العربية في وُجْدانِ الناشئةِ)، ورد فيها :
"... إن لغتنا، اللغة العربية، تقبع في مأزق خطير، وتعاني غربة بين ناشئتها وشبابها، لما تعانيه من الإهمال والتقصير، لذا لابدّ أن تولي أجهزة الإعلام والصحافة المطبوعة والإلكترونية، وخصوصا ما كان منها مختصا بعوالم الطفولة والشباب، اهتماما كبيرا بها، وعليها أن تتذكر أن كثيرا من الأفكار الجميلة إذا لم نحسن تقديمها ومعالجتها تفقد بريقها وجاذبيتها، ولا تحقق الأهداف التي وضعت من أجلها، وبالتالي تنعدم أو تتضاءل فرص تأثيرها."
ويَقولُ أ. علي بارجاء من اليمن  في مقالةٍ له بعُنوان:( لنجعلْ كلَ يومٍ يَوْما للغةِ العربيةِ)، وَرَدَ فيها :      
"...احتفلنا في شهر ديسمبر باليوم العالمي للغة العربية، فهل أزلنا من شوارعنا كل الدعايات والإعلانات ولائحات المحلات التجارية التي بها أخطاء لغوية، أو على الأقل صححنا ما فيها من أخطاء؟
إذا كنا نقرأ اسم أول وأقدم دولة يمنية جاءت باسمها سورة من سور القرآن، هي دولة (سبأ) مكتوبة خطأ (سباء) في شوارعنا، ولا نجد تحركا منا لتصحيحها؛ فماذا سنفعل بغيرها من الأخطاء؟
لا يوجد في بلادنا اليمن العربية، أو قل بلد أصل العروبة وجرثومتها، جهة أو مؤسسة علمية حكومية أو غير حكومية يكون من شأنها حماية ورعاية اللغة العربية من الهدم الذي تتعرض له يوميا، وليس في وزارة الثقافة التي لا تعرف من الثقافة سوى الرقص والغناء إدارة للغة العربية، وكأنها وزارة في نيكاراجوا! كما أن الجامعات قد تبرأت من مسؤوليتها تجاه لغتنا، ولم تتحمل مسؤولية اللغة العربية على عاتقها، وترفع مذكراتها للوزارات المعنية بالشأن التجاري والإعلامي حين ترى أو تسمع خطأ لغويا متداولا، مبادرة منها لتصحيحه، فالجامعات تكرس تجاهلها بل تساهم في هدم اللغة العربية، فهي مشغولة بمقررات التوفل وتعميمه لتنافس جامعات العالم الغربي، ولتذهب اللغة العربية إلى الجحيم، بل قد يتطرف طلاب بعض الأقسام العلمية في إحدى كليات التربية إلى القيام بحملات تدعم اللهجة العامية فتترجم إليها بعض الاستخدامات والجمل بدلا من الترجمة إلى الفصحى."
ويقول أ. معاذ أوزال من المَغرب  في مَقالةٍ له بعُنوانِ :( مَلغاة- ومن اللغة ما علم ) ورد فيها :
" ...الكل في هذه القرية الصغيرة التي هي العالم يدرك بأن الدول التي اقترن نظام التربية و التعليم لديها بالنجاح هي الدول التي حسمت سياسيا و مجتمعيا أمر لغة التعلم لديها. و بالتالي فإن أي إصلاح تربوي تعليمي لابد أن يجترح الحسم في مسألة اللغة بقرار سياسي ثم التخطيط لها و تدبيرها بشكل تشاركي في إطار مشروع وطن لا مكان فيه لمزايدات السياسة. المغرب فضاء لغوي هجين، على سطح الفضاء في السياسة كما في الشعارات تبدو اللغة العربية هي اللغة المعتمدة و المنصوص عليها، ولكن في العمق لغة الاعتماد و قناة النجاح هي اللغة الفرنسية، أما الأمازيغية فلم تشب عن الطوق أكاديميا بعد حتى تدخل غمار التنافس."
والمُتمَعنُ في هذه الشذراتِ القليلةِ يَجدُ أنه يَرْبطها رابط واحِدٌ يتكون مِن عددٍ من الخيوطِ الذهبيةِ القويةِ والراسخةِ رُسوخَ الجبالِ الراسياتِ التي لا يُزعْزعُها وَهن أو ضعْفٌ منها : خيط الغيرةِ على هذه اللغةِ، وخيط الخوفِ عليها، وخيط الإيمانِ العميقِ بقوتِها وربانيةِ حِفظِها الأزليِّ بفضلِ اللهِ ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) الحجر 9، ولا ريْبَ، عندي، في أنّ هذه الخيوطَ وغَيْرَها هي التي سَتُشعلُ روحَ الأملِ الواعدِ والقادمِ لنهضةِ هذه الأمةِ ولغتِها إن شاءَ اللهُ.


التعليقات
الأخوة والأخوات

نرحب بالتعليقات التي تناقش وتحلل وتضيف إلى المعلومات المطروحة عن الموضوعات التي يتم عرضها في الصحيفة، ولكن الصحيفة تحمل المشاركين كامل المسؤولية عن ما يقدمونه من أفكار وما يعرضون من معلومات أو نقد بناء عن أي موضوع. وكل ما ينشر لا يعبر عن الصحيفة ولا عن المؤسسات التي تتبع لها بأي شكل من الأشكال. ولا تقبل الألفاظ والكلمات التي تتعرض للأشخاص أو تمس بالقيم والأخلاق والآداب العامة.

الاسم
البلد
البريد الالكتروني
الرمز
اعادة كتابة الرمز
التعليق
 
   
جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية