للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  المؤتمر الدولي الحادي عشر للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

أكاديميون: اللغة العربية بحاجة لقرار سياسي لإعادة هيبتها

لغةيعاني بعض طلبة الجامعات من حملة البكالوريس والدراسات العليا من ضعف واضح في اللغة العربية، اضافة الى انتشار اللحن واللهجة "المحكية" بين اوساط المتعلمين وبين المدرسين أنفسهم.

وزيرة الثقافة الدكتورة لانا مامكغ اكدت ان "اللغة العربية هي البصمة الوراثيّة الخاصّة لأيّ أمّة حيّة؛ لذا فإنّ الوقوف عند حدّ معيّن في تطوير اللّغة وتطويعها ربّما يؤدي إلى أن يهجرها أبناؤها، وأن تسود اللّغات البديلة الأكثر انسجامًا مع المتغيّرات، وقد يتردّد أبناء اللّغات الأخرى في الإقبال على تعلّم اللّغة العربيّة ودراستها، ولهذا الواقع نتائج خطيرة مرتبطة بتراجع التّرجمة من العربيّة وإليها، وحرمان الثّقافة والفكر العربيّين من الانطلاق نحو العالم من جديد كما كانت له الرّيادة في الماضي.

رئيس قسم اللغة العربية في جامعة العلوم التطبيقة الدكتور عزام عمر الشجراوي يشخص الضعف في اللغة العربية عند طلبة الجامعات الى قلة اهتمام المعلمين بالاهداف الرئيسة لتدريس اللغة العربية في مرحلة التعليم العام، واهمالهم لها من خلال إتقان كل من مهارات القراءة، ومهارات الكتابة السليمة وفق قواعد الخط والإملاء، ومهارات التحدث بلغة عربية سليمة، والى مهارات الاستماع.

اضافة الى تقاعس بعض المدرسين في تحقيق الأهداف والمهارات القرائية التي تؤدي الى ضعف الطلبة التراكمي في مهارات القراءة؛ لذلك يتخرج الطلبة في مرحلة التعليم العام، ويحصلون على شهادة الثانوية العامة التي تؤهلهم للدخول الى الجامعات والكليات وهم غير متقنين لتلك المهارات اللغوية.

ويتابع الشجراوي في عرض اسباب الضعف في اللغة العربية الى اساليب وطرق تدريس اللغة العربية خاصة تدريس النحو العربي. وان من المؤسف ان معلمي اللغة العربية لم يعملوا على الإفادة من تقنيات التعليم، ومن مصادر التعلم الا ماندر، وانكفأوا يدرسون اللغة العربية بأساليب وطرق مملة تنفر الطالب من لغته ومن تدريس النحو العربي الذي اصبح عبئا ثقيلا على الطلبة في التعليم العام والجامعات.

ولذلك فقد نسي المعلمون او تناسوا ان قواعد النحو واحكامه انما وضعت لغاية، وهي تقويم اليد عند الكتابة، وتقويم اللسان عند الكلام وفق نواميس العربية الفصيحة لتبقى اللغة العربية عبر الأجيال على صورتها المشرقة.

ولذلك أدعو المعلمين إلى الافاده من تقنيات التعليم الحديثة ومصادر التعلم في تدريس اللغة العربية ونحوها، وبالاعراض عن الاساليب القديمة في تدريس النحو العربي القائمة على تطبيق الطريقة الاستقرائية او الطريقة القياسية.

وضرورة هجر الطريقة التقليدية في تدريس النحو العربي في بعض الجامعات القائمة على حفظ القواعد واستظهار الشواهد النحوية التي تخرج طلابا حافظين لقواعد النحو، ومستظهرين الشواهد، ولكنهم عاجزون عن توظيف هذه القواعد في لغتهم المقولة والمكتوبة؛ لانهم لم يدربوا على توظيف هذه القواعد والشواهد فيما يتكلمون او يكتبون الا ماندر؛ ولهذا يكثر اللحن والخطأ في اقوالهم وكتاباتهم، ولهذا لا بد ان يوازي التطبيق وتوظيف هذه القواعد.

كما ان هذه القواعد التي يحفظها الطالب مجردة، ستؤول الى النسيان مع مرور الزمن اذا لم تمتزج في الاستعمال اللغوي، فتصبح أشبه بالعادة اللغوية؛ لأن لغتنا اقرب الى السليقة منها الى حفظ القواعد المجردة؛ ولذلك انادي بالاكثار من دراسة النصوص الأدبية الشائعة المشرقة وفهمها وتحليلها، وحفظ بعض أبياتها ومحاكاتها لتثبيت تلك القواعد التي حفظها الطالب في اثناء دراسته للنحو، فلا فائدة من حفظ تلك القواعد من غير تطبيق على نصوص أدبية منتقاة هادفة.

التساهل في بناء الاختبارات ووسائل التقويم

ويستطرد الشجراوي في الاسباب الى توقف الجامعات عن تدريس لغة سامية، تلتقي في جذورها مع اللغة العربية في مجال فقة اللغة المقارن. وان الجهل بأخوات العربية من اللغات السامية، العبرية، الارامية، السريانية، يجعل اساتذة الجامعات المتخصصين عاجزين عن الكشف والمقارنة بين الظاهرة اللغوية في العربية وما يناسبها من اخواتها الساميات. كما أن اهمية دراسة احدى اللغات السامية القديمة لدارس العربية تساعده على فهم الكثير من الصيغ الملبسة المختلف عليها، وهذا مايفتقر اليه طلبة قسم العربية في الجامعات.

اضافة الى التساهل في بناء الاختبارات ووسائل التقويم التي يسرت النجاح لمن يستحق ولمن لايستحق. كما ان جامعاتنا تخرج من حملة بكالوريس اللغة العربية من لا يستطيع ان يقيم فقرة سليمة من الأخطاء، ومن لايستطيع ان يقرأ فقرة من غير ان يخطئ لأن عملية التقويم تهدف الى وصول الطلبة الى المستويات المرغوبة في الجانب التعليمي والمعرفي، كما اصبح التساهل والسكوت عن الخطأ امرا عاديا لا يثير حفيظة النحويين واساتذة العربية.

ويتابع الشجراوي: "ولا بد من الاشارة الى قلة تكليف الطلاب بكتابة الأبحاث والتقارير والمقالات في موضوعات اللغة العربية التي يدرسونها، واعتماد كتاب واحد في تدريس المقرر مما يجعل الطلبة حافظين غير باحثين، وقد يتخرج الطالب وهو لا يستطيع كتابة بحث صغير لأنه لم يدرب على اعداد البحوث، ولم يكلف بكتابة الابحاث ومناقشتها، وهذا يجعل الطالب بعيدا عن المكتبة.

ولهذا أقترح ان تكون نصف درجة اعمال السنة على ابحاث جادة ومقالات متميزة، يكلف بها الطالب ويعدونها باشراف اساتذة وتوجيهاتهم؛ لتخرج طالبا باحثا، وكاتبا، واديب، ومفكر، لأن اسلوب التلقين لا يخرج مبدعين وانما طلبة حافظين.

واخيرا لا بد من قرار وطني سياسي على مستوى العالم العربي يعيد للعربية اهميتها وهبيتها وقوتها في الجامعات والحياة العامة، وان يكون إتقان العربية شرطا اساسيا للعمل والوظيفة وخاصة العمل في مجال التربية والتعليم وغيرها من الوزارات والمؤسسات.

التفاخر باللغات الأجنبية

اما أستاذة اللغة العربية في الجامعة الاردنية الدكتورة حنان بدارنة فتؤكد ان تراجع مستوى الطلبة في اللغة العربية يعود الى الاسرة والمدرسة والجامعة وكل منهم مرتبط بالآخر ولا ينفصل عنه.

فعلى صعيد الاسرة تفاضل بعض الاسر بين ابنائها الذين يدرسون تخصصا مثل الانجليزية، وبين من يدرس منهم العربية، فينعتون الاول بتميّزه لذلك درس تخصصا مهما كالانجليزية، اما دارس العربية فلايحظى بالاهتمام والتشجيع من الأسرة.

اما على صعيد المدرسة والجامعة فقد يعود هذا الضعف الى الاسباب الآتية: وتتمثل بعدم تعيين معلمين أكفياء في المدارس وافتقار معلمي الصفوف الثلاثة الاولى للتأهل في اللغة العربية، اضافة الى تحدث أغلب المعلمين واساتذة الجامعات باللهجة المحكية، وعدم التزامهم بالفصحى في المواد الدراسية كافة باستثناء اللغتين الانجليزية والفرنسية.

والى اعتزاز طلبة المدارس والجامعات وافتخارهم بتعلم لغة اجنبية كالانجليزية والفرنسية ودراستها، اضافة الى الفجوة بين مناهج الصفوف الثلاثة الأولى وبين المرحلة التي تليها، اذ يتضخم منهاج اللغة العربية كمًّا ونوعًا، ثم يبدأ بالتقلّص في الصفين الخامس والسادس.

ولا ننسى انشغال الجيل بوسائط التكنولوجيا وعدم الاقبال على دراسة الكتب خاصة كتب اللغة العربية، واعتمادهم بشكل كبير في الحصول على المعلومة من الانترنت التي قدلا تخلو من خلل ما.

إجادة الإنجليزية شرط للعمل

وتشير بدارنة الى ارتفاع معدل قبول الطلبة في جميع التخصصات، وتدني معدل القبول في تخصص اللغة العربية وتخصصات كلية التربية مما يؤدي الى قبول اسوأ الطلبة تحصيلا في الثانوية العامة في تخصص اللغة العربية. كما ان اساليب تدريس اللغة العربية في بعض الجامعات ساهمت في تراجع مستوى اللغة العربية عند بعض الطلبة والمتمثل بعدم توزيع علامات اللغة العربية بشكل يسمح للطلبة التركيز عليها بحيث تجعل الطلبة تهمش اللغة العربية، اذ لكل طالب عشر علامات فقط عند الاستاذ الجامعي، فيما توزع العلامات الاخرى للامتحان المحوسب، فلم تخصص علامات للتعبير والمحادثة لكي يتعلم الطالب كيفية المحادثة والتعبير باللغة العربية الفصيحة.

وهناك سبب يتعلق بسوق العمل ألا وهو اشتراط اغلب المؤسسات الخاصة والعامة في الدولة فيمن يتقدم لوظائفها إجادة اللغة الانجليزية قراءة وكتابة ومحادثة، وعدم اشتراطهم اجادة العربية باعتبارها اللغة الأم لطالب الوظيفة.

ويدعو رئيس اللجنة التحضيرية لمؤتمر النقد الادبي الخامس عشر رئيس قسم اللغة العربية وآدابها – جامعة اليرموك الاستاذ الدكتور رسلان احمد بني ياسين لمعالجة الضعف في اللغة العربية عند الطلبة في مراحل التعليم العام والجامعي بضرورة وجود قرار سياسي باستعمال اللغة العربية الفصحى في جميع مجالات الحياة، وأن يختار لتدريس اللغة العربية المعلمون المميزون في معرفة قواعد اللغة ومهاراتها، واستعمال الفصحى من قبل جميع المعلمين في جميع المواد الدراسية في المدارس والجامعات.

العرب اليوم

التعليقات
الأخوة والأخوات

نرحب بالتعليقات التي تناقش وتحلل وتضيف إلى المعلومات المطروحة عن الموضوعات التي يتم عرضها في الصحيفة، ولكن الصحيفة تحمل المشاركين كامل المسؤولية عن ما يقدمونه من أفكار وما يعرضون من معلومات أو نقد بناء عن أي موضوع. وكل ما ينشر لا يعبر عن الصحيفة ولا عن المؤسسات التي تتبع لها بأي شكل من الأشكال. ولا تقبل الألفاظ والكلمات التي تتعرض للأشخاص أو تمس بالقيم والأخلاق والآداب العامة.

الاسم
البلد
البريد الالكتروني
الرمز
اعادة كتابة الرمز
التعليق
 
   
جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية