|
|
الموقد
أ. محسن حكيم
توفيت زوجته منذ زمن بعيد وكان الموقد القديم المصنوع من الطين والتبن آخر أحد الأدوات العتيقة التي تذكره بطفولة أبنائه إذ كان يقوم بتسخين الماء فوقه من أجل حمامهم وكانت ضحكاتهم الرقيقة تملأ جنبات الغرفة الصغيرة ؛ وعند الإنتهاء كان يسمعهم حكاياته بعد أن يضع الموقد خارجا لئلا يتأذى صغاره ثم يغطون في سبات عميق ٠كبر الأولاد وألهتهم مشاغل الحياة عن تفقد أحوال والدهم المريض حتى أنهم غفلوا عن تغيير قنينة الغاز التي يستعملها أبوهم لتدفئة ماء وضوئه وطهي طعامه ٠ في إحدى الليالي الباردة قام الأب إلى موقده القديم ووضع خشبا كثيرا وأوقد النار ووضع الغلاية فوقه لتحضير كوب شاي ساخن وغلبته سنة من النوم ثم انبطح أرضا ٠ في ساعة مبكرة وبعد أن وصل ضوء الصباح إلى محيط الغرفة الصغيرة لفت انتباه الجيران وجود جثة هامدة هي للشيخ الهرم الذي لم يكن في مقدوره هذه المرة حمل موقده خارج جدران بيته الضيق والحزين لأنه كان قد فارق الحياة .. إنا لله وإنا إليه راجعون ..!!!
|
|
|
|
|