للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  دعوة للمشاركة والحضور           المؤتمر الدولي العاشر للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

نظام الرموز والأبجدية العربية

م. محمد يحيى كعدان

   في هذا المقال نتابع ما بدأناه في المقالات السابقة لمفهوم الصيغة للعنصر من قبل المتكلم والمستمع.
إن الصيغة التي تُعَبِّرُ عن العنصر كتعريف، هي نسبية للمتكلم والمستمع، فقد يتعرَّف كل منهما أو كلاهما إلى العنصر كشكلٍ فقط، أو كصفةٍ فقط، أو كشكلٍ وصفةٍ معاً، أو قد لا يتعرّف أي منهما إلى شكل العنصر وصفته معاً.
عندما نقوم بتعريف عنصر ما، نسعى إلى ذكر العناصر التي يتشكل منها، وإلى ذكر أوصافه التي هي علاقة عناصره ببعضها، أو علاقته بالعناصر الأخرى. طبعاً هذا التعريف سيكون نسبياً، إذ هناك الكثير للحديث عن العنصر بالتفصيل (أجزاؤه، وأجزاء أجزائه، وأجزاؤها.. إلخ، مع علاقات لا حصر لها فيما بينها).
لذا نكتفي بذكر الحد الأدنى من الحالات التي نشترك فيها مع المستمع بالمعرفة، ليتم التواصل بيننا وبينه.
نلاحظ أن سوء الفهم ينتج عن أننا نتوقف في التعريف عند مرحلة ما نظن فيها أن المستمع قد أدرك المقصود بينما هو لم يفعل، لاشتراك ما نذكره من شكل وصفات للعنصر الذي نقصده مع عنصر آخر في ذهنه.
وهكذا فإن صيغة التعريف بالعنصر من الممكن أن تظهر في أربع حالات بالنسبة لكل من المتكلم أو المستمع أو كليهما. فإذا رمزنا بالرموز c ، b ، a للعناصر الثلاثة: المتكلم، الموضوع، المستمع. على الترتيب.
فإنه يتكوّن لدينا من احتمالات وجود وغياب العناصر الثلاثة: المتكلم والموضوع والمستمع، ثمانية احتمالات أساسية مختلفة، موزعة وفق أسطر الجدول التالي:
لكن بما أن صيغة الموضوع، تظهر في أربع حالات بالنسبة للمتكلم والمستمع؛ إما صيغة تشكيل، وإما صيغة توصيف، وإما الاثنتان معاً، وإما غياب الاثنتين معاً.
ينتج معنا لكل سطر من الجدول السابق أربع حالات، ويكون مجموع كافة الحالات السابقة اثنين وثلاثين سطراً يُمثِّل كل منها صيغة أساسية.
8x4 = 32.
يمكن دمج الحالات السابقة بجدول واحد، يلخص احتمالات الوجود والغياب للعناصر الخمسة التالية: المتكلم، الموضوع، المستمع، الشكل (العملية)، الصفة (العلاقة). ونحصل على جدول مكوّن من 5^2 =32 سطراً.
ونرمز في الجدول للعناصر الثلاثة بالرموز: c ، b ، a لتدل على العناصر: المتكلم، الموضوع، المستمع على الترتيب.
نرمز للعملية (الشكل) بالرمز: *، ونرمز للعلاقة (الوصف) بالرمز: R .
نمثل ذلك بالجدول المرفق (الأيسر). وإذا رمزنا لكل سطر من أسطر الجدول برمز خاص يدل على حالة من احتمالات الوجود والغياب للعناصر الخمسة للصياغة اللغوية، فسنحصل على 32 رمزاً مختلفاً ، نعرضها في الجدول المرفق (الأيمن).
وبالتالي الرموز الممتدة على 32 سطراً، والتي تشكل 32 رمزاً محدداً وخاصاً، هي الصيغ الأساسية للتعريف، وهي عبارة عن الأحرف الأبجدية العربية، التي تمثّل كافة احتمالات صياغة العنصر بالنسبة للمتكلم والمستمع.
وسنستخدم تلك الرموز لإنشاء نظام للمسمّيات واللغة بشكل عام. حيث كل سطر يُعَرِّفُ صيغة أساسية واحدة أو حرف أبجدي واحد.
إن الأسطر الأربعة الأخيرة من الجدول، ترمز إلى الحركات: الضمّة، الفتحة، الكسرة، السكون على الترتيب.
ونسمي الجدول السابق بجدول الحقيقة الأبجدي .
إن كل حرف من الأحرف العربية يحمل معنى محدداً وثابتاً لا يتغيّر، وهذا المعنى يرمز إلى وجود أم غياب عناصر الصياغة اللغوية، وبالتالي يدل على الحالة النسبية لمعرفة المتكلم والمستمع بالعنصر.
ونلفت النظر إلى أن اللغة، لا تهتم بالحالة الذهنية للمتكلم فقط، بل تهتم على نحو متوازن بالحالة الذهنية للمتكلم وللمستمع معاً، ولوضع العنصر المتحدَّث عنه كذلك، وهذا يبدو واضحاً من تعريف الأحرف الأبجدية.
نلاحظ أن التسلسل الأبجدي في الجدول يتفق والتسلسل، أبجد هوز... الخ؛ وهو التسلسل الثابت في المكتشفات الأثرية للأبجدية.
ويمثِّل كل سطر من الجدول، احتمالاً من احتمالات حضور أو غياب العناصر الخمسة، في لحظة زمنية معيَّنة. وكل احتمال هو تعريف لأحد الأحرف الأبجدية العربية.
إن جدول الأبجدية يوضح أن الأبجدية العربية هي أبجدية معانٍ، يتم فيها كما سنرى بناء الكلمات لتعطي معانيها بشكل مُقَنَّن (يخضع لقانون)، وليست أبجدية مبانٍ (أي أصوات لا معنى لها غير إطلاق اصطلاح لفظي معيّن على معنى ما).
فالأبجدية العربية ترمز إلى كافة احتمالات ودرجات استيعاب كل من المتكلم والمستمع للموضوع، وبالتالي تغطي نظرية المعرفة والتعريف.


التعليقات
الأخوة والأخوات

نرحب بالتعليقات التي تناقش وتحلل وتضيف إلى المعلومات المطروحة عن الموضوعات التي يتم عرضها في الصحيفة، ولكن الصحيفة تحمل المشاركين كامل المسؤولية عن ما يقدمونه من أفكار وما يعرضون من معلومات أو نقد بناء عن أي موضوع. وكل ما ينشر لا يعبر عن الصحيفة ولا عن المؤسسات التي تتبع لها بأي شكل من الأشكال. ولا تقبل الألفاظ والكلمات التي تتعرض للأشخاص أو تمس بالقيم والأخلاق والآداب العامة.

الاسم
البلد
البريد الالكتروني
الرمز
اعادة كتابة الرمز
التعليق
 
   
جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية