|
|
الرقيب اللغويّ - 16
أ. إسَلمُو ولد سيدي أحمد
حول كتابة الهمزة والخَلْط بين الضاد والظاء
لقد قلتُ في مقالات سابقة – منشورة إلكترونيًّا- إنّ دراسة القواعد النحوية والصرفية...ليست غاية في حدّ ذاتها، لأنّ الهدف منها، هو عِصْمة اللسان من كثرة اللحن في المقول، والتقليل من الأخطاء الإملائية في المكتوب.
ويبدو أنّ الناس في هذا الزمن، المُتَّسِم بالسرعة في كلّ شيْء- وبصفة خاصّة الشباب - لا يجدون الوقت الكافي لدراسة قواعد اللغة العربية، وهم معذورون في ذلك، لأنّ أفكارَهم مشَتَّتة بين تعلم اللغة الأجنبية ، وفهم العلوم الحديثة التي يتلقونها باللغة الأجنبية، وكأنهم بين "مطرقة" الحاجز اللغويّ، و"سندان" فهم العلوم. ولولا تعلم هؤلاء لِما تيسَّر من القرآن الكريم، لكانت صلتُهم باللغة العربية قد انقطعت تماما.
لقد خطر ببالي، وأنا أفكر في العودة إلى موضوع كتابة الهمزة، أن يكون عنوان هذه الحلقة : "هل نحن بحاجة إلى تخصيص يوم عالميّ لكتابة الهمزة "؟
والذي حملني على التفكير في هذا الأمر، هو كثرة الأخطاء في كتابة الهمزة ، في الإعلام الإلكترونيّ- بصفة خاصّة - بدرجة تفوق التصوّر.
وعلى الرغم من أنّ هذا النوع من "الأيام" لا يحلّ المشكلات المطروحة، فإنه - على كلّ حال - مناسبة لتحسيس الرأي العام بقضية معيَّنة لتظلَّ ضمن اهتمامات المعنيين، وحتى لا يلفها النسيان.
يُذكَر، في هذا المجال :
اليوم العالميّ للغة الأمّ(21فبراير/شباط). اليوم العالميّ للغة العربية ( 18 ديسمبر/كانون الأول). يوم اللغة العربية، على مستوى العالم العربيّ(1مارس/آذار).اليوم العالميّ : للمدرِّس، للطِّفل، للسلام، للمعلِّم، للبِيئة، للمرأة، للفلسفة، لمرض نقص المناعة المكتسبة(السيدا/الأيدز)، للمسنِّين، للمَدرَسة.
اليوم العالميّ لمكافحة : الإرهاب، المخدِّرات، التصحّر، الجريمة، الفساد، الغِشّ، الرِّشْوة...والقائمة طويلة.
أعتقد أنّ ظاهرة انتشار الأخطاء في كتابة الهمزة، تتطلّب منّا جميعًا- كل من موقعه - أن نسلط الضوء عليها، لأنها تشوِّه اللغة العربية وتحُول دون فهمها، لارتباط قراءة الكلمة قراءة صحيحة بكتابة الهمزة، وارتباط المعنى بهذه القراءة الصحيحة. من ذلك ، المثال الذي ذكرته في الحلقة(8) من سلسلة " الرقيب اللغويّ"، وهو : " إنّ هذا العالم الذي نعيش فيه، يتوقف بقاؤه - إلى ما شاء الله - على أن يقوم المسؤولون عن بقائه - كما أراد الله له - بما يضمن بقاءه".لاحظوا معي : بقاؤه : فاعِل،الهمزة مضمومة. بقائه : مجرور، الهمزة مكسورة. بقاءه : مفعول به، الهمزة مفتوحة. وهكذا نرى أنّ كتابة الهمزة بطريقة صحيحة ، تساعدنا على قراءة النص قراءة صحيحة في حالة غياب الضبط بالشكل.
ويسرني، بعد هذه التوطئة، أن أُقدِّم للقارئ الكريم مجموعة ألفاظ تجيء فيها الهمزة مكتوبة بصيغ مختلفة، وذلك للاستئناس بها .على أن تلي هذه الطائفةَ من الألفاظ، طائفةٌ أخرى تتضمَّن كلمات تُكتَب بالظاء، ويكتبها بعضهم - خَطَأً - بالضاد.
أولا : نماذج يُسْتَأْنَسُ بها في كتابة الهمزة(عن طريق النسْج على مِنْوالها).
بَدْءٌ – كُفْءٌ – مِلْءٌ – شَيْءٌ – جُزْءٌ- بَرِيءٌ – يُسِيءُ – عِبْئًا- عِبْئَيْنِ – عِبْأَيْنِ – بَرِيئًا – بَدْءًا – جُزْءًا – مَاءً – جَزَاءً – سَمَاءً – مِائَة – مِئَة – جُزْئَيْنِ – جُزْأَيْنِ – مَرْؤُوس – مَسْؤُول – مَسْئُول – مَسْؤُولِيَّة – مَسْئُولِيَّة – هَيْئَة – هَيْأَة –مَمْلُوءًا –مَقْرُوءًا – الْبَتَّة – أَلْبَتَّة –أُوثِر –أُؤْثِر –أُومِن – مَرْفَآنِ – مَدْفَآنِ – مَلْجَآنِ – آثَار – آمَال – آفَاق – هَيْئَات –هَيْآت – مُكَافَآت – مُمَالَآت – آصَال – آبَار – مَآدِبُ – سَآمَة – كَآبَة – مِرْآة – قَرَأُوا –قَرَؤُوا – يَقْرَؤُون – يَلْجَؤُون – يَبْدَؤُون – يَمْلَأُون – يَمْلَؤُون – اقْرَأُوا – اقْرَؤُوا – هَنِيئَة – رَدِيئَة –فَيْئُه – قَيْئُه – فَيْئِه – قَيْئِه – يَسْتَهْزِئُون – يَجْتَزِئُون – مَالِئُون – نَاشِئُون – مُسْتَهْزِئُون – ابْدَؤُوا – اقْرَؤُوا – أَؤُلْقِي – أَؤُؤيِّدُ – أَرْؤُسٌ – أَفْؤُسٌ – جُزْؤُه – عِبْئُهُ – يَلْؤُمُ – يَشْؤُمُ –مَوْؤُودَة – مَوْءُودَة – يَسُوءُون – مَشْنُوءُون – مَقْرُوءُون – جَرُؤَ – يَجْرُؤُ – جُرَآء – أَجْرِئَاء.
يُضافُ إلى هذه النماذج ، فَوَائِد حَوْلَ هَمْزَة الْوَصْل و هَمْزَة الْقَطْع :
1- همزة الوصل ، هي همزة تُزَادُ في أول الكلمة المبدوءة بساكن للتّخَلُّصِ من التقاء الساكِنَيْن...وهي : سَمَاعِية و قِياسِية .
السماعية في عشرة ألفاظ ، وهي : ابنٌ ، ابنةٌ ، ابنمٌ ( بمعنى ابن ) ، اثنان ، اثنتان ، امرؤ ، امرأةٌ ، اسم ، استٌ ، ايمُنُ اللّه ( وايْمُ الله عبارة عن ايمُنٍ محذوفة النون ) .
و القياسية تكون في أول ماضي الخماسيّ و السداسيّ و أمرهما و مصدرهما وأمر الثلاثيّ ، نحو : انطَلَقَ ، اسْتَخْرَجَ ، انطَلِقْ ، اسْتَخْرِجْ ، انطِلَاقٌ ، اسْتِخْرَاجٌ ....
2- همزة القطع ، هي همزة زائدَة في أول الكلمة ، نحو : أكْرم . وهي لاتسقط أبدا ، لا في دَرَج الكلام ( بخلاف همزة الوصل ) و لا في قَطْعه . و هي قِياسِية ، تكون في بعض الجموع ، نحو : أولاد ، أنفُس ، إلخ .
و تكون في الماضي الرباعيّ و أمره و مصدره ، نحو : أَخْرَجَ ، أَخْرِجْ ، إِخْرَاج ، إلخ .
و في المضارِع المُسْنَد إلى المُتكلِّم المُفْرَد ، نحو : أَكْتُبُ ، أُجَاهِدُ ، أَنطَلِقُ، أَسْتَخْرِجُ ، إلخ .
و في وزْن أفْعل التّفضيل ، نحو : أَفْضَلُ و أَعْظَمُ، إلخ .
و في الصفة المشَبَّهة على وزن أفعل ، نحو : أحمَر ، أعوَر ، إلخ .
وهي مفتوحة دائما - كما رأينا - و تكون مضمومةً في المضارع من الفعل الرباعيّ ، مكسورة في مَصْدَرِهِ ، نحو : أُكْرِمُ ، إِكْرَام ، أُحْسِنُ ، إِحْسَان ، إلخ .
(للمزيد، حول هذه الفوائد، انظر: المرجع في اللغة العربية/لعلي رضا).
ثانيا : الكلمات التي تكتب بالظاء(32 كلمة وما يتفرع منها من تصاريف).
أُشير، في البداية، إلى أنّ " الضاد "، حرف عَسِير يشبه " الظاء ". وسُمِّيتْ العربية ب"لغة الضاد"، لعدم وجود هذا الحرف ( الصوْت ) في اللغات الأخرى. ويُوجَد ، في موريتانيا – على سبيل المثال – خلاف – حَسَبَ المناطق – في نطق " الضاد "، حيث ينطقها بعضهم ظاءً، مع أنّ المفروض أن يكون النطق بين الاثنتيْن(بين الضاد والظاء)، والعارفون بمخارج الحروف هم الذين يستطيعون تطبيق هذه القاعدة . ويُلاحَظ أنّ هذا الاختلاف في النطق، لا يؤدي – عند الموريتانيين – إلى الخلط بين هذيْن الحرفيْن فيما يكتبونه، ولعل ذلك راجع إلى اهتمامهم بتحفيظ القرآن الكريم للأطفال في الصِّغَر .
1- الْحَظ : النصيب . والجُدّ والسعادة .
2- الْحِفْظ : حَفِظَ الشيءَ يَحْفَظُه حِفْظًا : صَانَه. وحَفِظ العَهْدَ: لم يَخُنْه. وكل ما تصرَّف من مادة الحفظ، يرجع إلى الصيانة والرعاية . من ذلك : " بَلْ هُوَ قُرْءَانٌ مَّجِيدٌ فِي لَوْحٍ مَّحْفُوظٍ " 21/22/البروج.أي: مَصُون مَرْعيّ .
3- الْحَظْر : الْمَنْع .حَظَرَ الشيْءَ : مَنَعَه .
4- الشّوَّاظ ( بضم الشين وكسرها) : اللهَب لا دخان له ( القطعة من اللهب ليس فيها دخان).وَوَهَج الحر.وفي التنزيل العزيز : " يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَّاظٌ مِّن نَارٍ وَنُحَاسٌ فَلَا تَنتَصِرَانِ " 35/الرحمن.
5- الْحُظْوَة : المكانة والرِّفعة .حَظِيَ عند الناس يَحْظَى حُظوة : عَلَا شأنُه وأحبُّوه .
6- الظُّلم : الجور وتجاوُز الحد( ضد العدل).
7- الظَّلِيم : ذَكَرُ النّعام .ج.ظُلْمان(بضم الظاء).
8- الظَّبْيُ : الغَزال الأَعْفَر، أي: الذي يَعْلو بياضَه حُمرة .
9- الظُّبَة (بضم الظاء) : حَدُّ السيْف والسِّنان والخَنجَر وما أشبهها .
10- الظَّعْن : السيْر والارتحال .وقُرِئ بالسكون وبالتحريك(الظَّعَن)." يَوْمَ ظَعَنِكُمْ "80/النحل.
11- الظَّرْف : الوِعاء. وكل ما يستقر غيرُه فيه، ومنه : ظرف الزمان وظرف المكان عند النُّحاة .
12- الظَّرِيف : الكيِّس الحاذِق. وقيل : الظُّرْف في الوجه : الحُسْن، وفي القلب : الذكاء، وفي اللسان : البَلاغَة .
13- الظَّن: إدراك الذِّهْن الشيْءَ مع تَرْجيحه. وقد يكون مع اليقين.ج.ظُنُون .
14- الظّل(بكسر الظاء) : ضوء شعاع الشمس إذا استترتْ عنكَ بحاجز . ومن كل شيْء: شخصُه.ج.ظِلال وأظْلال.
15- الظَّفَر : ظَفِرَ الشيْءَ وبه ظَفَرًا : فاز به ونالَه.
16- الظَّمَأ : ظَمِئَ ظَمَأً أو ظَمَاءً: عَطِشَ أو اشتد عطشُه ." لَا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ " 120/التوبة. " وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا" 119/طه.
17- الكَظْم : كَظَمَ الرَّجُل غَيْظَه : أمْسَكَ على ما في نفسه منه صافحًا أو مغِيظًا. " وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ "134/آل عمران.
18- اللَّحْظ : لَحَظَه بالعيْن لَحْظًا : نَظَرَ إليْهِ بِمُؤْخِرِ عيْنِه مِن أحَد جانِبيْه .
19- اللّفْظ : ما يُلْفَظ بِه مِن الكلمات. ولا يُقال : لَفْظ الله، بل : كَلِمَة الله. ويقال : لَفَظَ القَوْلَ ، ولفظ بالقول : نَطَقَ بِه . وفي التنزيل العزيز : " مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِدٌ " 18/قَ.
20- النَّظْم : نَظَمَ الأشياءَ يَنظِمُها نَظْمًا : ألَّفَها وضَمَّ بعضَها إلى بَعْض. ونَظَمَ شِعْرًا : ألَّفَ كلاما موزونا مقفّى .
21- النَّظَافَة : نَظُفَ(بضم الظاء) يَنظُفُ نَظَافةً : نَقِيَ مِنَ الدَّنَسِ .
22- النَّظَر: نَظَرَ إلى الشيْءِ يَنظُر(بضم الظاء) نَظَرًا: أَبْصَرَه وتأمَّلَه بعيْنِه. ونظَرَ الشيْءَ : أبصرَه. والنَّظَر : البصَر. والبصيرة.وفي التنزيل العزيز : " وَإِذَا مَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ نَظَرَ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ "127/التوبة. " فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ فَقَالَ إِنّي سَقِيمٌ " 88/الصافّات. أي : فَكَّرَ فيها وتأمَّلَ في دلالتها.
23- الْعَظم (بسكون الظاء) : القَصَب الذي عليه اللحم .ج.أَعْظُمٌ وعِظام. " إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي 4/مريم. " أَوْ مَا اخْتَلَطَ بِعَظْمٍ " 146/الأنعام.
24- الْعَظِيم : عَظُمَ الرّجُل : فَخُمَ . فهو عظيم .ج.عِظام وعُظَماء.(فَخُمَ (بضم الخاء) يَفْخُمُ فَخَامَةً : ضَخُمَ (بضم الخاء) وعَظُمَ قدرُه). وفي التنزيل العزيز : " وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ " 105/البقرة.
25- الْعَظْل(بسكون الظاء ) : الشِّدّة(بكسر الشين).
26- الْغَيْظ : غَاظَه غَيْظًا : أغضبه أشد الغضب. وأغاظَه : غَاظَه. وفي التنزيل العزيز : " وَيُذْهِبُ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ "15/التوبة.
27- الْفَظَاظَة : فَظَّ يَفَظُّ فَظَظًا وفَظَاظَةً : قَسَا وأساء. فهو فَظ .والفظ : الجافي المُسيءُ . " وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ " 159/آل عمران.
28- الْفَظَاعَة : فَظُعَ (بضم الظاء) الأمرُ يَفْظُع فَظَعَةً : اشتدتْ شناعَته.
29- التقْريظ : قَرَّظَ فُلانا تَقْرِيظًا : مَدَحَه وأثنى عليه. وقرظ الكتابَ: وصَفَ مَحاسنَه ومَزاياه.
30- الْمُواظَبَة : واظَبَ على الأمرمُواظَبَةً : ثَابَرَ عليه وداوَمَه.
31- الْوَظِيفَة : المَنصِب والخدمة المعيَّنَة .
32- الْيَقَظَة : الانتباه مِنَ النوم ،أو : خِلاف النوم .
وأُنَبِّه، في الختام، على أنّ الخلط بين حروف الهجاء العربية، يؤدي ، إلى تغيير المعنى، كما قد يؤدي إلى الإتيان بكلمة غريبة لا وجود لها أصلًا.مع ملاحظة أنّ هذا الأمر لا يقتصر على الضاد والظاء، بل إنّه منتشِر – بكيفية لافتة للانتباه – بين التاء والثاء، وبين الدال والذال...نجد – مَثَلا- مَن يكتب : الثُّرات، بدلا من : التُّراث.والعدُوُّ اللذوذ، بدلا من العدو اللدود،إلخ.
وفي الحلقات السابقة، تفاصيل كثيرة حول الموضوع .وتوجد الحلقات كلها في مدونتي" اللغة العربية أُمُّ اللغات".
|
|
|
|
|