|
|
حرف الألف
م. محمد يحيى كعدان
مفاهيم النظرية اللسانية الحديثة التي تم عرضها حتى الآن تقود إلى بعض النتائج الهامّة، التي تتفق أو تتعارض مع بعض المفاهيم التقليدية عن اللّغة. سنعرض هذه النتائج تدريجياً، لتفسير بعض الظواهر اللغوية وفق المنهج الحديث قبل الشروع في عرض المفاهيم الأكثر تطوراً للنظرية الحديثة.
النتيجة الأولى التي تقود إليها النظرية الحديثة: هي أن: (الهمزة) هي الحرف (ألف) نفسه، وتمثّل قراءة متحركة لهذا الحرف. فكل همز مفتوح هو ألف مفتوحة، وكل همز مكسور أو مضموم أو ساكن هو ألف مكسورة أو مضمومة أو ساكنة على الترتيب.
ومنه يكون: مَلا = مَلأْ ، لا = لأْ ، جا = جأْ ، فال = فأْل ، سال = سأْل ، فاس = فأْس ، راس = رأْس ، كاس = كأْس ، قرا = قرأْ ، نبا = نبأْ ، ... الخ.
وهذا يُفسِّر وقوف بعض العرب على الهمز الساكن بدلاً من الألف الساكنة.
وحسب النظرية الحديثة يكون:
كُفُؤْ (إنّ ؤْ اصطلاح كتابي، والصواب وفق النظرية الحديثة هو ءْ) = كُفُءْ لا يساوي كُفُوْ.
لأن الهمزة الساكنة، حرف آخر، غير الواو الساكنة.
وواضح أن الألف غير قابلة للتحريك إلا بالهمز، بينما الواو والياء يقبلان ذلك.
وبالتالي فالكلمات المعتلة بالألف، قابلة للتحريك، مثلها في ذلك مثل الكلمات الأخرى.
فنقول مثلاً: فأَل، فإِل (الاصطلاح الكتابي: فئِل)، فأُل (الاصطلاح الكتابي: فؤُل) لا يساوي فوُل، فأْل = فال
ومثلها: قأَل، قإِل (الاصطلاح الكتابي: قئِل)، قأُل (الاصطلاح الكتابي: قؤُل) لا يساوي قوُل، قأْل = قال
ومثلها: سَأَل، سَإِل (الاصطلاح الكتابي: سَئِل)، سَأُل (الاصطلاح الكتابي: سَؤُل) لا يساوي سَوُل، سَأْل = سَال.
وبنفس الطريقة نستطيع تحريك الكلمات المعتلة الأخرى في أي موقع من الكلمة.
والآن لنأخذ الصيغة التالية كمثال: زيد صافح عمرواً.
ولنضع الحرف " أَ " قبل الصيغة أعلاه، فتصبح: أَ زيد صافح عمرواً. (وتتم القراءة هنا بلهجة تقريرية غير استفهامية).
ولدراسة الحرف " أ َ" في الصيغة أعلاه، نكتبها كما يلي: أَ (زيد صافج عمرواً)، معتبرين أن الصيغة التي بين قوسين معروفة الصياغة والمعنى، وهذا لن يُغيِّرَ في المعنى العام للصيغة (للجملة)، وذلك لأن عملية الصياغة، كما قلنا، عملية تجميعية والتحليل الجزئي الذي نستخدمه هو لإبراز المعنى الجزئي للحرف
" أَ " في الصيغة السابقة، وهي من الشكل: أ (س).
وبالتالي فوجود الحرف ( أ 11111 ) قبل الصيغة أعلاه، يعني ومن تعريفه: أنّ شكل وصفة الموضوع، وهو هنا الصيغة (زيد صافح عمرواً)، معروفين لكل من المتكلم والمستمع معاً.
لأن كلاً من المتكلم والموضوع والمستمع موجود (القيمة 1 من اليسار إلى اليمين على الترتيب ضمن القيم الثلاثة الأولى)، وهناك وجود لكل من صيغتي التشكيل (العملية) والتوصيف (العلاقة) لصياغة الموضوع بالنسبة إليهما (القيمة 1 من اليسار إلى اليمين على الترتيب ضمن القيمتين الرابعة والخامسة).
ونُسمّي الصياغة بالحرف " أ " أعلاه، للعناصر الثلاثة: المتكلم والموضوع والمستمع، أي وجود العناصر الثلاثة، ومعرفة المتكلم والمستمع لشكل وصفة الموضوع، نسميها تآلفاً (من الإلفة).
ونلاحظ أننا نستخدم في اللغة (حتى الدارجة) الحرف " أ "، ليعني تآلف المعنى مع المتكلم والمستمع، إذ نلفظ " أ " بلهجة تقريرية، فنقول مثلاً: أ ، أو: أاا ونصمت برهة، ثم نتابع: جاء زيد.
وأحياناً نلفظ ألفين متتاليين: أا = آ ، أو أكثر، ثم نتابع مثلاً: زيد قائم. وكل ذلك بلهجة تقريرية غير استفهامية.
إن إشارة الفتح فوق الهمزة، تفيد أن هذا الحرف هو صيغة تشكيل، أي أنّ التآلف حقيقي ومتجسّد ماديّاً بين العناصر الثلاثة.
عادة يُقال في الهمزة (كتاب "الجنى الداني في حروف المعاني" للمرادي): "الهمزة.. حرف مهمل، يكون للاستفهام، وللنداء. وماعدا هذين، من أقسام الهمزة، فليس من حروف المعاني"
ولكن هنا ننفي هذه المقولة تماماً، والسبب هو إمكانية حذف الهمزة، مع بقاء صيغ الاستفهام أو النداء قائمة باللهجة.
لنأخذ الاستفهامين: زيد قائم؟ ، أَ زيد قائم؟ . وكلاهما كما قلنا استفهام باللهجة.
ولا علاقة للهمزة بالاستفهام في الصيغة الثانية، ولكن وجودها يدل على تأكّد السائل (الساإِل)، من وصول السؤال( السُأَال = السُآل) إلى المستمع، لأن المتكلم والمستمع معاً (وحسب تعريف الألف 11111) متآلفان مع الموضوع، وهو (السُآل): زيد قائم؟ .
وكمثال آخر عن الفرق بين وجود الهمزة وحذفها، صيغتا: بلاغ، وإبلاغ التقريريتان. فإذا أصدرت جهة ما بلاغاً، فهذا لا يعني بالضرورة تبلّغ الجهة المعنية به، أما إذا أصدرت تلك الجهة إبلاغاً، فهذا يعني تأكّد جهة الإصدار من تبلّغ الجهة المعنية بالبلاغ، لأن الجهتين أصبحتا، بوجود الألف، في تآلف مع البلاغ.
وكذلك إذا أصدر أحدهم شارة، فهذا لا يعني التأكّد من وصولها للآخر، أما إذا أصدر إشارة، فهذا يدل على تأكّد المشير إلى وصول شارته إلى المشار إليه. وهكذا.
قال تعالى: أَفَلا تَعْقِلُونَ (البقرة 44).
هو استفهام باللهجة لتواتر القراءة بذلك، ولا علاقة للهمزة به. وهو استفهام بنفي التعقّل.
ولنتذكّر أن لكل عنصر ثنويّته، وهو العنصر المنفي أو النقيض له في الحضور والغياب، وبالتالي فالاستفهام عن حضور العنصر أو نقيضه، يُعطي معلومة واحدة. إذ أنّ إثبات العنصر ينفي النقيض، بينما نفي العنصر يُثبت النقيض، وبالعكس فإن إثبات النقيض ينفي العنصر، بينما نفي النقيض يثبت العنصر.
ولتحليل قوله تعالى نكتبه كما يلي: أَ (فلا تعقلون؟).
لقد وجدنا أن تعريف " أ " هو ( أ 11111 )، التي تعني معرفة المتكلم والمستمع بشكل وصفة العنصر الثاني الموجود (القيمة 1 مكان العنصر الثاني (من اليسار)، في القالب الرقمي لتعريف الألف)، وهو هنا الصيغة: فلا تعقلون.
وهذا يعني (والله أعلم) أن عدم التعقل (نفي التعقل)، هو الصيغة الحاضرة (الموجودة وبوضوح شكلاً وصفة)، أمام الله، وأمام هؤلاء القوم. وهو ما استدعى استفهامه تعالى بصيغة النقيض، ولم يقل مثلاً هنا: أفتعقلون؟ لأن التعقل غائب، ونقيضه هو الحاضر والمتآلف.
والآن لنتأمل قوله تعالى: أَ لَمْ نُربّكَ فينا وليداً (الشعراء 18).
وهنا أيضاً يتم الاستفهام بالنقيض (بالنفي): لم نربك فينا وليدا، لأن هذه الصيغة غائبة في زمن الاستفهام. ولا يمكن أن يتم الاستفهام بالصيغة: أّ نُربّكَ فينا وليدا؟ ، لأن هذه الصيغة كما قلنا غائبة في زمن الاستفهام.
وهكذا وفي كل الأمثلة وفي غيرها، نجد أنّ: الألف عبارة عن تآلف عنصر حاضر مع المتكلم والمستمع معاً، وبالتالي معروف الشكل والصفة لهما.
وبالتأمل الدقيق للنصوص، نرى أنه لا يوجد دليل على قراءة الاستفهام، إلاّ إشارة الاستفهام، أو تواتر نقل القراءة بلهجة استفهاميّة.
والأمثلة السابقة يمكن قراءتها بلهجة تقريريّة، ولا يصحّ لتواجد الألف الاستنتاج بوجوب لهجة الاستفهام.
وكل الأمثلة تدل في معناها، على تآلف المتكلم والمستمع مع الموضوع، وتمام تعرّف كل منهما لشكله وصفته.
وهكذا فالحرف " أ "، من تعريفه، لا يفيد الاستفهام أو الطلب، وإن الاستفهام في الصيغة: أَ زيد صافح عمرواً؟ لا علاقة للألف به، وهو يشبه الاستفهام التالي: زيد صافح عمرواً؟
والفرق بينهما، هو أننا في الاستفهام: زيد صافح عمرواً؟ ، نستفهم عن معنى الصيغة السابقة.
بينما في الاستفهام: أَ زيد صافح عمرواً؟ فإننا نستفهم عن وجود التآلف بين معنى الصيغة: زيد صافح عمرواً، والمعنى لدى المتكلم، والمعنى الواصل إلى المستمع. أي يتأكد المتكلم من وصول السؤال إلى المستمع.
وفي الواقع سنجد مستقبلاً أنّ الاستفهام يتم التعبير عنه باللهجة فقط، وليس بأدوات خاصّة كما يُقال، وإشارة الاستفهام (وهي من علامات الترقيم) هي الدلالة الوحيدة الكتابية على لهجة الاستفهام.
أما النداء فهو لهجة أيضاً، إذ نستطيع المناداة على أحمد مثلاً بلفظ اسمه بلهجة النداء، فننادي: أحمد. أما الألف قبل المنادى، كندائنا: أَأحمد. فهي للتآلف كما قلنا بين المنادِي والمنادَى الذي هو الموضوع أيضاً. ويشير المرادي في كتابه المذكور إلى هذا التآلف في النداء، فيقول: " ولا ينادَى بها (أي الألف) إلا القريب مسافة أو حكماً ".
ومنه بوجود الألف في النداء، نحن متأكدون من وصول النداء إلى المنادى.
والآن كثيرة هي الكلمات التي نبتدئ صياغتها بالحرف " أ "، أو وفق المفاهيم التقليديّة، الكلمات التي تنتهي بالألف. لأن الصياغة تبتدئ من اليسار باتجاه اليمين.
وفي اللغة العربية نكتب الحرف الثاني ثم الأول، لنُعَبِّرَ عن تركيب الحرفين الأول ثم الثاني، ومنه فالحرف الموجود في نهاية الكلمة هو الحرف الذي يتم به ابتداء الصياغة، بينما الحرف الموجود في بداية الكلمة هو الحرف الذي تنتهي به الصياغة.
ملاحظة: الجملة هي صيغة من الكلمات، والكلمات بدورها هي صيغ من الأحرف.
ومنه فإن كل كلمة (صيغة) تبتدئ صياغتها بالألف (تنتهي بالألف)، تدل على أن المتكلم والمستمع معاً، متآلفان مع العنصر الثاني الحاضر، الذي تُعَبِّرُ عنه. أي أنّ المتكلم والمستمع على معرفة بشكل وصفة العنصر الحاضر، الذي تصوغه (تقوم بتعريفه) هذه الكلمة (الصيغة). وذلك حسب تعريف الحرف " أ ".
وبالتالي من الممكن أن يكون هذا العنصر المتآلف مفرداً مذكّراً، كما في الأمثلة:
رمى (رما)، أعطى (أعطا)، ما، فتى (فتا)، ... الخ.
وكذلك من الممكن أن يكون هذا العنصر المتآلف مفرداً مؤنثاً، كما في الأمثلة:
دعوى (دعوا)، ليلى (ليلا)، ذكرى (ذكرا)، عطشى (عطشا)، ... الخ.
وكذلك من الممكن أن يكون هذا العنصر المتآلف مثنى أو جمعاً، كما في الأمثلة:
ضربا، ركضا، سعيا، رؤى (رُأا)، كوى (كوا)، لمى (لما)، ... الخ.
ومنه نرى أن ابتداء الصياغة بالألف، يدل فقط على وجود عنصر معروف الشكل والصفة للمتكلم والمستمع معاً، وليس ضرورياً أن يدل على التأنيث أو التثنية أو... الخ.
هذا وتوجد كلمات كثيرة، نبتدئ صياغتها بألفين اثنين، أو حسب المفاهيم التقليدية، تنتهي بألفين اثنين (إذ نعتبر الهمزة ألفاً).
وعندها فإن الألف الأولى، تدل على تآلف المتكلم والمستمع مع العنصر الموجود المُعَبَّرُ عنه، بينما الألف الثانية المصاغة مع الأولى، تعني تآلف المتكلم والمستمع مع عنصر حاضر، هو تآلف المتكلم والمستمع مع العنصر المُعَبَّرِ عنه (حسب الألف الأولى)، أي أننا أمام تآلف مع التآلف، وهذا يدل على اتساع مجال ومدى التآلف مع العنصر.
والأمثلة التالية توضح ما سبق:
لاء ، استلقاء ، جاء ، صحراء ، دعاء ، بيداء ، حمراء ، أعداء ، ماء ، ... الخ.
وهكذا فإن ابتداء الصياغة بألفين اثنين (همزة وألف حسب المفاهيم التقليدية)، يدل على اتساع مجال ومدى التآلف، أي معرفة الشكل والصفة من قبل المتكلم والمستمع، للعنصر الحاضر المُعَبَّرِ عنه، وليس ضرورياً أن يدل على التأنيث أو التذكير أو الجمع... الخ .
بعد أن عرضنا أعلاه لابتداء الصياغة بالحرف " أ "، فإننا سنتحدّث عن انتهاء الصياغة بهذا الحرف.
واضح أن كل كلمة تنتهي صياغتها بالألف (تبتدئ بالألف وفق المفاهيم التقليدية)، فإنها تدل على تعريف المتكلم والمستمع معاً، بشكل وصفة العنصر الثاني الحاضر، الذي هو عبارة عن الكلمة (الصيغة) التي تُعَبِّرُ عنه (تصوغه).
والأمثلة التالية توضح ماسبق:
ال ، أكل ، إعداد ، إبلاغ ، أقبل ، إهداء ، اضرب ، ... الخ.
وهكذا فإن انتهاء الصياغة بالألف (الصياغة تبدأ من اليسار إلى اليمين)، يدل على تعريف المتكلم والمستمع معاً، بشكل وصفة العنصر الحاضر، الذي هو عبارة عن الكلمة (الصيغة)، التي تُعَبِّرُ عنه (تصوغه)، وليس ضرورياً هنا أيضاً، أن يدل على التأنيث أو التذكير أو الإفراد أو الجمع... الخ.
هذا وتوجد كلمات كثيرة، ننهي صياغتها بألفين اثنين، أو حسب المفاهيم التقليدية، تبتدئ بألفين اثنين.
وعندها فإن الألف الأولى (اليسرى منهما)، تدل على تعريف المتكلم والمستمع معاً، بشكل وصفة العنصر الموجود المُعَبَّرُ عنه، بينما الألف الثانية (حرف الصياغة الأخير)، فهي تعني تعريف المتكلم والمستمع معاً، بشكل وصفة عنصر حاضر، هو عبارة عن تعريف المتكلم والمستمع على العنصر المُعَبَّرِ عنه بالكلمة المذكورة (حسب الألف الأولى).
أي أننا أمام تعريف لتعريف، وهذا يدل على اتساع مجال ومدى التعريف والتأكيد عليه.
والأمثلة التالية توضح ماسبق:
آل (أال) ، آثم (أاثم) ، آجل (أاجل) ، آتي (أاتي) ، آثار (أاثار) ، آقبل (أاقبل) ، ... الخ.
ومنه فإن انتهاء الصياغة بألفين اثنين (نعتبر الهمزة ألفاً)، يدل على تأكيد واتساع مجال ومدى التعريف.
هذا ولا يقتصر تركيب الكلمات مع الحرف " أ " على البداية والنهاية فقط، بل يمكن أن يتم التركيب، بين أي حرفين من حروف الكلمة (الصيغة)، وعندها سيتغير المعنى حسب موقع الألف، وحسب نوع الحرفين السابق واللاحق.
لنتأمل الصيغة التالية، كمثال: رجلان.
إن الحرف ( ن 10010 )، يعني: معرفة المتكلم فقط (لغياب المستمع، لوجود القيمة 0 مكان العنصر الثالث (من اليسار) في تعريف النون)، للشكل فقط لعنصرٍ غائب (لوجود القيمة 0 مكان العنصر الثاني (من اليسار) في تعريف النون).
ومعرفة الشكل فقط تدل على العنصر العام. أي وجود شكل عام لدى المتكلم.
وهو عام لعدم وجود التوصيف أو التحديد (لوجود القيمة 0 مكان العلاقة في تعريف النون)، فمثلاً الصيغة: رَجُلُنْ. التي تم ابتداء صياغتها بالنون، تدل على أن الصيغة: رَجُلُ. صيغة عامة لأي رجل، فهي تشكيل فقط، ولا يوجد تحديد أو توصيف لرجل بعينه، وليس هناك تمييز بين رجل وآخر من الرجال.
وحتى يكون العنصر (المعدود) عاماً، يجب أن يتكوّن من عنصرين أو أكثر.
وبتركيب الحرف السابق " ن "، مع الألف، أي: " ان ". فإن هذا يعني: أن العنصر الثاني الغائب والعام، المُصَاغ بالنون، أصبح حاضراً ومتآلفاً مع المتكلم والمستمع، ولكن وجود التآلف، أي المعرفة التامة، يجعل العنصر العام (المعدود) مُعَبِّرَاً عن عنصرين فقط، وذلك حتى تتوفر إمكانية لتلك المعرفة التامة، أو هذا التآلف.
ومن الممكن أن يكون العنصر العام وحيداً، ويتكون من عنصر واحد بدلاً من عنصرين أو أكثر، وذلك في حال عدم وجود تعداد لهذا العنصر.
وكمثال على ذلك، الصيغة: شبعان.
وقد بدأنا صياغة هذا العنصر وهو الشبع، بالنون الدالة على أنه عنصر عام معروف للمتكلم فهو شكل، ولكن متابعة الصياغة بالألف، تدل على تآلفه، وبالتالي هو عنصر عام معروف، وحيث أن الشبع لا تعداد له، فإن هذا العنصر العام، هو عنصر عام ووحيد وليس بثنائي.
والأمثلة التالية توضح ما سبق :
شبعان ، رجلان ، أشجان ، فان ، هاتان ، ... الخ.
ومنه فإن الحرفين: " ان "، اللذَيْن تبتدئ بهما الصياغة، يدلان على التعريف، بعنصرٍ كان غائباً ومعروفاً كشكل، أو كعنصر عام، بالنسبة للمتكلم فقط؛ وليس ضرورياً أن يدلا على الإفراد أو التثنية ... الخ.
هذا ولن نُجيب عن كافة الأسئلة المتعلقة بالألف في هذه الفقرة، بل سيتم ذلك تدريجياً عَبْرَ الفقرات القادمة، لحاجتنا للمزيد من المعلومات، المتعلقة بتفسير النظرية الحديثة للظواهر اللغوية.
|
|
|
|
|