|
|
الفارس
أ. محسن حكيم
هو سيد السباقات العجيبة بدون منازع وهو الفارس الألمعي البارع ..تفرد بقامته الطويلة وقفزاته الوثابة التي ألفتها منه أفراسه الكثيرة وأعجب بها كل من رآه أو سمع عنه٠ تمضي خيوله في تبختر منقطع النظير وتتبدل أحجامها وألوانها بحسب أنواع الحفلات الإستعراضية التي يحضرها ؛ ورقصته في حفل الختان على سبيل المثال ليست تشبه نظيرتها في حفل عقيقة أو عرس من الأعراس٠ كان قد بلغ السبعين من عمره ولكن حركات جسمه ظلت مفعمة بالرشاقة والحيوية وكأنه شاب لم يتجاوز العشرين ربيعا ؛ تختفي ظهور جياده تحت لفائف سلهامه الفضفاض وتبدو أعناقها ومقدمة رؤوسها المصنوعة من قماش ناعم وخيوط مزركشة بديعة ثم تتهادى على دقات الطبول وأنغام المزامير وعليها مهابة كأفراس المعارك القديمة حين تقتحم ساحات الوغى مثل راكبها المقاوم المقدام٠ كانت شهرته قد تعدت حدود بلدته الصغيرة وكان أن دعاه ذات يوم أصحاب عرس في جهة مجاورة ليحضر معهم وليشاركهم أفراحهم ؛ وأتي بفرس حقيقية ليركبها فعلته صفرة عجيبة حاول إخفاءها ورعدة واضحة تغافل عنها وكأنه يمتطي فرسا لأول مرة ثم ما لبث أن سيطر على قلقه وترك مخاوفه وتثبت واعتدل في ركوبه وأردف خلف ظهره رأس فرسه المصنع وسار خلف خمسة جياد أخرى وعليها أصحابها٠ أمعنوا السير في اتجاه البلدة المجاورة ولما كانوا على وشك البدء في صعود تل صغير فاجأتهم سيول قوية على حين غرة ، حاولوا تجنبها لكن مياهها المتدافعة وحمولتها الثقيلة جرفتهم معها ماضية بهم نحو بحيرة السد حيث قضوا نحبهم جميعا ولم يسلم مجسد فرسه هو الآخر من الغرق ولا راد لقضاء الله سبحانه وتعالى !!!
|
|
|
|
|