|
|
|
|
منحة مالية من جلالة السلطان لإنشاء كرسي دائم لتدريس اللغة العربية المعاصرة بجامعة كيمبريدج
قام معالي عبدالعزيز بن محمد الرواس مستشار جلالة السلطان للشؤون الثقافية أمس بتسليم منحة مالية قدمها حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله
ورعاه ـ لإنشاء كرسي أستاذية دائم للغة العربية المعاصرة بجامعة كيمبريدج البريطانية يعرف باسم (كرسي استاذية جلالة السلطان قابوس بن سعيد لتدريس اللغة العربية المعاصرة) بكلية الدراسات الشرقية تحت إدارة البروفيسور بيتر كورنيكي عميد الكلية.
كما قام جلالته ـ أعزه الله ـ بتقديم منحة إضافية لكلية بيمبروك التابعة لجامعة كيمبريدج لدعم إرسال بعثات تعليمية على مدى عشر سنوات للحصول على درجة الزمالة في الدراسات العربية والإسلامية من جامعات الشرق الأوسط لإثراء الدراسات الشرقية بجامعة كيمبريدج.
وتم تسليم المنحة خلال حفل اقيم صباح أمس بمقر جامعة كيمبريدج بمناسبة توقيع معالي عبدالعزيز بن محمد الرواس مستشار جلالة السلطان للشؤون الثقافية اتفاقية بذلك مع البروفيسور اليسون ريتشارد نائبة رئيس جامعة كيمبريدج بحضور سعادة حسين بن علي عبداللطيف سفير السلطنة المعتمد لدى المملكة المتحدة والمستر ستيوارت لاينج سفير المملكة المتحدة المعتمد لدى السلطنة والسير ريتشارد ديرلاف عميد كلية بيمبروك والدكتورة كيت بريتي مساعدة نائب رئيس الجامعة والمسز هيذر ويلكي المختصة بشؤون السلطنة
بوزارة الخارجية البريطانية.
وتعد جامعة كيمبريدج البريطانية التي انشئت قبل حوالي 800 عام أولى الجامعات في المملكة المتحدة التي درست اللغة العربية حيث بدأت في تدريسها في القرن السابع عشر إثر إنشاء سير ثوماس أدامز كرسي أستاذية باسمه لتدريس اللغة العربية بها عام 1632 ميلادية.
وقد وجه معالي عبدالعزيز بن محمد الرواس الشكر لجامعة كيمبريدج على إنشاء كرسي للغة العربية المعاصرة باسم حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس وقال: إن هذا الكرسي يعتبر بمثابة اعتراف بإنجازات جلالته للشعب العماني وسلطنة عمان. وأشار معاليه إلى أن عمان كانت قبل عهد جلالته الذي بدأ عام 1970 بمثابة كتاب مغلق عن عيون العالم الخارجي رغم تاريخها العريق، أما اليوم فإن السلطنة شريك نشط وفعال في المجتمع الدولي.
وقال معاليه: إن حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس المعظم قاد عمان من هشيم العصور المظلمة إلى مصاف مجتمعات عالمنا المعاصر.. قبل 1970 عانى العمانيون من الأمراض والجهل والإهمال أما اليوم فإنهم يتمتعون بواحد من أفضل أجهزة الرعاية الطبية في العالم
العربي وكل ذلك بالمجان.
وعن التطور في شتى مجالات التعليم قال معاليه: إن نظام التعليم العماني يوفر للعمانيين أعلى مستوى من التعليم في كافة أنحاء السلطنة.. مضيفا قوله: لقد عرف عن العمانيين شغفهم بالمعرفة والعلم وبالتالي تتزايد مؤسسات التعليم العالي لتلبية حاجاتهم لذلك.
وقال معالي عبدالعزيز بن محمد الرواس: إن الاقتصاد العماني شهد تغييرا كبيرا من اقتصاد جامد ثابت إلى اقتصاد ديناميكي ومتحرك وإن المرأة العمانية حصلت على حقوق غير مسبوقة حيث كانت السلطنة أول دولة خليجية تعين امرأة كوزيرة بل وإنها أول دولة عربية
تعين أربع وزيرات في وقت واحد.
وأشار معاليه إلى إيمان حضرة صاحب الجلالة السلطان المعظم بدعم الحوار والتفاهم بين دول وثقافات العالم وبالتالي ساهم في تأسيس كراسي أستاذية أكاديمية متشابهة في مواقع مختلفة من العالم.
وأعرب معاليه عن ثقته الكاملة في أن كرسي (أستاذية جلالة السلطان قابوس بن سعيد للغة العربية المعاصرة بجامعة كيمبريدج) سيساهم في تحقيق هذا الهدف النبيل لا سيما وأن
اللغات أيا كانت هي بمثابة كيان حي يستوجب الرعاية والاحترام ويعكس الأفكار وتتفاعل مع الرؤى. وقال معاليه: إن ما يحتاجه عالمنا اليوم بشدة هو (فهم وقبول الآخر) موضحا أن
التقنية الحديثة هي بمثابة هبة للإنسانية وبالتالي يتعين علينا تطوير اللغات واستخداماتها لكي تستوعب العلوم والتقنيات الحديثة.
وأعرب معالي عبدالعزيز بن محمد الرواس عن أمله في أن تتمكن جامعة كيمبريدج بصفتها صرحا عريقا للمعرفة والتنوير وبجهود تلامذتها وأساتذتها من الوصول باللغة العربية المعاصرة للاستفادة من هذه المعطيات.
وفي تصريح لوكالة الأنباء العمانية أعربت البروفيسور اليسون ريتشارد نائبة رئيس الجامعة عن امتنانها والطاقم الأكاديمي بالجامعة للمقام السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم لتلك المنحة السامية حيث تعد الجامعة مركزا أكاديميا ممتازا لتدريس اللغة العربية منذ قرون وشددت على أن هذه المنحة الكريمة لن تعزز تدريس اللغة العربية المعاصرة لطلبة الجامعة فحسب بل وفي المملكة المتحدة عموما.
من جانب آخر أكد الدكتور كيم هاويلز وزير الدولة بوزارة الخارجية البريطانية لوكالة الأنباء العمانية على الأهمية التي توليها بريطانيا لروابطها التاريخية والثقافية والسياسية والعلاقات التجارية مع السلطنة.. مشيرا إلى أن تلك الروابط والعلاقات تمتد أيضا إلى المؤسسات العلمية في البلدين التي ترتبط بعلاقات متينة منذ سنوات طويلة مضت.
وقال وزير الدولة البريطاني: إن حضرة صاحب الجلالة السلطان المعظم عرف عنه دعمه المتواصل والبارز على المستوى الدولي في تبادل الاستفادة بين الثقافات من خلال الإنجازات العلمية والأكاديمية وتشجيع جلالته للبحث العلمي.. موضحا: أن هذه المنحة تعبير واضح عن
ذلك الاهتمام والدعم الساميين.
يذكر أن من بين جهود حضرة صاحب الجلالة السلطان المعظم المتواصلة لدعم الثقافة والبحث العلمي دعم إنشاء كراسي أستاذية بجامعات هارفارد الأميركية وأوكسفورد البريطانية وملبورن الاسترالية ودعم جلالته للجهود العالمية في العديد من المجالات ومنها تخصيص جلالته جائزة لمنظمة اليونسكو التابعة لهيئة الأمم المتحدة تمنح كل عامين من أجل البحوث والجهود والإسهامات العلمية المتخصصة في الشؤون البيئية.
الوطن
|
|
|
|
|
|