|
|
جنـــة أمـي
أ. كفاح حسن علي المطر
أمي الحنان و زهرة البستان أحضانها فيض من القرآن
و رفيف مهجتها ظلال مودة مزجت أمومتها بمسك جنان
و رضاك يا أماه أجملُ مــوعد عيدٌ من البركـات و الإحسان
تلجين في الأحلام و هي قريرةٌ ترعينها في السـر و الإعـلان
طافت بلحظك مهجتي مفتونة أكـــرم بغصن فيـه تلتقيان
كأس الصبابة في فؤادك مـحرم يهب الوجــود طهارة الوديــان
أزهار عمري في ربــاك ترعرعت تنساب شهدًا في عقود جمـان
أمي حكايات الزمان و صبرها صيغت قـلائده من الأشجان
و كأن لقمان الحكيم يَشِيدُها وعظًا تهادى في أجل لسان
نسجته من أم الكتاب حكــاية أسخت مـدامعها على الأكوان
ضمت شواطئها سفين مودتي فكأنها حنت على الشـطـآن
و تباهت الأصداف في تسبيحها و تبتلت مـن خشعة اللمعان
فإذا اللآلئ و الطهور يلفها مقل تناجي خفقة الوجدان
طيرُ دعته للحفيف خميلة و هـــديله يشتاق للعرفـان
خلجاتُهُ فيءَ الكرام تدثــرت فرحيقها في صفوة و تهاني
أمــاه لو كنز البحار تفتقت أكمــامه عن أثمــن المرجـــان
و تحولت أمواجـه في لهفـــة ذهبًــا يهــز رقــدة الوسنان
حتى غـدا الزبد الرقيق مفاتنا بين الحــرير و رقــةِ الكثبان
و تحادرت أم الطبيعة خلسة تقتات منك نــداوة التحنـــان
فكأنها و وجيبها في ظمأة آلام هــاجِرَ في ضمير زمـــان
مازالت يا أمــاه ســـرًا نابضــًا يروي مشاعر نبعـــة الإنســان
لنطوف في حـرم الأمومة ضُرعـا مستعذبـين حـــلاوة الإيمـــــان
أمـــاه سعيا في حمــاك يفتدي و جـــع الهمـوم و وحشة الأحــــزان أمـاه هــاك من وريد حُشاشتي عهـــدًا جرى مرساه في شـــرياني
ما قصتي و العشق ألهم ريشتي إلا لبابــةُ هـــذه الأحــضـــان
إن ضـاقت الدنيـا عليّ و أسرجت في ذكـــريــاتي صهوة النسيان أو باغتتني بالإســـار شــقاوتي فـــاستعمرتنـي ردهــــة الحـــيران
كنت الأمــانَ لأوبتـي و مناهلي و وسيلتي للـطـهر و اطمــئناني
أجد السعادة و السماحة تلتقي بالبر و الإخلاص في الفُــــرقـــان
تتلاحم القيم النبيلة ديمــة ترتيلها كالهمـــس فــي الآذان
و يشدها جسر الوضوء شريعة دَمَعَاتُـها صـلت عـلى الأغصــان
لحن الوفـاء جديلة نسجت من ال تقوى على لطف من الرحمـــان
ما كان في صمت الحروف مقاصد إلا لترســم مشهد التبيــان
لغة الكلام على النمير تعطشت خجلى تـــلوذ بســورة الإنســان أماه كنهك في الصلاة تنفلي محرابي الصافـي من الأدران
و قرار روحي حين تتعبني المنى و جميع مـا في الـحـب من ذوبــان أسرتني الدنيا ببــارق زيفــها متنادما , أشكو ضياع كيانــي
ماء الحياة يعيد وهج توددي فــإذا بــه قد ضـج من جريـــاني
و أصوغ حبك من مدامع أمتي ألقـا يـــلوح لغـايــة الإمعــان
و أرى النخيل فلا أرى أعذاقها ما لم تكوني الشهـد فـي بستاني
كابدت في صنع الوجود رسالة و مسحت آنــاتي بغير تـــواني
قــدماك واحات الجنان و خِصْبُها و قطافها سـقيت من المنــان
كفاك نهر للعطـاء ترقرقت شتلاته فـي محجــر الريـــّان
عيناك شرفـة طامح متأملٍ وهــب الحياة عــدالــة المـــيزان
مثلّت يا أمي الكتاب و ما حوى من أمنيات حــضارة الأوطــــان
مازال قلبي بالمتاعب حافـــلا مــا لــم تنلــه حــظـوة الغفـران
جـــودي عليّ بـــرفة من خافق نهـــلٍ لتحيي ذابــل الأجــفان
فعلى ضفافك بـات يستجدي الهوى إلهــامه فـي رشـــفـة الظمــآن
أنت السلام و دوحه و ثمــاره رايـــاته لاحــت على الأفـنــان
رباه اجــزل في الجنان نعيمها مــحفوفة بالحـــــور و الــولدان
|
|
|
|
|