|
|
العود المبارك
أ. محسن حكيم
خلق الله تبارك وتعالى خلقه ولم يكونوا شيئا مذكورا وجعل لهم السمع والبصر والفؤاد وأمدهم جل في علاه بنعمة العقل لتكون معينا لهم على فهم حقيقة وجودهم ؛ وأرسل إليهم سبحانه وتعالى على فترات متباينة رسلا هم صفوة خلقه ليبينواـ عليهم الصلاة والسلام ـ للناس شريعة ربهم وليزيحوا عن أعينهم وعن قلوبهم حجب الضلالة ومسالك التخبط والتيه ويبدلوها بستائر النور التي تعين على التطهر وعلى تسلق درجات الكمال ٠ ولما كانت سمة العجلة والنسيان والزيغ هي بعض من نقائص جبلت عليها طبيعة الإنسان فإنه كان يضل وتزل قدمه وينقاد وراء أهوائه وتوقعه وساوس الشيطان في حبائلها وتعلوه غشاوة الغفلة ويصير أكثر بعدا عن جادة الصواب ٠ ثم إن المرء منهم ليستفيق من غفوته ويتنبه في ساعة تعقل أو في لحظة محاسبة إلى سحيق الهوة التي كاد أن يظل ملازما لها فتنفر منها نفسه ويتبرأ منها ضميره ولا يجد لخلاصه حلا أومخرجا أفضل من الندم على تقصيره والتوبة إلى الله عز وعلا وتدارك ما فاته بتجديد النية وعقد العزم على فعل الصالحات !! فما أروع تلك الأسرار العظيمة التي أودعها الحق جل وعلا في قلوب خلقه.. وما أسعدهم بإنابتهم ورجوعهم إلى ظلال قبوله عز وعلا.. يرجون رحمته ويطمعون خائفين أن يشملهم بكريم عفوه ويتجاوز عن المسيئ منهم وألا يزيغ قلوبهم بعد أن عرفت طريق الحق والهدى.. وأن يثبتهم جميعا على طريق مستقيم !!
|
|
|
|
|