|
|
أهمية أدب الأطفال .. في بناء الطفولة
أ. رامية عبد الحميد الملوحي
ـ كان الطفل و إلى عهد قريب يعامل كما يعامل الكبار دون مراعاة لتركيبه النفسي و العقلي و الجسمي .
و لما جاءت التربية الحديثة و رفعت شعار ( افهموا الطفولة على حقيقتها ) اتجهت جهود علماء النفس و الباحثين بتربية الطفل ، و مستقبل الإنسان .
هذا يعني أن الطفولة مرحلة هامة لذاتها و هامة و ضرورية لما بعدها لأنها مرحلة متميزة في حياة الفرد و حجر أساس في بناء شخصية سليمة لا بد من رعايتها و العناية بها ليكون هذا الأساس متين ، و إن ننظر لأطفالنا بأنهم رجال المستقبل و أننا نبني المستقبل نفسه ، و الإنسان يبدأ من الطفولة .
هذا ما آمنت به التربية الحديثة و تسعى إليه انطلاقاً من نظرتها الشمولية للعملية التربوية فمن البيت إلى الروضة .. إلى المدرسة إلى البيئة المحيطة به .
من هذا المنطلق احتلت ثقافة الطفل و أدبه خاصة مكانةً بارزةً بين الروافد التربوية الحديثة نظراً للدور الفعال الذي يؤديه أدب الأطفال و انعكاساته الايجابية في نفسية الطفل حاضراً و مستقبلاً .
و لن الآراء اختلفت حول ما يمكن إن يقدم للطفل عبر أدبه الخاص من غذاء ذهني و ثقافي على إن يكون هذا الغذاء ملائماً لمداركه العقلية و استعداداته النفسية .
فهذا الأدب لا يستطيع الوصول إلى غايته ما لم يتسم بالجاذبية و الحيوية التي تثير مشاعر الطفل و تحرك أفكاره و تطلق قدراته الكامنة في الاتجاه الصحيح .
و هنا يتجلى الدور التربوي لأدب الأطفال بكل أجناسه الأدبية في اتجاهين متوازين و متكاملين .
فهو أقوى أساس يقوم عليه التقويم العقلي و النفسي و العاطفي وأجدى أسلوب تتأصل به القيم الاجتماعية م الإنسانية و يخدم الطفل في أربعة جوانب ..
يساعده في فهم ذاته بشكل أفضل و فهم الآخرين و فهم العالم بالإضافة لفهم القيم الجمالية للغة التي كتب فيها .
و بذلك يستطيع الطفل أن يختزن مجموعة من الخبرات و السلوكيات التي تتفاعل في ذاته لتشكل في نهاية الأمر جسراً أمنياً يوصله بيسر مع التجارب الاجتماعية و الإنسانية التي يخوضها .
ـ كلمة أخيرة:
إن مهمة أدب الأطفال هي مهمة تربوية أكثر منها تعليمية و يبرز دوره كمعزز للمشاعر الطيبة يهذبها و يربيها بحيث يحقق التوازن البناء بين عواطف الطفل و سلوكه الاجتماعي.
|
|
|
|
|