للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  المؤتمر الدولي الحادي عشر للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

أحد عشر كاتبا يغوصون في بحر النقد وثنائية المعرفة

محمد هديب

 «النقد وثنائية المعرفة» هو الخيط الرفيع الذي ارتأت مجلة «علامات» النقدية في عددها الأخير أنه يجمع موضوعات العدد على غير عادتها حين تفرد محورًا يتناوله لفيف من النقاد.

وتقول مقدمة المجلة التي يصدرها النادي الأدبي الثقافي بمدينة جدة السعودية إن هذا العدد جاء مختلفًا شيئًا، إذ تناول موضوعات تنتمي لحقول متفرقة، ومحاور متعددة بيد أن خيطًا يعلن اتكاءها على نوع معرفي نسعى اليه فبدأ بأرضية مهمة تضع بقية النقاد في هذا العدد يتصفون به من غير أن يقرأوا هذا البحث، لكنه ديدن الناقد الحصيف الذي تعامل مع القضايا والنصوص بحيادية ما أمكنت هذه الحيادية ليجيء بحث آخر يعلن «المقصدية» ويضعها بين آليتين أو ثنائيتين، فهذا البحث الآخر «التيارات الفكرية وإشكالية المصطلح النقدي» يعضده «ثنائية اللغة الأدبية واللغة المعيارية في النقد الغربي».

الكاتب الحي.. الكاتب الميت

محمد بنسعيد يتناول في موضوعه أخلاقيات النقد بهدف التنبيه الى بعض مرتكزات هذا العلم وضرورة إعطائه المكانة التي يستحقها داخل برامج التعليم الجامعي والبحث العلمي، ويقول إنه إذا كانت العلوم الدقيقة تضمن نوعًا من الثقة بين المبدع-العالم وبين القارئ –المستهلك لأن الثقة موجودة في منطق العلم نفسه نظرًا لوضوح أساليبه وبراهينه فإن الأمر يختلف في العلوم الانسانية ومنها النقد الروائي وأخلاقيات النقد من شأنها أن تعزز الثقة وتزكي العمل وليست شروطًا خارج المنهج.

ومما يلاحظه الكاتب أن كثيرًا من النقد الروائي الذي ننتجه لا يمت إلى الموضوعية العلمية بصلة اذ يرتبط بما هو شخصي، أكثر من ارتباطه بالنصوص الروائية نفسها، وربما يرجع ذلك إلى السمعة السيئة لكلمة نقد. فقد تلعب المجاملة دورًا كبيرًا في مثل هذا النقد. ولاعتبارات معينة نجد أن النقد السيئ يكثر في حياة المبدع والنقد الجميل يكثر بعد مماته وكأن مقياس الموت والحياة هو الذي يرفع من هذا ويحط من قيمة ذاك.

كذلك يطرح الكاتب مبدأ العدالة الذي يلزم الناقد بعد الكذب حيث إن الكذب هنا لا يعني اختلاف القراءة ومدى صحتها أو خطئها، وإنما يعني اعتماد الناقد أساليب خاصة في تعامله مع المصادر والنصوص ويكون هدفه هو التضليل أو الإساءة الى المبدع أو تبيان قيمة أو قضية أو ترك أخرى، وهو ما يجعل من قراءته للنص الروائي قراءة اختزالية لهدف غير معلن.

ومما يعده الكاتب مظهرًا من مظاهر الكذب أن ينقل الناقد نصًا ويقوم بتحريفه بتغيير كلمة أو جملة ولا يكون الهدف هنا كشف المعنى وإنما توجيه الخطاب الى منحى مختلف يخدم القضية التي يدافع عنها.

آليات التداولية في الخطاب

يناقش عبد القادر عواد النظرية التداولية التي تبلورت حديثًا في إطار اللسانيات. ويقول: إن ظهور هذا الفرع العلمي في الدراسات الألسنية كان وليد طرح جديد في الاهتمام بجانب مهم من التواصل البشري، جاء ليسهم في تفعيل النشاط اللغوي ووظائفه، وذلك كون اللسانيات ظلت فترة طويلة من الزمن تكتفي بقسمين تقليديين هما: «النحو التركيبي» و«الدلالية». ثم أضاف اللغويون اسم «التداولية» وهو يعنى بعلاقات العلامة اللغوية بمستخدميها أي أن الاتجاه التداولي ينصب اهتمامه بالدرجة الأولى على البعد الاستعمالي والإنجازي للكلام وللغة الخطاب، آخذا بعين الاعتبار كلا من المتكلم والسياق الذي ورد فيه الكلام.

الإقرار بالأجناس الأدبية

يخلص محمد الناصر العجيمي في موضوعه حول الأجناس الأدبية ومدى الإقرار بوجودها بالفعل إلى أن دارس الأجناس في الوقت الراهن مدعو إلى التخلي عن نماذج في مقاربة الأجناس أظهرت حدودها والأخذ بمفاهيم إجرائية أكثر مرونة وأقدر على التعامل مع ضروب من الإبداع تتنكب المألوف وتلج عوالم لم ترتد سابقًا وعلى نحو من التصرف في القيم الأجناسية يتحدى جميع المقاييس والتصورات التقليدية وأجهزة التنظير القائمة على الانضباط ورسم فواصل للأنواع وتسييجها في حدود صارمة.

ويرى الكاتب أن من أهم ما يواجه المباشر لموضوع الأجناس الأدبية من إشكالات يكمن في التساؤل عما إذا أمكن الإقرار بوجودها بالفعل لا سيما أنه لا يسعف ضمن مواقف الدارسين التقليدية منه بما يمكن الاطمئنان اليه اذا انحصرت في اتجاهين متقابلين: يقول الأول يتعذر الوقوف على غير أعمال فردية للجمع بحسب رؤانا الذاتية أي بطريقة اعتباطية وممن تبنى هذا الموقف (قروس) الذي رفض الاعتراف بإمكان انتظام الأعمال الأدبية في مجموعات منظمة ومحددة الهوية، أما الموقف الثاني فيتبنى فكرة حضورها بالفعل مثل فيما يرى المدافعون عنه مثل الكائنات الطبيعية المتميزة بخصائص للانتظام في أشكال كبرى.

مفهوم المقصدية

في موضوعه «المقصدية بين نظرية المعرفة وآفاق اللغة والأدب» يعود سلطان الزغول لتأصيل هذه المفهوم لغة الى أن تطورت حتى أصبحت أساسًا معرفيًا لفلسفة الظاهرية عند هوسلر.

ويلخص كتابته ببضع نقاط بينها: البنية القصدية هي جوهر حركة الفكر، وبدراسة الفكر من خلال هذه البنية يتمتن ويرتفع مستوى الكفاءة التأويلية. كما أن الخطاب الأدبي عمل لغوي غير مباشر، تتجاوز دلالته دالة الألفاظ وترتكز على مواضعات مضمرة خاصة، ويتميز بحرصه على قصدية اللغة الأدبية بمعنى الارتباط الطبيعي بين الدال والمدلول. كما أن النص الأدبي يقبل تعدد القراءات لكنه لا يقبل التأويلات غير المتناسبة منطقيًا.

إشكالية المصطلح النقدي

محمد سيف الإسلام بوفلاقة يقرأ طروحات «التيارات الفكرية وإشكالية المصطلح النقدي»، التي قدمها الناقد سلطان بن سعد القحطاني حيث سلط الأخير الأضواء على ثلاثة تيارات فكرية: التيار الفلسفي والعلماني والحداثي. وأشار في خاتمة كتابه إلى أن ظهور هذه التيارات حالة طبيعية ومحرك للفكر الإنساني في كل مكان وزمان، واختلاف الرأي لا يفسد للود قضية، لكن يشترط لوجود هذه التيارات كما هو في العالم أن لا يسيطر تيار على الساحة بمفرده ويحارب التيارات الأخرى ولا يعطيها الفرصة للمشاركة بالرأي والنقد النزيه والحوار المتبادل.

في حداثة السيرة النقدية

في ظل الثورة المنهجية النقدية في العالم المعاصر لم يعد النقد فعالية ذوقية استمتاعية مجردة لا تقوم على رؤية واضحة ومنهج فاعل.

هذا بعض ما يطرحه محمد صابر عبيد في موضوعه «في حداثة السيرة النقدية.. الرؤية والمنهج». ويرى الكاتب إلى العملية النقدية أنها تحول إلى نوع من القراءة العميقة القائمة في تشكيلها النظرية الجوهري على أسس معرفية وفلسفية تعمق الرؤية وتضاعف القيمة، وتؤدي إلى نتائج تمتد أحيانًا خارج العملية الأدبية بمعناها الضيق الذي يتحدد عادة بين حدود الكاتب والقارئ لتشمل الحياة بأسرها بوصفها فعالية يحتل الأدب بمعناه النظري العميق والحيوي والفاعل جزءًا أصيلًا من تشكيلها واستمراريتها وتطوير رؤاها.

العجيب والعجائبي

سعت دراسة الخامسة علاوي إلى البحث في حفريات مصطلح «العجيب» في الثقافة العربية بهدف ضبط الجهاز الاصطلاحي لنوع خاص من الأدب هو الأدب العجائبي.

ومما عرضته الباحثة ضمن الحقل الدلالي للعجب «الخارق» و«المدهش»، وفي باب الدهشة عرضت الى ما ترجمه هشام صالح لكتاب محمد أركون «الفكر الإسلامي- قراءة علمية» بـ«العجيب المدهش أو الساحر الخلاب» في المقابل ترى أن رضاء بن صالح أكثر فطنة حين اختار المقابل العربي لكلمة MERVEILLEUX (مدهش)، ذلك أنه لم يخرج باختياره عن الحقل الدلالي الذي تدور فيه الكلمة الفرنسية لأن المدهش في اللغة العربية من الدهش والدهش مثل الخرق والخرق هو التحير، يقال: دهش الرجل بالكسر دهشا تحير».


الوطن

التعليقات
الأخوة والأخوات

نرحب بالتعليقات التي تناقش وتحلل وتضيف إلى المعلومات المطروحة عن الموضوعات التي يتم عرضها في الصحيفة، ولكن الصحيفة تحمل المشاركين كامل المسؤولية عن ما يقدمونه من أفكار وما يعرضون من معلومات أو نقد بناء عن أي موضوع. وكل ما ينشر لا يعبر عن الصحيفة ولا عن المؤسسات التي تتبع لها بأي شكل من الأشكال. ولا تقبل الألفاظ والكلمات التي تتعرض للأشخاص أو تمس بالقيم والأخلاق والآداب العامة.

الاسم
البلد
البريد الالكتروني
الرمز
اعادة كتابة الرمز
التعليق
 
   
جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية