للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  دعوة للمشاركة والحضور           المؤتمر الدولي العاشر للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

حركة المعنى

د. منال محمد بسيوني


إن القراءة في هذا الباب  تهدف إلى رسوخ الإيمان وزيادة نور اليقين، وقرار العين بما يتضح من روائع هذا العلم الجليل، لأنه يستكشف تلك المعاني الدقيقة، والصلة الوثيقة التي تربط بين السورة القرآنية في مطلعها وخاتمتها مروراً بموضوعاتها، إذ إن لكل سورة معنَى واحدا، كالسلك الذي يربط بين الموضوعات فيها، وكالروح التي تسري في الجسد، وكالنفس من النفس وكالغذاء في النبات يتسلل بخفة في جميع أجزاء النبات فيصل إليها دون أن تراه، فنحن نرى النبات ولا نرى غذاءه على الرغم من وصوله إلى جميع أجزاء النبات، فكذلك المعنى في السورة القرآنية نراه يبدو خافتاً أحياناً وأخرى لافتاً أو لامحاً وثالثة نراه يتوهج ويصل مداه وهو في كل تركيب له دلاله.

والمقصد العام لسورة الحشر كما أشار إليه الإمام البقاعي رحمه الله هو إثبات القدرة الشاملة بدليل شهودي على أنه يغلب هو ورسله ومن حاده في الأذلين لأنه قوي عزيز, المسلتزم للعلم التام المستلزم الحكمة البالغة المستلزم للحشر المظهر لفلاح المفلح وخسار الخاسر على وجه الثبات الكاشف تمام الكشف لجميع صفات الكمال, وأدل ما فيها على ذلك تأمل قصة بني النضير... المؤذن بالحشر الحقيقي بالقدرة عليه بعد إطباق الولي والعدو على ظن أنه لا يكون.

أما المعنى العام لسورة الحشر فهو (إثبات القدرة الإلهية) حيث استهلت بالتسبيح ولا يستحق التسبيح والتمجيد إلا القادر.

-ففي آياتها الأولى من (1 : 5) ذكرت قصة بني النضير وما حدث من إجلائهم عن المدينة وهم أهل الحصون المنيعة، ألا يستحق من يخرجهم دون إيجاف خيل أو ركاب أن يوصف بالقدير؟

- وفي آياتها من (6 : 10) تحدثت عن حكم الفيء وطريقة توزيعه على صورة جديدة غير المعهودة عندهم وبينت السبب فقال تعالى: (لكي لا يكون دولة بين الأغنياء منكم) تعديل اقتصادي ألا يدل على إثبات القدرة الشاملة لله عز وجل؟!!!

-وفى الآيات (11 : 17) تصور حال المنافقين واليهود بدقة بالغة فرسمت الألفاظ دواخل القلوب مرتين الأولى: عندما تجلت القدرة الالهية فكشفت عن كذب المنافقين في النصر الذي وعدوا به اليهود, والثانية: حينما تجلت القدرة ايضا فالقت في قلوبهم الرهبة فيالها من قدرة حكيمة.
-أما الآيات من (18 : 24) فحركة المعنى فيها ومضة خفيفة تضيء ولا تشتعل فهي أمر بالتقوى أو ضرب للمثل ثم تتوهج حركة المعنى بقوله تعالى: (لو انزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا نتصدعا من خشية الله....) فتلك القوة فى الكلمات تؤثر فى الخيال أيما تأثير.... فما بالك بالأفعال؟؟



التعليقات
الأخوة والأخوات

نرحب بالتعليقات التي تناقش وتحلل وتضيف إلى المعلومات المطروحة عن الموضوعات التي يتم عرضها في الصحيفة، ولكن الصحيفة تحمل المشاركين كامل المسؤولية عن ما يقدمونه من أفكار وما يعرضون من معلومات أو نقد بناء عن أي موضوع. وكل ما ينشر لا يعبر عن الصحيفة ولا عن المؤسسات التي تتبع لها بأي شكل من الأشكال. ولا تقبل الألفاظ والكلمات التي تتعرض للأشخاص أو تمس بالقيم والأخلاق والآداب العامة.

الاسم
البلد
البريد الالكتروني
الرمز
اعادة كتابة الرمز
التعليق
 
   
جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية