للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  دعوة للمشاركة والحضور           المؤتمر الدولي العاشر للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

عبث باللغة والعقول

جعفر عباس


تحدثت مرارا عن تجربتي مع مرض الدوسنتاريا، وقلت ان الأعشاب فشلت في مداواته، ثم حكيت كيف عثرت على دواء اسمه انتروفيورم تولى مشكورا قمع العناصر التي هيجت أمعائي، وفرض عليها حظر التجوال، فارتحت من ذلك المرض السخيف لعدة أعوام، ثم جاءت هيئة الصحة العالمية لتسحب ذلك الدواء لانه يسبب مصائب كثيرة من بينها العمى، ولم نسمع بقرار السحب في السودان الا بعد أن نفد العقار من الصيدليات لأن اعلامنا بحكم جيناته العربية كان مشغولا بالتضليل والتجهيل، ويذكرنا بالنعيم الذي نعيش فيه وكيف أننا بصدد ان نتحول الى قوة عظمى، وهكذا حال الاعلام في ظل الأنظمة القمعية: تجاهل ما يهم الناس وتركيز على ما يسر الحكومة.

أما الصحف الخليجية فانها ترفع شعار: لا صوت يعلو فوق صوت الاعلان، ومن ثم تجد العديد منها وصفحاتها الأولى مضروبة بالاعلانات، ونصف صفحاتها الداخلية ملغاة بسبب ما يسمى بالضغط الاعلاني، وفي هذا ازدراء للقارئ واستخفاف به، فما من قارئ يشتري صحيفة لقراءة اعلانات يعرف انها تستهبله وتستكرده وتستغفله!! ثم ان الاعلانات العربية عموما «تمتاز» بركاكة مثيرة للاعجاب، ولا تتفوق عليها في الركاكة الا أسماء المحلات التجارية: «محلات التشويش» كيف يمكن ان تدخل متجرا يعلن صاحبه انه سيشوش عليك؟ وهناك «ملحمة المواشي»: الا يعطي هذا الاسم الانطباع بان هناك جزارين يذبحون البشر؟ او ان كلمة المواشي عائدة الى أصحاب الملحمة؟ في الخرطوم اليوم صالون حلاقة يحمل اسم «زعمطة» وهي كلمة تعني «النتف والبهدلة»! وهل تذكرون اسم المحل الذي حدثتكم عنه من قبل في مدينة الخرطوم بحري: «ثلاجة البشرية»!! هل هي مشرحة تابعة للقطاع الخاص وتحفظ بها الجثث لبيعها لطلاب كليات الطب؟..غير ان سطرا آخر تحت اسم المحل أزال مخاوفي: هنا يباع الثلج البارد!! وهكذا أساء بقصد او بغير قصد الى الشعب السوداني لأنه يوحي بان في البلاد ثلجا حارا او ساخنا..ووالله العظيم كانت تلك العبارة التفسيرية مكتوبة هكذا: هوناء يوباع الثلج البارد!!

إمارة رأس الخيمة سنت قانونا يفرض غرامات مالية على كل لافتة تجارية او اعلانية بها خطأ لغوي، ولكن الى من سيوكل أمر تطبيق هذا القانون؟ حملة بكالوريوسات آخر الزمن الذين يحدثونك عن لغة «الظاد»؟ على كل حال فالخطوة جديرة بالاشادة حتى لو أدت الى ازالة الأخطاء الصريحة فقط، وبالتأكيد فان خزينة الإمارة ستمتلئ بالدراهم لان أمر كتابة اللافتات في منطقة الخليج متروك لأبناء شبه القارة الهندية.. واذا ضمنت لي سلطات الإمارة عمولة محددة فانني ولكوني عشت تسع سنوات في دولة الامارات، ولدي ولع بتجميع كل ما يتعلق بالعبث اللغوي، على استعداد لتزويدها بملف كامل للجرائم التي ارتكبها التجار بحق «العربية» ولن أستطيع ان اذكر عينات منها هنا خوفا من مقاضاة أولئك التجار لي وللصحيفة، ولكنني سأذكر اسم صيدلية أغلقت أبوابها: فقد كان اسمها بالانجليزية «فيروز» ولكن الخطاط اسماها بالعربية «فيروس».. طبيعي ان تفلس وان يتم اغلاقها!!


جعفر عباس

التعليقات
الأخوة والأخوات

نرحب بالتعليقات التي تناقش وتحلل وتضيف إلى المعلومات المطروحة عن الموضوعات التي يتم عرضها في الصحيفة، ولكن الصحيفة تحمل المشاركين كامل المسؤولية عن ما يقدمونه من أفكار وما يعرضون من معلومات أو نقد بناء عن أي موضوع. وكل ما ينشر لا يعبر عن الصحيفة ولا عن المؤسسات التي تتبع لها بأي شكل من الأشكال. ولا تقبل الألفاظ والكلمات التي تتعرض للأشخاص أو تمس بالقيم والأخلاق والآداب العامة.

الاسم
البلد
البريد الالكتروني
الرمز
اعادة كتابة الرمز
التعليق
 
   
جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية