|
|
النظريات... وإهمال اللغة العربية
غالباً ما تغيب المتابعة من قبل الجامعات سواء كانت أثناء التحصيل العلمي أو بعد التخرج، فطالب الإعلام لا يُحصّل من الجامعة سوى بعض «النظريات» التي ستفتح أمامه الطريق للوصول.
وفي هذا السياق، اعتبرت فاطمة عبدالجواد وهي إحدى متخرّجات الجامعة نفسها ولكنها استطاعت الدخول إلى سوق العمل، أن وظيفة الجامعة الأساسية هي تأمين المقدار الأدنى من المعلومات التي يتوجب على الطالب نفسه العمل على تعزيزها. وأضافت أن مجمل ما تعلمته في الجامعة لا يصل إلى 20 في المئة مما يتوجب على الطالب تحصيله، مشيرة إلى أن سوق العمل مختلف تماماً عن النظريات.
ولفتت عبدالجواد إلى مسألة اللغة العربية في تعليم الإعلام والصحافة، إذ تعمد الجامعة اللبنانية الدولية ومعظم الجامعات الخاصة إلى إغفال هذه اللغة نظراً إلى كون موادها تقتصر على اللغة الانكليزية. وتساءلت عن جدوى هذا الإغفال خصوصاً أن سوق العمل العربي عموماً واللبناني على وجه الخصوص لا يزال يعتمد على اللغة العربية في شكل رئيسي، خصوصاً أمام ندرة المؤسسات الإعلامية التي تتخذ من اللغات الأجنبية لغتها الأساسية. وتتشابه الحال في معظم الجامعات الخاصة التي تعتمد اللغة الأجنبية كلغة رسمية. أما في الجامعات الناطقة باللغة العربية، فالحال لا تختلف كثيراً عن نظيرتها الأجنبية، وفق ما أكد دكتور الإعلام في جامعة «الجنان» في لبنان خالد العزي الذي أشار إلى أن التجاذبات السياسية الملاحظة في الجامعات اللبنانية، ساهمت في دفع الشباب إلى الجامعات الخاصة. وأضاف أنه مع نمو هذه الجامعات، وقعت الكليات في أزمة الإنتاج الكمي وغياب الإنتاج النوعي، وبالتالي نحن أمام أزمة تضخم فعلي في إنتاج الشهادات والمتخرجين وغياب أماكن العمل.
وأشار العزي في هذا السياق، إلى أن المشكلة لا تقتصر على الجامعات، إذ يتحمل الطلاب جزءاً لا يستهان به من الأزمة التي يعيشها القطاع. إذ هناك حالة سائدة من «ضعف الثقافة» لدى طلاب الإعلام ساهمت في شكل مباشر في التأثير على سوق العمل، وإحداث فجوة عميقة بين الطلب والعرض.
ناهيك بالفجوة العـــميقة التي نتجت من الاختلاف الثقافي الذي نشأ نتيجة ظهور وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها، الأمر الذي خلق أجيالاً وطرق تفكير مختلفة عن التي كونها الأساتذة في حياتهم العملية، ما أحدث «فجوة» في التواصل ما بين هذين الجيلين.
في المحصلة، لا مفر من التأكيد والتسليم بأن الواقع التعليمي السيئ الذي يشهده العالم العربي أرخى بظلاله على سوق العمل، وخصوصاً لجهة الاختلاف بين الواقع في سوق العمل والنظريات التي تُدرس لطلاب الإعلام، والسياسة وتدخلها في غالبية الوسائل الإعلامية، سواء كان تمويلياً أو منهجياً، وهو الأمر الذي ساهم في وصول سوق الإعلام إلى الوضع الذي نشهده اليوم.
الحياة
|
|
|
|
|