حرف الشين

يقول المرادي: "الشين.. حرف مهمل. يُزاد وقفاً بعد كاف المخاطبة، في لغة تميم، كزيادة السين في لغة بكر. فيقولون: أكرمتُكِشْ. وتُسمّى كشكشة تميم. والله أعلم.".

الحرف ( ش 01011 ) يعني وجود شكل وصفة لعنصر حاضر مستقل عن المتكلم والمستمع معاً لغيابهما.
عندما تنتهي كلمة، وهي صيغة مُركَّبة من الصيغ الأساسية (الأحرف الأبجدية) بالحرف (ش)، فهذا يعني ابتداء الصياغة بهذا الحرف، لأن الصياغة تبدأ من اليسار إلى اليمين، رغم كتابة الكلمة من اليمين إلى اليسار. هذا يعني أننا نبتدئ الصياغة بالتحدث عن وجود عنصر معروف شكلاً وصفة باستقلال عن المتكلم والمستمع معاً لغيابهما. أي أن هذا العنصر معروف دون الحاجة للحديث عنه. ثم تتالى المعاني بتركيب الصيغ المختلفة.
نلاحظ انتشار الصيغة السابقة، في اللغة الدارجة المصرية، حيث يتم ابتداء الصياغة بالشين (إنهاء الكلمة بالشين، عادة أثناء الوقف لأنه عند الوقف تبتدئ الصياغة بها)، وهي لا تخرج عن المفهوم السابق.
مثل قولهم: ينفع دَ ؟ . وجوابهم: ماينفعش.

الصيغة: " شين " ( ش 01011 )، ( ي 10110 ), ( ن 10010 )، تعني وجود شكل وصفة لعنصر حاضر باستقلال عن المتكلم والمستمع، لشكل غير موصّف لعنصر غائب أمام المتكلم والمستمع، لشكل عام أمام المتكلم لعنصر غائب؛ أي نحن بداية أمام شكل عام عند المتكلم لعنصر غائب ( ن ) ثم ننتقل إلى شكل لدى المتكلم والمستمع لعنصر غائب ( ي ) ثم ننتقل إلى شكل وصفة لعنصر حاضر مستقل عن المتكلم والمستمع ( ش ).
أي " الشين " هو عنصر حاضر معروف (يتفق الجميع) على أنه يشين (ش)، متشكل أمام المتكلم والمستمع (ي)، لعنصر عام (ن). ولا يعني ذلك عنصراً أو أمراً مشيناً متفقاً عليه فقط، بل يمكن أن يكون شاناً، والمعني يدل على أننا نقصد عنصراً حاضراً معروف الشكل والتوصيف (واضح، بارز، ..) دون الحديث عنه (مستقل عن المتكلم والمستمع).

ولكن لنتساءل لماذا تمت إضافة ( ي 10110 ), ( ن 10010 )، لتعريف ( ش ) لفظاً؟
وماذا نعني عموماً بالإضافات ( اء )، ( ان )، ( ين )، ( ون )؟
الصيغة: " شاء " (ش 01011 )، ( ا 11111 ), ( أ 11111 )، تعني وجود عنصر معروف دون التعبير أو الحديث عنه ( ش )، لعنصر واسع التآلف (لتكرار الألف في الصياغة).
بالتالي نحن أمام مشيئة.

الصيغة " شان ": ( انظر مقالنا: حرف الألف ).
الحرف ( ن 10010 )، يعني: معرفة المتكلم فقط (لغياب المستمع، ووجود القيمة 0 مكان العنصر الثالث (من اليسار) في تعريف النون)، للشكل فقط، لعنصرٍ غائب (لوجود القيمة 0 مكان العنصر الثاني (من اليسار) في تعريف النون).
ومعرفة الشكل فقط تدل على العنصر العام. أي وجود شكل عام لدى المتكلم.
وهو عام لعدم وجود التوصيف أو التحديد (لوجود القيمة 0 مكان العلاقة في تعريف النون)، فمثلاً الصيغة: رَجُلُنْ. التي تم ابتداء صياغتها بالنون، تدل على أن الصيغة: رَجُلُ. صيغة عامة لأي رجل، فهي تشكيل فقط، ولا يوجد تحديد أو توصيف لرجل بعينه، وليس هناك تمييز بين رجل وآخر من الرجال.
وحتى يكون العنصر (المعدود) عاماً، يجب أن يتكوّن من عنصرين أو أكثر.
وبتركيب الحرف السابق " ن "، مع الألف، أي: " ان ". فإن هذا يعني: أن العنصر الثاني الغائب والعام، المُصَاغ بالنون، أصبح حاضراً ومتآلفاً مع المتكلم والمستمع، ولكن وجود التآلف، أي المعرفة التامة، يجعل العنصر العام (المعدود) مُعَبِّرَاً عن عنصرين فقط، وذلك حتى تتوفر إمكانية لتلك المعرفة التامة، أو هذا التآلف.
ومن الممكن أن يكون العنصر العام وحيداً، ويتكون من عنصر واحد بدلاً من عنصرين أو أكثر، وذلك في حال عدم وجود تعداد لهذا العنصر.
وكمثال على ذلك، الصيغة: شبعان.
بدأنا صياغة هذا العنصر وهو الشبع، بالنون الدالة على أنه عنصر عام معروف للمتكلم فهو شكل، ولكن متابعة الصياغة بالألف، تدل على تآلفه، وبالتالي هو عنصر عام معروف، وحيث أن الشبع لا تعداد له، فإن هذا العنصر العام، هو عنصر عام ووحيد وليس بثنائي.
والأمثلة التالية توضح ما سبق:
شبعان ، رجلان ، أشجان ، فان ، هاتان ، ... الخ.
ومنه فإن الحرفين: " ان "، اللذَيْن تبتدئ بهما الصياغة، يدلان على التعريف، بعنصرٍ كان غائباً ومعروفاً كشكل، أو كعنصر عام، بالنسبة للمتكلم فقط؛ وليس ضرورياً أن يدلا على الإفراد أو التثنية ... الخ.
ومنه نحن أمام تعريف عنصر عام لعنصر معروف دون التعبير أو الحديث عنه ( ش ).
بالتالي نحن أمام شان (شأن).

الصيغة " شين ":
بداية نحن أمام شكل عام عند المتكلم لعنصر غائب ( ن 10010 )، ثم ننتقل إلى شكل عام لدى المتكلم والمستمع لعنصر غائب ( ي 10110 ).
وبتركيب الحرف " ن "، مع الياء، أي: " ين ". فإن هذا يعني: أن العنصر الثاني الغائب العام بالنسبة للمتكلم والمُصَاغ بالنون، أصبح عاماً بالنسبة للمتكلم والمستمع معاً عند الصياغة بالياء.
أي أن العنصر المصاغ بالياء والنون هو عنصر عام مجتزأ من عنصر عام، أي هو مجموعة من كل.
ومن الممكن أن يكون هذا العنصر العام الذي هو جزء من كلٍ، مفرداً، ويتكون من عنصر واحد بدلاً من عنصرين أو أكثر، وذلك في حال عدم وجود تعداد لهذا العنصر.
ومنها الصيغ: بدين، سمين، كمين. ومنها بَعدين من بَعد. حيث تمت إضافة الياء لتدل على جزء عام من كل عام.
ومن الممكن أن يكون هذا العنصر العام الذي هو جزء من كلٍ، ثنائياً، ويتكون من عنصرين مثل:
كتابَيْن ، دفترَيْن ، قلمَيْن ، ... الخ.
ومن الممكن أن يكون هذا العنصر العام الذي هو جزء من كلٍ، جَمعاً، ويتكون من عدة عناصر مثل:
سالمِيْن ، لاعبِيْن ، فرحِيْن ، ... الخ.
ومنه فإن الحرفين: " ين "، اللذَيْن تبتدئ بهما الصياغة، يدلان على أن الحديث يتم عن جزء عام من كلٍ عام، وليس ضرورياً أن يدلا على الإفراد أو التثنية ... الخ.
وبالتالي فإن " شين " تعني الحديث عن عنصر معروف دون التعبير عنه ( ش ) لجزء عام من كلٍ عام.

الصيغة " شون ":
بداية نحن أمام شكل عام عند المتكلم لعنصر غائب ( ن 10010 )، ثم يحضر العنصر، أي نحن أمام شكل عام عند المتكلم لعنصر حاضر ( و 11010 ). ( انظر مقالنا: حرف الواو، ومقالنا حرف النون ).
وبتركيب الحرف " ن "، مع الواو، أي: " ون ". فإن هذا يعني: وجود رابط بالواو ( و )، بين العنصر العام ( ن ) والعنصر المقصود. أي أننا نتحدّث عن جمع للعنصر.