|
|
تعزيز مكانة اللغة العربية في الإمارات
اللغة العربية هي اللغة الرسمية لدولة الإمارات العربية المتحدة، وقد اتخذت الحكومة الإماراتية خطوات عملية لحماية اللغة العربية، كإنشاء جمعية حماية اللغة العربية التي أنشئت في الشارقة بتاريخ 28 سبتمبر/أيلول 1999 بموجب القرار الوزاري رقم 559، وكذلك جاءت سياسة حماية اللغة العربية عبر ميثاق اللغة العربية الذي أعلنه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي - رعاه الله- وهو عبارة عن حزمة من المبادرات التي تهدف إلى تعزيز اللغة العربية في كافة المجالات الحياتية، كما أعلن سموه عن تشكيل «المجلس الاستشاري للغة العربية» برئاسة وزير الثقافة، الذي يضم نخبة من الأكاديميين والمتخصصين، لتقديم الرؤى والخطوات التنفيذية لتعزيز مكانة اللغة العربية، إلى جانب دعوة سموه لرعاية الطلبة المبدعين في اللغة العربية، وإطلاق كلية للترجمة، وإنشاء معهد لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها، وإطلاق حملات إلكترونية لتمكين المحتوى العربي على الشبكة العنكبوتية، وضرورة اعتماد اللغة العربية في التعاملات الحكومية الداخلية والخارجية وفي كافة الخدمات الحكومية المقدمة للجمهور، وإعطاء الأولوية في المواد الإعلامية المعروضة على القنوات المحلية لدعم اللغة العربية، وتوفير البيانات والمعلومات التي يحتاج إليها المستهلك باللغة العربية، وتشكيل لجنة عربية دولية تتكون من خبراء ومتخصصين تعمل على إحياء اللغة العربية على النطاق العلمي والمعرفي، وتطوير أساليب تعليمها.
هذه الخطوات تُعدُ سياسات حكومية إماراتية رائعة تعزز من مكانة لغتنا العربية العظيمة في المجتمع الإماراتي، وعلى النطاق العالمي، كذلك، مع الأخذ بعين الاعتبار أن المجتمع الإماراتي، عَربِيّ الأرومة، لكنه مُتعدد القوميات، غير العربية، بحكم المتطلب الاقتصادي للدولة، ما يفرض علينا، بذل جهود جبارة، ومبتكرة، لحفظ اللغة العربية.
يأتي الآن، دور المثقف، أو دور المبدع، في الحفاظ على اللغة العربية، وهي مهمة شريفة وعظيمة، فما أشرف الدفاع عن اللغة العربية، والعمل لأجلها، وهذا يُعدُ دوراً طبيعياً وحضارياً، يمارسه المثقف، أو المبدع، عبر مهاراته اللغوية، وشفافيته المعهودة، واحترافيته، بدرجاتها المختلفة.
دور المُثقف، أو المبدع، في تعزيز مكانة اللغة العربية، يأتي عبر الأعمال الإبداعية التي يقوم بها، سواء كانت شِعراً، أو قصةً، أو روايةً، أو نثراً، أو رسماً، أو خطاً، على وجه التحديد.
المثقف، أو المبدع، يُصبح لسان حال اللغة العربية، عبر استخدامه، وتماهيه، مع حروفها، ومفرداتها، وتراكيبها، ومعانيها، ودلالاتها، وقواعدها، وعبر تطوير استخداماتها، وتركيباتها اللغوية، وأدواتها البلاغية، حيث تأتي الأعمال الإبداعية عبارة عن أشكال فنية، ونماذج أدبية، راقية، لا تسهم، فقط، في الارتقاء المعرفي والعلمي والأدبي، لدى الجمهور، بل تعمل على الارتقاء بالذوق العام، وخلق الإحساس الوجداني باللغة العربية، وعبقريتها وجمالياتها ونظمها البديع.
يأتي الآن الدور المؤسسي، الحكومي، على وجه التحديد، في خدمة اللغة العربية، عبر دعم المثقف، أو المبدع، حامل لواء اللغة العربية، عبر الأعمال الإبداعية.
استخدام اللغة العربية أساسي في قطاع العمل الحكومي. وهذه سياسة راشدة. وهناك توجه حكومي رسمي، بزيادة اعتماد اللغة العربية، في قطاعات العمل الحكومي، وهي سياسة رائدة ستعزز من مكانة اللغة العربية. وهذا، بالتالي، يفرض على القطاع الحكومي، مواكبة السياسة الرسمية للدولة، في تعزيز دور اللغة العربية في قطاعاته عبر سياسات تخدم اللغة بصورة مباشرة. إتقان اللغة العربية أكثر سوف يعمل على رفع كفاءة وجودة الأعمال، بلا شك، حيث ستزيد المقدرة اللغوية العربية لدى الموظفين، ويكونوا أقدر على صياغة المذكرات، وكتابة التقارير، وتقديم المشاريع، بلغة عربية سليمة وجميلة.
إدارات وأقسام الأندية الاجتماعية، والعلاقات العامة، والتواصل المؤسسي، والتميز المؤسسي، والتواصل المجتمعي، في قطاع العمل الحكومي، والجامعات، مُطالبة بالتماهي والتوحد والانسجام والتعاون والتكامل مع المثقف، أو المبدع، عبر تنشيط وتفعيل المواسم، والمناسبات الثقافية، والأدبية، التي تستضيف مؤلفين، وكُتّاباً، وأدباء، وشعراء، يتحدثون عن أعمالهم الإبداعية (شعر، قصة، رواية)، وترفع بالتالي من درجة حب الجمهور للعمل الإبداعي، عبر تقريبه للجمهور، وترفع، بالتالي، من مستوى الوعي الثقافي، والإحساس بالجمال، والتذوق، لدى الجمهور، وهذا يعمل، أيضاً، على خلق حالات من الفرح، والسعادة، الداخلية، لدى دواخل الجمهور النفسية، فالتذوق الأدبي له جوانب إيجابية عظيمة على نفس وروح الإنسان.
الموظف، أو الموظفة، بحاجة ماسة، وضرورية، لهذه الروح الإيجابية، والسُمو النفسي، والرُقي الأخلاقي، واللطائف، والبهجة، والتأمل، والتفكر، والشفافية، والمعاني الأثيرية، والطاقة الإيجابية، والقيم الجمالية، التي يخلقها العمل الإبداعي، والبيان والبديع الشِعري والنثري، ويصنعها المثقف، أو المبدع، في مواجهة ضغوط العمل، والحياة.
المثقف، أو المبدع، عبر الأعمال الإبداعية، من شعر وقصة ونثر، يُعمّر حياتنا، بالمعاني والجمال.
الخليج
|
|
|
|
|