|
|
رثاء الهند
د. ثمامة فيصل
رثاء الهند
لفقيدها الرئيس السابق عبد الكلام رحمه الله
فَقَدْتُ أبا الصَّاوخِ ، لا ، بَلْ فَقَدْتُ أباً لِيَ
مَنْ عَلَّمَ الدنيا الْقِيَمْ ، مَنْ بَثَّ فيها اللَّآلِيَ
كَالْغانْجِ مَنْ جَرَى وَجَرَى ، وَعَلا فَعَلا كَهِمالِيَ
مَنْ صَدَّقَ حُلْماً لِيَ ، فَجَنَيْتُ به الْمعالِيَ
حُلْمٌ عَلا بِيْ إلى السَّماءْ ، وَبِهِ بَلَغْتُ الْعَلالِيَ
وبه نَفَضْتُ غُبارَ الدَّهْرِ ، فَسَمِعَ الكَونُ صَدىً لِيَ
فَقَدْتُ أبا الصَّاوخِ ، لا ، بل فَقَدْتُ أباً لِيَ
كَمْ لِيْ رئيساً قد مَضَى ، كَمْ لِيْ مِنَ الزُّعَماءِ
كُلٌّ بِهِ افْتَخَرْتُ ، وَكُلٌّ لَهُ ثَنائِيْ
لكنْ ثناؤكَ يا كَلامْ ، صَعْبٌ عَلى البُلَغاءِ
طَلَعْتَ كَفَرْقَدٍ ، كسُهَيْلٍ ، وشِهاباً عَلَوْتَ أَجْوائِيْ
اِزْدانَ عَرْشِيْ بِفَضْلِكَ ، وَعَزَّتْ بِكَ أَرْجائِيْ
لا ، ما مُتَّ حقاً ، أنتَ حَيٌّ ، وَلَنْ تَزالُ كَذا لِيَ
فَقَدْتُ أبا الصَّاوخِ ، لا ، بل فَقَدْتُ أباً لِيَ
نِعْمَ الكلامُ كلامُكَ ، وحَقاً تُسَمَّى بِالكلامْ
بِعِلمِكَ الدَّفَّاقِ نَوَّرْتَ أذهانَ الأَنامْ
نَثَرْتَ مِنْ فِيْكَ الدُّرَرْ ، قَشَعْتَ بِرِيشَتِكَ الظَّلامْ
أَنْجَبْتُ مِثلَكَ في الْوَرَى ، يا لَلسَّعادةْ ، يا سَلامْ
أَفْخَرْ بِكَ البُلدانَ ، وكيف لا أَفْخَرْ بِكَ ؟ أَرَى فَخْرِيْ بِكَ حقاً لِيَ
فَقَدْتُ أبا الصَّاوخِ ، لا ، بل فَقَدْتُ أباً لِيَ
|
|
|
|
|