للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  المؤتمر الدولي الحادي عشر للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

الملكة رانيا: لتكن لغة الضاد ضميرنا نحو التعايش

حثت الملكة رانيا العبد الله على ان تكون لغة الضاد ضوءنا الذي نبثه للعالم وضميرنا الذي يشدنا للحوار والتعايش واحترام الذات والغير.
وكتبت الملكة رانيا العبدالله مقالا نشرته صحيفة الهافينغتون بوست بنسختها العربية التي بدات بالصدور الاثنين، تحت عنوان (ميزان المرء). وتاليا نص المقال:
اهلا بصحيفة الهافينغتون بوست في حلة جديدة هي لغة الضاد... بما ستضفي على هذه الصحيفة من فكر عربي، فاللغة ليست وعاء فارغا، او مجرد اداة لنقل الفكر، بل هي ما يحدد الفكر او يفتح افاقه. ولغتنا العربية ثرية بمفرداتها وما تحمل من معان جميلة وافكار تعبر عن قيمنا والاصالة فيها. ونتمنى ان تكون النسخة العربية من هذه الصحيفة اضافة نوعية للمحتوى العربي الالكتروني. فالجمهور المحلل، المحاور، واسع الافق هو القادر على ايجاد الحوار النافع والبناء، وهو القادر على ان يحدث تغييرا حقيقيا والتاثير في الراي العام.... والعالم اليوم في امس الحاجة الى التغيير وتجسير هوة الاختلاف. قال قدماء العرب: "ميزان المرء لسانه" فاللغة هي انعكاس للبيئة والواقع الفكري والثقافي للافراد والشعوب الناطقة بها. فما يعبر عنه المرء هو انعكاس لفكره ومعرفته واهتماماته؛ وذلك ما نخبره جيدا كامهات واباء مع ابنائنا حين نراقب تطور لغتهم وتبلورها حسب نموهم، تبدا في التعبير عن احتياجاتهم البيولوجية وتتطور الى ان يصبحوا شركاء في احاديثنا ونقاشاتنا. واليوم تحدث الكثير من الاحاديث والنقاشات على الانترنت؛ بل ان التواصل عبر الانترنت هو من اهم سمات هذا العصر ووسيلة الاعلام والتواصل الاولى في معظم دول العالم؛ خاصة ما بين فئة الشباب. لكننا كعرب لا نزال حديثي التواصل بلغتنا عبر الاثير. والارقام شاهد على هذا؛ فمع ان اللغة العربية هي خامس اكثر لغات العالم استخداما من حيث عدد الناطقين بها، ورابع اكثر اللغات العالمية حضورا على الانترنت- و اربعون بالمائة من سكان الوطن العربي يستخدمون الانترنت الا ان المحتوى العربي على الشبكة يشكل اقل من 1%. واذا ما نظرنا الى المضمون نتساءل: ماذا تقول لغتنا على الانترنت عن فكرنا وعن حالنا كعرب؟ فبقراءة ومتابعة المحتوى الالكتروني بلغة الضاد نجد ان كثيرا منه يعكس وللاسف ضيق الافق، وضالة المحتوى، وضعف المشاركة في اثراء الفكر الجمعي العالمي الالكتروني، وضياع الحوار البناء، فيفهم العالم من الضوضاء اننا نرفض الاختلاف، ونضرب عرض الحائط بالراي الاخر، ولا يفهم قدرتنا على ضبط حوارنا بحيث يكون بناء؛ او يتعرف على ضميرنا الحي واخلاقنا الطيبة واصالة قيمنا. مع اننا نتحدث اللغة نفسها... ولكن كاننا غير قادرين على حوار بعضنا وتقبل اختلافنا... وغير قادرين على التعايش السلمي وبتنا فئات ومذاهب واديانا واطيافا وهناك دائما طرف "اخر" نحاربه او نتعالى عليه او نهاجم اختلافه عنا. وفي مواطن الضعف تلك وجدت الجماعات الارهابية والفكر الظلامي مساحة لبث سموم لغتهم وفكرهم المشبع بالقتل وانتهاك كل ما هو انساني، بل استطاعت ان تستغل فضاء الانترنت المفتوح للتجنيد ونشر ثقافة العنف والارهاب والترهيب والتكفير. وبالمقابل لم توظف الاغلبية العربية التي تريد ان تعيش بسلام ونماء منجزات التقنية العالمية بما ينفعها بالقدر الكافي بعد، لنهل العلوم ونشر العلم، لتعزيز التواصل العربي- العربي البناء، لنشر محتوى رصين ينم عن فكر وعمق تاريخي. نحن بحاجة للمزيد من المواقع الناطقة بالعربية، بحاجة لان نضخ في الشبكة العنكبوتية العلوم النافعة فتاريخنا ومستقبل الاجيال القادمة لهما حق علينا لكي ننشر غنى تراثنا وحضارتنا. ولتكن لغة الضاد ضوءنا الذي نبثه للعالم، وضميرنا الذي يشدنا للحوار والتعايش واحترام الذات والغير.


خبرني

التعليقات
الأخوة والأخوات

نرحب بالتعليقات التي تناقش وتحلل وتضيف إلى المعلومات المطروحة عن الموضوعات التي يتم عرضها في الصحيفة، ولكن الصحيفة تحمل المشاركين كامل المسؤولية عن ما يقدمونه من أفكار وما يعرضون من معلومات أو نقد بناء عن أي موضوع. وكل ما ينشر لا يعبر عن الصحيفة ولا عن المؤسسات التي تتبع لها بأي شكل من الأشكال. ولا تقبل الألفاظ والكلمات التي تتعرض للأشخاص أو تمس بالقيم والأخلاق والآداب العامة.

الاسم
البلد
البريد الالكتروني
الرمز
اعادة كتابة الرمز
التعليق
 
   
جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية