|
|
|
|
استمرار الجدل حول استعمال اللغة الدارجة ووزيرة التعليم تصر على تمرير مقترحها
ما زال الجدل قائما بشأن التعليم باللغة الدارجة في المدرسة الجزائرية، رغم أن وزيرة التعليم نورية بن غبريط رمعون نفت في وقت أول، إلا أنها عادت لتتمسك بالاقتراح، وتدافع عنه، الأمر الذي أشعل جبهة الرفض ضدها مجددا، بعد أن كانت قد هدأت نسبيا.
وقالت الوزيرة بن غبريط رمعون إن الاقتراح الذي تم تقديمه يأتي بهدف مساعدة التلاميذ عند دخولهم إلى المدرسة أول مرة، وأن التلاميذ في الطور التحضيري وفي الطور الابتدائي في السنتين الأولى والثانية سيستفيدون من التعليم باللغة العامية أو الدارجة، وهي اللغة الأم، لغة الشارع والبيت، حتى يسهل عليهم تعلم العربية الفصحى بعد ذلك.
واعتبرت وزيرة التعليم أنه لا توجد لها أي نية في المساس بمكانة اللغة العربية في المدرسة، والتي تبقى لغة التعليم الرسمية، وأنه لا مجال لمراجعة هذا الأمر.
في المقابل تتزايد الأصوات الرافضة لمقترح وزيرة التعليم، التي تجد نفسها متهمة باستهداف اللغة العربية، والسعي إلى تقويضها، إذ أكد فيلالي غويني الأمين العام لحركة الإصلاح الوطني أن النية التي تحذو الوزيرة والفريق العامل معها ليست سليمة، وأن هناك إرادة في استهداف اللغة العربية لخلفيات أيديولوجية، مشددا على أنه من غير المعقول أن وزيرة التعليم لا تتحكم في لغة المدرسة، أي اللغة العربية.
وأضاف غويني في تصريح لـ»القدس العربي» أن الاقتراح هذا تم تمريره في غياب النقابات، وكل الأطراف التي لها علاقة بمنظومة التعليم، مشيرا إلى أن اللغة العربية خط أحمر، وأن الوزيرة التي امتدت يداها على اللغة التي تعتبر ثابتا من ثوابت الأمة يجب أن ترحل، لأنه لا حاجة لمنظومة التعليم ولا للمجتمع بها.
وشدد غويني على أن نواب حزبه طالبوا إلى جانب نواب آخرين برحيل الوزيرة بن غبريط، موضحا أن المنظومة التعليمية أصبحت حقل تجارب، وكل وزير يريد أن يترك بصمته الشخصية عليها، لأن المجيء بعد قرابة 15 عاما للحديث عن فشل الإصلاحات، دليل على فشل أولئك الذين طبقوا تلك الإصلاحات، والتي أثبتت فشلها وقصورها، لا أن يحول هذا الفشل والكارثة التي تعيشها المدرسة إلى مبرر لمزيد من الكوارث.
ويرى الدكتور عثمان سعدي رئيس جمعية الدفاع عن اللغة العربية أن أنصار الاستعمار الجديد في الجزائر هم الذين يريدون تدمير اللغة العربية لصالح الفرنسية التي يريدونها مهيمنة، موضحا أنه لا مشكل له مع الفرنسية التي تعلمها ويكتب ويقرأ بها، لكن اللغة التي يجب أن تسود هي اللغة العربية الجامعة لكل الجزائريين.
واعتبر أن المبررات التي تقدمها الوزارة لا أساس لها، لأنه في فرنسا توجد الكثير من اللهجات، لكن في المدرسة يعلمون اللغة الفرنسية الحقيقية، ولا يسمح بالحديث إلا بها داخل المدرسة، وهذا كان موجودا حتى في فترة الاستعمار الفرنسي للجزائر، لم يكن التلاميذ الجزائريون يتحدثون داخل أقسام الدراسة إلا باللغة الفرنسية، ولم يمنعهم ذلك من تعلمها.
من جهته اعتبر عبدالرحمن سعيدي القيادي في حركة مجتمع السلم أن الوزارة تساير المناخ العام، فالأجيال الجديدة لا تتحكم لا في اللغة العربية ولا في الفرنسية، فبدلا من البحث عن الحلول لهذا المشكل، تعمل الوزارة على مسايرة انحطاط المستوى، باستخدام التعليم باللغة العامية الدارجة، وهذا دليل على فشل الإصلاحات، والآن يتحدثون عن إصلاح الإصلاح.
القدس العربي
|
|
|
|
|
|