وزير التعليم المصري في دائرة السخرية بسبب اللغة العربية

شن إعلاميون وناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي حملة سخرية واسعة من وزير التربية والتعليم والتعليم الفني المصري الجديد، الدكتور الهلالي الشربيني، وصلت إلى حد المطالبة باستقالته، وذلك بعد ساعات من أدائه اليمين الدستورية أمام رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي، بسبب عدم إلمامه بقواعد اللغة العربية، وركاكة كتاباته التي امتلأت بالأخطاء الإملائية واللغوية، على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك".

وأنشأ مستخدمو "فيسبوك" صفحة للسخرية من الوزير، وأخطائه التي قالوا إنها لا تليق بوزير للتربية والتعليم في مصر، باسم "#خواطر_الهلالي", امتلأت  بالتعليقات الساخرة، في الوقت الذي اختفت فيه صفحته المليئة بالأخطاء من على "فيسبوك"، بعد أن قام منشئها بحذفها.

أخطاء فادحة في التدوينات

من التدوينات التي رصدها النشطاء على الصفحة المنسوبة إلى الوزير قبل حذفها، ما دونه تحت عنوان: "خواطر د. هلالي"، فقال: "أحمد منصور المزيع"، وليس "المذيع"، و"أعذكم" بدلا من "أعزكم"، و"ذوجها" بدلا من "زوجها"، و"ألزمه" بدلا من "الذمة".

وفي تدوينة عن الزوجة الصالحة قال: "تعرف قيمة الذوجة الصالحة ويتحدد معدنها إذا الدنيا عن (ذوجها) أدبرت".

وفي قصيدة كتبها بمدح الجيش ومهاجمة منتقديه، كتب "هزيان" بدلا من "هذيان"، و"القارص" بدلا من "القارس".

أما التدوينات الأخرى، فقد امتلأت بكلمات نابية، وأسلوب مبتذل، وشجع المدرسين على الدروس الخصوصية، على الرغم من أنها أكبر ظاهرة يعاني منها أولياء الأمور.

وفي التاسع من أيلول/ سبتمبر الجاري، قال: "إذا كنت خايف من بكره، نااااام ومتقومش إلا بعد بكره"، ما اعتبره البعض دعوة للكسل واللامبالاة من رجل جاء لحقيبة وزارة التعليم.

سخريات المدونين

دفعت هذه التدوينات، عددا من المدونين إلى السخرية اللاذعة من الوزير.فقال الناشط كريم فريد في صفحته: "وزير التربية والتعليم نجح في امتحان العربي والإملاء في أولى ابتدائي بالواسطة"، وقال "الحاج ستيف": "السيد وزير التربية والتعليم الجديد بيتلخبط بين ال (ذ) وال (ز)،  وده يدل أنه حاسس بمعاناة أبنائه طلبة ثالثة ابتدائي".

وقالت "هنا شمس" على "تويتر": "بلاغ إلى رئيس الجمهورية: عيب ما يصحش كده. تعليم إيه اللي وعدت تصلحه.. جايب وزير تعليم ساقط إملاء ونحو؟ اعمل حاجة مؤثرة فعلا، وغيره فورا".

وقالت وفاء صبري: "غالبا التطوير اللي هيعمله وزير التربية والتعليم هو إلغاء حرف الذال من اللغة العربية.. إحنا فعلا محتاجين تغيير".

غضب إعلامي

إلى جانب سخرية الناشطين، برز غضب من قبل بعض الإعلاميين والصحفيين.فقال أحمد موسى -في برنامجه "على مسؤوليتي"، بفضائية "صدى البلد"- إن الوزير الجديد للتربية والتعليم لديه مشكلة في الإملاء.

وأضاف موسى أنه في حال كان لأي وزير أخطاء إملائية فهو ليس بالأمر الكبير، ولكن عندما يتعلق الموضوع بوزير التربية والتعليم فهذا شيء مختلف، ولا يصح أبدا.

وتابع: الوزير عنده مشكلة في حروف "ز" و"ذ"، ولازم ما يكتبش حرف الزين طول حياته،  لو كان الوزير دخل الثانوية العامة هذه السنة كان رسب، وجاب صفر.

في السياق نفسه، قال الكاتب الصحفي عبد الله السناوي - خلال مداخلة هاتفية مع برنامج "هنا العاصمة " عبر فضائية  "cbc"- إن الأخطاء الإملائية بالنسبة لوزير التربية والتعليم كارثة فهى ليست وزارة تقنية أو فنية لكنها للتربية والتعليم، وتابع: "هذا أمر مضحك".

وشارك الإعلامي باسم يوسف، بتغريدة فى هاشتاج "طويط كأنك وذير"، عبر حسابه الشخصي  بموقع "تويتر" قائلا: "زهب المعذ وصيفه"، فى إشارة ساخرة لأخطاء الوزير.

كما وجه الإعلامي يسرى فودة رسالة لباسم يوسف، ساخرا بالطريقة نفسها، من وزير التعليم، عبر حسابه على "فيسبوك"، فقال: "عذيذى باسم يوسف، "البرنامج" شغّال لوحده مش محتاجينك خلاص".

مطالب بالإقالة.. والوزير ينكر

وتصاعدت الحملة على الوزير إلى درجة المطالبة باستقالته، فطالب خبير الطب النفسي، الدكتور يحيي الرخاوي، الوزير الجديد بتقديم استقالته، في حالة ثبوت تعليقاته السابقة، ونسبها إليه، قائلا : "من الأفضل أن ينسحب في هدوء،لأن القضية تتعلق بمصير جيل المستقبل".

أما المطرب محمد عطية فاقترح عمل امتحان إملاء بين الوزير والطالبة مريم ملاك.

في المقابل، رفض الوزير التعليق على الحساب المنسوب إليه قائلا: "لم أتأكد من أن هذا الحساب خاص بي أم لا، ولم أدخل الفيس منذ فترة، لأنني في الوزارة، وأعقد اجتماعات مع المسؤولين"، وذلك بحسب ما نقلته عنه صحيفة "اليوم السابع"، الأحد.

ويذكر أن الهلالي شغل منصب نائب رئيس جامعة المنصورة لشؤون التعليم والطلاب، كما شغل منصب وكيل كلية التربية النوعية لشؤون التعليم والطلاب لمدة 6 سنوات، وعميد كلية التربية النوعية لمدة 6 سنوات ثم عين مستشارا ثقافيا في ليبيا لمدة 4 سنوات، وشغل منصب وكيل أول وزارة التعليم العالي لقطاع الشؤون الثقافية والبعثات في تموز/ يوليو 2014.

البشير