|
|
ضحايا الحروب
أ. نهى محمد الربيع
كان طفلا صغيرا عندما وضعت الحرب أوزارها رأى بأم عينه منزلهم وقد تهدم والجميع يهرولون يبدو الذعر في محياهم وقد ملا الصراخ إنحاء المكان، الدموع تبلل وجه والدته وهى ممسكة بأخيه الصغير ,لم يكن يدرى لماذا يحدث هذا ؟ وكما بدا كل شيء سريعا ودون مقدمات تنذر بالخطر..
انتهى سريعا فوجد نفسه مغشيا عليه يفترش الأرض وحيدا والدخان والحطام يملا أرجاء المكان , حاول أن يستوعب ما حدث ولكن عقله الصغير لم يستطع ذلك فظل يبحث عن أسرته وطال بحثه ولكن دون طائل ولصغر سنه انشغل بالبحث عن ما يسد به رمقه.
كان يجد الطعام أحيانا ...وأحيانا كثيرة يظل أياما دون طعام والوحدة صديقه الدائم.
ظل يتسول لقمة العيش والأيام تمر لا تقف عجلاتها من اجل طفل جائع هكذا راودته نفسه.....
كان يخاطب نفسه كثيرا وهو منزويا كل ليلة وحيدا في احد أركان الشارع المظلمة والخوف ينهش قلبه الصغيرواضواء خافتة تتراءى لناظره من بعيد.
ترى هل يعلم أصحاب تلك المنازل إن هنالك من هم على شاكلته يحتاجون للمأكل والمشرب؟؟؟
تبا لهم..
ربتت تلك اليد الباردة على يده لتوقظه من ذكرياته ليصل إلى سمعه صوت زميله في العمل وهو يقول له (لا تهتم للأمر، كل شيئ قسمة ونصيب)
عندها تذكر ما حدث معه قبل ساعات.. عندما اخذ صديقه وذهب لمنزل زميلته تلك من اجل خطبتها، استشعر الحزن والمرارة من كلمات والدها وهو يعتذر بأنه لا يستطيع أن يربط مصير ابنته بإنسان دون أهل وعشيرة !!!.
|
|
|
|
|