للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  دعوة للمشاركة والحضور           المؤتمر الدولي العاشر للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

لغتي... هويتي

 تُعتبر اللغة أهمّ أدوات التفاهم والاتّصال بين أفراد المجتمع في جميع ميادين الحياة، وبدونها يتعذّر نشاط الناس المعرفي. وتشير موسوعة "المعرفة" إلى أنّ اللغة ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالتفكير، حيث أنّ أفكار الإنسان تُصاغ دوماً في قالب لغوي، حتى في حال تفكيره الباطني. ويرى الكثيرون بأنّ اللغة هي الجسر الذي يربط أجيال المجتمع عبر القرون، فلا يمكن معرفة تاريخ وثقافة شعب إلا من خلال لغته، فهي الوعاء الفكري الذي يضمّ تاريخ وحضارة وإبداع وثقافة تلك الأمّة. واللُّغة هي أقدمُ تجلّيات الهويَّة، فهي اللسان الواحد الذي يجعل من كلِّ فئة من الناس جماعة واحدة ذات هويَّة مستقلة.

وفي الأمثلة العديدة المتناثرة عبر التاريخ لنشأة الحضارات وازدهارها، نجد أنّ اللغة الأمّ تشكّل الملاذ الآمن لأفراد المجتمع للتعبير عن أفكارهم، ونراهم يلجأون لتعلّم اللغات الأجنبية فقط بهدف نقل المعارف والاستفادة من خبرات الشعوب الأخرى. فتعلّم اللغة الأجنبية يزيد من إمكانية التحدث مع عدد أكبر من البشر. وتقول الحكمة التركية "اللسان الواحد يعني إنساناً واحداً، واللّسانان يعني إنسانين". فبتعلّم اللغات الأخرى، تُكْتَسب المعارف حول عادات وتقاليد شعوب أخرى وأساليب حياتهم وطرق تفكيرهم.
وقد يستغرب البعض مقولة أنّ تعلّم لغةأجنبية قد يساعدنا على زيادة معرفتنا بلغتنا الأمّ وتقديرنا لها. فعلى سبيل المثال قد لا يتبادر للكثيرين منّا أنّ اللغة الإنجليزية تعجّ بمئات الألفاظ العربية التي لم يتمكن جهابذة اللغة الإنجليز من الاستغناء عنها عبر الأزمنة، فعلى سبيل المثال نَذْكر: تَأَقْلَمَ acclimate، عَجَلَة- سرعة- agility، آمين amen، بَنَان banana، بَرَكَ brake، بقّة bug، حبْل cable، قُمْرَة camera، قنديل candle، قصر castle، قِطّ cat، كَهْف cave، كَفَن coffin، كَعْبَة cube، هَرَعَ hurry، جرّة jar، سياج siege، صراط street، سكّر sugar، طاولة table، ذاكَ that، عويل wail، وَسَطْ- خصْر- waist، مطر water، واعظ wise، رسْغ wrist، وغيرها الكثير من المفردات التي يمكن أنّ نخصّص لها مقالاً مستقبَلاً.
فاللّغة العربية من أغزر اللغات من حيث المادة اللغوية، ويتبيّن ذلك حين المقارنة بين معجم لسان العرب لابن منظور من القرن الثالث عشر الذي يحتوى على أكثرمن 80 ألف مادة، بينما لا يزيد محتوى قاموس صموئيل جونسون للغة الإنجليزية والصادر في القرن الثامن عشر عن 42 ألف كلمة. وفي دراسة حديثة تمّت المقارنة بين اللغات العربية والإنجليزية والفرنسية والروسية، وتبين من خلالها أن عدد كلمات اللغة العربية غير المكرّرة يتجاوز 12 مليون كلمة، فيما العدد لا يزيد عن 600 ألف في اللغة الإنجليزية و150 ألفاً في اللغة الفرنسية و130 ألفاً في اللغة الروسية تبعاً لأكبر المعاجم المتوفّرة في يومنا الحالي.
ويتبيّن لنا إعجاز اللغة العربية حينما نحاول تبديل حرف واحد في كلمة فينقلب المعنى وينكشف المستور، مثال: السياسة والدياسة، الحُكْم والبُكْم، الحزب والحرب، نائب وعائب، وزير ونزير، جلسة وخِلْسة،الحِوار والحِمار، تاجر وفاجر، حقوق وحُروق، الذِمامة والقمامة، النكايات والنفايات، المطْمر والمرمر، الرشوة والحشوة. كما يمكن حين الاحتفاظ بنغمة واحدة وتغيير حرف واحد استخراج كمّ هائل من المفردات، مثال: أنّان، بَنان، ثِنان، جِنان، حَنان، خَنان، دِنان، ذُنان، رَنّان، زَنّان، سِنان، شُنان، صُنان، طَنّان، ظَنّان، عَنان، غِنان، فَنّان، قُنان، كِنان، مَنّان.
وتكتسب اللغة العربية أهمية قصوى لدى المسلمين، فهي لغة القرآن ولا تتم الصلاة إلّا بإتقان بعضٍ من كلماتها. كما تعتبر العربية لغةً شعائرية رئيسية لدى عدد من الكنائس المسيحية في الوطن العربي. وعلى الرغم من كلّ أوجه القوّة في لغتنا العربية، فإنّ حال التشرذم والتِيه الذين نعيشه في هذا العصر انعكس على ألسِنة العديد من أفراد مجتمعاتنا حتى أصبحنا لا نكاد نفقه كيف يبدأ أحدهم الجملة بالعربية وينتقل خلالها إلى الفرنسية ويعرّج على الإنجليزية وربما يختم الحوار بـ"تْشَاوْ". وقد يعتمد البعض على هذا الأسلوب إمّا تفاخراً "بمعرفته" لعدّة لغات أو جهلاً بامتداد الرقعة التي تنتشر فيها لغته أو نكراناً لأجداده أو استهزاءً بتاريخه.
يقدّر علماء اللغة عدد اللغات المنطوقة الآن عند البشر بثلاثة آلاف لغة، كثير منها لغات محدودة ينطق بها عدد قليل من الناس. أمّا اللغات الرئيسية التي يتكلم بها أكثر من مليون شخص للّغة الواحدة، فتزيد قليلاً على المئة لغة. وسنستغرب كثيراً حينما نعلم أنّ الإنجليزية ليست اللغة الأكثر انتشاراً في العالم، إذ تسبقها لغة المَنْدَرِين الصينية والتي يتحدّث بها أكثر من مليار إنسان واللغة الإسبانية التي يتحدّث بها أكثر من 405 مليون إنسان. ويلي الإنجليزية، التي يتقنها ما يقارب الـ360 مليون إنسان، اللغة الهندية (310 مليون) فالعربية (295 مليون) والبرتغالية (215 مليون) والبنغالية (205 مليون) والروسية (155 مليون) واليابانية (125 مليون) والبنجابية (100 مليون) والألمانية (89 مليون(. 
 

البيان

التعليقات
الأخوة والأخوات

نرحب بالتعليقات التي تناقش وتحلل وتضيف إلى المعلومات المطروحة عن الموضوعات التي يتم عرضها في الصحيفة، ولكن الصحيفة تحمل المشاركين كامل المسؤولية عن ما يقدمونه من أفكار وما يعرضون من معلومات أو نقد بناء عن أي موضوع. وكل ما ينشر لا يعبر عن الصحيفة ولا عن المؤسسات التي تتبع لها بأي شكل من الأشكال. ولا تقبل الألفاظ والكلمات التي تتعرض للأشخاص أو تمس بالقيم والأخلاق والآداب العامة.

الاسم
البلد
البريد الالكتروني
الرمز
اعادة كتابة الرمز
التعليق
 
   
جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية