للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  دعوة للمشاركة والحضور           المؤتمر الدولي العاشر للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

التخطيط اللغوي العربي واللسانيات الاجتماعية

أ. د. عبد الجليل أبوبكرغزالة

 مقدمة :  

     ينتمي التخطيط اللغوي العربي المعاصر إلى مجال اللسانيات الاجتماعية التي تهتم بدراسة علاقة اللغة العربية بالمجتمع ، ومدى تأثرهما ببعضهما . لذلك فهو يعالج المشكلات اللغوية العربية مثل : توليد المفردات ، تجديدها ، استعمال المصطلحات ، توحيدها، كما أنه يرصد المشكلات الاجتماعية التي ترتبط باستعمالات اللغة العربية في الواقع .
    لقد بدأ الاهتمام بالتخطيط اللغوي في مطلع خمسينيات القرن المنصرم ، حيث تم التركيز على دور اللغة في بناء كيان الدول المستقلة حديثا ، كما نجد ذلك واضحا بين طيات أبحاث لايبوف ، وفيشمان ، وفيرجسون ، وداس جوبتا ، وموشي نهير وغيرهم ، عام 1968 ، من خلال موضوع : (( المشكلات اللغوية في الدول النامية )) .
    عالج التخطيط اللغوي المشكلات اللسانية التي أدت إلى طمس الهوية اللغوية ، والقومية لبعض الدول التي كانت مستعمرة ، إذ حلت بعض اللغات العالمية كالأنجليزية ، والفرنسية محل اللغات القومية ، والوطنية، والمحلية ، مثلما وقع في بعض الدول الأفريقية ، والآسيوية ، حيث تم استبعاد اللغات المحلية في مجال بعض الوظائف . لذلك فإن التخطيط اللغوي قد سعى في هذه المرحلة إلى إيجاد حلول عملية للمشكلات اللغوية المطروحة ، ثم اتجه الاهتمام في السبعينيات إلى إنشاء مؤسسات للتخطيط اللغوي على المستوى المحلي ، والوطني ، والدولي من أجل رسم السياسات اللغوية، والخطط اللازمة لتنمية اللغات ، وتطويرها، واختيار أكثرها استعمالا في مجال التجارة ، والعلاقات الدولية... 
   لقد برز التخطيط اللغوي من خلال تكاتف أبحاث علماء الاجتماع ، والتربية ، والإنسان ، والاقتصاد ، واللغة ، والسياسة ، وهذا ما جعل منه علما    
تشترك فيه جل التخصصات . تكامليا 
التطبيقات العملية للتخطيط اللغوي
   تتجلى التطبيقات العملية في دول المعمورة ، من خلال التركيز على العناصر الأساسية التالية :
1-   التطهير اللغوي : 
    يسعى المخططون اللغويون هنا إلى تطهير اللغة ، أو تنقيتها من الغرائب ، والشوائب ، والدخيل ، كما يظهر ذلك في أعمال مجمع اللغة الفرنسية ، حيث كان الهدف هو المحافظة على هوية الشعب الفرنسي ، ووطنيته عن طريق تأليف المعاجم ، والمصطلحات التي تهتم بالسلامة اللغوية . لقد عمم المجمع الفرنسي إنتاجه الفكري على كل المدارس ، والجامعات ، وتم تنفيذ قراراته ، كما وقع فيما بعد تطوير المفردات ، والمصطلحات ، وتحديثها، وتوليدها لكي تساير عصر المعلومات ، والتفجر المعرفي .
2-   إحياء اللغات الميتة / المهجورة : 
      يظهر هذا الأمر جليا في اللغة العبرية ، حيث تم إنشاء مجلس لغوي لإحياء هذه اللغة المهجورة منذ قرون ، وتوحيد اليهود غير المتجانسين لغوياً . لقد تم تدريس العبرية من خلال نصوص ميسرة ، وكلمات معجمية مفسرة ، مما ساعد على نشر هذه اللغة كما أن المجلس اللغوي اليهودي قد وضع بعد ذلك معيارا ، أو قياسا للغة العبرية ، و تم تقعيدهـا ، وتحديثها .
3-   الإصلاح اللغوي: 
    تم تطبيق هذا الإصلاح على اللغة التركية التي كانت تكتب بحروف عربية ، ثم قام مصطفى كمال أتاتورك عام 1927م بنقل حروفها إلى اللاتينية ، وأنشئ مجلس لغوي لتحقيق هذه المهمة ، وقد تم تطهير اللغة التركية جزئياً من اللغة العربية ، والفارسية عن طريق تأليف المعاجم ، وتوليد المفردات ، وتطويرها ، وبناء المصطلحات بالتعاون بين وزارة الإعلام ، والمدارس ، والجامعات التركية .
  المعيار اللغوي : -4 
    يتجلى هذا العمل في لغة زنجبار الموجودة بشرق إفريقيا ، إذ تم تبني اللغة السواحيلية لغة وطنية من بين كل اللغات الموجودة بالبلاد .  فأنشئت جمعية لغوية عامة لاختيار لغة شائعة يقبلها كل المستعملين ، وتصبح لغة المدرسة ، والوظائف . لقد ألفت المعاجم ، ووضعت القواعد للغة السواحيلية .
:   تحديث المعجم -5
    يتضح هذا الأمر في سويسرا ، حيث تم إنشاء مركز المصطلحات الفنية من أجل تنسيق المصطلحات المحدثة ، وتوحيد بنائها ، ونشرها ، وتعميم استعمالها.
6_  الاستبدال اللساني :
    يتحقق هذا العمل عن طريق إحلال اللغات القومية محل اللغات الأجنبية ذات الانتشار الواسع في الجامعات الوطنية . نجد أدلة واضحة على هذا في اليابان، والصين، وفرنسا، وروسيا، وفيتنام، وإسرائيل ، حيث أصبحت هذه المهمة مصيرية نظرا لارتباط اللغة بحركات التقدم العلمي .
الظواهر والقضايا الموجهة للتخطيط اللغوي:
    إن هذه الظواهر والقضايا هي التي توجه التخطيط اللغوي ، وتجعله حتميا في المجتمع من خلال تجلياتها التالية : 
1-     تفوق / تأخر بعض الأفراد :  نجد أن بعض الأشخاص يتمتعون بمهارات لغوية ، وآخرون لا يملكونها ، كما نصادف بعض الأفراد المعوقين في مجال اللغة ، مما يجعلهم يعانون اجتماعيا ، واقتصادياً ، وهذا يخلق عدة فوارق ، ويستوجب تخطيطا لغويا فعالا لمعالجة هذه المظاهر ، ودمج هذه الفئة ضمن السياسة اللغوية للدولة .
2-    معرفة الفرد للغة مسيطرة  ( الإنجليزية ، والفرنسية) تساعده على تحسين مستوى الدخل كماً ، وكيفاً ، وهذا الأمر يحدث بعض الفوارق بينه ، وبين بعض أقرانه .
3-    تأقلم الأفراد مع التغيرات : يدفعهم هذا الأمر للاطلاع ، والوعي في المجال المهني ، والصناعي ، وتحسين الاستعمال اللغوي، ومعرفة اللغات ، والمصطلحات ، والمفاهيم المتخصصة .
4-   معرفة اللغات المسيطرة : تتطلب عمليات الاتصال ، والمثاقفة ، والتجارة الدولية معرفة اللغات المسيطرة كالإنجليزية ، والفرنسية .
5-   علاقة التجانس اللغوي بالتجانس الاجتماعي، والمهني، والوظيفي.
6-    مواكبة النمو الاقتصادي للنمو اللغوي : تخلق هذه المواكبة تقدما شاملا في جميع المجالات .
7-   مسايرة تجارب الدول المتقدمة .
8-   علاقة التخطيط اللغوي بالجانب الاقتصاد من حيث الثروة ، والدخل القومي المادي.
      نصادف أيضا في هذا المجال عدة عينات من التخطيط الأيديولوجي الذي ينقسم إلى ثلاثة أقسام:
1 _  التخطيط اللغوي الوطني الذي يرسم السياسة اللغوية للأمة بتركيزه على مكانة ، ووظيفة اللغة الوطنية ، وقيمتها في نفوس أهلها ، وطريقة تعليمها ، وتعلمها . يظهر هذا الأمر بوضوح في مجال التخطيط اللغوي العربي ، ودور اللغات الأجنبية في البلاد العربية التي توجد في وضع تكاملي لا تنافسي.
2 _  التخطيط اللغوي الاستعماري الذي يستعمل اللغات ذات النفوذ الواسع مكان اللغات الوطنية، كما هو الشأن بالنسبة لدول شمال إفريقيا ، وآسيا التي تظهر فيها السيطرة اللغوية الأجنبية الطامسة للغات الوطنية ، والمحلية الأصيلة.
3 _  التخطيط اللغوي المحايد والموضوعي الذي يهدف إلى حل المشاكل اللغوية ، وغير اللغوية من خلال أبحاث علماء نزهاء يختلفون عن الحكام المنحازين الذين يرسمون التوجهات السياسية اللغوية حسب المآرب والمشارب والتبعية  .
التخطيط اللغوي العربي
      يرتكز التخطيط اللغوي العربي على أيديولوجيا إسلامية تهتم ببناء الأمة ، وتسعى لجعل هذا اللسان مصدرا رئيسيا في الدخل القومي ، ومقومات وجود الأمة العربية الإسلامية.
    لا توجد نظرية موحدة بالنسبة للتخطيط اللغوي العربي ، وعملية التعريب، الأمر الذي يستوجب بناء نموذج شامل يقوم على أسس علمية ترسم السياسة اللغوية ، وتهتم بالعوامل السلبية ، والإيجابية في مجال التخطيط ، والتعريب . يفتقر التخطيط اللغوي العربي إلى نظرية مجربة ، أو محاولات رصينة ، وفاعلة تستمد منها الأسس النظرية التنظيمية ، والتفسيرية للموضوع . لذلك فإن المتخصصين يتجهون إلى دراسة العلوم الإنسانية المجاورة ، والمتقاطعة مع اللغة العربية ، والتعريب للاستفادة من تطوراتها التي تقدم أسساً منهجية علمية تساهم في تخطيط  اللغة العربية ، ونشرها ، وتساعد على إنجاح مشروع التعريب . يتطلب هذا العمل تفعيل الجوانب التالية :
1  _  الإدارة المخططة .
2  _  التسويق.
3  _  السياسة الموجهة للعمل . 
4  _  اتخاذ القرار وصنعه.
  يهدف تخطيط اللغة العربية والتعريب إلى:
  أ  _   وصف الوضع اللغوي ، والاجتماعي في البلاد العربية ، وكذلك الموانع التي تحول دون تطور اللغة العربية ، وعملية التعريب.
  ب  _  تفسير الاتجاهات المختلفة بالنسبة للعربية ، والتعريب ، ودراسة المظاهر السلبية ، والإيجابية المرتبطة بهما.
  ت  _  تقديم توقعات عن مستقبل اللغة العربية ، والتعريب ، وعن القصور ، والعثرات ، أو النجاحات لنتائج تعميمهما .
  ث  _   تحديد المبادئ العامة على شكل حقائق ، وثوابت بالنسبة لعملية تخطيط ا  لعربية ، والتعريب لتطبيقها في العالم العربي ، أو في البلاد الأخرى التي تسعى لتبني لغاتها القومية.
   ج  _  تأسيس علم السياسة اللغوية العربية الذي يشتمل على تخطيط مكانة التعريب ، واللغة العربية ، وتحديثها ، وتطويرها ، وبناء مصطلحاتها ، وتخطيط اكتسابها ، وتعلمها  .
    يجب أن يكون تخطيط اللغات المنتشرة في البلاد العربية طبيعيا وعادلا وديمقراطيا وفعالا ، لأن قوة الأمة ترتبط بقوة لغاتها ، والأمثلة كثيرة على هذا . قد تفرض بعض الأمم لغاتها بالقهر والإرهاب نظرا للظروف السياسية والاقتصادية والعرقية . 
   لابد من حماية اللغات من خلال القوانين والمؤسسات والتشريعات ، لأن سياسة اللامبالاة والكيل بمكيالين غير مقبولة أخلاقيا وسياسيا . لذلك يجب وضع تخطيط وتشريع يغرم كل من يخالف القوانين اللغوية ، وإصدار الأحكام في المنازعات اللغوية من خلال جهاز قضائي ، والاهتمام بالنخب الإبداعية والعلمية والثقافية والاقتصادية والسياسية لتصبح لنا مثل لغة موليير ولغة شكسبير أو لغة امرئ  القيس وغيرهم . لقد كثر التسول الفكري وفوضى المصطلحات دون ضبط أو عمل فعال للمؤسسات المعنية بالرعاية والمراقبة اللغوية في ديارنا . 
     ترتبط اللغات بالاقتصاد ، حيث أصبحت هناك أسواق لغوية ، إذ أن هذه اللغات تهتم بالإنتاج والتبادل والتواصل . لقد خصصت الحكومة الكندية حاليا 2.4 مليار لسياستها اللغوية ، ، كما أن تكلفة الترجمة والتعدد اللغوي في الاتحاد الأوروبي تقدر ب40  0/.  من ميزانية الاتحاد .
   إن اللغة تشبه العملة في سيولتها ، لأن قوة الاستعمال ترفع من قيمة الفوائد ، وضعفها يؤدي للعكس . تخيلوا معي ربح كاتب من وراء كتابة رواية باللغة الإنجليزية ، وروائي يكتبها بلهجة منطقة غريان أو نالوت أو جادو أو غدامس ، فما دخل كل واحد من الكاتبين ؟ 
  إن لغة الأمة تمثل ثقافة خاصة ، أو كما قال محمود درويش ( أنا لغتي ) ، فالثقافة لها خصوصية عرقية ورموز وعلامات لسانية في الأكل والأزياء والموسيقى تكون محلية وجهوية وكونية ، وكذلك ، المعتقدات والسلوك والقيم والمعارف هي عبارة عن ثقافة وتفاعل واختلاف وتواصل وعمل لساني شامل .
   لابد من تفعيل المؤسسات اللغوية لخدمة الأبحاث والتوجهات القومية وتقديم الجودة والنجاعة والديمقراطية والعدالة والأهداف القومية وحق المواطنة والهوية والطموحات الفردية والجماعية بعيدا عن المنازعات في مشكلات التعدد والتنوع وخدمة الأقليات والفئات الخاصة ، وضبط التمثيل الجماعي الدستوري ، وإقصاء الكره والتعصب والصور النمطية للفرقة والاستعمار ، ومحاربة تفكيك وحدة ولحمة الأمة المرتبطة بالإسلام ، وعدم الإخلال بكرامة المواطنين، رغم اختلاف ألوانهم وألسنتهم وأعراقهم .
النموذج المقترح للغة العربية
     نقترح هنا نموذجا عمليا لتخطيط اللغة العربية بناء على الجوانب التالية:
1 _  ضبط الجانب الإداري للسياسة اللغوية العربية ، والتعريب : يجب أن يشمل كل المنفذين ، والمهتمين باللغة العربية ، وبالتعريب : النخبة ، أصحاب النفوذ ، رجالات الدولة ، مجلس الوزراء ، صانعو القرارات ، المكلفون برسم السياسات، الجامعات، المدارس ، القطاع العام ، القطاع الخاص.
  كما يجب على هذا الجانب أن يركز على قضايا الإعلام ، والتوعية ، والتحسيس بالموضوع .
2 _ استغلال الجانب التسويقي للعربية ، والتعريب.
   يقوم تسويق العربية على نوعية المنتوج اللغوي، وطريقة ترويجه ، والمكان الذي يروج فيه ، وكلفته ، والأشخاص المسوقين لهذا المنتوج اللغوي.
3 _  تقويم الجانب السياسي للخطة اللغوية للعربية والتعريب: يشتمل العمل على تحديد عملية الربح ، والخسارة ، والتأثير ، والتنصل ، والرفض ، والكره لاستعمال اللغة والتعريب ، وكيفية مواجهة هذه الأمور ، والعقليات ، والمشارب .
4 _  كيفية اتخاذ القرار وصناعته : يعتمد العمل هنا على نوع الأشخاص الذين يصنعون القرار اللغوي ، ومضمونه ، وطرائق تفصيله ؟ والاختلافات التي قد تصادفه ، وعلاقته بالفضاء الزمكاني ، ووسائل القوة ، والإقناع عند رسم السياسة اللغوية المتعلقة بالعربية ، والتعريب ، والنتائج المترتبة على مشروع تعميمهما ، والكلفة والفائدة بالنسبة للأمة والوطن .
    إن تتبعنا لمراحل التخطيط اللغوي العربي ، وعملية التعريب يبرز لنا وجود عدة صعوبات ، وثغرات ، ورؤى متعارضة نذكر منها :
 _ 1  جعل العربية ، والتعريب ضرورة دينية وطنية ، وثقافية ، واجتماعية ، واقتصادية ، وسياسية لا بد من إنجاحها.
2 _  اعتبار العربية ، والتعريب حجر عثرة في وجه التقدم الاقتصادي ، والثقافي 
، والعلمي ، والاجتماعي ، حيث يرى بعضهم أن تقدم الأمة العربية لا يكون إلاّ بتبني لغات أجنبية واسعة الانتشار كالإنجليزية ، والفرنسية وغيرهما، واستعمال لغات الشعوب المتقدمة اقتصادياً ، وسياسياً من أجل التقدم .
3 _ عدم إدراك أهمية اللغة العربية والتعريب ، وسيادة  الجهل ، والأمية ، أو الأنانية الفردية .
     يطرح التخطيط اللغوي وعملية التعريب في البلاد العربية عدة أسئلة:
أ  _  هل الشعوب العربية واعية بقضية اللغة العربية ، والتعريب ، وما ينتج عن عمل المجامع اللغوية من مصطلحات ، ورموز ، ومفردات ، وتراجم كتب علمية؟ 
ب  _  كيف يستطيع الإعلام العربي أن يساهم في ترويج الوعي اللازم بالنسبة لمشروع النهضة اللغوية ؟
   ت  _ هل هناك رغبة أكيدة لدى الشعوب العربية لتعميم اللغة العربية ، والاهتمام بقضية التعريب ؟
  ث  _    هل تستطيع المجامع العربية تقديم منتجات تحد من فوضى الترجمة والمصطلحات والتسول ، وتؤدي إلى التقدم والتطور ؟
   ج   _   هل يمكن تنفيذ مشروع نهضة عربية تخلق تنمية شاملة في مجال اللغة والتعريب ؟
   ح   _   ما هي وجوه الرفض والقبول عند بعض الشعوب العربية بالنسبة لقضية اللغة العربية والتعريب ؟ 
    خ  _  هل هناك علاقة بين مسألة الوعي القومي ومشروع النهضة العربية في أبعادها اللغوية والوطنية ؟ 
تتطلب هذه الأجوبة بناء استبانة علمية تتوخى الصدق والثبات والموضوعية .
النتائج والمقترحات :
   في النهاية نقدم بعض النتائج والمقترحات بالنسبة لموضوع التخطيط اللغوي :
1 _  المساواة بين عملية التركيز على النخبة ، والدول القوية ، والاستعمار القديم ، والحديث ، واللغات الأجنبية كالإنجليزية ، والفرنسية ، والإسبانية من جهة ، واللغات الوطنية ، المحايدة الفكرية ، والتزام الموضوعية عند المخططين اللغويين ، والاهتمام بالجانب النفسي الفني اللغوي بصورة جلية المعالم ...
2 _  الاهتمام بالتعددية اللغوية ، واللهجية بالنسبة للأمة ، والوطن ، والقومية ، والاتزان عند التركيز على لغة أجنبية موحدة في بعض البلدان التي توجد بها تعددية لغوية ، أو لهجية ، كما هو الأمر في الهند ، والباكستان ، ودول جنوب إفريقيا ، وآسيا.
3 _  الابتعاد عن التكرار عند تقويم ، وتعديل ، وإصلاح ، واستبدال اللغة، والتركيز على قيمتها المعنوية .
4 _  التقليل من اجترار نموذج انهيار الاتحاد السوفيتي ، وانتهاء الحرب الباردة ، وظهور الجمهوريات الحديثة.
5-   عدم الإفراط في تقديم نماذج من البلدان الأوروبية ، كتقسيم تشيكوسلوفاكيا ، وبروز دول مثل البوسنة ، والهرسك ، وصربيا.
6-   الالتفات بجدية إلى الأقليات العرقية الغربية التي تدافع عن حقوقها اللغوية ، كما في منطقة البلقان ، والباسك وغيرها ، وعدم تجاهل أقليات ، وعرقيات أخرى موجودة في أفريقيا ، وآسيا. 
7_   عدم الانجراف وراء مظاهر العولمة بكل تغييراتها ، وتقلباتها.
8-   ضرورة الاهتمام بموضوع الهجرات القسرية ، والطوعية ، والحروب ، والكوارث الطبيعية ، والبشرية.
9_   الاعتدال عند الاعتماد على بعض اللغات ، واللهجات المحلية تبعا لتأثير العولمة اللغوية ، والثقافية ، حيث ظهرت بعض اللغات الأجنبية التي تلتهم اللغات الوطنية.
.عدم التقوقع في مناطق نفوذ لغوية أنجلوساكسونية ، وفرانكفونية   _10 
11 _ خلق تخطيط لغوي طبيعي وعادل وديموقراطي وفعال . 
12 _ وضع قوانين وتشريعات وإيجاد مؤسسات تهتم بالتخطيط اللغوي ، وتفعيلها بكل دقة وحياد . 
13 _ تشكيل جهاز قضائي للبث في المنازعات اللغوية .
14 _  الاهتمام بالنخب الإبداعية والعلمية والثقافية والاقتصادية والسياسية المساهمة في التخطيط . 
15 _ البث في فوضى الترجمة والمصطلحات والتسول الفكري . 
16 _ ربط اللغة بالاقتصاد وسيولة العملة . 
17  _ الاهتمام بتخطيط اللغة من خلال الثقافة . 

المراجع العربية:
 _  1عبد القادر الفاسي الفهري (2013 ) ، السياسة اللغوية في البلاد العربية ، دار الكتاب الجديد المتحدة ، بيروت ، لبنان . 
2-   أنيس، إبراهيم (1970). اللغة بين القومية والعالمية. القاهرة: دار المعارف.
3-    الجوهري، عبد الهادي وآخرون (1986)، دراسات في التنمية الاجتماعية مدخل إسلامي. جامعة القاهرة: مكتبة نهضة الشرق.
4-   شاهين، عبد الصبور (1985). "قدرة العربية على استيعاب علوم العصر"، الأمة، ع. 61.
5-   الصيادي، محمد المنجي (1985). التعريب وتنسيقه في العالم العربي. بيروت: مركز دراسات الوحدة العربية.
المراجع الأجنبية
1- Cooper, Robret (1989). Language Planning and Social Change. Cambridge University Press.
2- Das Gupta, J. and Charles Ferguson. (1977). ((Problems of Language Planning)) in Rubin, Jernudd, Das Gupta, Fishman and Ferguson, eds. (1977). Language Planning Processes. The Hague: Mouton.
3 - Ferguson; Gibson (2006), Language Planning and Education, Edinburgh, University Press.
4 - Fishman, Joshua. (1973).(( Language Modernization and Planning in Comparison with Other Types of National Modernization and Planning)). Language in Society, Vol. 2, No. 1.
5 - Garvin, Paul. (1959).  (( The Standard Language Problem: Concepts and Methods )), Anthropological Linguistics, Vol. I, No. 3, pp. 28- 31.
6 - Nahir, Moshe. (1977).  (( The Five Aspects of Language Planning)) Language Problems and Language Planning. Vol. I., No. 2, pp. 107- 124.
7 - RI cento, Thomas (2000) Ideology, Politics , and Language Policies. Amsterdam: John Benjamin Publishing Company.
 
 

 

التعليقات
الأخوة والأخوات

نرحب بالتعليقات التي تناقش وتحلل وتضيف إلى المعلومات المطروحة عن الموضوعات التي يتم عرضها في الصحيفة، ولكن الصحيفة تحمل المشاركين كامل المسؤولية عن ما يقدمونه من أفكار وما يعرضون من معلومات أو نقد بناء عن أي موضوع. وكل ما ينشر لا يعبر عن الصحيفة ولا عن المؤسسات التي تتبع لها بأي شكل من الأشكال. ولا تقبل الألفاظ والكلمات التي تتعرض للأشخاص أو تمس بالقيم والأخلاق والآداب العامة.

الاسم
البلد
البريد الالكتروني
الرمز
اعادة كتابة الرمز
التعليق
 
   
جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية