الأوزان - 5
م. محمد يحيى كعدان
الأوزان " فَعَلِ ، فَعِلِ ، فَعُلِ ، فَعْلِ ":
السطر الأخير من جدول الأبجدية الرقمي يحوي الحركات، وهي كما جاءت فيه من اليمين إلى اليسار:
الضم ( ُ 00011 ) ، الفتح ( َ 00010 ) ، الكسر ( ِ 00001 ) ، السكون ( ْ 00000 ).
الوزن " فَعَلِ ":
إشارات الأداة " فَعَلِ " تعني: التشكيل لمتشكل لموصّف، لتتابع: الفتح فالفتح فالكسر.
نحن بداية (من اليسار إلى اليمين)، أمام صفة للكلمة " فعل "، بعد ذلك نحصل على تشكيل لهذه الصفة أو لهذا التحديد للعنصر " فعل "، أخيراً نحصل على شكل لتشكيل صفة الكلمة " فعل ".
تخضع للدراسة السابقة، كافة الكلمات الثلاثية المتطابقة وزناً مع الأداة " فَعَلِ ".
نلاحظ أنّ الإشارة اليسرى من الوزن المدروس في هذا المقال هي الكسر؛ بينما كانت الإشارة اليسرى في كافة الأوزان المدروسة في المقالات السابقة هي الفتح، هذا يعني أن الصيغة في كافة الأوزان السابقة تبتدئ من عنصر هو شكل، أي من عنصر متجسّد عام غير مميز؛ بينما في هذا المقال وفي بعض المقالات اللاحقة، فإنّ إشارة الكسر اليسرى في الأوزان المدروسة تعني أننا نبتدئ من عنصر هو صفة، والصفة طبعاً هي عنصر غير متجسّد.
الآن لنتأمّل الأمثلة التالية:
" حضرْتُ عَمَلَ زيدٍ " ، " حضرْتُ لعَمَلِ زيدٍ " ، " سمعْتُ بعَمَلِ زيدٍ ".
" حضرْتُ تقييمَ عَمَلِ زيدٍ "، " كبيرةٌ سرعةُ عَمَلِ زيد ٍ"، " السعادةُ في عَمَلِ الخيرِ ".
في المثال " حضرْتُ عَمَلَ زيدٍ ": الإشارات في " عَمَلَ " تعني: أنّ الصيغة " عمل " انطلقت من الشكل العام للعنصر " حضرْتُ " (هناك تجسيد وتشكيل للعمل في " حضرتُ "، أي هيمن العمل كشكل مجسّد على " حضرتُ ")، لتشكيل الصيغة " عمل "، للتشكيل " زيدٍ " (الذي تجسّد على العنصر " زيدٍ ").
في الأمثلة السابقة: الإشارات في " عَمَلِ " تعني: أنّ الصيغة " عمل " انطلقت من الشكل العام للعناصر " حضرْتُ لِـ ، سمعْتُ بِـ ، حضرْتُ تقييمَ ، كبيرةٌ سرعةُ ، السعادةُ في " (هناك تجسيد وتشكيل للعَمَلِ في العبارات السابقة، أي هيمن العَمَلُ كشكل مجسّد على العبارات " حضرْتُ لِـ ، سمعْتُ بِـ ، حضرْتُ تقييمَ ، كبيرةٌ سرعةُ ، السعادةُ في ")، لتشكيلٍ عام للصيغة " عمل "، لتوصيف " زيدٍ " (يتصف بأنه يخصّ العنصر " زيدٍ ").
في الكلمات من الوزن " فَعَلِ " نبتدئ الصياغة من عنصر هو صفة، ثم نقوم بعد ذلك بتشكيلٍ لشكل هذه الصفة. بالتالي إنّ هذا الوزن يدلّ على شكل عنصر عام، لعنصر عام (شكل)، لصفة.
من الأمثلة أعلاه، ومن المقالة السابقة، نجد أنه يتم تقطيع الكلام جوازاً لدى الوقف بالساكن، ووجوباً في بعض الحالات الدلاليّة بالسكون أيضاً.
فعند إضافة ضمير المتكلم لصيغة ما مثل: حَضَرَ، نحصل على حَضَرْتُ. ويتمّ وضع السكون على الحرف الأيسر ليدل على انفصال الصيغة " حضر " عمّا يليها (تمّ أيضاً حذف ما يسبق تلك الصيغة لعدم وجوده).
لن نقوم هنا بتحليل الصياغة المركّبة في الأمثلة أعلاه، لكن سنعرض سريعاً لبعض المفاهيم.
لنتساءل عن شروط التعبير عن المتكلم والمستمع كموضوع ضمن الصيغة " حضر ، سمع ، ..إلخ " مثلاً؟
أوّلاً: هما حاضران، متجسّدان، لا ضرورة لتوصيفهما.
ثانياً: هما مستقلان عن المتكلم والمستمع في الصيغة.
ما يُسمّى بالضمير المفرد في " حضرْتُ "، يتم تمثيله بالتاء ( ت 01010 )، وهذا يُحقق شروط التعبير أعلاه.
إنّ فتح التاء في " حضرْتَ " دلالة على المذكّر، وكسر التاء في " حضرْتِ " دلالة على المؤنث، بينما ضمّ التاء في " حضرْتُ " دلالة على المذكّر والمؤنث معاً.
ويتم دوماً التحريك بالسكون للحرف الأخير قبل الضمائر للدلالة على استقلال الصيغة عمّا يليها.
الصيغة " حَضَرَ " هي صياغة من قبل مذكّر، بينما للصياغة من قبل المؤنث نستخدم " حَضَرَتْ " (إضافة تاء التأنيث الساكنة)، نلاحظ هنا عودة الفتح إلى الحرف الأخير في " حضر "، ويتم استقلال الصيغة " حضرت " عمّا بعدها بظهور السكون فوق التاء. وبالتالي تاء التأنيث تخصّ الصيغة وجزء منها (هي تُمثّل إضافة إلى التعريف الذي تقوم بتعريفه وهو الحضور هنا، لتدل على حضور أنثى).
الوزن " فَعِلِ ":
إشارات الأداة " فَعِلِ " تعني: التشكيل لموصّف لموصّف، تتابع: الفتح فالكسر فالكسر.
نحن بداية (من اليسار إلى اليمين)، أمام صفة الكلمة " فعل "، بعد ذلك نحصل على توصيف لهذه الصفة أو لهذا التحديد للعنصر " فعل "، أخيراً نحصل على شكل لتوصيف صفة الكلمة " فعل ".
تخضع للدراسة السابقة، كافة الكلمات الثلاثة المتطابقة وزناً مع الأداة "فَعِلِ".
لنتأمل الأمثلة التالية:
" مررْتُ برجلٍ كَلِمِ الفؤادِ "، " مررْتُ بوردٍ عَبِقِ الرائحةِ ".
" مررْتُ برجلٍ كَلِمَ الفؤادَ "، " مررْتُ بوردٍ عَبِقَ الرائحةَ ".
في مثالي السطر الأوّل: الإشارات في " كَلِمِ ، عَبِقِ " تعني: أنّ الصيغتين " كلم ، عبق " انطلقتا من الشكل العام للعنصرين " مررْتُ برجلٍ ، مررْتُ بوردٍ " (هناك تجسيد وتشكيل للصيغتين " كَلِمِ ، عَبِقِ " في " مررْتُ برجلٍ ، مررْتُ بوردٍ "، أي هيمن الكَلِمُ والعَبِقُ كشكل مجسّد على العبارتين " مررْتُ برجلٍ ، مررْتُ بوردٍ ")، لتوصيف الصيغتين " كلم ، عبق "، لتوصيف " الفؤادِ ، الرائحةِ " (يتصفان بأنهما يخصّان عنصري " الفؤادِ ، الرائحةِ ").
أي: " كَلِمِ ، عَبِقِ "، تفيدان شكلاً لصفةِ صفةٍ لعنصر، بالتالي هما تشكيل في " مررتُ برجلٍ ، مررتُ بوردٍ "، لصفة " كلم ، عبق "، لصفة تتصف في " الفؤادِ ، الرائحةِ ".
بينما الكلمتان " كَلِمَ ، عَبِقَ " بالمقابل، تفيدان تجسيد (شكل) في " مررتُ برجلٍ ، مررتُ بوردٍ "، لصفة " كلم ، عبق "، لتجسيد (شكل) " الفؤادَ ، الرائحةَ ".
الوزن " فَعُلِ ":
إشارات الأداة " فَعُل ِ" تعني: التشكيل لمتشكل وموصّف لموصّف، لتتابع: الفتح فالضم فالكسر.
نحن بداية (من اليسار إلى اليمين)، أمام صفة للكلمة " فعل "، بعد ذلك نحصل على تشكيل وتوصيف لهذه الصفة للعنصر " فعل "، أخيراً نحصل على شكل لتشكيل وتوصيف صفة الكلمة " فعل ".
تخضع للدراسة السابقة، كافة الكلمات الثلاثية المتطابقة وزناً مع الأداة " فَعُلِ ".
لنتأمل المثالي التالي:" شددْتُ من عَضُدِ زيدٍ ".
الكلمة " عَضُدِ "، تفيد تجسيد عنصر، متشكل وموصف (شكل لشكل وصفة معاً)، لصفة. ويعني أننا أمام شكل عام لعنصر فيزيائي في الزمن الحاضر (الضم) (فيزيائي لأنه على مرأى منا في الزمن الحاضر وليس تاريخاً ماضياً)، أي معنى هذه الكلمة ينسحب إلى المستقبل، أي هو عنصر فيزيائي للمعنى " عضد " يتصف به زيد، في الماضي أو المستقبل أو في كليهما أي الحاضر (يخصّ زيداً كصفة).
الوزن " فَعْلِ ":
إشارات الأداة " فَعْلِ " تعني: التشكيل لمستقل عن التشكيل والتوصيف لموصّف، لتتابع: الفتح فالسكون فالكسر.
نحن بداية، أمام صفة للكلمة " فعل "، بعد ذلك نحصل على استقلال عن التشكيل والتوصيف لهذه الصفة لعنصر " فعل "، أخيراً نحصل على شكل للاستقلال عن الشكل والصفة لصفة الكلمة " فعل ".
تخضع للدراسة السابقة، كافة الكلمات الثلاثية المتطابقة وزناً مع الأداة " فَعْلِ ".
لنتأمل المثال التالي: " ذهبْتُ إلى بَيْتِ زيدٍ ".
الكلمة " بَيْتِ "، تفيد تجسيد (شكل) عنصر مستقل عن التشكيل والتوصيف لصفة. ويعني أننا أمام شكل عام لعنصر لمستقل عن الشكل والصفة (السكون)، هذا الشكل العام المستقل هو صفة (لزيد هنا طبعاً)، أي المقصود هو شكل عام للعنصر " ذهبْتُ إلى " للمعنى " بيت "، المستقل عن الشكل والصفة، ويخص زيداً.
بطريقة أخرى: الإشارات في " بَيْتِ " تعني: أنّ الصيغة " بيت " انطلقت من الشكل العام للعنصر " ذهبتُ إلى " (هناك تجسيد وتشكيل للبَيْتِ في " ذهبْتُ إلى "، أي هيمن البَيْتُ كشكل مجسّد على العبارة " ذهبْتُ إلى ")، لمستقل عن التشكيل والتوصيف للصيغة " بيت "، لتوصيف " زيدٍ " (يتصف بأنه يخصّ العنصر " زيدٍ ").
|