الأوزان - 6
م. محمد يحيى كعدان
الأوزان " فِعَلِ ، فِعِلِ ، فِعُلِ ، فِعْلِ ":
السطر الأخير من جدول الأبجدية الرقمي يحوي الحركات، وهي كما جاءت فيه من اليمين إلى اليسار:
الضم ( ُ 00011 ) ، الفتح ( َ 00010 ) ، الكسر ( ِ 00001 ) ، السكون ( ْ 00000 ).
الوزن " فِعَلِ ":
إشارات الأداة " فِعَلِ " تعني: التوصيف لمتشكل لموصف، لتتابع: الكسر فالفتح فالكسر.
نحن بداية (من اليسار إلى اليمين)، أمام صفة للكلمة " فعل "، بعد ذلك نحصل على تشكيل لهذه الصفة للعنصر " فعل "، أخيراً نحصل على صفة لتشكيل صفة الكلمة " فعل ".
تخضع للدراسة السابقة، كافة الكلمات الثلاثية المتطابقة وزناً مع الأداة " فِعَلِ ".
الأمثلة التالية توضّح ما سبق: " كِبَرِ "، " قِبَلِ "، " عِبَرِ " ، " عِمَدِ "، … إلخ.
الكلمات من الوزن " فِعَلِ "، تعبّر عن توصيف أو تحديد تشكيل لصفة الكلمة المعنية ولتكن " فعل " مثلاً.
لنتأمل المثال التالي: " عجبتُ من فِعَلِ زيدٍ ".
إشارات " فِعَلِ " تعني أنّ الصيغة " فعل " هي توصيف للصيغة "زيد"، يدل على ذلك إشارة الكسر (من اليسار)؛ ثمّ تُصبح " فعل " صيغة متشكلة عامّة (أي لدينا أفعال تخصّ "زيد")، يدل على ذلك إشارة الفتح الثانية، ثم تنتهي الصيغة " فعل " لتصبح توصيفاً يجعل صيغة "عجبت" صفة (لتشكّل الأفعال في العنصر الموصّف "زيد")، يدلّ على ذلك إشارة الكسر.
نلاحظ من المثال السابق أن الكلمة " فِعَلِ "، هي تخصيص (صفة) عنصر، هو شكل عام، لعنصر مخصص (صفة)؛ أو هذه الكلمة هي توصيف (صفة) لشكل عام للمعنى " فعل "، وهذا الشكل العام مخصص أو موصف بدوره (لأنه يخص "زيد" هنا).
معنى الكلمة " فِعَلِ " يتفق جزئياً مع معنى الكلمة ذات الوزن " فِعَلَ " (انظر المقال 42)، باستثناء أن الحرف الأيسر في الأولى تصوغه إشارة الكسر للتوصيف، بينما الحرف الأيسر في الثانية تصوغه إشارة الفتح للتجسيد.
عادة يعتاد المرء على الصيغ ذات الأوزان الدارجة، ويظن أنّ الأوزان الأخرى غير مستخدمة، ولا يطيق تفسير ذلك.
سنعرض سريعاً (كما قلنا في المقال السابق) وتدريجياً لبعض المفاهيم. لتوضيح صياغة الجمل والحركات.
لتكن لدينا الأمثلة التالية: " زيدٌ عَلَمَ البيتَ ، رأيتُ عَلَمَ البيتِ ، الشارعَ عَلَمَ البيتُ ".
عَلَمَ البيتَ: تمّ وضع علامٍ للبيت. والصيغة " عَلَمَ " صحيحة ومخففة عن " عَلَّمَ ".
عَلَمَ البيتِ: العلَمُ (العلام) الذي يخصّ البيت.
عَلَمَ البيتُ: البيتُ هو الفاعل الذي قام بالعلام.
إشارات " عَلَمَ " تعني أنّ الصيغة " علم " هي تشكيل للصيغ " البيتَ ، البيتِ ، البيتُ "، يدل على ذلك إشارة الفتح (من اليسار)؛ ثمّ تُصبح " علم " صيغة متشكلة عامّة (علاماً ما)، يدل على ذلك إشارة الفتح الثانية، ثم تنتهي الصيغة " علم " لتصبح شكلاً للصيغ " زيدٌ ، رأيتُ ، الشارعَ "، يدلّ على ذلك إشارة الفتح.
لنأخذ " عَلَمَ البيتَ " أو " دَهَنَ البيتَ "، .. إلخ. البيت هنا شكل متجسّد، لوجود الفتح في نهاية " البيتَ "، أي أنّ البيت شكّل العلام أو الدهان (المتشكّل).
لنأخذ " عَلَمَ البيتِ " أو " حَجَرَ البيتِ "، .. إلخ. البيت هنا صفة، لوجود الكسر في نهاية " البيتِ "، أي أنّ البيت وصفَ العلام أو الحجر (المتشكّل).
لنأخذ " عَلَمِ البيتِ ". البيت هنا صفة، لوجود الكسر في نهاية " البيتِ "، أي أنّ البيت وصفَ العلام (الموصّف).
وكذلك تتوفر الصيغة " عَلَمُ البيتِ ".
لنأخذ " عَلَمَ البيتُ " أو " جَمَعَ البيتُ "، .. إلخ. البيت هنا شكل وصفة، لوجود الضمّ في نهاية " البيتُ "، أي أنّ البيت شكّل ووصفَ العلام أو الجمع (المتشكّل).
لنأخذ " عَلِمَ الخبرَ ". الخبر هنا شكل، لوجود الفتح في نهاية " الخبرَ "، أي أنّ الخبر شكّل العلام (المتشكّل). وإشارة الكسر في عين " عَلِمَ " تعني أنّ العلام صفة تشكّلت في الخبر (المتشكّل). نلاحظ في هذا المثال أننا لا نستطيع القول منطقياً " عَلِمَ البيتَ " لأنّ العلام لا يمكن أنْ يكون صفة غير مجسّدة تشكّلت في البيت (المتشكّل) (علام البيت لا بد أنْ يكون شكلاً).
لنأخذ " عَلُمَ الخبرُ ". الخبر هنا شكل وصفة، لوجود الضمّ في نهاية " الخبرُ "، أي أنّ الخبر شكّل ووصفَ العلام (المتشكّل – الفتح آخر عَلُمَ). وإشارة الضمّ في عين " عَلُمَ " تعني أنّ العلام شكل وصفة تشكّل في الخبر (المتشكّل والموصّف).
الوزن " فِعِلِ ":
إشارات الأداة " فِعِلِ " تعني: التوصيف لموصف لموصف، لتتابع: الكسر فالكسر فالكسر.
نحن بداية (من اليسار إلى اليمين)، أمام صفة للكلمة " فعل "، بعد ذلك نحصل على توصيف لهذه الصفة للعنصر " فعل "، أخيراً نحصل على صفة لتوصي صفة الكلمة " فعل ".
ملاحظة: عندما نقول هنا أننا أمام صفة للكلمة " فعل " أو شكل لهذه الكلمة، فإننا نعني أن هذه الكلمة هي بنفسها الصفة أو الشكل.
تخضع للدراسة السابقة، كافة الكلمات الثلاثية المتطابقة بالوزن (بالإشارات) مع الأداة " فِعِلِ ".
لنتأمل المثال التالي " استأتُ لِـ عِلِمِ زيدٍ بالخبرِ ".
في المثال السابق الكلمة " عِلِمِ "، هي تخصيص أو توصيف، لعنصر مخصص أو محدد للمعنى " علم "، وهذا العنصر مخصص أيضاً بدوره (موصف) (لأنه يخص زيد هنا).
معنى الوزن " فِعِلِ " يتفق جزئياً مع معنى الوزن " فِعِلَ " (انظر المقال 42)، باستثناءَ أن الحرف الأيسر في الأول تصوغه إشارة الكسر، بينما الحرف الأيسر في الثاني تصوغه إشارة الفتح. هذا يدل على أن الوزن الأول تبتدئ صياغته من صفة، بينما الوزن الثاني تبتدئ صياغته من شكل.
الوزن " فِعُلِ ":
إشارات الأداة " فِعُلِ " تعني: التوصيف لمتشكل وموصف لموصف، لتتابع: الكسر فالضم فالكسر.
نحن بداية (من اليسار إلى اليمين)، أمام صفة للكلمة " فعل "، بعد ذلك نحصل على تشكيل وتوصيف معاً لهذه الصفة للعنصر " فعل "، أخيراً نحصل على صفة لتشكيل وتوصيف صفة الكلمة " فعل ".
تخضع للدراسة السابقة، كافة الكلمات الثلاثية المتطابقة وزناً مع الأداة " فِعُلِ ".
المثال التالي يوضح ما سبق: " سررتُ لِـ إكُلِ المريضِ ".
نلاحظ من المثال السابق أنّ الكلمة " إِكُلِ "، هي تخصيص أو توصيف للصيغة " سررتُ لـ "، للعنصر الفيزيائي " أكل " (لأنه عنصر معروف متشكّل وموصّف (محدّد) حسب إشارة الضم)، لصفة تخص الصيغة " المريضِ " هنا طبعاً.
الوزن " فِعْلِ ":
إشارات الأداة " فِعْلِ " تعني: التوصيف لمستقل عن التشكيل والتوصيف لموصف، لتتابع: الكسر فالسكون فالكسر.
نحن بداية (من اليسار إلى اليمين) أمام صفة للكلمة " فعل "، بعد ذلك نحصل على استقلال عن التشكيل والتوصيف معاً لهذه الصفة للعنصر " فعل "، أخيراً نحصل على صفة، للاستقلال عن التشكيل والتوصيف لصفة العنصر " فعل ".
تخضع للدراسة السابقة، كافة الكلمات الثلاثية المتطابقة وزناً مع الأداة "فِعْلِ".
الأمثلة التالية توضح ما سبق: "جِلْدِ" ، "عِنْدِ"، "عِلْمِ"، … إلخ.
معنى الوزن " فِعْلِ " يتفق جزئياً مع معنى الوزن " فِعْلَ " (انظر المقال 42)، باستثناء أنّ الحرف الأيسر في الأول تصوغه إشارة الكسر، أي أن الصياغة تبتدئ من صفة؛ بينما الحرف الأيسر من الثاني تصوغه إشارة الفتح، أي أن الصياغة تبتدئ من شكل.
|