أ. كفاح حسن المطر
يذوب كيانيَ في مقلتيك و أسكب وجديَ فـي خافقيك
أناجي فؤادًا رعته السماء بنجوى يــراعٍ تغزّل فيـك
أطرز حـرفي بغصن البديع طباقـًا يخضـب نـبل يديـك
و يروي جفونًا بكحــل البيان يهيم سناه عـلى هُـدبيك
تصاويره تستعير المـنى مجـازًا يصلي على شاطئيك
عرائس أقراطها التوريات و ترنيمها الحس في شفتيك
يفـدي اقتباس الهدى نبضه و يلقي الشراع إليك إليك
صـدى الأبـجدية خــلخـاها نشيد تبلور فـي نظرتيك
و همس القوافي يغذي الشعور تضــوع درًا عــلى راحتيك
و راح يسـطر زهـــر الحــروف بخفقـة شوق إلى نـاظــريك
مقاماتها صاهرتها القصور و أحلامها نِحـــلة تحتفيك
زفاف الكتاب رفاف الضفاف و بــوح الرسائل تــاج عليـك
تواشيحها ومضة للطيوف بـألحــانها حينما تلتقيك
ربيع المعاني يخط الجمال تنشــق مبناه من رئتيك
و فاضت به لغة الذكريات ليرسو نـداهـا إلى عــاشقيك
تجلت بقلبي صنوف الكــلام تشــدّ الـرحــال إلى محجـريك
تقاطر منها حـميم السياق وفــاءً تشــكل في طــالعيك
يهدهـد بالحُلم غصن الدلال و يرسم بالنثر ما يصطفيك
على مبسم رطب يزدهـي فعولن فعولن بيمنى يديـك
أتـاك الخليل بفن العروض بحورًا و حـورًا غدت تجتبيك
تناغم فيها الشغاف عـلى هيام السواقي بـوعي الشـريك
فإن كان في النحو شهد الرضاب و مسك الختام إلى غـايتيك
فقد أسـرتني دروسُ الخلود فصيح الجـنــان إلى دفتيك
فشدت وَثــاق الإسـار الأبي بهمزة وصــل على حاجبيك
قناديل عشقي كهمـزة قــطعٍ بريقٌ تضـاحـك من زهـرتيك
لواء العروبة مـن مهجتي سـلامٌ تصـــابى إلى وجنتيــك
كـأنك يعقوبُ في حــزنــه تجــرعت هـمًا بظــلم بنيــك
و لـمـا تهاوت رعــان الهجـير تبــدى الأنين عـلى شــرفتيك
فصاغوا الرطــانة و الافتراء بنــزف جــراحــك من ضفتيك
يبابُ تمخض عن وهمهمْ و بـاتـــوا حيارى لمــا يكتويك
و عــقد الهُوية قـــد شتتوه فــأنـّت دراريــه من شانئيك
كــأنكِ يوسفُ فـي بـــئره تـرسخت مــلكـًا بـغدر ذويـك
و حـاكوا القميص بزيف العوام و لحــن الغـواية من خــاذليـك
نــظرت إليهم كحمـل وديــع و ذئب الخيانة لــم يـلتقيـك
فيـا عجبـًا كيف قُــدَ القميص بفــريــة فكــر و قــولٍ ركـيـكِ
و يبقى خلودكِ حصـنَ تحـــدٍ تشرفت فيــه بـوحــي المليـــكِ
لنا أوبــةٌ فـي الشموخ المنيــعْ و وعـــدٌ لنا ظامئ يرتجيــك
أفيضي عـلينا ببشرى قبـولٍ و سقيا ضـميرٍ بفجـــرٍ وشـيـكِ
و هــزي إلينا بجــذعٍ الفصيــحِ تُسَاقِطْ لنا رطبًا يشتهيــك
و قري عيونًا فــإنّــا نـتـوقُ إلى عــزةٍ بالمــنى تحـتويك