للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  دعوة للمشاركة والحضور           المؤتمر الدولي العاشر للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

الأوزان - 8

م. محمد يحيى كعدان

 


الأوزان " فْعَلِ ، فْعِلِ ، فْعُلِ ، فْعْلِ ":
معنى مجموعة الأوزان " فْعَلِ، فْعِلِ، فْعُلِ، فْعْلِ " يتفق تقريباً مع معنى مجموعة الأوزان " فْعَلَ، فْعِلَ، فْعُلَ، فْعْلَ " (انظر المقال 44)، باستثناء أنّ أوزان المجموعة الأولى تبتدئ من صفة، بينما أوزان المجموعة الثانية تبتدئ من شكل. 
السطر الأخير من جدول الأبجدية الرقمي يحوي الحركات، وهي كما جاءت فيه من اليمين إلى اليسار:
الضم ( ُ 00011 ) ، الفتح ( َ 00010 ) ، الكسر ( ِ 00001 ) ، السكون ( ْ 00000 ).
الوزن " فْعَلِ ":
إشارات الأداة " فْعَلَ " تعني: الاستقلال عن التشكيل والتوصيف لمتشكل لموصّف، لتتابع: السكون فالفتح فالكسر.
نحن بداية (من اليسار إلى اليمين)، أمام توصيف للكلمة " فعل "، بعد ذلك نحصل على تشكيل لهذا التوصيف للعنصر " فعل "، أخيراً نحصل على استقلال عن الشكل والصفة معاً، لتشكيل صفة الكلمة " فعل ".
تخضع للدراسة أعلاه، كافة الكلمات الثلاثية المتطابقة بالوزن مع الأداة  " فْعَلَ ". 
المثال التالي يوضح ما سبق: " زيدٌ فْعَلِ الخيرَ ".
الإشارات في " فْعَلِ " تعني: أنّ " فعل " مستقل عن الشكل والصفة معاً للعنصر " زيد " (لا يطال الإكرام منطلق الصيغة " زيد ")، للشكل العام " فعل "، للتوصيف " الجميع ".
لكن طالما أنّ الوزن " فْعَلِ " يُعبّر عن استقلال الصيغة شكلاً وصفة عن منطلقها فهو يصلح لصياغة الأمر، وهو شرط لازم ولكنه ليس كافياً. 
نقول: " زيدٌ جْمَعِ القومَ ". منه نرى جواز ابتداء النطق بساكن ولا داعٍ لوجود ما يُسمّى بألف الوصل قبل الأمر. ومثلها قولنا: " مريحاً جْعَلِ البيتَ ". سنعرض بشكّل مُبَسّط لذلك فيما يلي:
تتم صياغة الأمر بسكون فاء الفعل (الصيغة)، فيمكن الاستغناء عن منطلق الصيغة " زيد " فنقول: " جْمَعِ القومَ ". أحياناً يكفي للتعبير عن صيغة الأمر، استخدام صيغة ثنائية الحرف، نقول: " زيدٌ عِدِ القومَ ". 
في أمثال العبارة السابقة يكون " زيد " مستقلاً عن الصيغة لعدم وجود ثلاث إشارات (عِدِ: من وْعِدِ، وحذفت هنا فاء الفعل). الحركتان تحت " عد " تعنيان: توصيف الوعد، لتوصيف القوم ( فالوعد لم يتجسّد في القوم بل اتصف بهم).
لنأخذ صيغة الأمر " زيدٌ قُمْ بالواجبِ ". في أمثال العبارة السابقة يكون " زيد " مستقلاً عن الصيغة لعدم وجود ثلاث إشارات (قُمْ: من قُوْمْ، وحذفت هنا عين الفعل). الحركتان فوق " قم " تعنيان: تشكيل وتوصيف القيام (ضمّ)، باستقلال عن تشكيل وتوصيف (سكون) الواجب ( يمكن الاستغناء أيضاً عن مستقر الصيغة، فنقول: " قُمْ " فقط).
لنأخذ صيغة الأمر " زيدٌ رْمِ النردّ ". في أمثال العبارة السابقة يكون " زيد " مستقلاً عن الصيغة لعدم وجود ثلاث إشارات (رْمِ: من رْمِي وحذفت هنا لام الفعل). الحركتان فوق " رم " تعنيان: الاستقلال عن تشكيل وتوصيف الرمي (سكون)، لتوصيف (كسر) النرد ( يمكن الاستغناء عن منطلق الصيغة، فنقول: " رْمِ النردَ " ).
طالما أننا نتحدّث عن صيغ الأمر، يكفي للتعبير عنها أحياناً، استخدام صيغة أحادية الحرف، نقول: " زيدٌ رَ القومَ ". في أمثال العبارة السابقة إنّ " زيد " ، " القوم " مستقلتان عن الصياغة لعدم وجود ثلاث إشارات (رَ: من أرَى وحذفت هنا فاء ولام الفعل). الحركة (الفتح) فوق " ر " تعني: تشكّل وتجسّد الرؤيا. 
كما يمكن القول: " زيدٌ رِ القومَ "، الحركة (الكسر) تحت " ر " تعني: توصيف الرؤيا. رِ: من أرِي، وحذفت هنا فاء ولام الفعل.
لنأخذ صيغة الأمر " زيدٌ عِ الأمرَ ". في أمثال العبارة السابقة إنّ " زيد " ، " الأمر " مستقلتان عن الصياغة لعدم وجود ثلاث إشارات (عِ: من وْعِي، وحذفت هنا فاء ولام الفعل). الحركة (الكسر) تحت " ع " تعني: توصيف الوعي.
لنأخذ صيغة الأمر " زيدٌ قِ نفسكَ ناراً ". في أمثال العبارة السابقة إنّ " زيد " ، " نفسكَ ناراً " مستقلتان عن الصياغة لعدم وجود ثلاث إشارات (قِ: من وْقِي، وحذفت هنا فاء ولام الفعل). الحركة (الكسر) تحت " ق " تعني: توصيف الوقاية. 

لننظر في الكلام الناتج عن الصياغة، والكلام ينتج عن تركيب (صياغة) كلمات، ولصياغتها نبتدئ من الأحرف الأبجدية، إنّ كل حرف أبجدي يمثل حالة من حالات التعريف بالعنصر من وجهة النظر النسبية لكلٍ من المتكلم والمستمع (راجع مقالنا: نظام الرموز والأبجدية العربية). والحرف هو طرف الكلمة (انظر المقال 40).
لكن لماذا جذر معظم الكلمات ثلاثي الأحرف؟
نحن في الواقع لا نحتاج منطقياً إلى أكثر من ثلاثة مستويات للتعريف بجذر العنصر الواحد، ففي المستوي الأوّل للتعريف نعتبر أنّ عنصراً ما هو شكل مثلاً (عندما يأخذ حيّزاً من المكان)، في المستوي الثاني هو شكل لشكل مثلاً (عندما يكون هذا الشكل هو أحد الأشكال – مثال المكعب: هو شكل ولكنه شكل من الأشكال فهو المكعب)، في المستوي الثالث هو شكل لتشكيل شكل مثلاً (عندما يتم تشكيل هذا الشكل المتشكل من شكل أيضاً – مثال المكعب: هو شكل متشكل من سطوح). وهنا نتوقف في التعريف لأن " السطح " هو عنصر آخر جديد. ويُعتبر من أجزاء المكعب. هكذا يتم التعريف ويستقيم بثلاثة أحرف على الأكثر لجذر أيّ عنصر عموماً (صيغة).
(ملاحظة: في الصناعة، تُؤخذ العناصر الأوّلية (مُصنّعة)، لتصنيع مادة السلعة، لتصنيع السلعة).
لتكن الكلمة " جبل " وهي معروفة المعنى. فإذا أردناها اسماً، يمكن أن نضيف إليها التنوين ( ن 10010 )، لنعني أننا ننطلق في حديثنا عن عنصر متشكّل عام " جَبَلُنْ ". عندها ينتهي الكلام بالوقف الساكن، وهو لغة صحيحة. 
ويكون التنوين جزءاً من تعريف الكلمة الثلاثية " جبل " بإضفاء معنى إضافي على تعريف الاسم، هو التعميم، أو التنكير (كونه نكرة).
قد نضيف التعريف " الـ " ( أ 11111 ) ( ل 10100 ) إلى " جبل "، لتصبح " اَلْجَبَلُ ". ولنعني أننا نقصد عنصراً معرّفاً (محدداً، مميزاً، معيّناً، موصّفاً) من الصيغة " جبل ".
من وزن " اَلـْ " نجد أنها تشكيل لمستقل لتتالي الفتح فالسكون، وبالتالي هي منفصلة عن الصيغة " جَبَلُ ".
لا يجوز منطقياً ودلالياً جمع التعريف والتنكير معاً.
الآن وفق ما سبق يمكن القول والكتابة مثلاً:
الجبلُ شاهقٌ ، جبلٌ شاهقٌ ، الجبلُ الشاهقُ ، شاهقٌ الجبلُ ، الشاهقُ جبلٌ. 
ويصحّ القول: زيدٌ جبلٌ ، زيدٌ الجبلُ ،.. إلخ. عندها ننتقل إلى أساليب البلاغة من: تشبيه واستعارة وتورية ..إلخ.

الوزن " فْعِلِ ":
إشارات الأداة "فْعِلِ" تعني: الاستقلال عن التشكيل والتوصيف لموصف لموصّف، لتتابع: السكون فالكسر فالكسر.
نحن بداية (من اليسار إلى اليمين) أمام توصيف للكلمة " فعل "، بعد ذلك نحصل على توصيف لهذا التوصيف للعنصر " فعل "، أخيراً نحصل على استقلال عن الشكل والصفة معاً، لتوصيف صفة الكلمة " فعل ".
تخضع للدراسة السابقة، كافة الكلمات الثلاثية المتطابقة بالوزن مع الأداة " فْعِلَ ".
الآن لنتأمل الأمثلة التالية: زيدٌ رْسِلِ مرسالاً ، زيدٌ شْبِكِ الخطةَ ، زيدٌ ضْرِبِ الباطلَ.
الأداة من الوزن " فْعِلِ "، هي عنصر مستقل عن الشكل والصفة، لتوصيف صفة الكلمة " فعل ".
في المثال الأول: الإشارات في " رْسِلِ " تعني: أنّ " رسل " مستقل عن الشكل والصفة معاً للعنصر " زيد " (لا يطال المرسال منطلق الصيغة " زيد ")، لتوصيف " رسل "، للتوصيف " مرسالاً ".
في المثال الثاني: الإشارات في " شْبِكِ " تعني: أنّ " شبك " مستقل عن الشكل والصفة معاً للعنصر " زيد " (لا يطال الشبك منطلق الصيغة " زيد ")، لتوصيف " شبك "، للتوصيف " الخطةَ ".
في المثال الثالث: الإشارات في " ضْرِبَ " تعني: أنّ " ضرب " مستقل عن الشكل والصفة معاً للعنصر " زيد " (لا يطال الضرب منطلق الصيغة " زيد ")، لتوصيف " ضرب "، للتوصيف " الباطلَ ".

الوزن " فْعُلِ ":
إشارات الأداة " فْعُلِ " تعني: الاستقلال عن التشكيل والتوصيف لمتشكل وموصف لموصّف، لتتابع: السكون فالضم فالكسر.
نحن بداية (من اليسار إلى اليمين)، أمام توصيف للكلمة " فعل "، بعد ذلك نحصل على تشكيل وتوصيف لهذا التوصيف للعنصر " فعل "، أخيراً نحصل على استقلال عن الشكل والصفة، لتوصيف وتشكيل صفة الكلمة " فعل ".
تخضع للدراسة السابقة، كافة الكلمات الثلاثيّة المتطابقة بالوزن مع الأداة " فْعُلَ ". 
الآن لنتأمل ما يلي: زيدٌ قْتُلِ الطمعَ ، زيدٌ خْرُبِ المخالفةَ.
الأداة من الوزن " فْعُلِ "، هي عنصر مستقل عن الشكل والصفة، لتشكيل وتوصيف صفة الكلمة " فعل ".
في المثال الأوّل: الإشارات في " قْتُلِ " تعني: أنّ " قتل " مستقل عن الشكل والصفة معاً للعنصر " زيد " (لا يطال القتل منطلق الصيغة " زيد ")، لتشكيل وتوصيف " قتل "، للتوصيف " الطمعَ ".
في المثال الثاني: الإشارات في " خْرِبَ " تعني: أنّ " خرب " مستقل عن الشكل والصفة معاً للعنصر " زيد " (لا يطال الخرْب منطلق الصيغة " زيد ")، لتشكيل وتوصيف " خرب "، للتوصيف " المخالفةَ ".

الوزن " فْعْلِ ":
إشارات الأداة " فْعْلِ " تعني: الاستقلال عن التشكيل والتوصيف، لمستقل عن التشكيل والتوصيف لموصّف، لتتابع: السكون فالسكون فالكسر.
نحن بداية (من اليسار إلى اليمين)، أمام شكل متجسد عام للكلمة " فعل "، بعد ذلك نحصل على استقلال عن التشكيل والتوصيف لهذا الشكل المتجسد للعنصر " فعل "، أخيراً نحصل على استقلال عن الشكل والصفة، لاستقلال عن الشكل والصفة لصفة الكلمة " فعل ".
تخضع للدراسة السابقة، كافة الكلمات الثلاثية المتطابقة وزناً مع الأداة " فْعْلِ ".
لنتأمل المثال التالي: { طس تِلْكَ آَيَاتُ القُرْآنِ وَكِتَابٍ مُبيْن  } النمل1. 
حيث أنّ عملية تركيب الصيغ عملية تجميعية، فإن كتابتنا للصيغة أعلاه كما يلي لن يغيّر في المعنى العام للصياغة: " طْ(سْ(تِ(لْكَ آَيَاتُ القُرْآنِ وَكِتَابٍ مُبيْن))) ".
تعريف الطاء ( ط 10111 ). تعريف السين ( س 10001 ).
يعني (والله أعلم): غياب عنصر يعرفه الجميع (المتكلم والمستمع) تماماً شكلاً وصفة (ط)، من عنصر غائب يعرف سبحانه (كمتكلم) صفاته (س)، هو " تِلْكَ آَيَاتُ القُرْآنِ وَكِتَابٍ مُبيْن ".
منه: الإشارات في " طْسْ تِ = طْسْتِ " تعني: أنّ " طست " مستقل عن الشكل والصفة معاً للمخاطب، لمستقلٍ عن التشكيل والتوصيف " طست "، للتوصيف " لْكَ آَيَاتُ القُرْآنِ وَكِتَابٍ مُبيْن ".
{ طس تِلْكَ آَيَاتُ القُرْآنِ وَكِتَابٍ مُبيْن  } النمل1 : 
تعريف الطاء ( ط 10111 ). تعريف السين ( س 10001 ).
يعني (والله أعلم): غياب عنصر يعرفه الجميع (المتكلم والمستمع) تماماً شكلاً وصفة (ط)، من عنصر غائب يعرف سبحانه (كمتكلم) صفاته (س)، هو " تِلْكَ آَيَاتُ القُرْآنِ وَكِتَابٍ مُبيْن ".








 
 

التعليقات
الأخوة والأخوات

نرحب بالتعليقات التي تناقش وتحلل وتضيف إلى المعلومات المطروحة عن الموضوعات التي يتم عرضها في الصحيفة، ولكن الصحيفة تحمل المشاركين كامل المسؤولية عن ما يقدمونه من أفكار وما يعرضون من معلومات أو نقد بناء عن أي موضوع. وكل ما ينشر لا يعبر عن الصحيفة ولا عن المؤسسات التي تتبع لها بأي شكل من الأشكال. ولا تقبل الألفاظ والكلمات التي تتعرض للأشخاص أو تمس بالقيم والأخلاق والآداب العامة.

الاسم
البلد
البريد الالكتروني
الرمز
اعادة كتابة الرمز
التعليق
 
   
جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية