|
السيسي يصدر قراراً باختيار سلطان عضواً فخريّاً بمجمع اللغة العربية
أصدر الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية، قراراً جمهورياً أمس، بالموافقة على اختيار مجلس مجمع اللغة العربية بالإجماع لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، عضواً فخرياً بالمجمع، تقديراً لجليل خدمات سموه للغة والثقافة العربية، بعد اعتماد وزير التعليم العالي لهذا الاختيار.
وصرح فاروق شوشة، الأمين العام للمجمع، بأن صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي قدّم الكثير من الخدمات والمساعدة في تشييد مقر اتحاد المجامع اللغوية العلمية العربية في مدينة أكتوبر على نفقة سموه.
وأضاف أن المجمع سيقيم احتفالاً باختيار سموه عضواً فخرياً، خلال افتتاح مؤتمره السنوي المقبل، الذي سيُعقد في مقر اتحاد المجامع لأول مرة في الحادي والعشرين من مارس المقبل.
الجدير بالذكر أن هذه هي المرة الأولى التي يختار فيها المجمع، عضواً فخرياً به، منذ افتتاحه في عام 1934.
وشخصية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، شخصية غير اعتيادية، منذ نشأته وصدر شبابه حتى كان ما شاء الله له أن يكون.
يقول عنه الراحل الأستاذ الكبير، جبرا إبراهيم جبرا: (لقد زرنا صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي: إنه رجل مدهش، حكيم، فيلسوف، هادئ جداً، ورصين جداً جداً، ووعيه ينم عن طبقات استيعاب مهمة للتاريخ والأدب والفن والثقافة، إنه إنسان أكثر من رائع ومفاجئ).
ومنحت العديد من الجامعات والمؤسسات العضوية الفخرية لسموه ومنها جامعة «دورهام» في بريطانيا التي منحته العضوية الفخرية في مركز الدراسات الشرق أوسطية والإسلامية، والزمالة الفخرية من معهد الدراسات الإفريقية في جامعة الخرطوم، كما حاز سموه الرئاسة الفخرية للعديد من المؤسسات، منها: المنظمة العربية للعلوم والتكنولوجيا، والهيئة العربية للمسرح، والمؤسسة الدولية لتاريخ العلوم عند العرب والمسلمين.
ودوماً يكن سموه حبه وعشقه لمصر العروبة بقوله لا أظن قلبي يكون خاوياً إلى هذه الدرجة من أن أشارك مصر في جميع أفراحها، منذ أتيت إليها في عام 1965 طالباً للعلم فوجدت جميع علوم الدنيا في مصر من تراث وآثار وقيم وأخلاق، وقد عشت هنا خمس سنوات عز علي فراقها، لكن بقيت مصر محفورة في القلب.. عشت في مصر ليس كطالب، وأعظم شيء عرفته فيها ليس العلم ولا التراث.. عرفت المصري الأصيل بعد أن طبعت كل صورة في مصر في قلبي من تراثها ومن علمها. ودعا سموه لمصر وأهلها بالخير واليمن والبركات، وأن يديم عليها الأمان والرخاء.
فلم يبخل سموه بأي عطاء أو دعم لمعشوقته مصر حيث ساهم في إعادة وترميم العديد من المنشآت ومن بينها تدشين سموه لمبنى دار الوثائق القومية الجديد في مدينة الفسطاط بالقاهرة.
كما أبدى أسفه الشديد عند حريق المجمع العلمي في ميدان التحرير قلب العاصمة المصرية القاهرة واعتبر أن المجمع أحد الثروات العالمية التراثية المهمة، ليس فقط لمصر وإنما للأمة العربية، متعهداً سموه بترميم المجمع العلمي على نفقته الخاصة، حباً وعرفاناً لهذا البلد الشقيق الذي طالما قام بدور حيوي في التعليم والتنوير لأشقائه العرب.
وفي لفتة صادقة عقب تعثر التواصل مع بعض المسؤولين بهذا الشأن لإنقاذ مبنى المجمع العلمي الذي يحتوي على وثائق وكتب نادرة قدم سموه مكتبته الخاصة بمنزله والتي تضم العديد من الكتب والمخطوطات الأصلية التي طالها حريق المجمع في تلك الأحداث المؤسفة ومنها كتاب وصف مصر والمجلة الدورية التي ظهرت عام 1860 والطبعات الفرنسية لبعض الكتب وخرائط الأمير يوسف كمال النادرة وضع سموه 4000 كتاب لمصر ومجمعها العلمي كهدية محبة لمصر وشعبها الشقيق.
فكما عشق سموه مصر أيضا مصر عشقته أمام ما قدمه من دعم سخي في كل الأنشطة فها هي جامعة القاهرة تمنحه الدكتوراه الفخرية وهو أحد خريجي كلية الزراعة بالجامعة، حيث استعرض مجلس الجامعة آنذاك كل معايير منح الدكتوراه الفخرية والسيرة الذاتية لحاكم الشارقة، وإسهاماته البارزة في المجالات الثقافية على المستوى العربي والخدمات التي قدمها للجامعة حيث تبرع لاستكمال إنشاء المكتبة المركزية الجديدة بالجامعة، وإنشاء مركز المعلومات ومبنى المعامل بكلية الزراعة، وترميم مبنى كلية الهندسة الذي تعرض للحرق خلال فض اعتصام النهضة.
وفي سياق التكريمات التي حصل عليها صاحب السمو حاكم الشارقة من مؤسسات وجامعات دولية عالمية وهي عديدة، تكريماً لجهوده في المجالين العلمي والثقافي، ومنها: الميدالية الذهبية للهيئة العالمية للمسرح في الصين، والميدالية الذهبية من اتحاد الجامعات العربية، وميدالية ابن سينا الذهبية من اليونيسكو، والدرع الذهبية من المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم. وشجع سموه التعليم العالي، وفي عهده تم تأسيس العديد من الجامعات الحكومية والخاصة، وأبرزها جامعتا الشارقة وأمريكية الشارقة اللتان تحظيان بدعم شخصي كريم وكبير من سموه. كما حصد سموه العديد من الجوائز الثقافية العالمية والإقليمية والمحلية كجائزة معهد الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية، وجائزة ابن سينا من منظمة اليونيسكو التي انتقت الشارقة لتكون العاصمة الثقافية للعرب عام 1998، وجائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام والمسلمين، ووسام الجمهورية التونسية للفنون والآداب برتبة فارس، وجائزة الاتحاد العربي للمكتبات والمعلومات.
فعاليات مجتمعية: الاختيار صادف أهله والاستحقاق في محله
أثنت فعاليات مجتمعية على اختيار صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، عضواً فخرياً في مجمع اللغة العربية، بناء على قرار جمهوري من الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بالموافقة على اختيار مجلس المجمع، بالإجماع، سموه، تقديراً لخدمات سموه للغة والثقافة العربية.
وأكدت أن الاختيار صادف أهله، لجهود سموه في مجالات العلم والثقافة، وتعزيز وتكريس شأن اللغة العربية في المحافل اجمع، وسعي سموه الدائم لإعلاء قيمتها وقدرها، والعمل على ترسيخ مكانتها، وأهميتها بصورة واضحة للعيان، بما يؤكد الوعي الثقافي المتأصل لسموه، والبصيرة المتسعة، والرؤى المستنيرة.
قال الإعلامي أحمد سالم بو سمنوه: اختيار صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضواً فخرياً في مجمع اللغة العربية، يعد قطافاً رائعاً لسنوات طويلة من الجهد والعطاء بذلها سموه في مجالات العلم، والثقافة، والأدب، والفن، ونتاج لرحلة طويلة قادها سموه بكل عزيمة، وإرادة صادقة لبناء مجتمع واع، ومثقف، حيث رفد سموه الثقافة العربية والإسلامية بكثير من العطاءات والإنجازات.
وقد جاء الاختيار نتيجة لمعطيات كثيرة أولها العلاقات المتميزة ذات الخصوصية الشديدة بين دولة الإمارات، وجمهورية مصر العربية، فضلاً عن معرفة الرئيس السيسي، والأغلبية العظمى من مثقفي مصر، وكتابها، وأدبائها، وقادة الرأي فيها، بالمكانة التي يحتلها سموه في عالم القلم، والكلمة، والثقافة، والأدب.
وقد أثرى سموه حياتنا الثقافية بالكثير من الإنجازات، وعلى رأسها اهتمام سموه البالغ باللغة العربية، وعلومها، وآدابها، كما كان سموه من الداعين الأوائل للتمسك بلغة الضاد، والحفاظ عليها، كونها الوعاء الكبير الذي يضم محتوى الثقافتين العربية والإسلامية، بكل الصدق والأمانة.
وقد ظهر اهتمام سموه «بالعربية» في مختلف المحافل الثقافية المحلية، والإقليمية، والدولية، وبصدق فاختيار سموه لعضوية المجمع، يمثل إضافة نوعية كبيرة، ستثري العمل في مجال خدمة لغة القرآن.
صادف أهله
وقال محمد بن هندي الرئيس السابق للمجلس الاستشاري لإمارة الشارقة: جاء قرار الرئيس المصري ليثبت استحقاقاً صادف أهله، فصاحب السمو حاكم الشارقة أعطى جل اهتمامه ووقته للثقافة، والمعرفة، واللغة العربية، ولم تغب لحظة هذه المرتكزات الرئيسية عن فكره، ووجدانه، كما كرس سموه جل إمكاناته في الإمارة الباسمة لتعزيز هذا النهج الذي خطه لمسيرتها، لتعزيز قيمة الثقافة واللغة العربية.
كما عمل سموه على غرس المرتكزات السابق ذكرها في أبنائه من الطلبة والطالبات، من خلال مكتبات المدارس، إلى جانب إنشاء مكتبات لأفراد المجتمع كافة، وتنظيم مؤتمرات خاصة «بالعربية»، ولا يمكن أن ننسى أيضاً دارة سلطان التي خصصها سموه لمناهل الفكر، والمعرفة، واستفاد منها القاصي والداني، وهناك أيضاً معرض الشارقة للكتاب الدولي، الذي كان له أثره في تعزيز مكانة دور النشر العربية والعالمية، كما أسهم في استقطاب جموع المفكرين، والمطلعين، والمثقفين، وغير ذلك الكثير الذي عمل سموه على إرسائه دعماً للثقافة، والعلم.
تتويج للمسيرة
وأكد د. سليمان سرحان الزعابي الرئيس السابق للجنة التربية والتعليم والثقافة والعلوم في «استشاري» الشارقة، أن اختيار صاحب السمو حاكم الشارقة عضواً فخرياً في مجمع اللغة العربية، لم يأت من فراغ، حيث حصل سموه على أكثر من شهادة دكتوراه، فضلاً عن بصمات سموه في الجوانب الثقافية والاجتماعية في جمهورية مصر العربية، وقال: عضوية المجمع مسؤولية كبيرة، لكن مما لا شك فيه أن سموه سيثريه بثقافته، وأدائه، والعلوم المتنوعة التي في جعبته، والتي تتوج للمسيرة العربية الثقافية التي ينتهجها سموه، ونحن فخورون بشدة بهذا التكريم الذي حظي به سموه، الذي يستحقه تماماً.
شخصية جامعة
قال الكاتب والباحث محمد حمدان بن جرش السويدي عضو مجلس إدارة منتدى الشارقة للتطوير: صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، سخر السبل كافة للمثقفين والمبدعين ليشعلوا فوانيس الإبداع، ويرسموا بفكرهم وثقافتهم المستقبل المشرق لأوطانهم، فالثقافة تعلي من شأن الفرد، وتثري عقله وروحه، وتجعله يتأمل في قضايا مجتمعه، ويتصدى لها بإبداعه في زمن تتزايد فيه التحديات، وقد حمل سموه قضايا المجتمع، وساهم في حفظ الموروث الثقافي العربي والإسلامي، حتى لا يندثر لأنه حق للأجيال القادمة، لتعرف تاريخ الوطن ومنجزاته، كما أن اهتمام سموه باللغة العربية، وإطلاق العديد من المبادرات المتعلقة بها، ودعم المؤسسات الثقافية للحفاظ على لغتنا الأم، يعكس مدى التقدير لسموه باختياره عضواً فخرياً في مجمع اللغة العربية، كشخصية جمعت بين الحكم والثقافة.
«سلطان القلوب»
قال جاسم النقبي عضو المجلس الوطني الاتحادي: اختيار صاحب السمو حاكم الشارقة عضواً فخرياً في مجمع اللغة العربية، صادف أهله، فسموه «سلطان» القلوب، و«سلطان» العلوم، و«سلطان» الوعي، وسلطان، وسموه تاج على الرؤوس، وليجعله الله نبراساً للعلم والمعرفة، ونوراً نستقي منه الوعي في هذا العصر، وإن نال سموه كل شهادات الدنيا فما ذلك سوى دلالة على صدق مسيرة سموه، وصراحة منهجه، ووضوح الطريق العلمي الذي رسمه لنا، نسأل الله أن يديم سموه نبراساً للعلم في العالم اجمع.
ولتسر بِنَا سموك نحو العلا فأنت الحاكم الأب، والقائد المعلم، ونحن على نهجك نسير نقتفي أثرك، فأنت فخر الأمة، وهنيئاً لنا بك، وما تزيدك هذه العضوية، وإنما تستزيد بك شرفاً ورفعة، وتعجز كل كلمات الأرض، ومعاجم اللغة أن تعبر عن قدرك في قلوبنا، ويبقى ما في القلب لك أكبر من كل ذلك.
الخليج
|
