|
الأوزان - 11
م. محمد يحيى كعدان
الأوزان " فُعَلُ ، فُعِلُ ، فُعُلُ ، فُعْلُ ":
نجد أن مجموعة الأوزان هذه تتفق تقريباً مع معنى مجموعة الأوزان " فُعَلَ، فُعِلَ، فُعُلَ، فُعْلَ " (انظر المقال 43)، باستثناء أنّ صياغة الأولى تبتدئ من شكل وصفة معاً، بينما صياغة المجموعة الثانية تبتدئ من شكل فقط.
السطر الأخير من جدول الأبجدية الرقمي يحوي الحركات، وهي كما جاءت فيه من اليمين إلى اليسار:
الضم ( ُ 00011 ) ، الفتح ( َ 00010 ) ، الكسر ( ِ 00001 ) ، السكون ( ْ 00000 ).
الوزن " فُعَلُ ":
إشارات " فُعَلُ " تعني: التشكيل والتوصيف لتشكيل شكل وصفة. وذلك لتتابع: الضم فالفتح فالضمّ.
بداية (من اليسار إلى اليمين)، نحن أمام شكل موصّف للكلمة " فعل "، بعد ذلك نحصل على تشكيل لهذا الشكل الموصّف للعنصر " فعل "، أخيراً فإننا نحصل على شكل وصفة معاً لتشكيل شكل العنصر " فعل ".
تخضع للدراسة السابقة، كافة الكلمات الثلاثية المتطابقة بالوزن (بالحركات) مع " فُعَلُ ".
الأمثلة التالية توضح ما سبق: "جُمَلُ"، "قُبَلُ"، "عُمَدُ"، "عُلَبُ"، … إلخ.
إنّ " فُعَلُ " تعبّر عن التشكيل الموصّف لعنصر عام مخصص (جمع مثلاً) هو شكل لشكل وصفة. لكن ليس ضرورياً كون العنصر العام المخصص جَمْعاً (إن لم يكن العنصر قابلاً للتعداد ضمن المعنى المقصود)، كما في المثال: " جيدةٌ لُغَةُ زيدٍ " عن الكلمة: " لُغَةُ " من الوزن " فُعَلُ ".
وواضح أنّ التعميم المخصص ناتج عن التشكيل والتوصيف معاً، فالتعميم ناتج عن التشكيل، والتخصيص يُخصص عنصراً معيناً ينطبق عليه تعريف الصيغة، وبالتالي نحن أمام عنصر فيزيائي ينطبق عموم تعريفه عليه ليخصّصه ويُميّزه.
لنتأمل المثال التالي: " ممتازةٌ عُدَدُ الرجالِ ".
المقصود: الصيغة " عدد " عنصر فيزيائي (تشكيل وتوصيف معاً) للصيغة " ممتازةٌ "، للشكل العام " عدد "، لعنصر الفيزيائي للصيغة " الرجال ".
الوزن " فُعِلُ ":
إشارات الأداة " فُعِلُ " تعني: التشكيل والتوصيف لموصف لمتشكل وموصّف. وذلك لتتابع: الضم فالكسر فالضمّ.
بداية (من اليسار إلى اليمين)، نحن أمام شكل متجسد وموصّف للكلمة " فعل "، بعد ذلك نحصل على توصيف لهذا الشكل الموصّف للعنصر " فعل "، أخيراً نحصل على شكل وصفة معاً، لتوصيف شكل وصفة العنصر " فعل ".
تخضع للدراسة السابقة، كافة الكلمات الثلاثية المتطابقة بالوزن مع الأداة " فُعِلُ ".
الوزن " فُعُلُ ":
إشارات الأداة " فُعُلُ " تعني: التشكيل والتوصيف معاً لمتشكل وموصف معاً لمتشكل وموصّف. وذلك لتتابع: الضم فالضم فالضمّ
بداية (من اليسار إلى اليمين)، نحن أمام شكل موصّف للكلمة " فعل "، ثمّ نحصل على تشكيل وتوصيف معاً لهذا الشكل الموصّف للعنصر " فعل "، أخيراً نحصل على شكل وصفة معاً، لتشكيل وتوصيف شكل وصفة العنصر " فعل ".
تخضع للدراسة السابقة، كافة الكلمات الثلاثية المتطابقة بالوزن مع الأداة " فُعُلُ "؛ والأمثلة التالية توضح ما سبق: "عُنُقُ"، "سُبُلُ"، "أُكُلُ"، "عُمُرُ"، … إلخ.
الوزن " فُعْلُ ":
إشارات الأداة " فُعْلُ " تعني: التشكيل والتوصيف لمستقل عن التشكيل والتوصيف لمتشكل موصّف.
وذلك لتتابع: الضم فالسكون فالضمّ.
بداية (من اليسار إلى اليمين)، نحن أمام شكل موصّف للكلمة " فعل "، بعد ذلك نحصل على استقلال عن التشكيل والتوصيف معاً لهذا الشكل الموصّف للعنصر " فعل "، أخيراً نحصل على شكل وصفة معاً، للاستقلال عن التشكيل والتوصيف لشكل وصفة العنصر " فعل ".
تخضع للدراسة السابقة، كافة الكلمات الثلاثية المتطابقة في الوزن مع الأداة " فُعْلُ ".
الأمثلة التالية توضّح ما سبق: "ثُلْثُ"، "عُمْرُ"، "جُعْلُ"، "صُفْرُ"، … إلخ.
الكلمات تتكوّن من تركيب الصيغ، وأبسطها الأبجدية وهي كلمات مكوّنة من حرف واحد، وعددها 28 (صيغة أساسية)، والأبجدية كما مرّ معنا ذات معان لا تتغيّر، هذه المعاني تحملها أسماؤها، فحرف الراء ( ر 01100 ) مثلاً: من التصريف رأى يرى فهو راءٍ.. وحرف القاف ( ق 01101 ) مثلاً: من التصريف قفا يقفو فهو قافٍ.. والقيافة أثر دلالي يتصف به المدلول عليه.
ولدينا كلمات تتركّب من حرفين عددها: 282 = 784 كلمة.
ولدينا كلمات تتركّب من ثلاثة أحرف عددها: 283 = 21952 كلمة.
طبعاً ليست كل تلك الكلمات مستخدمة، ومقياس الاستخدام الوحيد هو المفهوم المنطقي والدلالي.
ونلاحظ أنّ كل كلمة ثلاثية مثلاً تحتل 64 موقعاً تصريفياً باستخدام الحركات.
من هنا نلمس القدرة والمرونة الهائلة في اللغة العربية.
علماً أنّه تتوفر إمكانيات كبرى لاشتقاق المعاني عبر إضافات مقننة. سنعرض بعجالة مثالاً لذلك لاستكمال الموضوع، لأن مقالنا غير مخصص لهذا حالياً.
عند إضافة حرف الألف ( ا 11111 ) ضمن الصيغة الثلاثية " فعل " نحصل على " فاعل " أو " فعال ".
نلاحظ أن التآلف (حرف الألف) عندما يقترب من فاء الصيغة نحصل على اسم فاعل، وعندما يقترب من لام الصيغة نحصل على ما يُسمى باسم مصدر.
لننظر الآن في إشكالية قديمة لصيغة الفعل " قال " مثلاً. وليكن المثال: زيدٌ قالَ خيراً.
ذكرنا في مقالنا التاسع عن حرف الألف: " النتيجة الأولى التي تقود إليها النظرية الحديثة: هي أنّ (الهمزة) هي الحرف (ألف) نفسه، وتمثّل قراءة متحركة لهذا الحرف. فكل همز مفتوح هو ألف مفتوحة، وكل همز مكسور أو مضموم أو ساكن هو ألف مكسورة أو مضمومة أو ساكنة على الترتيب.
ومنه يكون: مَلا = مَلأْ ، لا = لأْ ، جا = جأْ ، فال = فأْل ، سال = سأْل ، فاس = فأْس ، راس = رأْس ، كاس = كأْس ، قرا = قرأْ ، نبا = نبأْ ، ... الخ.
هذا يُفسِّر وقوف بعض العرب على الهمز الساكن بدلاً من الألف الساكنة..".
إنّ قالَ = قَأْلَ، وبالتالي بإضافة التآلف قريباً من فاء الصيغة نحصل على " قائل "، ويكون: زيدٌ قائل خيراً.
وهذا الاشتقاق هو عام في كافة الصيغ الثلاثية المتعارف عليها تقليدياً أنها جوفاء معتلة العين بالألف.
مثل: صاب، صائب – قام، قائم – باع، بائع – ذاب، ذائب – وامَ، وائم ...إلخ.
طبعاً عندما نضيف التآلف قريباً من لام الصيغة نحصل على صيغة صحيحة أيضاً، مثلها مثل الصيغة الثلاثية الصحيحة قتل، قاتل، قتال.
فيكون لدينا مثلاً: قال، قائل، قِئال. باع، بائع، بِئاع. ذاب، ذائب، ذِئاب. وام، وائم، وِئام. وهي صيغ صحيحة شكلاً, ولكن من الواضح أنّ قِئال، بِئاع غير مستخدمة لعدم الحاجة للاستخدام الدلالي لهما حالياً.
|
