
الأوزان - 15
م. محمد يحيى كعدان
الأوزان " فُعَلْ ، فُعِلْ ، فُعُلْ ، فُعْلْ ":
نجد أن معنى مجموعة الأوزان هذه يتفق تقريباً مع معنى مجموعة الأوزان " فُعَلَ، فُعِلَ، فُعُلَ، فُعْلَ " (انظر مقال الأوزان 3)، باستثناء أن صياغة الأولى تبتدئ من عنصر مستقل عن الشكل والصفة، بينما صياغة الثانية تبتدئ من شكل فقط.
السطر الأخير من جدول الحقيقة الأبجدي يحوي الحركات، وهي كما جاءت فيه من اليمين إلى اليسار:
الضم ( ُ 00011 ) ، الفتح ( َ 00010 ) ، الكسر ( ِ 00001 ) ، السكون ( ْ 00000 ).
الوزن " فُعَلْ ":
إشارات " فُعَلْ " تعني: التشكيل والتوصيف، لتشكيل، لمستقلّ عن الشكل والصفة.
وذلك لتتابع: الضم فالفتح فالسكون.
بداية (من اليسار إلى اليمين)، نحن أمام استقلال عن شكل وصفة الكلمة " فعل "، بعد ذلك نحصل على تشكيل أو تجسيد عام لهذا الاستقلال عن شكل وصفة الكلمة " فعل "، أخيراً نحصل على شكل وصفة معاً لتشكيل الاستقلال عن شكل وصفة الكلمة " فعل ".
تخضع للدراسة السابقة، كافة الكلمات الثلاثية المتطابقة بالوزن (بالحركات) مع " فُعَلْ ".
الأمثلة التالية توضح ما سبق: "جُمَلْ"، "قُبَلْ"، "عُمَدْ"، "عُلَبْ"، … إلخ.
إنّ " فُعَلْ " تعبّر عن تحقق التشكيل الموصف لعنصر عام (جمع مثلاً) هو شكل لمستقلّ. لكن ليس ضرورياً كون العنصر العام جَمْعاً (إن لم يكن العنصر قابلاً للتعداد ضمن المعنى المقصود)، كما في المثال: " لُغَةْ ".
والصيغة " عُدَدْ " هي: " عَدَدْ " و " عِدَدْ " معاً.
الوزن " فُعِلْ ":
إشارات الأداة " فُعِلْ " تعني: التشكيل والتوصيف، لموصّف، لمستقلّ عن الشكل والصفة.
وذلك لتتابع: الضم فالكسر فالسكون.
بداية (من اليسار إلى اليمين)، نحن أمام استقلال عن شكل وصفة الكلمة " فعل "، بعد ذلك نحصل على توصيف لهذا الاستقلال عن شكل وصفة الكلمة " فعل "، أخيراً نحصل على شكل وصفة معاً، لتوصيف الاستقلال عن شكل وصفة الكلمة " فعل ".
تخضع للدراسة السابقة، كافة الكلمات الثلاثية المتطابقة بالوزن مع الأداة " فُعِلْ ".
الأمثلة التالية توضح ما سبق: "كُسِرْ"، "عُلِمْ"، "عُقِدْ"، "قُتِلْ"، "ضُرِبْ"، …… إلخ.
الآن لنتأمل الأمثلة التالية:
" البيتُ عَلِمْ بالقرميدِ الأحمر "، " البيتُ عِلِمْ بالقرميد الأحمر "، " البيتُ عُلِمْ بالقرميدِ الأحمرِ ".
الصيغة " فُعِلْ " هي: " فَعِلْ " و " فِعِلْ " معاً.
الوزن " فُعُلْ ":
إشارات الأداة " فُعُلْ " تعني: التشكيل والتوصيف معاً لمتشكل وموصف معاً لمستقلّ عن الشكل والصفة. وذلك لتتابع: الضم فالضم فالسكون.
بداية (من اليسار إلى اليمين)، نحن أمام استقلال عن شكل وصفة الكلمة " فعل "، ثمّ نحصل على تشكيل وتوصيف معاً لهذا الاستقلال عن شكل وصفة الكلمة " فعل "، أخيراً نحصل على شكل وصفة معاً، لتشكيل وتوصيف الاستقلال عن شكل وصفة الكلمة " فعل ".
تخضع للدراسة السابقة، كافة الكلمات الثلاثية المتطابقة بالوزن مع الأداة " فُعُلْ "؛ والأمثلة التالية توضح ما سبق: "عُنُقْ"، "سُبُلْ"، "أُكُلْ"، "عُمُرْ"، … إلخ.
الصيغة " فُعُلْ " هي: " فُعَلْ " و " فُعِلْ " معاً.
الوزن " فُعْلْ ":
إشارات الأداة " فُعْلْ " تعني: التشكيل والتوصيف لمستقل عن التشكيل والتوصيف لمستقل عن التشكيل والتوصيف.
وذلك لتتابع: الضم فالسكون فالسكون.
بداية (من اليسار إلى اليمين)، نحن أمام استقلال عن شكل وصفة الكلمة " فعل "، بعد ذلك نحصل على استقلال عن التشكيل والتوصيف معاً لهذا الاستقلال عن شكل وصفة الكلمة " فعل "، أخيراً نحصل على شكل وصفة معاً، للاستقلال عن التشكيل والتوصيف لمستقلّ عن شكل وصفة الكلمة " فعل ".
تخضع للدراسة السابقة، كافة الكلمات الثلاثية المتطابقة في الوزن مع الأداة " فُعْلْ ".
الأمثلة التالية توضح ما سبق: "ثُلْثْ"، "عُمْرْ"، "جُعْلْ"، "صُفْرْ"، … إلخ.
نلاحظ في كل الأوزان أعلاه أننا أمام وقف، يوحي بانتهاء التعبير والدلالة للعبارة في السكون. لأنها مستقلة.
عملَ النحاة منذ القِدَم على تقسيم النحو (القواعد اللغوية) إلى قسمين: صرف وإعراب.
لم تكن واضحة حدودَ هذه القِسْمة. وفي عملنا هذا نحذو حذوهم، نقول:
- الصرف: أو تصريف الصيغة، هو المشتقات الناتجة عن الصيغة الأساسية بإضافات تُمثّل بادئات أو حشوات أو لواحق من الأحرف، وهي محصورة بالبنية التحتية للصيغة.
- الإعراب: هو الموقع الذي يمكن أن تحتله الصيغة في البنية الفوقية (المُعبّر عنها بالحركات).
بالتالي إنّ إضافة التنوين إلى الأسماء هو " صرف "، والتنوين نون ساكنة " نْ ".
ولكن ماذا يعني تعريف النون ( ن 10010 )؟
بداية هو يدلّ على معرفة المتكلم (باستقلال عن المستمع) بشكل عنصر غائب.
القراءة السابقة تُفيد معرفة المتكلم بشكل العنصر ( القيمة 1 للخانة الثانية من اليمين تعني حضور الشكل ) مع غياب الصفة أو التخصيص أو التمييز ( القيمة 0 لخانة أقصى اليمين تعني غياب الصفة )، هذا يعني أنّ المتكلم أمام عنصر متجسّد غير مخصص، بالتالي هو عام غير محدّد، أو هو عنصر نكرة.
لكن هذا العنصر غائب ( القيمة 0 للخانة الثانية من اليسار تعني غياب العنصر أو الموضوع المتحدّث عنه ) رغم وجود أو حضور شكل له، ذلك يدلّ على أنّ الصيغة ( التي هي تعريف بالعنصر ) تعمل على تسمية هذا الشكل الحاضر باسم ( تعريف ) عنصر غائب، كأن نسمي كمثال مولوداً باسم صخر، فالمولود هنا هو شكل حاضر للعنصر صخر الغائب. أي أنّ صخر هو اسم للمولود وليس تعريفاً لهذا المولود وتخصيصاً أو توصيفاً له.
بالتالي فالتنوين دلالة على الاسم، وبها نستطيع ويجوز إطلاق أي تعريف من قبل المتكلم كتسمية اصطلاحية للعنصر.
السكون فوق النون يعني أننا نستطيع إطلاق التسميات الاصطلاحية على أية صيغة بمفهوم المتكلم، شكلاً (متجسدة)، أو صفة (معنوية)، أو شكلاً وصفة (عنصر فيزيائي). بالتالي فالتسمية مستقلة عن التشكيل والتوصيف.
ملاحظة: ليس ضرورياً أن يكون العنصر المتشكّل والموصّف عنصراً فيزيائياً، بل هناك العديد من الأمور ومنها الأفعال تكون متشكّلة وموصّفة، ولكن لا يمكن أن نقول أنها عناصر فيزيائية (كتلة وطاقة).
(إنّ الأفعال تُصنّف وفق مفهوم العمل في الفيزياء والطبيعة، وهو مفهوم يربط بين الكتلة والطاقة والانتقال (المكان والزمن)).
|