الخليج
يقرأ الطفل المواطن حميد عبد الله ابن 12 عاماً أربعة كتب أسبوعياً ويعتبرها غذاءه الفكري والروحي، تصقل شخصيته بالمعارف والمهارات ويكبر بها بتوافق مع بنائه الجسدي.
حميد عبد الله الطالب الإماراتي في الصف السابع يتصدى لأرقام المنظمات الدولية التي تشير إلى أن معدل قراءة الطفل العربي لا تتجاوز دقائق معدودة سنوياً، فهو يواظب على القراءة اليومية، ويحرص على حضور معرض الشارقة الدولي للكتاب سنوياً، ليجمع منه ما لذ وطاب من الكتب النادرة التي لا يجدها إلا في المعرض وغيرها من الكتب المختلفة التي يدخرها لتلبية عادته اليومية في القراءة.
يتحدث حميد بشخصية واثقة وبمصطلحات منتقاة عن عادته القرائية التي بدأها وهو في الصف الثاني الابتدائي، مشيراً إلى أن لمعرض الشارقة الدولي للكتاب فضلاً كبيراً في تكوين عادته القرائية، كونه يخصص له ميزانية من مدخراته لشراء الكتب لزيادة ثقافته واكتساب المصطلحات اللغوية.
ووفقاً لتقرير مركز الشارقة الإعلامي، فإن حميد عبد الله بحبه للقراءة وعشقه للكتاب يلبي مبادرة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، بإعلان عام 2016 عاماً للقراءة، ليكون واحداً من أبناء دولة الإمارات العربية المتحدة الذين يبنون مجتمعهم بعلمهم وثقافتهم، انطلاقاً من القراءة، المرتكز الرئيسي للفعل الثقافي والعلمي.
وحميد هو حصاد سنين طويلة لمشروع الشارقة الثقافي الذي بدأ صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، بزراعته في العام 1979 بكلماته التاريخية: لقد آن الأوان لوقف ثورة «الكونكريت» في الدولة لتحل محلها ثورة الثقافة «... ليستنفر من خلالها جهود أبناء الإمارة وتشكل إطار عمل متكامل لمشاريع كبرى انعكست على تعزيز البيئة الثقافية للإمارة وللوطن العربي بشكل عام».
وتتعدد في إمارة الشارقة المبادرات المعنية بتعزيز القراءة لدى الطفل لبناء جيل صديق للكتاب يسير بخطواته مع مشروع الشارقة الثقافي الذي يشمل برؤاه المستقبلية مراحل تطور الإنسان كافة.
عام القراءة
استهلت الشارقة عام القراءة باعتماد صاحب السمو حاكم الشارقة الهوية الجديدة لمبادرة تعلم اللغة العربية بوسائل ذكية في مدارس الشارقة تحت مسمى «لغتي»، وإطلاق المرحلة الثانية من المبادرة بتوزيع أجهزة الحاسوب اللوحية على الطلاب والطالبات.
وتتضمن الأجهزة الموزعة برامج تعليمية عصرية ومبتكرة باللغة العربية، إلى جانب برامج تدريبية للهيئة التدريسية تم إعدادها بالتعاون مع «حروف»، الشركة التعليمية المبتكرة التابعة لمجموعة كلمات للنشر المختصة بنشر كتب الأطفال باللغة العربية.
وتأتي مبادرة «لغتي» التي بدأت بمرحلتها الأولى في العام 2013 ضمن حزمة مبادرات تعليمية تبنتها إمارة الشارقة للارتقاء بالعملية التعليمية وتعزيز الاهتمام بلغة الضاد وتهيئة البيئة المدرسية الملائمة للإبداع وفق هوية عربية، ما ينعكس على دعم القراءة باللغة العربية.
إنجازات منفردة
ووفقاً للتقرير الصادر عن مركز الشارقة الإعلامي فقد استقبلت عاصمة الثقافة العربية والإسلامية «عام 2016.. عام القراءة» بإنجازات ثقافية منفردة انبثقت عن جهود 35 عاماً بأجيال متصالحة مع الكتاب وعلاقتها بالقراءة أبدية راسخة، ما ساهم في بناء قاعدة رصينة لمجتمع قارئ من شأنها تلبية مبادرة صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، التي أطلقها مؤخراً مع إسدال الستار على العام 2015 ليكون العام 2016 عام القراءة.
وجاء في التقرير: بينما ترتكز معايير إمارة الشارقة على بناء الإنسان، ليكون بناءً معرفياً ثقافياً، فقد انعكس ذلك على البيئة الثقافية والمعرفية للإمارة.
والقارئ لمسيرة الشارقة الثقافية والمتابع لأحداثها وفعالياتها يدرك دورها الفاعل في بناء منظومة ثقافية متكاملة، بما فيها تفعيل القراءة.
وفي الإمارة التي تحتضن أول منطقة حرة للنشر في العالم، «مدينة الشارقة للكتاب»، تتعدد المبادرات التي تعنى بتعزيز القراءة لدى الصغار والكبار انطلاقاً من مهرجان الشارقة القرائي للطفل ومبادرات المجلس الإماراتي لكتب اليافعين إلى معرض الشارقة الدولي للكتاب ومشروع ثقافة بلا حدود ومؤتمر الناشرين العرب.
ومن المبادرات الأخرى التي تتبناها الشارقة معرض الكتاب المستعمل، ومبادرة «مكتبة الرصيف»، وحملات التبرع بكتب الأطفال، ومبادرة بيوت الشعر، والمشروع الثقافي القرائي المتجول «جليس» الذي أطلقه المكتب الثقافي والإعلامي في المجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة، بالتعاون مع «ثقافة بلا حدود»، وغيرها من المبادرات والمشاريع التي انعكست على دعم القراءة وتعزيز المجتمع بأجيال تربطها علاقة صداقة وثيقة بخير جليس.
ولدى الشارقة العديد من الجهات التي ساهمت في تعزيز البيئة الثقافية للإمارة، منها دائرة الثقافة والإعلام وهيئة الشارقة للكتاب، ولجمعية الناشرين الإماراتيين العديد من الأهداف النوعية، إضافة إلى دورها الكبير في دعم قطاع النشر العربي.
وكان للإعلان الخاص عن إنشاء مقر دائم لاتحاد كُتاب وأدباء الإمارات في مدينة الشارقة للكتاب المتوقع الانتهاء من بناء المقر قبل بدء الدورة المقبلة من معرض الشارقة الدولي للكتاب في عام 2016 وقعه على الساحة الثقافية الإماراتية لتعزيز دعم القطاع المهم.
دائرة الثقافة والإعلام
تزخر دائرة الثقافة والإعلام في إمارة الشارقة بالعديد من المبادرات والبرامج الثقافية المختلفة التي يتم تنظيمها على مدار العام ببرامج أسبوعية وشهرية وسنوية.
وتستهدف الأنشطة المختلفة للدائرة تفعيل المناشط الثقافية والأدبية الإبداعية، والاستفادة القصوى من ممكنات العمل الثقافي، ضمن البرنامج العام لدائرة الثقافة والإعلام بحكومة الشارقة، وبالتعاون مع الإدارات الأخرى التابعة للدائرة في حالة الأنشطة الكبرى التي تتطلب كافة الجهود.
وأطلقت الدائرة جائزة الشارقة للثقافة العربية - اليونيسكو - باريس، في عام 1998م، بمبادرة ورعاية كريمة من صاحب السمو حاكم الشارقة، بمناسبة اختيار الشارقة عاصمة للثقافة العربية من قبل منظمة اليونيسكو.
وتنظم دائرة الثقافة والإعلام أسبوعياً منتدى الأحد الثقافي، وملتقى الشارقة للشعراء الشباب، الذي يقام كل عام في دولة أو أكثر من دولة في الوطن العربي، لتكريم الشعراء الشباب في الوطن العربي.
في حب الكلمة المقروءة
«في حب الكلمة المقروءة» شعار اتخذه معرض الشارقة الدولي للكتاب ليجسد من خلاله العلاقة الحميمية بالكتاب وعشق كلماته التي انطلقت منها أهداف المعرض وسبب إقامته.
الشارقة القرائي للطفل
يعد مهرجان الشارقة القرائي للطفل الذي ينظم سنوياً من الفعاليات المهمة التي تتميز بها إمارة الشارقة محلياً ودولياً، لتشجيع وغرس حب القراءة لدى الكبار والصغار.
ويمثل المهرجان نقطة لقاء رائعة للكتاب ودور النشر كي يتواصلوا ويتفاعلوا مع بعضهم بعضاً، ويتضمن مجموعة من حفلات توزيع الجوائز بما فيها حفل توزيع جوائز الشارقة لكتاب الطفل.
ثقافة بلا حدود
من المبادرات المهمة التي أطلقها مؤخراً «مشروع ثقافة بلا حدود» مؤخراً مبادرة «1001 - ألف عنوان».. وعنوان تحت شعار «ندعم الفكر لنثري المحتوى»، والرامية إلى إصدار 1001 كتاب إماراتي خلال العامين الجاري والمقبل، تماشياً مع عام القراءة، وتعزيزاً للإنتاج المعرفي والفكري في دولة الإمارات العربية المتحدة.
ووفقاً لراشد الكوس مدير عام مشروع ثقافة بلا حدود، يتمحور الهدف الرئيسي للمشروع حول نشر ثقافة القراءة بين أفراد المجتمع، انطلاقاً من منازلهم ومكتبتهم الخاصة التي يتكفل المشروع بإنشائها وفق معايير دقيقة ومدروسة.
ويضع القائمون على المشروع نصب أعينهم، أن يستفيد من المشروع عند نهايته نحو 42 ألف عائلة في مختلف مناطق الشارقة.
جمعية الناشرين
تعمل جمعية الناشرين الإماراتيين التي تأسست في 25 فبراير/شباط 2009 على الارتقاء بقطاع النشر في دولة الإمارات العربية المتحدة والنهوض بدور الناشر من خلال برامج التأهيل والتدريب التي ترفع كفاءته، وترتقي برعاية العاملين في مجال النشر في الدولة، وتحسين شروط المهنة والقوانين الخاصة بها بالتنسيق والتعاون مع المجلس الوطني للإعلام والجهات المعنية بالنشر في الدولة، إضافة للعديد من الجهات المناظرة في دول مجلس التعاون الخليجي والوطن العربي والعالم.
وبالتعاون مع جمعية الناشرين الإماراتيين، نظم اتحاد الناشرين العرب الدورة الثالثة من مؤتمر الناشرين العرب الذي انبثقت عنه العديد من التوصيات والأهداف الداعمة لصناعة النشر العربي.
كتب اليافعين
يستعد المجلس الإماراتي لكتب اليافعين الفرع الوطني من المجلس الدولي لكتب اليافعين-، لتنفيذ مجموعة من المبادرات والأنشطة الخاصة بدعم وتعزيز القراءة بين الأطفال واليافعين خلال العام 2016، تماشياً مع الأهداف التي أنشئ من أجلها المجلس، وتزامناً مع مبادرة عام القراءة التي أطلقها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله.
ويعتبر المجلس الذي تأسس بمبادرة من الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي المؤسس والرئيس الفخري، من أبرز المؤسسات المعنية بتشجيع الأطفال واليافعين على ممارسة القراءة وجعلها عادة يومية بالنسبة إليهم، وغرس حب الكتاب في نفوسهم.
ومع التوجيهات التي أطلقها صاحب السمو رئيس الدولة، بجعل العام 2016 عاماً للقراءة، تتضاعف المهام والمسؤوليات أمام المجلس الإماراتي لكتب اليافعين، وهذا ما جعل مجلس إدارته يكثف من جهوده، استعداداً لتنفيذ خطط تتماشى مع التوجه العام الذي تنتهجه دولة الإمارات في هذا العام.
وخلال مسيرة عمله التي امتدت لست سنوات، أطلق المجلس العديد من المبادرات والمشاريع، الهادفة إلى تشجيع الأطفال واليافعين على ممارسة القراءة من جهة، وتشجيع دور النشر وكتاب أدب الطفل على تقديم محتوى أدبي عالي الجودة، من جهة أخرى، لتساهم في جذب هاتين الشريحتين إلى عالم القراءة، ومن هنا جاءت مبادرات المجلس: «جائزة اتصالات لكتاب الطفل»، وحملة «اقرأ.. احلم.. ابتكر»، ومبادرة «كان يا مكان»، ومشروع «كتب صنعت في الإمارات»، والعديد غيرها لتعزز هذه الجهود وتساهم في الارتقاء بمكانة كتاب الطفل في دولة الإمارات والعالم العربي.
الجائزة العربية الأهم
انطلقت جائزة اتصالات لكتاب الطفل، التي ترعاها شركة اتصالات، في عام 2009، بمبادرة كريمة من الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، المؤسس والرئيس الفخري للمجلس الإماراتي لكتب اليافعين، وهي تهدف إلى إثراء ثقافة القراءة وحب الكتب العربية عند الأطفال، وذلك من خلال إبراز أفضل أعمال الكُتاب والرسامين والناشرين، التي تتناول موضوعات معاصرة تثري أدب الطفل.
الرسامون العرب
في إبريل 2015 وضمن برنامج ورشة، شارك مجموعة من الرسامين العرب والمتخصصين في مجال رسوم الأطفال في مقهى الرسامين، الذي يعتبر من أبرز فعاليات الحوار الإبداعي الفعال بين رسامي الأطفال حول العالم، الذي كان أقيم على هامش معرض بولونيا لكتاب الطفل.
وجاءت مشاركة الرسامين العرب بناءً على دعوة قدمتها جائزة اتصالات لكتاب الطفل لهم لحضور هذه التظاهرة العالمية المهمة في مجال كتاب الطفل، كجزء من التزام الجائزة برعاية وتطوير صناعة كتاب الطفل بالمنطقة.
وفي يونيو/حزيران 2014 وضمن برنامج «ورشة» أيضاً أرسل المجلس كتاباً ورسامين وناشرين عرباً لحضور مهرجان آسيا لمحتوى كتاب الطفل، الذي أقيمت فعالياته في المكتبة الوطنية بسنغافورة.
حملة «اقرأ.. احلم.. ابتكر»
أطلق المجلس الإماراتي لكتب اليافعين حملة «اقرأ.. احلم.. ابتكر» في العام 2013، بهدف تحقيق تقارب أكبر بين الطفل والكتاب ودعم قدرات الأطفال على القراءة والكتابة، والابتكار والإبداع في مجال قصص الأطفال من خلال تحفيز الأطفال واليافعين على القراءة، وتطوير مهاراتهم في فن كتابة القصص وتحويل أفكارهم إلى قصص مكتوبة بشكل جيد واحترافي.
ويسعى المجلس من خلال هذه الحملة إلى تسليط الضوء على أهمية القراءة، وتحفيز الأطفال واليافعين على استخدام مخيلاتهم وتوظيفها بكتابات إبداعية حتى يتمكنوا من سرد القصص الخاصة بهم، وتتمثل فكرتها في تشجيع الأطفال على القراءة والاستماع إلى القصص من خلال الأنشطة والبرامج التي يتم تنفيذها، ومن ثم تحفيزهم على إطلاق العنان لمخيلاتهم لإعادة بناء القصة وصياغة أحداثها من جديد ورسمها بالطريقة التي يرغبونها.
ضمن حملة «اقرأ.. احلم.. ابتكر» أطلق المجلس في مارس 2015 تحدي للقراءة بين مشاهير التواصل الاجتماعي في الإمارات، بهدف تحفيز رواد مواقع التواصل الاجتماعي، على المنافسة في مجال قراءة القصص أمام الطلاب في رياض الأطفال والمدارس في مختلف إمارات الدولة.
وتمثلت فكرة «تحدي القراءة» في قيام أحد الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، و«فيسبوك»، و«إنستغرام» بقراءة مجموعة من القصص المنوعة، خاصة القصص الفائزة بجائزة اتصالات لكتاب الطفل، أمام مجموعة من طلاب إحدى المدارس في واحدة من إمارات الدولة، ومن ثم يعمل على ترشيح شخص آخر من الناشطين على هذه المواقع للقيام بالأمر ذاته في مدرسة أخرى بهدف زيادة التواصل بين رواد الإعلام الجديد والأطفال ممن تقل أعمارهم عن عشر سنوات، وتشجيعهم على القراءة والاستمتاع بالكتب.
وحول الجهود التي يقوم بها المجلس لنشر ثقافة القراءة والإطلاع بين الأطفال واليافعين، قالت مروة العقروبي رئيس مجلس إدارة المجلس الإماراتي لكتب اليافعين: «في إطار الرؤية الحكيمة للقيادة الرشيدة في دولة الإمارات الساعية دوماً إلى الارتقاء بوعي وثقافة الإنسان، تحظى شريحتا الأطفال واليافعين باهتمام كبير في دولة الإمارات، ونحن في المجلس الإماراتي لكتب اليافعين نتماشى مع هذا التوجه العام، ونسعى دوماً إلى تقديم كل ما من شأنه رفع وعي هاتين الفئتين باعتبارهما عماد وأمل المستقبل، فهم في أمس الحاجة للتقارب مع الكتاب في عالم لا مجال للعيش فيه بمعزل عن العلم والمعرفة».
وأضافت: «على الرغم من تعدد مصادر الحصول على المعلومة، واختلاف طرق الوصول إلى المعرفة، في هذا العالم الذي يشهد تطورات كبيرة في مجال التكنولوجيا، لدينا قناعة كبيرة بأن الكتاب هو الأفضل من بين الخيارات المطروحة للتزود بالمعارف والثقافة العامة والعلوم المختلفة، ولذلك نعمل في المجلس على غرس حب الكتاب في نفوس الأطفال واليافعين، ليتخذونه صديقاً دائماً لهم، وليكون إلى جانبهم في جميع الأوقات».
كتاب للطفل
يحتفل العالم سنوياً باليوم العالمي لكتاب الطفل الذي يُوافق يوم ميلاد عملاق أدب الأطفال الكاتب الدنماركي والعالمي الراحل هانس كريستيان أندرسن، في الثاني من إبريل، ويهدف الاحتفال إلى إلهام وتشجيع الأطفال على حب القراءة والاطلاع ولفت الانتباه إلى كتب الأطفال.
وتتم رعاية اليوم العالمي من قبل أحد الفروع الوطنية للمجلس الدولي لكتب اليافعين، حيث تتم دعوة أحد أبرز الكتاب من الدولة المضيفة لكتابة رسالة إلى أطفال العالم، كما تتم دعوة أحد أبرز الرسامين من نفس الدولة لتصميم ملصق خاص بهذه المناسبة لاستخدامه بطرق مختلفة لترويج حب القراءة والكتب في جميع أنحاء العالم.
ويحتفل المجلس الإماراتي لكتب اليافعين باليوم العالمي لكتاب الطفل سنوياً، بتنظيم فعاليات وأنشطة أدبية للأطفال، وتنظيم قراءات قصصية متنوعة، طوال شهر إبريل بمساعدة من أعضائه المميزين، كما تقدم بعض المكتبات ومحال الكتب في أنحاء الدولة كافة خصومات وعروض ترويجية على كتب الأطفال، وفي احتفال العام 2015 حصلت الإمارات على شرف رعاية رسالة وملصق اليوم العالمي لكتاب الطفل، وتولت رسامة كتب الأطفال الموهوبة ومدربة الفنون نسيم عبائيان، تصميم الملصق الخاص، فيما جاءت الرسالة الموجهة إلى أطفال العالم بهذه المناسبة بقلم مروة العقروبي لتشرح مدى التشابه بين أفراد المجتمع العالمي، هذا التشابه الذي يتجسد في القصص التي تُكتب وتُروى، فهناك الكثير من القواسم المشتركة التي تربط بين الشخصيات، والموضوعات الجوهرية لأدب الأطفال حول العالم.
يذكر أن المجلس الإماراتي لكتب اليافعين هو الفرع الوطني من المجلس الدولي لكتب اليافعين، وقد انطلق العمل فيه عام 2010 بمبادرة من الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، المؤسس والرئيس الفخري للمجلس الإماراتي لكتب اليافعين.
ويهدف المجلس إلى تشجيع نشر وتوزيع كتب الأطفال ذات الجودة العالية باللغة العربية في دولة الإمارات العربية المتحدة، وتزويد المؤلفين والرسامين الواعدين والمحترفين ودور النشر القائمة في الدولة بفرص التواصل وتبادل الخبرات وبناء القدرات، ويعود تأسيس المجلس الدولي لكتب اليافعين، المنظمة الأم التي تتخذ من سويسرا مقراً، إلى العام 1953 ويمثل المجلس شبكة دولية من المؤسسات والأفراد من كل أنحاء العالم، يجمعهم الالتزام بتشجيع ثقافة القراءة وتحقيق تقارب أكثر بين الطفل والكتاب.
مكتبات الشارقة
أكد تقرير مركز الشارقة أهمية المكتبات في تعزيز القراءة وجذب القراء، لافتاً إلى الدور الثقافي البارز لمكتبة الشارقة العامة ومكتباتها الفرعية المنتشرة في العديد من مدن ومناطق إمارة الشارقة.
ووصل عدد زوار مقار مكتبات الشارقة والمكتبات الإلكترونية إلى نحو 67 ألف زائر، وتمكنت مكتبة الشارقة التي يعود تاريخها إلى عام 1925م مع مكتبات الذيد وخورفكان وكلباء ووادي الحلو ودبا ومكتبة الحمرية، من استقطاب 58 ألفاً و245 زائراً مسجلاً خلال العام الماضي 2015، فيما وصل عدد زوار المكتبات الإلكترونية إلى 8 آلاف و415 زائراً للفترة ذاتها.
وأظهرت البيانات التي حصل عليها مركز الشارقة الإعلامي أن إجمالي عدد العناوين في مكتبات الشارقة وصل إلى و162 ألفاً و550 عنوانا حتى نهاية العام 2015، فيما وصل عدد مقتنيات مكتبات الشارقة العربية والأجنبية للسنة ذاتها إلى 555 ألفاً و216 وعاءً.
وتشير أرقام إحصائية الإعارة الداخلية لمكتبات الشارقة إلى 74 ألفاً و506 إعارات، فيما تشير أرقام إحصائية الإعارة الخارجية لمكتبة الشارقة والذيد إلى 43 ألفاً و715 إعارة للعام الماضي 2015.
وبدأت هيئة الشارقة للكتاب تنفيذ مشروع «المستودع الرقمي» لمكتبات الشارقة الذي يمثل جيل ما بعد المكتبات الرقمي، ويعتبر المشروع الأول من نوعه في الوطن العربي، ويهدف إلى إتاحة الإنتاجات العلمية والفكرية على الشبكة العنكبوتية من دون قيود أو عوائق مع الحفاظ على الملكية الفكرية لأصحابها.
إشادات دولية
أكد عدد من أصحاب الاختصاص والخبرة من مختلف الدول العربية دور الشارقة المهم في المحفل الثقافي العربي والعالمي بتوجيهات ورؤى صاحب السمو حاكم الشارقة، مشيدين بجهود سموه في دعم قطاع النشر العربي ما جعل الإمارة متميزة بفكرها الثقافي.
وأكدت شخصيات ثقافية بارزة من أصحاب الاختصاص والخبرة أهمية تجربة الشارقة الثقافية كونها تساهم في تمكين المجتمعات ثقافياً وتعيد التقارب بينهم وبين الكتاب، ما ينعكس على إنشاء أجيال ثقافية قادرة على التصدي للتحديات الثقافية وبناء مجتمعات متميزة فكرياً.
ويؤكد أحمد فهد الحمدان نائب رئيس اتحاد الناشرين العرب رئيس جمعية الناشرين السعوديين، أن الشارقة حاضنة للثقافات على اختلاف أنواعها ولها إسهامات كبيرة في المشهد الثقافي العربي والعالمي، برعاية وتوجيهات صاحب السمو حاكم الشارقة، الأب الثقافي للناشرين، مشيداً بجهود سموه في المشهد الثقافي العربي والدولي.
وأشار إلى أن تجربة الشارقة الثقافية ناجحة بكل المقاييس كونها عاصمة الثقافة العربية والإسلامية، لافتاً إلى أن النهضة الثقافية التي استطاعت الإمارة تحقيقها تتجلى صورها بالاحتفاء بالكتاب والاهتمام بالناشرين والمؤلفين ودعمهم اللامحدود.
قبلة الثقافة
يشير الدكتور محمد راضي نائب رئيس اتحاد الناشرين الأفارقة، إلى أن من شواهد التجربة الثقافية في إمارة الشارقة تصدرها على مستوى الوطن العربي وأصبحت قبلة الثقافة العربية والطرف الجاذب لكل ثقافات العالم، معتبرها علامة فارقة في المحفل الثقافي العربي والعالمي.
ويجد الدكتور محمد صالح معالج رئيس اتحاد الناشرين التونسيين، رئيس لجنة المعارض العربية والدولية باتحاد الناشرين العرب، أن إمارة الشارقة شكلت نقلة نوعية في التجربة الثقافية العربية، مشيداً بجهود الإمارة في حماية الملكية الفكرية وتشجيع النشر العربي.
واعتبر تجربة الشارقة الثقافية بما لديها من شواهد مختلفة، رائدة في العالم العربي ولها انعكاسات إيجابية على خلق أجيال ثقافية قادرة على بناء مستقبل حافل بالإنجازات، مشيداً بجهود الإمارة في حماية الملكية الفكرية ومحاربة التزوير بعد ظهور الناشر الرقمي والتصدي لأزمة النشر العربي وتوزيع الكتاب.
الكتاب العربي
يؤكد الدكتور خالد عزب رئيس قطاع المشروعات والخدمات المركزية في مكتبة الإسكندرية أهمية تجربة الشارقة في تشجيع القراءة وتبني العديد من المؤلفين وتعريف المجتمعات بمضامين كتاباتهم القيمة لإيمانها بعمق الكلمة، ما ساهم في تقديم كتاب أصبحوا أسماء لامعة على الساحة الدولية.
ولفت عزب إلى دور الشارقة في نشر الكتاب العربي في ضوء الاهتمام بالكتاب الناطق باللغة الإنجليزية.
بصمات واضحة
أكد الدكتور عبد الوهاب راضي عضو الهيئة الإدارية لاتحاد الناشرين العرب ورئيس اتحاد الناشرين العراقيين، أهمية تجربة الشارقة الرائدة والمتميزة والفاعلة على مستوى الوطن العربي، بقيادة صاحب السمو حاكم الشارقة، مشيداً ببصمات الإمارة الواضحة وتأثيرها الكبير في خلق جيل عربي مثقف، ولها انعكاساتها على الثقافة والنشر العربي.
وأشاد بالدور الكبير لمؤتمر الناشرين العرب لما له من فائدة في تسليط الضوء على مشكلات النشر العربي وكيفية تجاوز هذه المشكلات ومواكبة التطور العالمي في ما يخص النشر الإلكتروني وفي تبادل تجارب النشر العربي والعالمي بين حضور المؤتمر.
ولفت إلى خصوصية معرض الشارقة الدولي للكتاب الذي يسلط الضوء على المشهد الثقافي بشكل عام، ويعكس الاهتمامات الثقافية لدولة الإمارات العربية المتحدة وأبنائها، ومواكبتهم ووعيهم الثقافي بارتيادهم المعرض ومتابعتهم الإصدارات الجديدة.
ولفت الناشر العراقي أحمد زكي إلى الاهتمامات الثقافية لصاحب السمو حاكم الشارقة، التي انعكست على ازدهار الثقافة وصناعة الكتاب ما أثر في النمط الثقافي لحياة الناس.
من جانبه يجد أيمن عبد الجواد نائب رئيس تحرير جريدة المساء المصرية أن الشارقة تمكنت من سحب البساط وتفوقت في مبادراتها الثقافية.
وأشاد الناشر العراقي الدكتور عصام خضير بأهمية مبادرات الشارقة في دعم النشر العربي ليلبي حاجة الناشرين الماسة لهذا الدعم، مشيداً بجهود مؤتمر الناشرين العرب الذي نظمته إمارة الشارقة في العام المنصرم الذي اعتبره برنامج عمل لدعم النشر العربي.
جائزة الشارقة للأدب المكتبي
تعنى جائزة الشارقة للأدب المكتبي التي تم الإعلان عن دورتها الأولى ضمن الاحتفالات بالشارقة عاصمة الثقافة العربية لعام 1998 لتعميم ثقافة الكتاب والمكتبات، ناشرة ظلالاً وافرة حول أهمية الكتاب بوصفه مستودع معارف وحكم.
كما تضع في الاعتبار المستجدات في عالم التأليف والمعلوماتية ما يوفر قاعدة مناسبة لثقافة مكتبة وكتاب متجدد.
القراءة في الشارقة بخير
يؤكد تقرير مركز الشارقة الإعلامي أنه بمشاريع ومبادرات إمارة الشارقة ضمن مشروعها الثقافي الذي عايشه أبناؤها وتربوا من خلاله على حب الكتاب، تؤكد جاهزيتها لتلبية مبادرة «عام القراءة».
فالقراءة في الشارقة ما زالت بخير في ضوء جهود كبيرة ومنظومة عمل تراكمية تركزت حول برنامجها الثقافي بكافة عناصره لتعزيز مكانة الكتاب واستبداله ليكون رفيقاً دائماً يواكب نمو أجيال المستقبل.
ويؤكد المواطن عبد الله أحمد والد الطفل حميد، أن برامج الشارقة الثقافية وفعالياتها شكلت عماداً رئيسياً للتنمية الفكرية لأبنائه الثلاثة، وتشجعهم على القراءة وتساهم في التصدي لغزو التكنولوجيا التي اجتاحت البيوت والعقول ليكون بديلاً فكرياً ينقي العقول من شوائب صخب الحياة.
ويحرص على تحفيز أطفاله لشراء الكتب باللغة العربية كونها تدعم لغتهم الأم في ضوء تراجع الاهتمام باللغة العربية.
الطفل حميد عبد الله يواظب على قراءة الكثير من الكتب التي انتقاها من معرض الشارقة الدولي للكتاب ليضيفها إلى ما تكتنزه مكتبته المنزلية وتشكل مدخرات له يغذي بها فكره وروحه طوال العام، وينمي مهاراته وشخصيته ليكبر بها عاماً بانتظار انعقاد الدورة 35 من المعرض.
الشيخة بدور القاسمي: الإنجازات تتماشى ورؤى الإمارات في إيجاد جيل قارئ
تؤكد الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، المؤسس والرئيس الفخري لجمعية الناشرين الإماراتيين، والمؤسس والرئيس التنفيذي لمجموعة «كلمات»، أهمية مبادرة لغتي التي تعزز القراءة باللغة العربية وتكمل مشاريع الشارقة المعرفية التي تستهدف أبناء الإمارة.
ووفقاً للشيخة بدور، فإن «إنجازات الشارقة الثقافية المنفردة التي تستند إلى البناء المعرفي للإنسان منذ نعومة أظفاره، هي حصاد سنين طويلة زرعها صاحب السمو حاكم الشارقة، لتتماشى مع الرؤى الثقافية لدولة الإمارات العربية المتحدة في إيجاد جيل قارئ وصديق للكتاب».
ولفتت إلى أهمية بناء جيل قارئ يرتكز على البذرة الأولى التي تبدأ بالأطفال عبر الاهتمام ببنائهم المعرفي بما يتماشى مع البناء الجسدي، والتركيز على إيجاد الطرق الكفيلة بتوثيق العلاقة بين الطفل والكتاب من خلال جعله وسيلة تسلية وترفيه لتعزيز علاقته بالقراءة. مشيرة إلى حرص مجموعة «كلمات» من خلال شركتها التابعة «حروف» على ترسيخ الوسائل التقنية الحديثة لخدمة البرامج التعليمية وتفعيل القراءة، ما أفرز نتائج إيجابية وانعكس على إيجاد جيل محب للكتاب.
وأشارت إلى أن جمعية الناشرين الإماراتيين تساهم في تطوير قطاع النشر بدولة الإمارات ضمن أهداف واستراتيجيات متخصصة، ما يساهم بشكل عام في دعم القراءة وتعزيز حضور الكتاب.
الشيخة جميلة القاسمي: «الخدمات الإنسانية» اهتمت بالكتاب منذ نشأتها
بتناغم الأهداف الإنسانية والقرائية فقد أطلقت مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية معرض الكتاب المستعمل في العام 2006 لفتح آفاق جديدة للقراءة.
ووفقاً للشيخة جميلة بنت محمد القاسمي، نائبة رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، مدير عام مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، فقد بدأ اهتمام المدينة بالكتاب ونشره منذ نشأتها، إذ حرصت المدينة على نشر الكتب المتخصصة في مجال التربية الخاصة، والكتب التوعوية في مجال الإعاقة، وإثراء المكتبة العربية بالكتب المتخصصة في هذا المجال.
وأشارت إلى إصدار أول ترجمة عربية للدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية في العام 2010 الذي يصدر عن الرابطة الأمريكية للطب النفسي.
وأضافت إن أبرز ما قدمته المدينة مهرجان الكتاب المستعمل الذي انطلق بدورته الأولى في العام 2006 بفكرة منح الكتب المستعملة في منازلنا ومكتباتنا حياة جديدة، وتفتح آفاق جديدة للقراءة، وإضافة منفذ جديد لنشر المعرفة في الشارقة، معتمدة في بنائه على العمل التطوعي لمئات المتطوعين خلال الدورات ومئات الآلاف من الكتب التي تم جمعها خلال دورات المهرجان الخمس الماضية.
وقالت إن نجاح المهرجان جعلنا حريصين على إقامة الدورة السادسة من مهرجان الكتاب في العام 2016 التي ستنطلق في الفترة ما بين 23 - 27 فبراير 2016، وتتزامن مع فعالياته مع مبادرة عام القراءة.
ودعت كافة أفراد المجتمع إلى المشاركة في هذا المهرجان الذي تقيمه مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية كل عامين، سواء من خلال التطوع في المهرجان بشكل عام، أو من خلال التبرع بالكتب المستعملة لإثراء أروقة المهرجان وأرففه بالكتب القيمة والمعرفة.
وقالت إنها دعوة لمشاركة المعرفة والعمل التطوعي، فهذا المهرجان هو ترجمة حقيقة لقيم الشارقة الثقافية وتوجهات صاحب السمو حاكم الشارقة.
أحمد بن ركاض العامري: جذب فئات أوسع من المجتمع إلى عالم القراءة
أكد أحمد بن ركاض العامري رئيس هيئة الشارقة للكتاب، أن الهيئة ستعمل خلال هذا العام على استثمار الحضور الثقافي الفاعل لإمارة الشارقة، في جذب فئات أوسع من المجتمع إلى عالم القراءة، حتى يكون كل مواطن ومقيم وزائر على أرض الإمارة جزءاً من هذه الاحتفالية الكبرى بالكتاب.
وأضاف أن هذه الاحتفالية لن يقتصر تأثيرها على هذا العام فحسب، بل سيمتد إلى أعوام مقبلة، من أجل الاستثمار في الإنسان، وتزويده بالمهارات اللازمة التي تجعله أكثر وعياً، وأقدر على التعامل مع واقعه ومجتمعه بانفتاح وتواصل إيجابي، لتحقيق مزيد من التسامح والتفاهم والاستقرار.
وذكر أن الهيئة ستنظم العديد من الفعاليات الكبرى خلال العام الجاري التي لن تقتصر على مهرجان الشارقة القرائي للطفل في إبريل المقبل، أو معرض الشارقة الدولي للكتاب في نوفمبر/تشرين الثاني القادم، وإنما ستشمل أيضاً إطلاق مبادرات جديدة تهدف إلى التعريف بالكتاب الإماراتي ونشره حول العالم بمختلف اللغات.
وأشار إلى تكريم المبدعين في مجالات الكتابة والتأليف، والاحتفاء بإبداعات الرسامين الذين يزينون كتب الأطفال بشكل خاص، إلى جانب تعزيز التعاون مع الجهات المعنية والمشاركة في احتفالات الإمارات بعام القراءة.
وأعرب عن ثقته بأن الدور الذي لعبه كل من معرض الشارقة الدولي للكتاب ومهرجان الشارقة القرائي للطفل، على مدى الأعوام الماضية، في تكريس ونشر عادة القراءة، وتوفير الكتب بأسعار مخفضة، وإثراء حركة الترجمة العالمية، ودعم المؤلفين والمترجمين والرسامين والناشرين، ساهم في توفير بيئة متميزة للقراءة في إمارة الشارقة.
وقال إن الشارقة لديها العديد من المشاريع والحملات المتماشية مع توجهات القراءة ورغبات القراء، وعملت على زيادة اهتمام أفراد المجتمع المحلي بالكتاب والحرص على اقتنائه والاستفادة منه لإثراء معارفهم وبناء وعيهم.
وأوضح أن الجوائز التقديرية التي تقدمها الهيئة للمبدعين والمتميزين في المجالات المرتبطة بالكتابة وصناعة النشر، مثل منحة الترجمة المقدمة من صندوق منحة معرض الشارقة الدولي للكتاب للترجمة والحقوق، وجوائز معرض الشارقة الدولي للكتاب، وجائزة معرض الشارقة لرسوم كتب الطفل، تهدف إلى تحفيز هؤلاء المبدعين لتقديم المزيد من أعمالهم وتجويدها، من ناحية الشكل والمضمون، لتتوافق مع رغبات القراءة، وتزيد من اهتمامهم بالكتاب، وتسهم في الوقت ذاته في إثراء حركة التبادل المعرفي والثقافي والأدبي بين دول العالم.
وأشار إلى أن القراءة ليست مفتاحاً لنهضة المجتمعات وتقدمها فحسب، بل هي أداة للتنوير، ووسيلة للإبداع، ولا يمكن أن تستمر الحياة وتتقدم من دون شعب يعشق القراءة، ويتمسك بالكتاب، لافتاً إلى أن الهيئة تعمل على تعزيز الثقافة وتوثيق العلاقة بين القارئ والكتاب، كي تبقى إمارة الشارقة ودولة الإمارات العربية المتحدة وجهة دائمة للمثقفين والكُتاب والناشرين، ولجميع العاملين والمهتمين بالعمل الثقافي وصناعة النشر، محلياً وإقليمياً وعالمياً.
« كان يا ما كان»
أطلق المجلس الإماراتي لكتب اليافعين وخلال مشاركته في فعاليات الدورة الرابعة والثلاثين من معرض الشارقة الدولي للكتاب عام 2015، مبادرة «كان يا ما كان» الهادفة إلى إنشاء مكتبات ثابتة ومتنقلة للأطفال المقيمين في المناطق التي تعاني صعوبات في الوصول إلى الكتاب نتيجة ظروف اجتماعية أو طبيعية، أو بسبب الاضطرابات والحروب.
وشكلت المكتبات التي قامت المبادرة بتأسيسها في عدد من المدن والمناطق حول العالم وسيلة لتحقيق تقارب أكبر بين الطفل والكتاب.
كما وفرت المكتبات للأطفال مجموعة من الكتب والقصص ذات المحتويات المتنوعة التي تمزج بين المعرفة والترفيه.
المكتبة الجوية
من مبادرات القراءة الأخرى التي أطلقها مشروع ثقافة بلا حدود مبادرة «المكتبة الجوية» بالتعاون مع شركة العربية للطيران، تأكيداً لأهمية القراءة ونشر الثقافة بين أفراد المجتمع في إمارة الشارقة والمسافرين عبر مطارها الدولي.
وتوفر المكتبة الجوية عدداً من الكتب العربية المتنوعة التي تتناسب مع أذواق المسافرين على متن طائرات العربية للطيران لغرس ثقافة القراءة لديهم وزيادة الوعي بأهمية الثقافة وجعلها أسلوب حياة، انسجاماً مع رؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، بنشر الثقافة في كل مكان وأن الكتاب يجب أن يكون صديق الإنسان المقرب يحمله معه أينما ذهب، مهما كان عمره، أو مستواه التعليمي.
كتب صنعت في الإمارات
«كتب صنعت في الإمارات» هو مشروع أطلقه المجلس الإماراتي لكتب اليافعين في العام 2011، بهدف تشجيع تطوير كتب الأطفال التي تم تأليفها من قبل كتاب إماراتيين، وتعكس القيم الثقافية في الإمارات، وعمل المشروع على بناء قدرات ومهارات الكتاب والرسامين الإماراتيين الشباب، تحت إشراف مجموعة من الكتاب والرسامين والخبراء الدوليين.
ركز المشروع في بداياته على الكتب المصورة، وجمع مؤلفين ورسامين طموحين ومعروفين في مجال كتب الأطفال في مجموعات ثنائية، للتعاون والعمل معاً لإنتاج القصص خلال سلسلة من ورش العمل التي نظمها المجلس بالتعاون مع معهد غوته، وأدارها مؤلف ورسام كتب الأطفال الألماني الشهير أوته كراوس، وبعد ذلك توجه المشروع نحو روايات الشباب اليافعين، خاصة الروايات الخيالية، والحزينة، وروايات الخيال العلمي.
وسعى إلى تشجيع الأقلام الإماراتية الشابة على كتابة روايات موجهة لشريحة الشباب، لاسيما وأن هذا النوع من الروايات ما يزال نادراً جداً، ليس في الإمارات العربية المتحدة فحسب، بل وفي العالم العربي بشكل عام، وقدم المشروع التوجيه والإرشاد للكتاب والرسامين الإماراتيين الراغبين في الكتابة والرسم لهذه الفئة العمرية، وتم الإشراف عليهم بمشاركة عدد من كبار المؤلفين والرسامين العالميين البارزين في مجال كتب الأطفال واليافعين.
الخليج