|
تصريف الصيغة الثلاثية - 4
م. محمد يحيى كعدان
لتكن الصيغة الثلاثية: كَتَب، بإضافة الألف بين فاء وعين الصيغة، نحصل على صيغة اسم الفاعل: كَاتِب، وبإضافة الألف (التآلف) بين عين ولام الصيغة، نحصل على صيغة المصدر: كِتَاب. (انظر مقال: تصريف الصيغة الثلاثية – 1).
الآن لتكن الصيغة الثلاثية: وَحَدَ، بإضافة الألف بين فاء وعين الصيغة، نحصل على صيغة اسم الفاعل: وَاحِد، وبإضافة الألف (التآلف) بين عين ولام الصيغة، نحصل على صيغة المصدر: وِحَاد.
ونقول: كتابٌ واحِدٌ. وتُشبه بالوزن (الموصوف والصفة) قولنا: زيدٌ قاتِلٌ.
(نُذكّر أنّ الحركات تدلّ على موقع الصيغة في البنية الفوقية ولا تؤثر على الدلالة في البنية السفلية).
لتكن الصيغة الثلاثية: ثَنَّ = ثَنْنَ، بإضافة الألف بين فاء وعين الصيغة، نحصل على صيغة اسم الفاعل: ثانٍ = ثانِنْ، وبإضافة الألف (التآلف) بين عين ولام الصيغة، نحصل على صيغة المصدر: ثْنَان.
ونقول: كتابٌ ثانٍ، كتابان ثْنَان.
الآن لتكن الصيغة: (ثَنْ). من تعريف الثاء وهو 01001، والنون وهو 10010، تعني:
وجود صفة لعنصر حاضر باستقلال عن المتكلم والمستمع (ث)، لعنصر غائب معروف شكله العام للمتكلم فقط (ن). هذا يدل على أننا أمام صفة لاسم. أي: أننا أمام علاقة لتشكيل، أي: أمام توصيف أو تمييز أو ترتيب أو اختيار (كل منها تفيد مفهوم العلاقة أو الزمان أو صيغة وحدة الوجود. انظر مقالنا: المفاهيم الأوّلية) لعنصر متشكّل.
بالتالي إنّ مفهوم الثنائية العددي للصيغة " ثنان " يتأتى من اللاحقة (ان) إلى (ثن)، أيّ لدينا علاقة ترتيب (ثن)، متآلفة عموماً (ان)، وحتى يصحّ هذا التآلف ينبغي أن يكون مع عنصرين اثنين (انظر مقالنا حرف الألف).
ويصحّ القول: إثْنَان. وعندها تعني الألف وجود التآلف بين المتكلم والمستمع والصيغة " ثْنَان " المعبّرة عن عنصرين.
الآن لتكن الصيغ الثلاثية: ثَلَث، رَبَع، خَمَس، سَدَس، سَبَع، ثَمَن، تَسَع، عَشَر، بإضافة الألف بين فاء وعين الصيغة، نحصل على صيغة اسم الفاعل: ثالِث، رابِع، خامِس، سادِس، سابِع، ثامِن، تاسِع، عاشِر، وبإضافة الألف (التآلف) بين عين ولام الصيغة، نحصل على صيغة المصدر العام (يكون جمعاً عند قابلية العنصر للجمع): ثُلاث، رُباع، خُماس، سُداس، سُباع، ثُمان، تُساع، عُشار.
ونقول: كِتابٌ ثالثٌ (رابع، خامس، ..إلخ)، ثالثُ كتابٍ.
الصيغتان أعلاه (في الجملتين) تفيدان دلالة أنّ الكتاب في الترتيب الثالث (الرابع، ...إلخ).
عادة تتم مخالفة العدد للمعدود في التذكير والتأنيث، كون العدد عبارة عن علاقة بين معدودات متقابلة. فالعدد يستند لتقابل واحد إلى واحد بين اثنين.
إذا قابلنا كمثال بين نعاج وحصاة كما فعل الرعاة قديماً، فإنّ علاقة التقابل بينهما تُمثّل عدد النعاج والحصاة.
بالتالي إنّ المخالفة بالتذكير والتأنيث بين العدد والمعدود، تُمثّل علاقة التقابل بينهما للدلالة على أنّ الصيغة المذكورة هي عدد، ولا تحمل معنى آخر.
يقول تعالى: { الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلاً أُولِي أَجْنِحَةٍ مَّثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ الله عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } فاطر 1.
{ سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُوماً فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ } الحاقة 7.
|
