للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  دعوة للمشاركة والحضور           المؤتمر الدولي العاشر للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

اللغة على عرشها إن واكبت التطور الحضاري والعلمي ...العربية الفصيحة بين الهجومات الشرسة والتعطيلات المقصودة

تعرضت اللغة العربية خلال العقدين الماضيين للهجوم الشرس والاتهامات الباطلة بأنها لغة فقيرة وغير متطورة وعاجزة عن مواكبة التطور العلمي والتقني!! ويجري ذلك في إطار سياسة الإقصاء عن مجالاتها الحيوية بأن تكون لغة التدريس الجامعي في جميع مراحله وحقوله العلمية
وأن تكون لغة البحث العلمي ولغة المؤسسات المالية والاقتصادية والثقافية وجميع مؤسسات الدولة، وحلت محلها الإنكليزية في المشرق العربي والفرنسية في المغرب العربي، ووجدت هذه السياسة الاقصائية المعادية للغة العربية طريقها إلى التعليم العام أيضاً بجميع مراحله وامتدت أيضاً إلى رياض الأطفال.
 
تغلغل.. وتخاطب تلقائي
 
هذا ما يؤكده أ. د عبد الكريم خليفة رئيس مجمع اللغة العربية في الأردن في بحث له بعنوان: «التعريب الشامل وثورة لغوية وفكرية» مشيراً إلى أن السياسة اللغوية المطبقة على أرض الواقع وغير معلنة تقوم بصورة ممنهجة على تشجيع اللهجات واستعمال اللغات العامية أو الدراجات في الإعلام المرئي والمسموع، وباتت تغلغل إلى الإعلام المكتوب في الصحف وبعض المجلات.
وعن «العربية الفصيحة ودور النحو في تعليمها» يرى د. محمد حماسة عبد اللطيف نائب رئيس مجمع اللغة العربية في القاهرة أن العربية ظلت محتفظة بخاصة الإعراب حتى أواخر القرن الثالث الهجري تقريباً على مستوى التخاطب التلقائي، ثم أخذت اللغة التلقائية في الانفصال؛ لأن العربية المولدة أخذت في الانتشار، والدليل على ذلك أن النحويين أنفسهم لم يكونوا يستعملون اللغة الفصحى في مخاطباتهم ومحاورهم، ويرجع ذلك إلى أن أولئك الذين دخلوا الإسلام من غير العرب، الذين تعلموا العربية لغة الدين الجديد أصبحوا لا ينطقون حركات الإعراب في أواخر الكلمات، مشيراً إلى أن اللغة الفصحى باقية بخصائصها غير أنها لم تعد لغة التخاطب التلقائي، بل هي لغة الفن والإبداع والثقافة والتدوين والصحافة وكثير من مناشط الحياة المعاصرة كالأخبار والمحاضرات والندوات وخطب الجمعة وغيرها.
 
ما بعد 120
وفي بحث له بعنوان «اللغة العربية المعاصرة والتعدد اللغوي والتنمية البشرية» يشير أ. د علي القاسم عضو المجمع المراسل في مجمع اللغة العربية بدمشق والقاهرة إلى أنه لو كان استعمال لغات أجنبية في التعليم العام والتعليم الجامعي يحقق التنمية البشرية، لاحتلت مصر العزيزة ذات الحضارة العريقة التي ينتشر فيها التعليم العام الأجنبي منذ أكثر من قرن وتتوفر عاصمتها القاهرة وحدها على ثلاثين جامعة أجنبية وأهلية تدرس بلغات أجنبية، الرتبة الأولى في سلم التنمية البشرية. ولكنها تحتل مثل معظم هذه البلدان العربية مع عميق الأسف - رتباً ما بعد 120 تقريباً في هذا السلم، وتتصدر قائمة الدول المصدرة للأدمغة والكفاءات العالمية، ويصنفها تقرير التنمية البشرية للبرنامج الإنمائي للأمم المتحدة بين الدول ذات التنمية البشرية المتدنية.
 
حذف.. تشويه ومسخ
وفي العدد الجديد من مجلة «التعريب» التي تصدر عن المركز العربي للتعريب والترجمة والنشر بدمشق يثير أيضاً د. شوقي المعري قضايا لغوية معاصرة، لافتاً إلى أن ثمة أبحاثاً في اللغة والنحو والصرف فيها مما يشكل أكثر من القاعدة، وبعضها فيه من روح الشاذ أكثر من القاعدة كالنسب والتصغير، وكثير من هذه الأبحاث بحاجة إلى تيسير، أو شرح، أو تفسير، ولكن معظم محاولات التيسير، فشلت لأن أصحابه لم يعرفوا كيف يكون التيسير بل عمد هؤلاء إلى التلخيص أو الحذف، وهذا ليس تيسيراً بل تشويه وصل إلى حد المسخ، أما التيسير - برأيه - فهو في تقديم المادة سهلة واضحة بعد تشذيبها، كالحذف، والتوضيح، والتعليق، وإن كنا بحاجة في كثير من الأحيان إلى بعض الجرأة.
ويقول د. المعري إنه كثيراً ما هربنا من المواجهة، وتركنا للآخرين مهمة التصدي لمثل هذه الموضوعات والمشكلات التي تثير الأسئلة والجدل والنقاش، ولكننا - ويا للأسف - حتى الآن لم نصل إلى حل لكثير من المشكلات، وربما انتظر البعض، أو قال البعض الآخر لننتظر الدوائر المختصة بهذا الأمر لتدلوا بدلوها ثم تفتي لنا فتواها اللغوية أو النحوية أو الصرفية، وها نحن أولاء انتظرنا كثيراً، وفاتنا القطار في محطات عديدة ولم نعد نستطيع اللحاق به، ويبدو أننا سننتظر طويلاً إذا بقينا في مكاننا نرواح، والكل يسأل، وما الحل؟ ومتى الحل أن فكرنا في البحث عنه؟
ويؤكد د. المعري أن الحل بأيدي الإدارات الرسمية المختصة المهتمة باللغة بدءاً من مجمع اللغة العربية وانتهاء بآخر مدرس على آخر حدود الوطن ومروراً بوزارات التربية، والتعليم العالي، الحل!! لأننا فعلنا هذا غير مرة، فجاءتنا بعض الحلول من مجامع أخرى في مقدمتها مجمع اللغة العربية بالقاهرة، فلا نحن قبلنا بما جاء به، أو بمعظم ما قرره، ولا نحن فعلنا ما هو واجب علينا، فعدنا إلى مكاننا سالمين، مشيراً إلى أن كثيراً من القرارات يجب أن يكون ملزماً، نعم يجب أن تكون هذه القرارات إلزامية تقرر على الجميع بدءاً من المدارس ومناهجها.
 
تأصيل.. سرعة.. عشوائية
ويرى د. محمد حسين علي زعين الأستاذ المساعد في قسم اللغة العربية كلية التربية للعلوم الإنسانية بجامعة كربلاء في بحث له بعنوان: «المصطلح اللغوي.. قراءة في تأصيل المفاهيم»، وإن كانت العربية قد واجهت (مشكلة العصر) التي تتمثل في كيفية الحفاظ على هويتها وجذورها وألا تبقى متربعة على عرش العالمية كما كانت في السابق فضلاً على كونها لغة الحضارة الجدية المعاصرة، فهذا لا يتأتى إلا إذا استطاعت أن تواكب التطور العلمي والمدني والحضاري وشتى مجالات الحياة والعمل على توفير المصطلح الجديد ومجاراة سرعة ظهور المصطلحات الحديثة وعدم الوقوف أمام هذه الثورة المصطلحاتية - إن جاز لنا ذلك - موقف المتفرج، وقد تسنى لنا ذلك بما نملك من تجارب قديمة وحديثة ووظفنا الوسائل المتعددة التي تعين في تنمية هذه اللغة وتطويرها ووجدنا أن أهم وسيلتين في هذا المضمار هما:
الترجمة، والتعريب، مشيراً إلى أن التعريب نافع في المصطلحات عموماً - وفي المصطلح اللغوي خصوصاً - وهو من أسهل وسائل وضع المصطلح اللغوي ولكنه في الوقت ذاته من أخطر بل من أكثر هذه الوسائل خطورة إذا ما جعلت المسألة عشوائية بلا ضوابط وبلا قيود، لأنه إذا لم يراع ذوق العربية وأبنيتها الصرفية فستدخل إلى العربية ما لا تقبله.
إن قضية المصطلح اللغوي وكيفية التعامل معه تكون من أهم القضايا التي تلقى بظلالها اليوم في الساحة العربية اللغوية العربية ولا بد من الانتباه والاهتمام به، لأننا نرى أن ناقوس الخطر قد بدأ يدق إيذاناً باحتلال المصطلح الغربي لأغلب مساحات اللغة العربية وعلومها، وإن لم تستدرك القضية وتعالج فإن هذا الأمر سيدخل عنوة إلى قاعات الدرس الأكاديمي العربي كما دخل إلى مساحات التأليف بلا رقيب وبلا مدافع.
 
مراقبة.. انقطاع وإسقاطات
ويدعو د. محمد حسين علي زعين كل الغيورين على لغتهم الأم - اللغة العربية – إلى شحذ الهمم ومراقبة الأمر مراقبة جدية والعمل على أن يكون المصلح اللغوي العربي في الصدارة كما كان في القرون السابقة وإلا فإن النهاية لن تحمد عقباها.
ويؤكد أ. د محمود أحمد السيد في بحث له حمل عنوان: «التعليم العالي والزاد الثقافي لمواجهة تحديات العصر» أن التحديات في عالمنا المعاصر تتجلى على درجة عالية من التعقيد، يتداخل فيها السياسي والاقتصادي مع الثقافي والمعرفي من جهة، ومع التقاني والإعلامي والبيئي والقيمي من جهة أخرى، في حال من انقطاع التاريخ عما سبقه، وفي تحولات المتسارعة ينسخ كل الإسقاطات المستقبلية المعتادة التي تنطلق من وضعية محددة المعالم.
ويشير د. السيد إلى أنه على الجامعة أن تعيد النظر في منظومة كيانها بنية ووظيفة وعمليات وموارد، حتى تتمكن من الإسهام في بناء المستقبل وإعداد جيل مستقبلي يواجه التحديات بالفهم والمعرفة الخلاقة والمبدعة.
مجلة التعريب التي قدم لأبحاثها مديرها المسؤول أ. د. زيد إبراهيم العساف نشرت في عددها الخامس والأربعين عدداً من الأبحاث القيمة حول اللغة العربية مشكلاتها ومكانتها وسبل النهوض بها.


الوطن

التعليقات
الأخوة والأخوات

نرحب بالتعليقات التي تناقش وتحلل وتضيف إلى المعلومات المطروحة عن الموضوعات التي يتم عرضها في الصحيفة، ولكن الصحيفة تحمل المشاركين كامل المسؤولية عن ما يقدمونه من أفكار وما يعرضون من معلومات أو نقد بناء عن أي موضوع. وكل ما ينشر لا يعبر عن الصحيفة ولا عن المؤسسات التي تتبع لها بأي شكل من الأشكال. ولا تقبل الألفاظ والكلمات التي تتعرض للأشخاص أو تمس بالقيم والأخلاق والآداب العامة.

الاسم
البلد
البريد الالكتروني
الرمز
اعادة كتابة الرمز
التعليق
 
   
جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية