للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  دعوة للمشاركة والحضور           المؤتمر الدولي العاشر للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

لماذا نتحدث اللغة العربية؟

محمد ناصر علي الرياشي


لن أخفي عنكم أني أحترت في الإجابة عن هذا السؤال فقررت أن اكتب أراء من هم أعلم مني، ومنهم الدكتور محمد بن محمود فجال الذي أجاب بقوله: أن من أهم عوامل إبداع الطلاب وحصولهم على أعلى المستويات في مناهجهم وتعليمهم أن يتم شرح العلوم كلها لهم بلغتهم الأم التي هي لغة العلم والمعرفة والثقافة في الوطن العربي.

فإذا أتقن التلميذ منذ صغرِهِ اللغةَ العربيةَ الفصحى التي هي لغة الكتاب، وأصبحت هذه اللغةُ حيَّةً في ضميره ، وخالَجَتْ مَشاعِرَهُ وأَحاسِيسَهُ استطاع أن يقرأَ كُلَّ شَيءٍ ، ويَفْهَمَ مَعْناهُ ، بل ويُفَكِّرَ ، ويقترحَ ، ويناقِشَ ، ويَبْتَكِرَ ، وبذلك يَصِلُ إلى مَرْحَلَةِ الإِبْداعِ والإنْتاجِ والتأثير في مجتمعه ؛ لأنه استطاعَ فَهْمَ العلومِ والمعارِفِ بلغتِهِ التي تَعَلَّمَها منذُ مرحلةِ السليقَةِ والفِطْرَةِ .

أما لو كانت اللهجةُ العاميةُ هي التي تخالجُ مَشَاعِرَهُ ، وهي الحيَّةُ في ضميرِهِ كان هذا مختلفًا عن أداة الثقافة الحقيقية ، ولأصبح تفكيرُه غَيْرَ إنتاجي ، وغيرَ إبداعي ؛ لأنه يفكر بغير لغة العلم .فالتفكير ينبغي أن يكون بلغة العلم ، وبأسلوب التعليم الهادف .

واكتساب المفهومات العلمية في مرحلةٍ مبكرةٍ ومدى إتقانها هما اللذان يُقِرَّانِ مصيرَ النمو العقلي للطفل ، ويحددان منهج التفكير لديه ، ومستقبل حياته العلمية والعملية .وقد أثبت علماء اللغة بأن الكلام الفردي للطفل يُوَلِّد الكلام الداخلي الذي له علاقة وثيقة بالإبداع ..وكذلك على التلميذ أن يتحدث بالفصحى في المحافل فهي اللغة التي تربط بين أبناء الوطن العربي ، وهي التي تؤلف القلوب ، فكيف يفهم الشرقيون على أهل المغرب العربي إذا لم يتقنا اللغة العربية الفصحى ،ويجبُ على الدعاة والخطباء والمعلمين والمذيعين تَنْزِيهُ أنفسهم عن التحدث بالعامية ؛ لأنَّ الفصحى هي اللغة التي تليق بهم ، فهم يريدون إيصال معلومات إلى الناس وإقناعهم بها ، فإن لم تكن لديهم ثقافة لغوية تمكنهم من ذلك فشلوا في أداء رسالتهم .

وعندما لا يستطيع المتحدث بها التعبيرَ عن أفكاره ، فهذا ليس عيبًا في اللغة ، وإنما في ضحالة الثروة اللغوية وفقرها لديه ، وعندما يعجز عن الإبانة عمَّا يعتلج في فكره ، فعندئذٍ تُتهم اللغة بأنها معوقة الإبداع .وذلك مثل الذي لا يستطيع صعود الجبل لضعف همته وقدرته ، فيطلب من الجبل الانخفاضَ والدنوَّ ، ويكون الخطأ على الجبل الذي علا وارتفع وكان ينبغي أن لا يظل شاهقًا، ليناسب ضِعافَ الهِمَّة والعزيمة !! .

إنَّ الأمر يحتاجُ إلى إرادةٍ قَوِيَّةٍ ، وعزيمةٍ حازمةٍ ، وإيمانٍ جازمٍ بقدرة الفصحى على استيعاب العلوم والمصطلحات كلها .ولا ننسَ أن الأجيال الواعدة هم الآنَ أمانةٌ عندنا ، فنحن الذين ننشئهم ونعودهم وندربهم ، وسينشؤون على ما عودناهم عليه ،،،فالطفل يكتسب اللغة فطريًا في مرحلة الصِّغر من بيئته اللغوية التي يعيشها ، وتصبح لديه سليقةً .

فمَنْ توانى أو تراخى في استخدام اللغة العربية الفصحى مع طلابه فإنه يكون مُقَصِّرًا تقصيرًا بيِّنًا بحق نفسه ، وبحقِّ أُمَّتِهِ ، ومَنْ ادَّعى غير ما ذكرتُ فقد أخطأَ ووَهِمَ .

التعليقات
الأخوة والأخوات

نرحب بالتعليقات التي تناقش وتحلل وتضيف إلى المعلومات المطروحة عن الموضوعات التي يتم عرضها في الصحيفة، ولكن الصحيفة تحمل المشاركين كامل المسؤولية عن ما يقدمونه من أفكار وما يعرضون من معلومات أو نقد بناء عن أي موضوع. وكل ما ينشر لا يعبر عن الصحيفة ولا عن المؤسسات التي تتبع لها بأي شكل من الأشكال. ولا تقبل الألفاظ والكلمات التي تتعرض للأشخاص أو تمس بالقيم والأخلاق والآداب العامة.

الاسم
البلد
البريد الالكتروني
الرمز
اعادة كتابة الرمز
التعليق
 
   
جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية