|
|
صالة الوصول
أ. محمد فرحات
صالةُ الوصولِ بالمطارِ تُخبرني دائمًا بأسماء أحبائي..
كعادةِ الطائرات تهبط الطائرة متأخرة كي يتلهف منتظرو العائدين من السفر للقاء ذويهم..
الصالةُ حولي مُزدحمة بهم يبحثون عن بعضهم البعض، وتسير قدماي بينهم أحمل حقيبة أوراقي نحو السير الدائري الذي يدور حاملاً حقائب العائدين..
رفعتُ حقيبتي الوحيدة من على السير وأنا ألمح بعيني قفصًا حديدًا كبيرًا يدفعه اثنان من عمال المطار يرتديان زيًّا موحدًا نحو بوابة الخروج..
كان القفص يحوي كلبًا ضخمًا ذو شعرٍ أصفر كثيف..
حملتُ حقيبتي وسرت خلفهما نحو بوابة الخروج، وسرنا متتاليين حتى وصل القفص عند البوابة فرأيتُ في انتظاره سيدة ثلاثينية تقف قلقة تشب بقدميها تنظر في داخل الصالة المزدحمة إلى أن رأت القفص فتغيرت ملامح وجهها للابتهاج وهي تنطق باسم الكلب
- "كوبر".
وظلتْ تُوجِه نحو وجهه المقيد كلمات تحوي اشتياقها له، وبدوره تحرك الكلب الضخم بشدة داخل القفص يريد الخروج لها فأدخلت أصابعها بين قضبان القفص لتلمس شعره الأصفر ليهدأ، وتحركتْ مُسرعة نحو العاملين وأعطتهما نقودًا وأحدهما يفتح القفص للكلب فجرى نحوها يهز جسده الممتلئ وهي تجري نحوه وتبادلا العناق..
وأنا خلفهما..
أحمل حقيبتي..
وأتجه وحيدًا نحو سيارات الأجرة كي أستقل واحدة وأعود إلى بيتي.. .
|
|
|
|
|