|

ولادة مبشرة لمجمع اللغة العربية في الشارقة
أعلن الشيخ سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم الشارقة عن إقامة مجمع للغة العربية في إمارة الشارقة بدولة الإمارات العربية المتحدة "ليكون عونا ومساندا للمجامع العربية في مختلف أقطار العالم العربي".
وجاء إعلان القاسمي الاثنين أثناء حضوره مؤتمر مجمع اللغة العربية بالقاهرة في دورته الثانية والثمانين والذي اقيم تحت عنوان "واقع اللغة العربية في المجتمعات العربية.. الأسباب والمواجهة".
وتزف ولادة مجمع اللغة العربية في الشارقة بشرى لعشاق لغة الضاد بما انها ستساهم في مزيد دعم وترسيخ اللغة العربية لدى الناشئة.
وقال في كلمته أمام أعضاء المجمع "من هذا المكان اسمحوا لي أن أعلن عن قرار افتتاح مجمع للغة العربية في إمارة الشارقة بعد موافقة مجمع اللغة العربية في القاهرة واتحاد مجامع اللغة العربية".
وأضاف "نعاهدكم أن ذلك المركز أو ذلك المجمع سيتكفل بجميع احتياجات المجامع العربية أينما كانت وسيكون على رأس أولوياته القيام بتمويل إصدار القاموس اللغوي التاريخي وكل ما يتعلق به".
وكان القاسمي قد اختير عضوا فخريا بمجلس مجمع اللغة العربية بالقاهرة في ديسمبر/كانون الأول.
وهذه هي المرة الأولى التي يختار فيها المجمع عضوا فخريا به منذ افتتاحه في 1934.
وعن رؤيته للتحديات المعاصرة التي تواجه اللغة العربية قال القاسمي "لعل حضراتكم تتفقون معي على أن ثقافتنا العربية تتعرض لكثير من المخاطر وهو ما يدفع البعض منا إلى الحديث عن الأمن الثقافي والغزو الثقافي وما إلى ذلك من عبارات لم يكن لنا عهد بها من قبل ولكنها كاشفة عن عمق الشعور بالخطر على هويتنا".
وأضاف قائلا "لعل مكمن الخطر الحقيقي هو التسليم بحتمية التفوق الفكري للغرب والنتيجة الطبيعية لهذا كله هو الخضوع لقيم الثقافة الغربية واقتباس أساليب الحياة السائدة فيها".
وحاكم الشارقة (76 عاما) من الشخصيات الإماراتية الشغوفة بالتاريخ والثقافة والفنون وتنقل خلال فترة تعليمه بين الشارقة والكويت ومصر وتولى سابقا وزارة التربية والتعليم بالحكومة الاتحادية.
وأطلق الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي في وقت سابق "جائزة محمد بن راشد للغة العربية" العالمية.
وتهدف الجائزة الى تشجيع الإسهامات الاستثنائية في خدمة اللغة العربية وتكريم روادها وإبراز التجارب الناجحة والمتميزة في نشرها وتعليمها.
وقال الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بهذه المناسبة إن "لغة القرآن محفوظة بحفظ الله لها..وهدفنا من إطلاق هذه الجائزة هو خدمتها وتمكينها والإسهام في نشرها والاحتفاء بالمبدعين من أبنائها".
وأكد أن "المساهمة في الحفاظ على اللغة العربية عبر تكريم الرواد والمتميزين من أبنائها والعاملين على خدمتها.. فيه ترسيخ لهويتنا وحفاظ على تراثنا وفكرنا وثقافتنا وحماية لأجيالنا الجديدة من فقدان أهم أداة ثقافية وتعليمية ولغوية نمتلكها".
وشملت جائزة محمد بن راشد للغة العربية خمسة فروع حيث سيتم تكريم المبادرات المتميزة والإسهامات الاستثنائية لدعم اللغة العربية في مجالات التعليم والإعلام والتعريب والتكنولوجيا وحفظ ونشر التراث اللغوي العربي.
وتضمنت الجائزة 10 فئات يتم تكريمها بشكل سنوي حيث خصصت الفئة الأولى لأفضل مشروع في مجال التعريب وأعمال الترجمة إلى العربية.. وفي مجال الاعلام تكرم الجائزة أفضل الأعمال في الإعلام التقليدي كالبرامج الإعلامية التلفزيونية أو الصحفية أو الإذاعية الناطقة بالعربية.. وفي الاعلام التفاعلي أفضل إبداع صمم ونفذ على مواقع التواصل الاجتماعي.
أما في مجال التكنولوجيا والتطبيقات الذكية فتكرم الجائزة أفضل تطبيق ذكي لتعليم اللغة العربية عبر برامج الكمبيوتر أو عبر الهواتف الذكية وأفضل موقع الكتروني أيضا لنشر اللغة العربية.
وخصصت فئة لتكريم أفضل المبادرات التي تسهم في الحفاظ على التراث العربي اللغوي من خلال جمعه ونشره وجعله متاحا وميسرا للوصول إليه من قبل العلماء والمختصين وذلك من خلال "المخطوطات والمكتبات العربية ودور النشر" وفقا لنفس الصحيفة.
وحظي التعليم بنصيب وافر من فئات الجائزة ليشمل التعليم العالي والتعليم العام المدرسي حيث تكرم أفضل المبادرات والمشروعات والبرامج التي تصممها وتنفذها مؤسسات التعليم العالي لتشجيع استعمال اللغة العربية في الكليات أو الجامعات.
وبجانب تكريم أفضل المبادرات التي تساعد على تعليم اللغة العربية من حيث المناهج أو طرق التدريس، ستحتفي المسابقة بالمراكز والبرامج المتخصصة في تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها علاوة على تخصيص فئة للمبادرات التي تشجع على القراءة باللغة العربية ونشر الوعي بأهميتها وتيسير وصول الكتب إلى أيدي القراء.
وتهدف "جائزة محمد بن راشد للغة العربية" إلى تعزيز مكانة الإمارات وموقعها الريادي كمركز للإمتياز للغة العربية وتعزيز استخدامها في الحياة العامة وتسهيل تعلمها وتدريسها.
وتتوق الجائزة ايضا إلى دعم أهمية اللغة في مواكبة التطورات التقنية والفنية والعلمية والتجاوب مع الافاق المستقبلية وإمكانية استخدامها في التعاملات والتطبيقات الذكية وتمكين العاملين في ميدان اللغة العربية من الاستفادة من المبادرات والمشاريع المقدمة.
ميدل ايست أونلاين
|